عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 87 )
الحررر النبيطي
عضو فعال
رقم العضوية : 31083
تاريخ التسجيل : 05 - 09 - 2008
الدولة : ذكر
العمر : 53
الجنس :
مكان الإقامة : الخبررر
عدد المشاركات : 191 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : الحررر النبيطي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الخضران كما أوردهم ابن خلدون في تاريخه وسبب تسميتهم

كُتب : [ 05 - 10 - 2009 ]



ومن بني قشير يزيد بن الطرثية القشيري وما اشتهر به من شعر ووسامة وما حصل بين بني قشير وبني جرم

نسبه : ذكر ابن الكلبي أن اسمه يزيد بن الصمة أحد بني سلمة الخير بن قشير. وذكر البصريون أنه من ولد الأعور بن قشير

وقيل أن الطثرية أم يزيد كانت مولعةً بإخراج زبد اللبن، فسميت الطثرية. وطثرة اللبن: زبدته.
كان يلقب مودقاً لجماله، وكان كثير التحدث إلى النساء: ويكنى يزيد أبا المكشوح. وكان يلقب مودقاً، سمي بذلك لحسن وجهه وحسن شعره وحلاوة حديثه، فكانوا يقولون: إنه إذا جلس بين النساء ودقهن


ما جرى بين جرم وقشير وما كان من مياد الجرمي ويزيد بن الطثرية

وروى عنه عبد الله بن عمر عن يحيى بن جابر أحد بني عمرو بن كلاب عن سعاد بنت يزيد بن زريق امرأةٍ منهم: أن يزيد بن الطثرية كان من أحسن من مضى وجهاً وأطيبه حديثاً، وأن النساء كانت مفتونةً به، وذكر الناس أنه كان عنيناً، وذلك أنه لا عقب له، وأن الناس أمحلوا حتى ذهبت الدقيقة من المال ونهكت الجليلة، فأقبل صرمٌ من جرم ساقته السنة والجدب من بلاده إلى بلاد بني قشير، وكان بينهم وبين بني قشير حربٌ عظيمة، فلم يجدوا بداً من رمي قشيرٍ بأنفسهم لما قد ساقهم من الجدب والمجاعة ودقة الأموال وما أشرفوا عليه من الهلكة، ووقع الربيع في بلاد بني قشيرٍ فانتجعها الناس وطلبوها، فلم يعد أن لقيت جرمٌ قشيراً، فنصبت قشيرٌ لهم الحرب. فقالت جرم: إنما جئنا مستجيرين غير محاربين. قالوا: مما ذا? قالوا: من السنة والجدب والهلكة التي لا باقية لها. فأجارتهم قشيرٌ وسالمتهم وأرعتهم طرفاً من بلادها. وكان في جرم فتًى يقال له مياد، وكان غزلاً حسن الوجه تام القامة آخذاً بقلوب النساء. والغزل في جرمٍ جائزٌ حسن، وهو في قشيرٍ نائرة. فلما نازلت جرمٌ قشيراً وجاورتها أصبح ميادٌ الجرمي فغدا إلى القشيريات يطلب منهن الغزل والصبا والحديث واستبراز الفتيات عند غيبة الرجال واشتغالهم بالسقي والرعية وما أشبه ذلك، فدفعنه عنهم وأسمعنه ما يكره. وراحت رجالهن عليهن وهن مغضبات، فقال عجائز منهن: والله ما ندري أرعيتم جرماً المرعى أم أرعيتموهم نساءكم! فاشتد ذلك عليهم وقالوا: وما أدراكنه? قلن: رجلٌ منذ اليوم ظل مجحراً لنا ما يطلع منا رأس واحدةٍ، يدور بين بيوتنا. فقال بعضهم: بيتوا جرماً فاصطلموها. وقال بعضهم: قبيح! قومٌ قد سقيتموهم مياهكم وأرعيتموهم مراعيكم وخلطتموهم بأنفسهم وأجرتموهم من القحط والسنة تفتاتون عليه هذه الافتيات! لا تفعلوا، ولكن تصبحوا وتقدموا إلى هؤلاء القوم في هذا الرجل، فإنه سفيهٌ من سفهائهم فليأخذوا على يديه. فإن يفعلوا فأتموا لهم إحسانكم، وإن يمتنعوا ويقروا ما كان منه يحل لكم البسط عليهم وتخرجوا من ذمتهم، فأجمعوا على ذلك. فلما أصبحوا غداً نفر منهم إلى جرمٍ فقالوا: ما هذه البدعة التي قد جاورتمونا بها! إن كانت هذه البدعة سجيةً لكم فليس لكم عندنا إرعاء ولا إسقاء، فبرزوا عنا أنفسكم وأذنوا بحرب. وإن كان افتتاناً فغيرواً على من فعله. وإنهم لم يعدوا أن قالوا لجرمٍ ذلك. فقام رجالٌ من جرمٍ وقالوا: ما هذا الذي نالكم? قالوا: رجلٌ منكم أمس ظل يجر أذياله بين أبياتنا ما ندري علام كان أمره! فقهقهت جرمٌ من جفاء القشيريين وعجرفيتها وقالوا: إنكم لتحسون من نسائكم ببلاءٍ، ألا فابعثوا إلى بيوتنا رجلاً ورجلاً. فقالوا: والله ما نحس من نسائنا ببلاء، وما نعرف منهن إلا العفة والكرم، ولكن فيكم الذي قلتم. قالوا: فإنا نبعث رجلاً إلى بيوتكم يا بني قشير إذا غدت الرجال وأخلف النساء، وتبعثون رجلاً إلى البيوت، ونتحالف أنه لا يتقدم رجلٌ منا إلى زوجةٍ ولا أخت ولا بنت ولا يعلمها بشيء مما دار بين القوم، فيظل كلاهما في بيوت أصحابه حتى يردا علينا عشياً الماء وتخلى لهما البيوت، ولا تبرز عليهما امرأةُ ولا تصادق منهما واحداً فيقبل منهما صرفٌ ولا عدلٌ إلا بموثق يأخذه عليها وعلامةٍ تكون معه منها. قالوا: اللهم نعم. فظلوا يومهم ذلك وباتوا ليلتهم، حتى إذا كان من الغد غدوا إلى الماء وتحالفوا أنه لا يعود إلى البيوت منهم أحد دون الليل. وغدا مياد الجرمي إلى القشيريات، وغدا يزيد بن الطثرية القشيري إلى الجرميات، فظل عندهن بأكرم مظلٍّ لا يصير إلى واحدةٍ منهن إلا افتتنت به وتابعته إلى المودة والإخاء وقبض منها رهناً وسألته ألا يدخل من بيوت جرمٍ إلا بيتها، فيقول لها: وأي شيء تخافين وقد أخذت مني المواثيق والعهود وليس لأحدٍ في قلبي نصيبٌ غيرك، حتى صليت العصر. فانصرف يزيد بفتخٍ كثيرٍ وذبلٍ وبراقع وانصرف مكحولاً مدهوناً شبعان ريان مرجل اللمة. وظل ميادٌ الجرمي يدور بين بيوت القشيريات مرجوماً مقصًى لا يتقرب إلى بيت إلا استقبلته الولائد بالعمد والجندل، فتهالك لهن وظن انه ارتيادٌ منهن له، حتى أخذه ضربٌ كثير بالجندل ورأى البأس منهن وجهده العطش، فانصرف حتى جاء إلى سمرةٍ قريباً إلى نصف النهار، فتوسد يده ونام تحتها نويمةً حتى أفرجت عنه الظهيرة وفاءت الأظلال وسكن بعض ما به من ألم الضرب وبرد عطشه قليلاً، ثم قرب إلى الماء حتى ورد على القوم قبل يزيد، فوج أمةً تذود غنماً في بعض الظعن، فأخذ برقعها فقال: هذا برقع واحدةٍ من نسائكم، فطرحه بين يدي القوم، وجاءت الأمة تعدو فتعلقت ببرقعها فرد عليها وخجل ميادٌ خجلاً شديداً. وجاء يزيد ممسياً وقد كاد القوم أن يتفرقوا، فنثر كمه بين أيديهم ملآن براقع وذبلاً وفتخاً، وقد حلف القوم ألا يعرف رجلٌ شيئاً إلا رفعه. فلما نثر ما معه اسودت وجوه جرمٍ وأمسكوا بأيديهم إمساكةً. فقالت قشير: أنتم تعرفون ما كان بيننا أمس من العهود والمواثيق وتحرج الأموال والأهل، فمن شاء أن ينصرف إلى حرام فليمسك يده، فبسط كل رجل يده إلى ما عرف فأخذه وتفرقوا عن حرب، وقالوا: هذه مكيدةٌ يا قشير. فقال في ذلك يزيد بن الطثرية:

فإن شئت يا مياد زرنا وزرتـم ولم ننفس الدنيا على من يصيبها
أيذهب ميادٌ بألباب نـسـوتـي ونسوة ميادٍ صحيحٌ قلـوبـهـا
وقال مياد الجرمي:

لعمرك إن جمع بني قشيرٍ لجرمٍ في يزيد لظالمونـا
أليس الظلم أن أباك منـا وأنك في كتيبة آخـرينـا
أحالفةٌ عليك بنو قـشـيرٍ يمين الصبر أم متحرجونا

وبلي يزيد بعشق جاريةٍ من جرم في ذلك اليوم يقال لها وحشية، وكانت من أحسن النساء. ونافرتهم جرمٌ فلم يجد إليها سبيلاً، فصار من العشق إلى أن أشرف على الموت واشتد به الجهد، فجاء إلى ابن عم له يقال له خليفة بن بوزل، بعد اختلاف الأطباء إليه ويأسهم منه، فقال له: يا بن عم، قد تعلم أنه ليس إلى هذه المرأة سبيل، وأن التعزي أجمل، فما أربك في أن تقتل نفسك وتأثم بربك!. قال: وما همي يا بن عم بنفسي وما لي فيها أمر ولا نهيٌ، ولا همي إلا نفس الجرمية، فإن كنت تريد حياتي فأرنيها. قال: كيف الحيلة? قال: تحملني إليها. فحمله إليها وهو لا يطمع في الجرمية، إلا أنهم كانوا إذا قالوا له نذهب بك إلى وحشية أبل قليلاً وراجع وطمع، وإذا أيس منها اشتد به الوجع. فخرج به خليفة بن بوزل فحمله فتخلل به اليمن، حتى إذا دخل في قبيلةٍ انتسب إلى أخرى ويخبر أنه طالب حاجة. وأبل حتى صلح بعض الصلاح، وطمع فيه ابن عمه، وصارا بعد زمانٍ إلى حيّ وحشية فلقيا الرعيان وكمنا في جبل من الجبال. فجعل خليفة ينزل فيتعرض لرعيان الشاء فيسألهم عن راعي وحشية، حتى لقي غلامها وغنمها، فواعدهم موعداً وسألهم ما حال وحشية? فقال غلامها: هي والله بشرٍّ! لا حفظ الله بني قشير ولا يوماً رأيناهم فيه! فما زالت عليلةً منذ رأيناهم وكان بها طرفٌ مما بابن الطثرية فقال: ويحك! فإن ها هنا إنساناً يداويها، فلا تقل لأحدٍ غيرها. قال: نعم إن شاء الله تعالى. فأعلمها الراعي ما قال له الرجل حين صار إليها. فقالت له: ويحك! فجيء به. ثم إنه خرج فلقيه بالغد فأعلمه، وطل عنده يرعى غنمه، وتأخر عن الشاء حتى تقدمته الشاء وجنح الليل، وانحدر بين يدي غنمه حتى أراحها. ومشى فيها يزيد حتى قربت من البيت على أربع وتجلل شملةً سوداء بلون شاةٍ من الغنم، فصار إلى وحشية، فسرت به سروراً شديداً، وأدخلته ستراً لها وجمعت عليه من الغد من تثق به من صواحباتها وأترابها. وقد كان عهد إلى ابن عمه أن يقيم في الجبل ثلاث ليال، فإن لم يره فلينصرف. فأقام يزيد عندها ثلاث ليال ورجع إلى أصح ما كان عليه، ثم انصرف فصار إلى صاحبه. فقال: ما وراءك يا يزيد? ورأى من سروره وطيب نفسه ما سره. فقال:

لو انك شاهدت الصبا يا بن بوزلٍ بفرع الغضى إذ راجعتني غياطله
لشاهدت لهواً بعد شحطٍ من النوى على سخط الأعداء حلواً شمائلـه
صوت ويوماً كإبهام القطاة مزينـاً لعيني ضحاه غالباً لي باطله

غنى في البيت الثالث وبعده البيت الثاني، وروايته:
تشاهد لهواً بعد شحطٍ من النوى
مخارقٌ ثاني ثقيلٍ بالوسطى عن حبش.

أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا عبد الله بن عمرو قال حدثني علي بن الصباح قلا: قال أبو محضة الأعرابي وأنشد هذه الأبيات ليزيد بن الطثرية، فلما بلغ إلى قوله: بنفسي من لو مر برد بنـانـه على كبدي كانت شفاءً أنامله
ومن هابني في كل أمرٍ وهبته فلا هو يعطيني ولا أنا سائله
طرب لذلك وقال: هذا والله من مغنج الكلام.
كتب إلى وحشية شعراً فأجابته: ونسخت من كتاب الحسن بن علي: حدثنا عبد الله بن عمرو قال حدثني هشام بن محمد بن موسى قال حدثنا عبد الله بن إبراهيم الطائي قال حدثني عبد الله بن روح الغنوي قال حدثتني ظبية بنت وزير الجاهلية قالت: كتب يزيد بن الطثرية إلى وحشية:

أحبك أطراف النهار بشـاشةً وبالليل يدعوني الهوى فأجيب
لئن أصبحت ريح المودة بيننـا شمالاً لقدماً كنت وهي جنوب

فأجابته بقولها:

أحبك حب اليأس إن نفع الحـيا وإن لم يكن لي من هواك طبيب







قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ



التعديل الأخير تم بواسطة الحررر النبيطي ; 05 - 10 - 2009 الساعة 12:04
رد مع اقتباس