رد: القراّن الكريم
كُتب : [ 18 - 09 - 2009 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
قد صح عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قوله : " إن القرآن أنزل علي سبعة أحرف . كلها كافي شافي ". وروي ذلك عنه جمع كبير من الصحابة رضوان الله عليهم منهم عمر وعثمان وابن مسعود وابن عباس وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري وأبي بن كعب وعمرو بن العاص وعبدالرحمن بن عوف وغيرهم ممن شهد أنه سمعه من رسول الله - صلي الله عليه وسلم - على ما سيأتي بيانه ولكن العلماء اختلفوا في معني هذه الأحرف اختلافاً كثيراً حتي قال ابن حبال : " اختلف أهل العلم في معني الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولاً ". ولنبدأ بذكر الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الأمر لنعرف من خلالها المراد من الأحرف السبعة :-
1- روي البخاري ومسلم في صحيحيهما عن / ابن عباس قال : قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - " أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل استزيده ويزيدني حتي انتهي إلى سبعة أحرف ".
2- وروي البخاري ومسلم أن / عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت / هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله فكدت أساوره - أقاتله - في الصلاة فانتظرته حتي سلم ثم لببته بردائه - أو بردائي - فقلت : من أقرأك هذه السورة ؟ قال أقرأنيها رسول الله فقلت : كذبت فوالله أن رسول الله أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها فانطلقت أقوده إلى رسول الله فقلت : يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم : أرسله يا عمر إقرأ يا هشام فقرأ هذه القراءة التي سمعت فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - هكذا نزلت إن هذا القرآن أنزل علي سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه ". وفي لفظ آخر : " فمن قرأ بحرف منها فهو كما قرأ ".
أصول مستفادة :-
نستطيع أن نستخلص من هذه الأحاديث - وما في معناها - أصولاً خمسة :-
الأصل الأول : أن الإلزام بقراءة القرآن على حرف واحد في أول العهد به أمر يشق على هذه الأمة الأمية وهم مختلفون في لهجاتهم كما أن فيهم الشيخ الكبير والطفل الصغير .
الأصل الثاني : أن المقصود من إنزال القرآن على سبعة أحرف هو التيسير علي هذه الأمة في الفهم والقراءة .
الأصل الثالث : أن الأمة كانت مخيرة في القراءة بأي حرف من هذه الأحرف السبعة فكلها كاف شاف - كما جاء في بعض الروايات .
الأصل الرابع : أن الصحابة كانوا يقرؤن على وجوه مختلفة بحسب ما تعلم كل منهم من رسول الله - صلي الله عليه وسلم - حتي أنكر بعضهم على بعض قراءته لأنه لم يسمعها من رسول الله - صلي الله عليه وسلم -.
الأصل الخامس : أن رسول الله قد أقر كل قاريء على قراءته على أنها منزلة جميعا من عند الله عز وجل فهذه الأصول الخمسة ينبغي أخذها في الاعتبار عند تقرير كل قول من الأقوال الواردة في معني الأحرف السبعة . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|