رد: ليلة القدر وكيفية إحياء هذه الليلة
كُتب : [ 17 - 09 - 2009 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
علامات ليلة القدر :-
الحمد لله رب العالمين، باسط الفضل، ومعطي الجميل، ومسبغ النعمة على الخلق أجمعين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :-
أيها المسلمون : من نفحات الله وبركاته الفاضلة الجزيلة علينا في هذا الشهر العظيم؛ هذه الليلة الجليلة التي سميت بـ " ليلة القدر " وما أدراك ما هي ؟ إنها خير من ألف شهر، قال المفسرون : { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } (1) معناه : " عمل صالح في ليلة القدر خير من عَمِل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر " (2) وقال الإمام / النووي - رحمه الله -: " ليلة القدر مختصة بهذه الأمة، زادها الله شرفاً، فلم تكن لمن قبلها ... " وقال أيضاً : " ليلة القدر باقية إلى يوم القيامة، ويستحب طلبها والاجتهاد في إدراكها ". (3)
وقد يتساءل كثير من المسلمين : كيف نعرف ليلة القدر ؟ وهل لها علامات تعرف بها ؟ ما صفاتها ؟
ولأن " الأحاديث التي في ليلة القدر ليس فيها حديث صريح بأنها ليلة كذا وكذا " (4) نود أن نذكر هنا العلامات التي ذكر العلماء بأنها تدل على هذه الليلة العظيمة، ونورد ما صح من الأحاديث في هذا الموضوع فنقول :-
من علامات ليلة القدر :-
1- أنها ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة : فعن / عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء ) (5)
2- أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها وتصبح ضعيفة حمراء : فعن / زر بن حبيش - رضي الله عنه - قال : سمعت / أبيَّ بن كعب يقول - وقيل له إن / عبدالله بن مسعود يقول : من قام السنة أصاب ليلة القدر - فقال أُبيّ : " والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان - يحلف ما يستثني - ووالله إني لأعلم أي ليلة هي : هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين، وأمارتها : أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها " (6) ولا بأس أن يجمع بين هذا الأثر، وبين الحديث السابق : ( تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء ) بأن يقال : أتها أول ما تبدو ضعيفة حمراء، ثم تكون بيضاء لا شعاع لها إلى ما شاء الله، ثم تعود على طبيعتها .
3- ليلة لا يُرمى فيها بنجم : فعن / واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ليلة القدر بلجة، لا حارة ولا باردة، ( ولا سحاب فيها، ولا مطر، ولا ريح )، ولا يرمى فيها بنجم، ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها ) (7)
وذكر بعض العلماء علامات أخرى - منها -:-
4- زيادة النور في تلك الليلة وطمأنينة القلب وانشراح الصدر من المؤمن (8)
5- أنها ليلة الأوتار من العشر الأواخر : وقد دل على ذلك أحاديث كثيرة منها حديث / أبى سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( وقد رأيت هذه الليلة فأنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في كل وتر ) (9) قال / ابن تيمية - رحمه الله -: " ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان هكذا صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( هي في العشر الأواخر من رمضان ) (10) وتكون في الوتر منها، لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين " (11)
أما غير هذه العلامات فهي علامات كما قيل : " لا أصل لها " (12)
نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يبلغنا ليلة القدر ونحن في صحة وعافية، وأن يوفقنا لقيامها، والاجتهاد فيها، وأن يكتب لنا فيها خير ما كتبه لعباده الصالحين والحمد لله رب العالمين .
-------------
1- سورة القدر (3)
2- تفسير البغوي (8/491)
3- المجموع (6/447)
4- زاد المعاد (1/376)
5- أخرجه الطيالسي في مسنده برقم (2680)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (9606)
6- رواه مسلم برقم (1821)
7- رواه الطبراني في الكبير برقم (17605)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (9603) إلا ما بين القوسين فقد ضعفه .
8- إعانة المسلم في شرح صحيح مسلم (1/84)
9- رواه البخاري برقم (1914)، ومسلم برقم (2826)، واللفظ لمسلم .
10- رواه البخاري برقم (2022) دون ذكره كلمة : رمضان .
11- الفتاوى الكبرى (2/475)
12- إعانة المسلم في شرح صحيح مسلم (1/84) هذا والله يحفظكم ويرعاكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|