رد: عقيق بني عقيل وادي الدواسر حالياً
كُتب : [ 22 - 09 - 2009 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : ذكر بعض الإخوة الباحثين من بني قول في بحثه بني ( عُـقــَيْـل ) لمحة عن أنسابهم وتأريخهم وأحوالهم ــ قائلا : وذكرنا أن بني (عُقيل) كانت تقيم في أرضها التي تسمى وادي العقيق ــ والذي يُطلق عليهِ حالياً وادي الدواسر ــ وذلك عند مبعث الرسول (صلى الله عليه وسلم)، بالإضافة إلى نزول قسم منهم في الأفلاج إلى جوار باقي إخوتهم من بني (كعب بن ربيعة بن عامر بن صصعة)، كما أن قسما من بني (عُقيل) كانوا ينزلون مجاورين لبني عمومتهم من بني (كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة)
وكانت (عُقيل) تمثل الثقل الأكبر في بني (كعب) ومنها فرسانهم وأبطالهم ولعل مما يُميز بني (عُقيل) وقومهم من بني (كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة) ومعهم إخوتهم من بني (كلاب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعة)، كونهما القبيلتان الوحيدتان من بين قبائل (هوازن) التي لم تشترك في الحرب ضد المسلمين في معركة (حُنين) الشهيرة التي جرت بين جمع (هوازن) من المشركين وجيش المسلمين في العام (8 هـ) والتي نصرَ الله فيها المسلمين، وتذكر بعض المصادر أن كلَّ بني (عامر) ــ باستثناء بنو (هلال) ــ لم تشترك في قتال المسلمين في (حنين)
وأعطى الرسول (ص) بني (كعب) ــ ومنهم (عُقيل) ــ حصة كبيرة من غنائم هذه المعركة، وتذكر كتب التواريخ أن (هوازن) قد اصطحبت معها الى معركة (حنين) الشاعر والفارس المشهور (دُريد بن الصمة)، وهو من بني (غزية) من (جُشم) من (هوازن)، وكان مشركاً أبى الدخول في الأسلام، وكان شيخاً كبير العمر وقد عميّ، إلاّ أن (هوازن) أصطحبته معها الى هذه الحرب للأستشارة برأيه وتيمناً بهِ لما لهُ من معرفة كبيرة بالحروب والوقائع، فلما توجهت (هوازن) لحرب المسلمين، سئلهم (دُريد) عن القبائل التي قدمت مع (هوازن) فقيل لهُ أن كل قبائل (هوازن) موجودة هنا لحرب المسلمين ما عدا (كعب) و (كلاب)، فقال (دُريد بن الصمة) حينها قولتهُ المشهورة : ( لقد غاب الحد والجد )، وكان يعني بـ (الحد) بني (كعب) فهم لم يكونوا فرسان بني (عامر بن صعصعة) فقط بل كانوا فرسان (هوازن) في الملمات، و(الحد) هو السيف .. فـ (دريد) هنا يصف (كعب) كأنهم سيوف (هوازن)، أما ما قصدهُ (دريد) بـ (الجد) فهم بنو (كلاب) ففيهم كانت رئاسة (قيس عيلان) كلها بالاضافة إلى رئاسة (هوازن)، فضلاً عن رئاسة قومهم بنو (عامر بن صعصعة)، فكان قول (دريد) هذا يدل على مدى قوة (كعب) ــ ومنهم (عُقيل) ــ وشدة بأسهم، فكا ّن (دريد) قد بشـّر المشركين من (هوازن) بالخذلان بعد أن عرف أن (كعب) لن تشترك بفرسانها معهم .
وكانت لـ (كعب) العقد ــ أي عقد التحالفات ــ ورئاسة الجيش في حروب بني (عامر بن صعصعة) وكانت (عُقيل) هم غرة (كعب) ودعامتها وفيهم عزتها ومنهم قوتها ولها منعتهم . وقد أنبث بنو (عُقيل) في جيوش الفتح الإسلامي فوصلت طوائف منهم إلى (الهند) شرقاً وإلى (الأندلس) غرباً، فنزلت جموع منهم في العراق وبلاد الجزيرة الفراتية وبلاد الشام ومصر وبرقة وبلدان المغرب العربي والأندلس وفي بلدان المشرق الأسلامي مثل فارس وخراسان وغيرها، وكان لهم ذكر وتأثير حيثما نزلوا، ورغم أن أعداداً كبيرة منهم قد هاجرت خارج الجزيرة العربية، إلاّ أن أغلب بطونهم بقيت في (وادي العقيق) موطنهم الأول وكان لبني (عُقيل) دور مشرّف في البعثة النبوية الشريفة، فقد أسلموا ووَفدَ منهم جماعة على الرسول (صلى الله عليه وسلم)
أما وفد بني (عُقيل) الى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فهم (ربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عُقيل)، و (مطرف بن عبدالله بن الأعلم بن عمرو بن ربيعة بن عُقيل)، و (أنس بن قيس بن المنتفق بن عامر بن عُقيل)، فبايعوا وأسلموا وقد أعطاهم الرسول (صلى الله عليه و سلم) العقيق، عقيق بني عُقيل ــ الذي يُسّمى (وادي الدواسر) حالياً ــ، وكتب لهم الرسول (ص) بذلك كتاباً في أديم أحمر، وقد بقي هذا الكتاب عند (مطرف) ثم وفد (لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عُقيل) على الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فأعطاه الرسول (صلى الله عليه وسلم) ماء يقال له (النظيم)، ثم وفد بعد ذلك (الحصين بن المعلّى العُقيلي) وبصحبته (ذو الجوشن الضبابي الكلابي) فأسلما .
وقال (ابن كثير) في (البداية والنهاية) ــ (الجزء الخامس) ــ وفد بني (عُقيل بن كعب) : { ذكر الواقدي : أنهم قدموا على رسول الله فأقطعهم العقيق ــ عقيق بنى عُقيل ــ وهي أرض فيها نخيل وعيون، وكتب بذلك كتابا « بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمد رسول الله ربيعا ومطرفا، وأنسا، أعطاهم العقيق ما أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وسمعوا وطاعوا، ولم يعطهم حقا لمسلم » فكان الكتاب في يد مطرف قال : وقدم عليه أيضا لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عُقيل - وهو أبو رزين - فأعطاه ماء يقال له : النظيم، وبايعه على قومه }
وجاء أيضاً في (البداية والنهاية) ــ (الجزء الخامس) : وفادة لقيط بن عامر المنتفق أبي رزين العُقيلي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبدالله بن الإمام أحمد : كتب إلي إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير الزبيري : كتبت إليك بهذا الحديث وقد عرضته وسمعته على ما كتبت به إليك، فحدث بذلك عني قال : حدثني عبدالرحمن بن المغيرة الحزامي، حدثني عبدالرحمن بن عياش السمعي الأنصاري القبائي من بني عمرو بن عوف، عن دلهم بن الأسود بن عبدالله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العُقيلي عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر قال دلهم : وحدثنيه أبي الأسود عن عاصم بن لقيط أن لقيطا خرج وافدا إلى رسول الله ومعه صاحب له يقال له : نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق }
أما (العقيق) فهو : عقيق عُقيل ــ ( وادي الدواسر ) حالياً ــ، ومن المعروف أن عقيق عُقيل كان مركزا هاما من مراكز عُقيل بن كعب ومن بلادهم أودية بيشة وأودية رنية وأسافل تثليث وحتى بلاد الأفلاج التي تحلها إخوتهم من بني كعب - كجعدة والحريش وقشير والعجلان وبني حبيب، وتفيد المصادر أن هنالك بقايا لبطون (عقيل بن كعب) في كل البلدان المذكورة بعد هجرات فروعها العديدة خارج بلدانها المذكورة، فالبقايا قد انضمت إلى القبائل الأخرى، وأكثرها في القحطانية التي وفدت إليها في بلادها وأصبحت معدودة فيها ومنها من لا يزال يحمل مسمى فرعه الأول ولكنه منتميا لغيره، أي إلى الفروع القحطانية في الوقت الحاضر . انظر : [ التعليقات والنوادر لأبي علي الهجري ــ ص : 1665، 1701،1702،1765، 6719، 1810، 1811، 1819 ] وكتاب : [ نظرات في الأدب والتاريخ والأنساب علي حسن العبادي ــ ص : 101ــ 113 ] هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|