[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

جمال الأخلاق :-

لا تنظر إلى جمال الوجه أو طول القوام ولا تهتم لغزارة العلم وكثرة الأموال إلا إذا اقترن جمال الخلق بجمال الأخلاق فهي زينة الإنسان وهي أحسن أثواب الجمال وأبهى حلل الكمال لهذا كانت من صفات الأنبياء ومن معالم العلماء وما الأخلاق الكريمة سلعة تشترى ولا ثوبا يكتسى ولكنها الصبر على المكاره والابتسامة للمصاعب ومقابلة الإساءة بالإحسان والخطأ بالصفح والغفران ولتكن السماحة شيمتك فمن الناس أفراد فطروا على اللطف والسماحة إن صاحبتهم أحببتهم وإن جاورتهم حمدت جوارهم وإن وجدوا منك حسنة نشروها وإن رأوا سيئة ستروها وإن وقع نظرك عليهم قابلوك بالبشر واستقبلوك بالإنس فنعم الناس هم أما الآخرون إذا نظرت إليهم وجدت وجوههم مكفهرة ونفوسهم شريرة وإن واصلتهم أساؤوا إليك وإن قاطعتهم كذبوا عليك فبئس الناس هم فابتعد عنهم جعلنا الله وإياكم من أصحاب الأخلاق الكريمة ولا يختلف اثنان على أن الخلق الحسن في حد ذاته جمال يزين صاحبته :-

ليس الجمال بأثواب تزيننا
= إن الجمال جمال العلم والأدب

وكم من حسن في الخُلُق غطى عيبًا في الخَلْق وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم : ' اللهم كما أحسنت خَلْقِي فحسّن خُلُقِي '. والحياء من أجمل الأخلاق لأنه خلق يثمر سلوكًا مع الله وسلوكًا مع الخلق أيضًا، فمن كانت به صفة الحياء يلقى من الخلق الثناء :-

فلا والله ما في العيش خير
= ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

يعيش المرء ما استحيا بخير
= ويبقى العود ما بقي اللحاء

هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .