رد: الحج عند العرب ودور بني تميم فيه
كُتب : [ 12 - 10 - 2009 ]
اسمح استاذي الفاضل بهذا التعقيب اذا تكرمت فقد نقلت استشهاد للكاتب ببيت للفرزدق في الاجازة والافاضة وهذا البيت قد سطى عليه الفرزدق - وان صح القول فإنه يعتبر سرقة وقصته مشهورة عند الادباء والمفكرين وهو لجميل العذري صاحب بثينة
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا
وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
وسرقات الفررزدق كثيرة ومشهرورة - قد قال احد الادباء تسع اعشار شعر الفرزدق سرقة..
يخلص ابن رشيق إلى الحديث عن أقسام السرقات أو قلْ أنواعها على ما فيها من تداخل، وهو بهذا يعد تابعاً للحاتمي- كما ذكرنا- في هذا التقسيم، أما الأنواع فهي: الاصطراف والإغارة والغصب والمرافدة والاهتدام، والنظر والملاحظة والاختلاس، ونقل المعنى والموازنة والعكس والمواردة والتلفيق والتركيب، وقد عرف المؤلف كلا من هذه الأنواع وأورد أمثلة على كل منها. أما (الاصطراف) فهو أن يعجب الشاعر بأبيات ما فيصرفها إلى شعره، لكن من الاصطراف ماهو إيجابي فني مرغوب، ومنه ماهو غير لائق ويدخل في باب الانتحال والادّعاء عندما لا يعترف الشاعر بحق الآخرين، وعندما لا يكون الاصطراف اجتلاباً فنياً مرغوباً. أما (الإغارة) فهي كما ترى مصطلح أخلاقي اجتماعي، ولكن النقاد نقلوه إلى النقد الأدبي وأطلقوه على العملية التي يكون فيها الشاعر قد اخترع بيتاً جميلاً فيأتي من هو أعظم منه ذكراً وأبعد صوتاً فيسطو عليه وينسبه إلى نفسه فيروى له ولا يروى لقائله، وهذا هو طغيان الكبير على الصغير حتى في مجال الإبداع، ومن أبرز شواهده قول جميل بن معمر العذري:
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا
وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
فعندما سمعه الفرزدق ينشد هذا البيت قال: أنا أحق بهذا البيت منك ، منطلقاً من أن الملك في قبيلته هو وليس في (عذرة) قبيلة الشاعر المسطو عليه، ولكن جميلاً لم يترك البيت للفرزدق ولم يسقطه من شعره. أما (الغصب) فمثله مثل الإغارة، ويبدو أن الغصب يجري فيه تنازل الشاعر الأول للثاني تنازلاً تاماً، ويأتي الفرزدق غاصباً كما رأيناه مغيراً، فهل امتد النفوذ القبلي وروح الاستئثار حتى إلى الشعر؟!
ارجو تقبل مداخلتي بصدر رحب
|