عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: الفرق بني السادة / والأشراف

كُتب : [ 22 - 11 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت في ( ملحق التراث ) في جريدة ( المدينة ) العدد 12236 وتاريخ 28/5/1417هـ مقالاً بقلم السيد / عبدالكريم بن إبراهيم آل غضية، بعنوان " ما الفرق بين اللقبين : السادة والأشراف " وذكر ملخصاً لما كتبه في الأعداد السابقـة وخلاصته :-

1_ إن إطلاق لقب سيد وشريف على أفراد من آل البيت كان قديماً .
2_ إن تخصيص لقب الأشراف على أبناء الحسن والحسين – رضي الله عنهما – كان في نهاية القرن الرابع الهجري .
3_ إن تدوين لقب الشريف أو السيد أمام أسماء آل البيت لم يكن معروفاً إلاّ في المتأخرين .

بقي أن نعرف هل هناك فرق بين هذين اللقبين إذا أطلقا على أبناء الحسن أو الحسين .

وانتهى المقال بتعليق من الكاتب بقوله : أما الذي أقوله في التفريق بينهما أنه لا فرق، غير أن الفاطميين لما بسطوا سلطتهم على البلاد الإسلامية مثل : مصر، والمغرب، والحجاز، وفلسطين، وأجزاء من أرض الشام، والعراق، فرضوا تلقيب من وقع في هذه البلاد بالأشراف حسنياً أم حسينياً ومن كان خارج هذه البلاد ممن لم يقع تحت سلطتهم كأهل اليمن وبعض الشام والعراق وبلاد السند والهند وخراسان وما وراءها وسواحل إفريقية من آل البيت فكان الناس يطلقون عليهم السادة أو الأشراف وغالباً ما اشتهروا به لقب السادة وخصوصاً في اليمن لذلك نجد أن غالب من يعرف بالسادة في الحجاز أو مصر أو غيرهما مما كان تحت تسلط الفاطميين قد نزح من اليمن أو من البلاد التي لم يحكموها .

وكنت أود لو تفضل الكاتب فذكر المراجع التي استند إليها في قوله هذا والثابت تاريخياً خلاف ما ذكر وهذا الموضوع قد شغل حيزاً كبيراً من أطروحة علمية ( رسالة دكتوراه ) تقدم بها السيد / سليمان عبدالغني مالكي في عام 1401هـ – 1981م بعنوان ( بلاد الحجاز منذ بداية عهد الأشراف حتى سقوط الخلافة العباسية في بغداد من منتصف القرن الرابع الهجري حتى منتصف القرن السابع الهجري ) وبإشراف الأستاذ الدكتور / محمد أمين صالح أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب بجامعة القاهرة وقد نال عليها درجة ( الدكتوراه ) وقد أوضح الدكتور / سليمان عبدالغني مالكي في هذه الرسالة ما ذكره المؤرخون عن هذا الموضوع .

وإيضاحاً مني للالتباس الذي وقع في مقال السيد / عبدالكريم أوضح ما يلي :-

1_ من هم آل البيت ؟ لقد اختلف الفقهاء والعلماء في أهل البيت وأرجح الأقوال أن أهل البيت هم العلويون آل الحسن وآل الحسين ولدي علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – من زوجته فاطمة الزهراء ابنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وجاء في التفسير أنه لما نزلت الآية الكريمة ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) اّية : 33 سورة الأحزاب، دعا الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - علياً وفاطمة وولديهما الحسن والحسين وأدخلهم تحت عباءته وقال – صلى الله عليه وسلم : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .

واستقرت أسرة آل الحسن وآل الحسين في مكة والمدينة واستطاعت بمناصرة الفاطميين الاستقلال بإمارة مكة والمدينة وحينما تولتا أمر مكة والمدينة أطلق عليهما الأشراف لتشريفهم إمارة مكة أو المدينة، وأما الأسر التي لم تتول منها حكم مكة أو المدينة فيسمونهم السادة آل البيت .

2_ ذكر ابن فهد في إتحاف الورى : " فما أن تم الفتح الفاطمي لمصر عام 358هـ حتى أعلن كبير الأشراف الحسنيين / جعفر بن محمد بن الحسن من بني سليمان من آل الحسن بن علي بن أبي طالب استقلاله بإمارة مكة والدعوة للخليفة الفاطمي في خطبة الجمعة ".

وذكر الفاسي في شفاء الغرام الجزء الثاني " وما لبث أن حذا آل الحسين القاطنين المدينة المنورة حذو بني الحسن بأن أعلن / طاهر بن مسلم الحسيني استقلاله بإمارة المدينة عام 360هـ وخطب أيضاً للخليفة المعز الفاطمي ".

3_ وذكر البرادعي في كتابه الدرة السنية ( وتولى السادة من آل البيت إمارة المدينتين المقدستين بالحجاز وأصبح يطلق لقب الأشراف على العائلة التي تحكم مكة أو المدينة نسبة إلى تشرفهم بإمارة مكة أو المدينة تمييزاً لبقية الأسرات العلوية التي لم تتول الإمارة )

4_ وذكر الجزيري في كتابه درر الفوائد ( وظهرت بوادر الخير بالنسبة لأهل الحجاز عندما بدأت الخلافة الفاطمية بإرسال الأموال والخلع إلى أشراف الحجاز وأسرهم وكذلك شحنات من الحبوب والبقول لسكان مكة والمدينة والقرى المجاورة لهما )

5_ نخلص مما ذكر أن لقب ( الشريف ) يطلق على كل من تولى إمارة مكة المكرمة أو المدينة المنورة وهو من أهل البيت السيد ويروي التاريخ أن الصحابي الجليل / عتاب بن أسيد تولى إمارة مكة المكرمة في عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وهو أول أمير يتولى إمارة مكة المكرمة ولم يكن من أهل البيت سيداً لذلك لم يلقب بـ الشريف .

ومن ذلك يتبين أن إمارة هاتين المدينتين عندما تكون في أهل البيت السادة وعندما يتولى السيد هذه الإمارة يضاف إليه لقب الشريف نسبة إلى تشرفه بإمارة مكة أو المدينة وأيضاً أشار إلى ذلك معالي الدكتور / محمد عبده يماني في كتابه " علموا أبناءكم محبة آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.

جريدة المدينة _ العدد 12257 _ الخميس 19/6/1417هـ

وسألخِّص لكم الفرق بين لقبي السيّد والشريف وعلى من كان يطلق كل منهما :-

أمَّا لقب السيّد : فهو من الحديث الشريف على صاحبه وآله أفضل صلاة وأزكى تسليم ( أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ) والحديث الآخر ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة ) وغيرها، وكان لقب السيّد في الحجاز يطلق على كل علوي حسني أو حسيني من غير الأسر الحاكمة أو المالكة، فمثلا في مكة المكرمة كل الأشراف الحسنيين سوى القتادات أو النمويين كان يطلق عليهم لقب السيد، أما في المدينة المنورة فكان لقب السيّد يطلق على كل حسيني سوى الأشراف المهانية أو الجمامزة والذين كانت إمرة المدينة المنورة فيهم .

أما لقب الشريف : فكان في الحجاز تحديدا يطلق على كل من الأسر المالكة الحسنية والحسينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والله أعلم .

وأول علوي لقّب بــ ( الشريف ) : هو الشريف / الرضي النقيب ابن النقيب، وأخوه الشريف / المرتضى .

ولقد كان في السابق عندما يذكرون المؤرخون والنسابة أمير مكة المكرمة شرفها الله يقولون السيد فلان والسيد فلان مثلان ( السيد بركات والسيد الحسن بن عجلان ) وكلاهما كما نعلم كانا حسنيين أحفاداً لسيدنا الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما، وانظروا رحمكم الله أنهما أمراء مكة ومن آل البيت ولم يلقبا بالشريف إلا ما قل وذلك لأنهما معروفين بالشرف ولا يحتاج أن تقال لهم كونهم أحفاد للمصطفى صلى الله عليه وسلم وليس لأنهم تسلموا إمرة مكة، فمكة هي الأرض المشرفة ولا يحتاج لأميرها أن يشرفها !!!! وهناك رأي يقول : إن معني لقب الشريف ليس لتشريف مكان ما وإنما هو تشريف جاء عن طريق الأباء والأجداد عن طريق تسلسل النسب، فتمعنوا رحمكم الله وانظروا وتدبروا الأمر واعلموا أن السيد هو الشريف والشريف هو السيد فأحفاد الحسن وأحفاد الحسين رضي الله عنهما هم ( سادة أشراف ) وليسوا ( سادة (و) أشراف ) وببساطة نستشف هذا المعنى عندما نقول ( نقابة السادة الأشراف ) إلى يومنا هذا .

والشريف والسيد كلمتان مترادفتان استعملت في بني هاشم كلهم بدون امتياز والمسلم به أن بني علي من قبل فاطمة لهم مزية وكرامة بهدا المسمي على غيرهم للأدلة الواردة في دلك ويكفي ما كتب الإمام / الشوكاني في كتابه البدر الطالع فإنه تكلم عن رجال القرن السابع فكل من كان من بني هاشم لقبهم بالسيد من دون أن يعطي في اللقب مزية للعلماء دون غيرهم من السادة في اليمن أما عندما تكلم عن منطقة عسير وجيزان لقبهم بالأشراف وللدلالة على ذلك تكلم عن عالمها / الحازمي فقال سجن الشريف / الحازمي وهو من العلماء فانظر رحمك الله كيف سماه بالشريف وهو من المنطقة التي دكرت بالسيادة وعلى حسب ظني أن هذه التسميات يحكمها العرف والمنطقة في منطقة الحجاز ومن أخد بقولها تسمي أهل البيت بالاشراف واليمن تسمهم بالسادة فالسادة هم الأشراف والأشراف هم السادة ولا فرق بينهم سواء حكموا أم لم يحكموا وإنما التشريف بكونهم من أحفاد المصطفى صلى الله عليه وسلم وما عرضه الإخوان عن الفرق بين السادة والأشراف إنما هو عرض عن حال الحجاز آن ذاك أو ما انتشر بين الناس وقتها لا غير ومن الممكن أن التفسيرات هذه انتشرت فقط من غير أن تكون صحيحة ولكن أخذ بها لشهرتها لا غير . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول من أراء السادة الأشراف بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس