عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: نسب قبيلة عتيبة عند الأستاذ / تركي بن مطلق القداح العتيبي

كُتب : [ 01 - 11 - 2009 ]

بنو سعـد :

لا شك في أنّ بني سعد الذين يقطنون جنوب الطائف هم من شبابة كنانة ؛ إذ هم في ديار شبابة كنانة كما تقدّم . وقد ذكر الهمداني وعرام بن الأصبغ السلمي بني سعد في جنوب الطائف خلال القرن الثالث الهجري ؛ وبهذا نعلم أنّ وجود بني سعد في جنوب الطائف قديم جدًّا ، مع ملاحظة أنّ نصوص العلماء تتفق أنّ شبابة من كنانة وأن بني سعد من كنانة ، كما جاء في نصي البلاذري والهمداني المتقدّمين . وقبيلة بني سعد هذه من قبائل جنوب الطائف ، وبلاد السراة من بلاد الحجاز .

ومن أقدم من ذكرها في هذه الديار هما عرام السلمي والهمداني .

ويرى بعض بني سعد هؤلاء أنهم بنو سعد بن بكر بن هوازن (41) الذين وصفهم أبو علي الهجري ، من علماء القرن الرابع الهجري ، بسعد الحضنة لاحتضانهم النبي (42) على يد مرضعته حليمة السعدية - رحمها الله - كما يدّعي البعض أن مكانًا يقع في جنوب الطائف في الشوحطة من بلاد الذويبات أنه منـزل حليمة السعدية ، وهذا وهْمٌ يدحضه واقع الديار (43)، كما أن كُتُب السِّيَر لم تشر إلى ذلك .

رأي شيخنا الشيخ الجاسر - رحمه لله - في بني سعد :

وكان للشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - رأي ننقله هنا حول بني سعد الذين يسكنون جنوب الطائف ، وهو قوله : " إنّ أكثر عشائر عتيبة تنتمي إلى بني سعد ، القبيلة المعروفة بمنطقة الطائف ، ولا يمكن الجزم بأنها قبيلة ( حليمة السعدية ) وإن اشتهر هذا عند العامة ؛ إذ مجرّد ما تناقله العامّة لا يصح الجزم بصحته ، وقد يكون له أصل منها ". (44).

لكن بني سعد اليوم يتفقون في نفس الوقت نقلاً عن أسلافهم ، ومن خلال أشعارهم القديمة المنشورة أنهم ينحدرون من شبابة ، وأنّ أصلهم هو شبابة (45)، وهذا ما يتفق مع النصوص مثل نص الزركلي الذي يقول فيه : " بنو سعد وهم رؤوس شبابة ". (46).

ومما تقدّم نلاحظ أنّ الرواية المدوّنة القائلة أنّ بني سعد هم من بني شبابة ، صحيحة ، وتتفق مع ما دوّنته المصادر القديمة مثل نص البلاذري والهمداني ، وعرام وغيرهم من العلماء التي مرت بنا نصوصهم .

وبهذا نعلم أنّ نسبة بني سعد إلى بني شبابة صحيحة ، بل إنّ الأدلة كلها تفيد بثبوت ذلك وصحته .

أقدم فروع بني سعد في النصوص القديمة :

لا شك أنّ معظم بطون بني سعد اليوم هي بطون وفروع عريقة ، لكني سأذكر هنا ما توفر لديّ من خلال النصوص القديمة والمتاحة التي ذكرت بعض هذه البطون فنقول ما يلي :

1- وقدان من بني سعد في بلاد الطائف :

ذكرهم الهجري ، وهو من علماء القرن الرابع الهجري ، وهم أحد فروع بني سعد القديمة والمذكورة في ديار بني شبابة من بلاد الطائف ، حيث ذكر بني وقدان فقال : " أنشدني الثمالي للوقداني " ثم قال : " من أحلاف ثقيف ". (47).

وقد ذكر المرجاني الذي كان بالطائف سنة 754 و 796هـ وادي نخب حيث قال : " وهو الآن قرية يسكنها جماعة من عتيبة ( بني سعد ) يقال لهم : وقدان ، وفيه مزارع وآبار ". (48).

ولا تزال وقدان تقطن وادي النمل ( نخب )، شرق الطائف ، إلى يومنا هذا مجاورين ثقيف .

كما أورد الحضراوي ( ت1327هـ ) في ترجمة بديوي الوقداني عندما اجتمع به بالطائف سنة 1287هـ ونقل عنه نسبه فقال : " بديوي بن جبران بن هندي بن جبر بن صالح بن مسفر بن حجل الوقداني السعدي نسبة إلى بني سعد العتيبي ... ". (49).

كذلك ذكر الشريف محمد بن منصور أنّ إحدى وثائق وقدان التي تعود إلى القرن العاشر الهجري ينعت المالك لها بعد ذكر اسمه : بالوقداني السعدي (50).

كما ذكر سنوك هرخرونيه في رحلته إلى مكّة وجدّة في سنتي 1302-1303هـ الشاعر بديوي الوقداني فقال : " الشيخ بديوي الوقداني السعدي ". (51).

2- الثبتة من بني سعد :

ذكر الفاسي ( ت832هـ )، أحد بطون بني سعد ، وهم الثبتة باسم الثبيتات ، وذلك سنة 827هـ ، في ترجمة محمد بن فرج المكي ، القائد جمال الدين حيث قال : " كان أبوه مولى لبعض الأعراب المعروفين بالثبيتات ". (52).

وبهذه النصوص نعلم أنّ وجود بني سعد في هذه الديار قديم جدًّا ، أي من وقت البلاذري ( ت279هـ ) والهجري ، وربما أقدم من ذلك لورود ذِكر بني شبابة في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وأنهم في بلاد بني شبابة حتى طغى مسمى بني سعد على اسم شبابة ، فصارت السراة المعروفة بسراة شبابة تعرف بسراة بني سعد ، ولا يزال بنو سعد ينتسبون إلى شبابة ، ويفخرون بها . وقد ذكر ذلك غير واحد من المؤرخين :

كالزركلي والبلادي مما تقدّمت نصوصهم (53). وقد قال الجاسر - رحمه الله - عن شبابة : " ... وعلى هذا فإنّ هذا الاسم بعد أن كان يطلق على قبيلة ، أصبح كلمة اعتزاء وشعار يشمل قبائل كثيرة مختلفة النسب ، متباينة المنازل ". وقد تقدّم ذِكر هذا النص .

وقال أيضًا : " ويطلق اسم شبابة في عصرنا الحاضر على مجموعة من القبائل . قال الأستاذ محمد سعيد كمال في كتابه ( تاريخ الطائف ) : " وفي العارفين بالأنساب من يُرجع هذه القبائل إلى أصلين أعلى من عتيبة وثقيف ، وهما شبابة وخندف ، فإذا قيل شبابة اندمجت فيها قبائل عتيبة كلها ، وبني الحارث ، وبني سعد ، وهم رؤوس شبابة ، وحرب وقحطان ... ". (54).

الهوامش :

(1) الجبال والأمكنة ، تأليف الإمام جارالله أبي القاسم محمود بن عمر الومخشري ؛ تحقيق د . أحمد عبدالتواب ، دار الفضيلة ، القاهرة ،[د . ت]، ص98. وقد ذكر الأصفهاني هذا الوادي وغيره من بلاد كنانة من أودية وجبال ومياه مثل : وادي أدام ، ووداي الضّجن ، ووداي مَلكان ، وجبلا تضرع وتضارع ، وماء خذارق ، وماء مجنّة ، وماء المحدث ، ورخمَة ، وجبل سروَعَة ، وجبيل شَامَة ، وجبل ضَاف ، وجبل يقال له الوَتَرُ ، انظر كتابه بلاد العرب ، تأليف الحسن بن عبدالله الأصفهاني ، من علماء القرن الثالث الهجري ، تحقيق حمد الجاسر ، ود . صالح العلي ، منشورات دار اليمامة ، الرياض ، [د . ت]، ص16، 17، 19، 21، 22، 23، 48.

(2) معجم البلدان ، 1/631. (3) المصدر السابق ، 2/47.

(4) معجم معالم الحجاز ، 2/38-39. (5) معجم ما استعجم ، 1/173 و4/225.

(6) معجم البلدان ، 5/504. (7) معجم البلدان ، 5/128.

(8) الجبال والأمكنة ، 98؛ ومعجم البلدان ، 2/341.

(9) معجم البلدان ، 3/250. (10) المصدر السابق ، 4/93.

(11) صفة جزيرة العرب ، 120. (12) في سراة غامد وزهران ، 356.

(13) نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب ، تأليف ابن سعيد المغربي ، تح . د . نصرت عبدالرحمن ، مكتبة الأقصى ، عمّان ، 1982م، 1/372.

(14) معجم البلدان ، 3/231، وهو ناقل عن الهمداني .

(15) الإصابة في تمييز الصحابة ، تأليف الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ( ت852هـ )، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1، 1415هـ/1995م ، 1/178-179 و265.

(16) صفة جزيرة العرب ، 323.

(17) ذيول تاريخ الطبري ، صلة تاريخ الطبري ، عريب بن سعد القرطبي ، ط3، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم ، دار المعارف ، القاهرة ، [د . ت]، 71.

(18) صفة جزيرة العرب ، 323.

(19) المصدر السابق ، ص60.

(20) انظر : عن غزوان ، 60 و323 وعروان ، 211 و266 و267 و292، المصدر نفسه

(21) معالم الحجاز ، 6/246.

(22) المصدر السابق ، 6/83.

(23) معجم البلدان ، 4/125-126.

(24) معجم معالم الحجاز ، 684.

(25) مسالك الممالك ، تأليف أبي اسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الأصطخري ، دار صادر ، وهو معول على كتاب صور الأقاليم للبلخي ، ص19، ونقل النص ابن حوقل في كتابه صورة الأرض ، ص22، كذلك نقله الإدريسي (560هـ) في كتابه نزهة المشتاق ، ط1، 1409هـ/1989م ، 145.

(26) معجم البلدان ، 3/121.

(27) صفة جزيرة العرب ، 233.

(28) صفة جزيرة العرب ، 440.

(29) نشوة الطرب ، 1/372.

(30) أسماء جبال تهامة ، تأليف عرام بن الأصبغ السلمي ، تحقيق وتعليق د . محمد صالح شناوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1، 1410هـ/1990م ، 22.

(31) المصدر السابق ، 26، وحول تعليق الدكتور الثبيتي ، انظر : مجلة العرب ، س24.

(32) مجلة العرب ، مقالة للدكتور عياد الثبيتي ، س24.

(33) نوادر المخطوطات ، تح . عبدالسلام هارون ، ط1،1373هـ/1954م ، ص414 ( حاشية ).

(34) معجم ما استعجم ، 3/69. (35) نوادر المخطوطات ، ص14 ( حاشية ).

(36) مجلة العرب ، س24. (37) جمهرة النسب ، 1/423، 425.

(38) معجم معالم الحجاز ، 4/107. (39) المصدر السابق ، 2/246-247.

(40) العقد الثمين ، مصدر سابق 5/147. ومما يؤيّد أيضا صحة انتساب بني سعد القبيلة التي تقطن جنوب الطائف إلى شبابة كنانة وثيقة مهمة مؤرخة في 10/3/1005هـ حيث ورد فيها انتساب أحد بطون بني سعد وهم النفعة إلى جد سعد بني سعد ثم إلى عتيب جد قبيلة عتيبة ، ثم إلى شباب جدّ قبيلة شبابة ؛ وبهذا نعلم أن بني سعد الواردة في نصوص عرام والهمداني هي بني سعد من عتيبة ، حيث يعدّ ما ذكراه في نظري ذكرًا لعتيبة في القرن الثالث الهجري ، وهذا نص النسب الوارد في الوثيقة وهو : ( صرار ومجنون أولاد صالح بن نافع [ جد النفعة ] بن نفيع وبركوت ومزروع أولاد علي بن طويفح بن نفيع بن رائق بن فلاح بن شملان [ شملى ] بن زياد بن علي بن كتيم بن كعب بن بطيان بن سعد [ جد بني سعد ] بن حجاج بن مسعود بن أكوع بن عتيب [ جد قبيلة عتيبة ] بن كعب بن هوازم بن صالح بن شباب [ جد شبابة ] والله أعلم ).

(41) مجلة العرب ، س28، ص38. (42) التعليقات والنوادر ، 4/75-76.

(43) وقد ألّفت كتابًا عن قبيلة بني سعد بن بكر خلصت فيه إلى أنّ ديارهم لم تصل يومًا إلى جنوب الطائف ، وعن دحض هذا القول ، انظر : تركي بن مطلق القداح ، بنو سعد بن بكر أظار النبي ، ط1، 1424هـ/2003م، ص74 و89-90 الذي ضمنته مقال الدكتور عياد الثبيتي القيّم المنشور في مجلة العرب ، س24.

(44) مجلة العرب ، س30، ص425.

(45) انظر : مجلة العرب ، س28، ص38.

(46) ما رأيت وما سمعت ، 152.

(47) التعليقات والنوادر ، 4/1898.

(48) إهداء اللطائف ، لحسن العجيمي ، تحقيق د . يحيى ساعاتي ، [د . ت] ص ص 72، 64.

(49) نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعِبر ( مخطوط )، دار الكتب القومية ، القاهرة ، مخطوطة رقم 1970تاريخ تيمور ، الورقة 185-186 أتحفني بصورة من هذه الترجمة مشكورًا الأخ الباحث محمد بن فهد الحربي .

(50) قبائل الطائف وأشراف الحجاز ، الشريف محمد بن منصور بن هاشم ، دار الحارثي ، الطائف ، ط1، 1401هـ، ص98، هذه الوثيقة اطلعت عليها فوجدت تاريخها هو سنة 913هـ .

(51) صفحات من تاريخ مكة ، تعريب د . علي عودة الشيوخ ، 1419هـ/1999م ، صدر بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية ، 2/649.

(52) العقد الثمين ، مصدر سابق ، 2/337.

(53) ما رأيت وما سمعت ، 152، والارتسامات اللطاف ، تأليف شكيب أرسلان ، دار الشعب بالقاهرة ، 341؛ والبلادي ، معجم معالم الحجاز ، 6/37-38؛ ومعجم قبائل الحجاز ، 243.

(54) في سراة غامد وزهران ، 464

بسم الله الرحمن الرحيم

ورد إلى " العرب " من الأستاذ / فالح ذياب العتيبي من مكة المكرمة ما يلي :

" اطلعت مؤخرًا على بحثٍ نُشر في مجلة " العرب " للأخ الأستاذ / تركي بن مطلق القداح العتيبي بعنوان " تحقيق نسب وبلاد بني شبابة " الذي ذهب فيه إلى انتساب قبيلة عتيبة إلى شبابة الكنانية ، وهو نفس القول الذي ذهب إليه الأستاذ / راشد بن حمدان المسعودي في تعقيب له بمجلة العرب ، ولقد رغب إليّ أخي الأستاذ / تركي في اتصال هاتفي أن أدْلي بدلوي في محاولة للاقتراب من الحقيقة في مسألة نسب عتيبة . وبعد قراءتي لبحثه الذي نُشر بالمجلة على جزأين وتناول فيه عددًا من أقوال المؤرخين والنسّابين بخصوص بني شبابة وديار كنانة ، رأيتُ أن أبعث إليكم بمرئياتي حول الموضوع ، راجيًا أن يُنشر اجتهادي هذا قريبًا في مجلة العرب مع وافر الشكر . وسيكون تعقيبي من خلال النقاط التالية :

حول نسب عتيبة :

1- ياقوت لم يقل أنّ خيف ذي القبر في نخلة الشامية بل قال : " خيف ذي القبر أسفل من خيف سلام ، وخيف سلام بلد بقرب عُسفان على طريق المدينة " (1). فبهذا لا تكون نخلة الشامية منـزلاً لسعد كنانة ! هذا إن وجد شيء اسمه سعد كنانة !! ومسروح التي ذكرها ياقوت من سكان خيف ذي القبر قد تكون مسروح سعد هوازن ، وقد تكون مسروح حرب ؛ لأنها قديمة الوجود في تلك الديار .

2- كنانة يوجد فيهم ( سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ) فقط اسم جد وهو لا يُنسب إليه أحد ، فلا يقال " السعدي الكناني " بل المذكور هو الليثي ، وفي كل كتب التراجم والسِّيَر والأنساب لا يقف نسب أيّ كناني عند سعد بل لا بد من ليث وهو صاحب النسبة . وإطلاق نسبة السعدي في الحجاز ولفظة بني سعد معلوم أنها تعود إلى سعد بن بكر بن هوازن ؛ ولذا درج المؤرخون القدامى ومنهم الفاسي على إطلاق نسبة بني سعد بدون الحاجة إلى ذِكْر أبيه بكر بن هوازن نظرًا لشهرته في الحجاز .

3- الفاسي قال : " سراة شبابة هي سراة بني سعد ". وشبابة التي ذكرها البلاذري هي من بني مالك بن كنانة ، بينما هناك سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ؛ مما يعني أنّ شبابة وسعد الكنانيين مختلفان في الآباء وليس هذا من ذاك . والتسمية بشبابة ليست مقتصرة على كنانة بل هي في زهران وإياد ، فما المانع من وجود اسم شبابة " وقد يكون لقبًا " في بني سعد بن بكر بن هوازن .

4- لو كانت عتيبة من شبابة كنانة فكيف تنقطع صلتها بفروع كنانة الأخرى كالجحادلة وبني شعبة جنوبي مكة ، وهي الديار الأصيلة لكنانة ولم يُسمع قط بأدنى صلة بينهما لا في قديم الزمن ولا في حديثه ، ولا حتى من فرد و احد أو عتيبي واحد رغم قرب المكان .

5- الحروب التي كانت تقع بين هذيل وكنانة ، ولكنْ لهذيل أيضًا حروب مع سعد هوازن وبخاصة فيما يقرب من ( البوباة ) في الجاهلية واستمرار ذلك في الإسلام إلى وقعة استقلال بني سعد بجبل عروان قرابة 300هـ ولشدة ما وقع بينهما من عداء قام حلف شبابة وخندف ، فهذيل خندفية النسب من مدركة بن إلياس بن مضر والتحقت بها قبائل غير خندفية النسب عداءً لعتيبة . ومن المعروف أنّ كنانة رأس خندف فلو كانت عتيبة كنانية لما ميّزت هذيل هذا الحلف باسم خندف ما دام أنّ رأس الحلف المخاصم لها خندفي أيضًا ؛ فالتسمية بشبابة تنفي علاقته بخندف وتؤيد صلته بقيس إذ بين القيسية وخندف حروب معلومة وتنافس ظاهر بينما الحروب التي قامت بين هذيل وكنانة في الجاهلية كانت في أغلبها غارات صعاليك ولم تصل إلى حدّ قيام حلفين مضادّين .

6- قاعدة النسب الأولى " الناس مأمونون على أنسابهم " وعوارف عتيبة وقدماؤها نصُّوا على النسب إلى سعد هوازن ، ولو قلنا أنّ الأمر اختلط عليهم لشهرة حليمة السعدية فكيف نردّ ما ورد في وثيقة لعلوان الجار الله السعدي من شيوخ بني سعد بن بكر بن هوازن في العراق قبل حوالي مائة عام سمَّى فيها فروعًا من بني سعد ورد فيها : "- في نجد رئيسهم / عقاب بن غصن ،- في الحجاز قرب الطائف في قرية لغب رئيسهم / ساعد المطر ،- بني سعد الساكنين في الحجاز في قرية دار الحمراء رئيسهم / قليل بن عايد ،- بني سعد في الحجاز في قرية كلاخ رئيسهم / قنيبس بن غالي " (2). وهؤلاء من عتيبة معروفون ، وقوم علوان في العراق لديهم شجرة نسب موثّقة صحيحة العدد إلى سعد بن بكر بن هوازن .

7- تأمّل هذه المسمّيات ، إنها في نسب بني سعد بن بكر بن هوازن قديمًا ولها وجود في نسب عتيبة الحاضر : أبو ذؤيب - ذؤيبة - وقدان - عطية - بنو شُهيب - أبو برقان ( صحابي ) - بجاد - الشرابيون في بني سعد العراق .
إنّ الأسماء وحدها لا تكفي ولكن إذا عاضدتها أدلة أخرى فإنها تصبح قرينة ظاهرة الوضوح وبخاصة في الذويبات ( أبو ذؤيب ) الذي اشتهر في بني سعد قديمًا أيام الرضاعة النبوية ، والذويبات اليوم وفي قرون مضت لهم منـزلة في عتيبة خاصة زمن كونها في الحجاز بمثابة المشيخة ، أفلا يدلّ ذلك على شيء ؟!

8- ماذا يعني وجود أربعة رجال من هوازن باسم عتيبة في عصور مختلفة منهم اثنان من بني سعد بن بكر بن هوازن والآخران نصرى وجُشمي بينما لن نظفر بكناني واحد يُدعى ( عُتَيبة ) ؟!

9- إذا كانت نخلة وجنوب الطائف وجنوب مكة منازل كنانة فأين منازل بني سعد بن بكر بن هوازن ؟ هل هي مقتصرة على البوباة ؟! بينما ذُكر أنّ من منازل هوازن السراة ( سراة الطائف ).

10- ذكر الهمداني في قبائل السراة " بنو سعد من كنانة ، ثم سراة بني شبابة " ولم يقل بأنّ شبابة من كنانة أيضًا ، ولا يلزم أن تكون شبابة التي ذكرها البلاذري هي هذه الواردة في كلام الهمداني ؛ فالسراة ذات امتداد طويل وتسكنها قبائل عديدة ، والهجرات والانقراض والارتحال واردة في تاريخ القبائل ، والهمداني نفسه يقول : " سراة بجيلة نجدها بنو المعترف وأصلهم من تميم وقال لي بعضهم إنهم من عُكل" فأين هؤلاء الآن ؟ إنه لا يُعرف أحد من تميم أو عُكل في هذه السروات في وقتنا هذا . مع إمكانية وقوع تحريف في جملة مِن كنانة فقد يكون أصلها بن بكر .

11- الديار والمواقع ، حتى مع تماثل أسماء القبائل قديمًا وحديثًا ، لا تكون مؤكِّدة للنسب إذا عارضتها أمور أخرى ؛ فوجود شبابة مِن كنانة وبني سعد مِن كنانة ( إن صحّت هذه النسبة القديمة ولا أراها تصحّ ) في جنوب الطائف في زمن الهمداني والبلاذري لا يعني انتساب عتيبة إليهم ؛ فالعربي مهما جهل من أسماء أجداده واتصال نسبه فهو قطعًا لا يجهل أصله الذي هو منه ؛ فالعتبان وهم عشرات الألوف وعلى مدى قرون من الزمن لم يُذكر عن أحد منهم معرفته بكنانة التي لا يجهلها الجحادلة وبنو شعبة المنتمون إليها اليوم رغم بُعد الزمن ، وكذا معرفة عتيبة بانتمائها إلى سعد هوازن كما في مشجرة الدُّخَنة ؛ وقد قرأت في الأنساب نسبة التميمي في فلسطين إلى أصلين مختلفين أحدهما تميم بن أوس الداري اللخمي من قحطان ، والثانية تميم بن مر القبيلة المضرية المعروفة ؛ فهاتان نسبتان مختلفتان مع أنّ البلد واحد والاسم واحد والعصر واحد ، بينما شبابة كنانة قديمة وبينهما وبين ظهور عتيبة قرون متطاولة وفي هذه القرون تنقرض قبائل وتتشكل قبائل وتظهر مسمّيات جديدة ؛ وشبابة كنانة - كما تقدّم - ليست من نسل سعد كنانة ، ولم يُذكر أنّ في نسل سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة من اسمه شبابة .

12- هناك شجرتا نسب إحداهما عراقية والأخرى حجازية ، العراقية لدى بني سعد في العراق الآن ، وهي توصلهم إلى سعد بن بكر بن هوازن بعدد صحيح من الآباء ( ثلاثة لكل مائة سنة ) وقد ورد فيها اسم ( عتيبة ) بن معلة بن غريب بن غيث بن عبد الدايم بن سعد بن عبدالرحمن بن الحارث ( أبو ذؤيب ) بن شجنة بن ناصرة بن قُصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن .

وقد ورد تقديم وتأخير في هذه الأسماء في نصوص أخرى ، إلاّ أنه يُستفاد من مجموعها كون عتيبة بعد الهجرة بما يقارب الثلاثمائة سنة ويزيد ، وقد مرّ أن شيخ بني سعد في العراق عدَّ عتيبة في الحجاز من سعد هوازن ، وفي هذه الشجرة تصريح باسمه . وفي نص آخر لهذه السلسلة : شبيب بن خالد بن شيث بن عدنان بن علة بن غريب بن غيث بن عبدالدايم بن عبدالله بن محمد بن علي بن سعد بن الحجاج بن بدر بن هلال بن سعد بن عبدالرحمن بن الحارث بن شجنة ...

أمّا المشجّرة الحجازية وعمرها أربعمائة عام حسب الوثيقة التي وردت فيها فهي تذكر نفيع بن رايق بن فلاح بن شملان ( شملي ) بن زياد بن علي بن كتيم بن كعب بن بطيان بن سعد بن حجاج بن مسعود بن أكوع بن عتيب بن كعب بن هوازم بن صالح بن شباب .

ويتضح في هذه السلسلة الخلل والاضطراب والتصحيف بعكس السلسلة العراقية التي تبدو واضحة ، إلاّ أنّ المتأمّل بدقة يجد ملامح من الشبه والقرب بينهما ، فسعد بن الحجاج مذكور فيهما ، وهوازم قريب تصحيفه من هلال ، وهناك شبيب في العراقية وشباب في الحجازية ، ولا ريب في أنّ عتيب خطأ صوابه عتيبة ؛ إذ لو كان اسمه كذلك لقيل قبيلة عتيب ولم يُقل عتيبة ، ويضاف إلى هذا أنّ ابن دُخين يُنهي نسب عتيبة عند رجل اسمه ناصر بن سعد ، وفي " الجمهرة " نصر بن سعد بن بكر بن هوازن ، وكذلك ناصرة بن فُصيّة بن نصر بن سعد ، فالذي يظهر أنّ ابن دُخين يعني أحدهما ، وفي كل الأحوال فإنّ سلسلتي النسب المتقدمتين وكل الأسماء التي ذكرتها تبيّن صراحة نسب عتيبة إلى سعد بن بكر بن هوازن سواءً كان عتيبة أبًا أو أُمًّا وسواء كان شبابة لقبًا أو اسمًا لأحد بني سعد ؛ فأبو ذؤيب ، جدّ الذويبات ، اسمه الحارث وغلبت كنيته على اسمه وما أكثر هذا في الأنساب ، فمعظم أجداد القبائل يعرفون بألقابهم دون أسمائهم ومن أمثلة ذلك ثقيف وقريش وبارق ومذحج وعدوان وغامد وجذام وكندة وغيرها كثير . ومن القبائل من ينتسب إلى الأم كمثل بجيلة وباهلة ؛ فالاحتمال وارد أن ينطبق ذلك على عتيبة وشبابة أيضًا وفي المجمل فإنّ اضطراب سلسلة النسب أو تحريفها أو نقصان أسماء منها لا يدل على بُطلانها بالكلية ؛ إذ إنّ مؤثرات الزمن ورداءة النسخ تنال من المدوّن في الغالب ، والله أعلم .

الهوامش :

(1) ياقوت ، معجم البلدان ، 2/413 .

(2) جاسم السعدي : هوازن وبنو سعد، ص 158 - 159 ، بغداد ، مطبعة الزاهر ، 1423هـ.

- ملحوظة : الوقداني الذي ذكره الهجري وقال إنه مِن أحلاف ثقيف ، ظنّه حمد الجاسر ، رحمه الله ، حليفًا لثقيف ، وليس بصواب ، فهو ثقفيّ نسبًا مِن فرع الأحلاف ، وهم بنو غاضرة بن حُطيط بن جشم بن ثقيف ، وبنو عوف بن ثقيف يُطلق عليهم الأحلاف ، تحالفوا على بني مالك بن حُطيط بن جُشم بن ثقيف فعُرِفوا بالأحلاف ؛ ولذا قال الهجري : الوقداني مِن أحلاف ثقيف ، ولو كان حليفًا لهم لقال : مِن حلفاء ثقيف . وفرق بين اللفظين كبير .



رد مع اقتباس