بسم الله الرحمن الرحيم
فضل العلم والعلماء :-
من أحبّ أن يكون للعلماء وارثا، وفى مزارعهم حارثا، فليتعلم العلم النافع، وهو علم الدّين، ففي الحديث : " العلماء ورثة الأنبياء" وليحضر مجالس العلماء، فإنّها رياض الجنة، ومن أحبّ أن يعلم نصيبه من عناية الله، فلينظر ما نصيبه من الفقه في دين الله، ففي الحديث : " من يرد الله به خيرا، يفقه في الدٍّين " ومن سأل عن طريقٍ تبلٍّغه الجنة، فليمشِ إلى مجلس العلم، ففي الحديث : " من سلك طريقا يلتمس فيها علماً، سلك الله به طريقاً إلى الجنة " ومن أحبّ ألا ينقطع عمله بعد موته، فلينشر العلم بالتدوين والتعليم، ففي الحديث : " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقةٍ جارية،أو علم ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له " وفى الأثر عن / على بن أبى طالبٍ رضي الله عنه : إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة، لا يسدُّها إلا خلفٌ مثلُه وعن / أبى الأسود قال : الملوك حكّام على النّاس، والعلماء حكّام على الملوك وقال / فتح الموصلي : أليس المريضُ إذا مُنِعَ من الطعام والشراب والدواء يموت ؟ قيل له : بلى، قال : فكذلك القلب، إذا مُنِعَ عنه العلم والحكمة ثلاثة أيام يموت وقال / عمر بن الخطّّّّّّّاب رضي الله عنه : من حدّثَ بحديثٍ فعُمِلَ به، فله أجرُ مثل ذلك العمل وقال / الحسن بن يسار البصري : لولا العلم لصار الناس أمثال البهائم .
فيا من خلقه الله إنسانا، لا تجعلْ نفسك بقلة العلم بهيمة، ونافس في إعلاء قيمتك بالعلم، فمن ليس له علم فليس له قيمة، فاغتنمْ تَعَلٍّمِ العلم، واحضر مجالسه، فمن ليس بعالم ولا متعلم، فهو بمنزلة البهيمة، وليست فطرته سليمة .
يا أمة اقرأ إن جهلنا العلم، فما نحن بجهله معذورين، وإن تعلّمنا ولم نعمل به، كنّا على ذلك مؤاخَذين، وإن علمنا وعملنا وأخلصنا، لم نكن بالقول واثقين فما لنا عن التنبِّهِ لهذا الخطر العظيم غافلين، فكأننا بصحائفِ حضور آجالنا وقد طُوِيَتْ، ثمّ كأننا بها يوم القيامة وقد نُشِرَتْ، وكأننا بسوءاتنا يوم القيامة وقد كُشِفَتْ فيا خجلتنا يوم الوقوف بين يدي الله، ويا حسرتنا على ما فرّطنا في جنب الله .
كفى بالمسئ جزاءً على إساءته أن يفوته بياضُ وجوه المحسنين، وعُلُوِّ درجات المقرَّبين، فكيف وقد أوجب لنفسه سوء الحساب، وأليم العقاب، والفضيحة على رءوس الخلائق، والتوبيخ على التقصير بين يدي الخالق وا غوثاه بالله، يفوتنا الخير ونحصل على الشر، تدركنا العقوبة ولا نحصل على الأجر، هذا والله هو الخسران المبين .
اللهم يا من لا يرضى لنا بدون رضاه عنا، ولا يحب لنا إلا ما يحبه منّا، أنقذنا من ورطات الهالكين وأصلحنا بما أصلحت به عبادك الصالحين، ونجِّنا بمفازات المتَّقين، برحمتك يا أرحم الراحمين . ( التذكرة في الوعظ لابن الجوزى ) هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .