أحبتي أسرة منتديات سبيع الغلباء
صباحكم/مساؤكم وطن ، وخير ، وشعر ، وعطر ، وحب
يسرني أيها الأحبة وأبناء العمومة أن تشاركونني قراءة هذه القصيدة التي نظمتها بمناسبة الذكرى المئوية الأولى للمملكة عام 1419هـ ، ويسرني أن أعيد نشرها بمناسبة حلول ذكرى اليوم الوطني المجيد.
الْمَمْلَكَةُ بَيْنَ الأَمْسِ وَالْيَوْمِ
بِالأَمْسِ كَانَتْ ( رِيَاضُ الْعُرْبِ ) غَائِبَةً=عَنْ دَوْرِهَا الْمُرْتَجَى في مَحْفَلِ الأُمَمِ
وَالْيَوْمَ عَادَتْ تَقُودُ الْعُرْبَ قَاطِبَةً=تُوَحِّدُ الْعُرْبَ رُغْمَ الْحَاسِدِ الْقَزَمِ
بِالأَمْسِ كَانَتْ فَلاَةً لاَ حَيَاةَ بِهَا=صَحْرَاءَ فِيهَا رِيَاحُ الْخَوْفِ وَالْعَدَمِ
وَالْيَوْمَ قَامَتْ جِنَانٌ في جَوَانِبِهَا=تُطِيبُ نَاظِرَهَا إِنْ كَانَ ذَا سَقَمِ
بِالأَمْسِ كَانَتْ خِيَامُ الْبَدْوِ تَمْلَؤُهَا=وَالرِّيحُ تَخْفِقُ بِالأَطْنَابِ وَالْحُزُمِ
وَالْيَوْمَ قَامَتْ عِمَارَاتٌ وَأَبْنِيَةٌ=تُنَاطِحُ السُّحْبَ في الآفَاقِ مِنْ شَمَمِ
بِالأَمْسِ لِلْجَهْلِ في أَرْجَائِهَا سَكَنٌ=يَعُمُّهَا الظُّلْمُ وَالإِظْلاَمُ مِنْ قَتَمِ
وَالْيَوْمَ فِيهَا صُرُوحُ الْعِلْمِ شَامِخَةً=تُحَارِبُ الْجَهْلَ بِالْقِرْطَاسِ وَالْقَلَمِ
بِالأَمْسِ فِيهَا حُرُوبٌ كُلُّهَا فِتَنٌ=قَتْلٌ ، وَخَوْفٌ ، وَتَهْدِيدٌ بِمُنْتَقِمِ
وَالْيَوْمَ فِيهَا أَمَانٌ لاَ مَثِيلَ لَهُ=حَتَّى غَدَتْ مَضْرِبَ الأَمْثَالِ في الأُمَمِ
بِالأَمْسِ كَانَتْ بِهَا الأَوْبَاءُ فَاشِيَةٌ=يَمُوتُ ذُو السُّقْمِ شَاكٍ شِدَّةَ الأَلَمِ
وَالْيَومَ فِيهَا مَصَحَّاتٌ مَطَوَّرةٌ=تُمَارِسُ الطِّبَّ وِفْقَ الأَحْدَثِ النُّظُمِ
فَادْعُوا الإِلَهَ عَسَى مَنْ كَانَ وَحَّدَهَا=يَعِيشُ في الْخُلْدِ يَوْمَ الْحَشْرِ وَالزَّحَمِ
( عَبْدُالْعَزِيزِ ) الَّذِي أَرْسَى دَعَائِمَهَا=بِالْحَقِّ وَالْعَدْلِ في وَصْلٍ لِذِي الرَّحِمِ
( وَصُحْبَةٌ ) خَلَّدَ التَّارِيخُ سِيرَتَهُمْ=حَتَّى غَدَوْا مِثْلَمَا نَارٌ عَلَى عَلَمِ
تَجَشَّمُوا الصَّعْبَ مَا هَابُوا وَمَا وَجِلُوا=حَتَّى تَحَقَّقَ مَا ( لِلصَّقْرِ ) مِنْ حُلُمِ
( أُولَئِكَ الأُسْدُ ) مِنْ شَتَّى قَبَائِلِنَا=( وَعَشْرَةٌ ) مِنْ ( بَنِي قَوْمِي ) وَمِن ( رَحِمِي )
( سِتُّونَ ) شَخْصاً أَعَادُوا مَجْدَ مَمْلَكَةٍ=في ( خَامِسِ الْعِيدِ ) شَقُّوا ظُلْمَةَ الْعَتَمِ
في عَامِ ( تِسْعٍ وَعَشْرٍ ) قَالَ قَائِلُهُمْ:=الْمُلْكُ لاِبْنِ الَّذِي قَدْ سَادَ مِنْ قِدِمِ
فَجَاءَ ( أَهْلُ الرِّيَاضِ ) الْحُبُّ يَدْفَعُهُمْ=وَالشَّوْقُ يَمْلَؤُهُمْ ، وَالْعَيْنُ لَمْ تَنَمِ
وَبَايَعُوا ( الصَّقْرَ ) قَالُوا : أَنْتَ قَائِدُنَا=فَسِرْ بِنَا لِلْعُلاَ سَاقاً عَلَى قَدَمِ
فَقَالَ: بِاسْمِ الإِلَهِ الْفَرْدِ نَبْدَأُهُ=وَسَارَ سَيْراً حَثِيثاً جَدُّ مُنْتَظِمِ
يُوَاصِلُ اللَّيْلَ بِالإِصْبَاحِ مُجْتَهِداً=بِهِمَّةٍ حَلَّقَتْ في شَاهِقِ الْقِمَمِ
عَشْرٌ ، وَعَشْرٌ ، وَعَشْرٌ مِثْلُهَا انْصَرَمَتْ=لَمْ يَسْتَكِنْ أَوْ يَقُلْ: أَحْسَسْتُ بِالسَّأَمِ
حَتَّى اسْتَوَتْ كُلُّهَا في غَيْرِ مَظْلَمَةٍ=مِنْ ( سَاحِلِ الْبَحْرِ ) حَتَّى ( شَاطِيءَ النِّعَمِ )
وَمِنْ ( جَنُوبٍ ) إِلَى ( أَقْصَى شَمَائِلِهَا )=ثُمَّ انْثَنَى لِلْبِنَا الْمَأْمُولِ في زَخَمِ
وَأَطْلَقَ ( الإِسْمَ ) كَيْ يُضْحِي لَنَا عَلَماً=بَيْنَ الأَنَامِ مِنَ الأَعْرَابِ وَالْعَجَمِ
في عَامِ ( إِحْدَى وَخَمْسِينٍ ) مُوَثَّقَةً=مِنْ بَعْدِ تَوْحِيدِهَا بِالْحَرْبِ وَالسَّلَمِ
وَخَلَّفَ ( الأُسْدَ ) تَمْضِي في مَسِيرَتِهِ=فَوَاصَلُوا السَّيْرَ في الإِصْبَاحِ وَالظُّلَمِ
حَتَّى أَتَى عَهْدُ ( فَهْدِ الْخَيْرِ ) فَاكْتَمَلَتْ=كُلُّ الأُمُورِ الَّتِي بِالأَمْسِ في الْحُلُمِ
أَطَالَ رَبِّي لَنَا في عُمْرِهِ أَمَداً=آمِينُ يَا مَنْ سَمِعْتَ الْقَوْلَ مِنْ كَلِمِي
وَيَحْفَظُ اللهُ ( عَبْدَاللهِ ) نَائِبَهُ=رَمْزَ الشَّهَامَةِ وَالأَخْلاَقِ وَالْقِيَمِ
وَنَائِباً ثَانِياً يَحْمِي الْحُدُودَ لَنَا=( سُلْطَانَ ) رَمْزَ الْوَفَا وَالْجُودِ وَالْكَرَمِ
وَالْيَوْمَ قَدْ كَمُلَتْ ( تِسْعُونَ ) زَائِدَةً=( عَشْراً ) ، فَهَذَا كَمَالُ الْقَرْنِ بِالتَّمَمِ
سَلِمْتَ يَا وَطَنِي مِنْ كُلِّ مُرْزِئَةٍ=( قَرْناً ) ، ( وَقَرْناً ) ، ( وَقَرْناً رَابِعاً ) وَدُمِ
وَعِشْتَ مُزْدَهِراً في ظِلِّ ( قَادَتِنَا )=في كُلِّ بُقْعَةِ أَرْضٍ عَالِيَ الْعَلَمِ
أَقُولُهَا وَاعْذِرُوني إِنْ بَدَا خَلَلٌ=في الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ أَوْ في الْجَرِّ وَالْجَزِمِ
حسين السبيعي
الدمام 5/10/1419هـ