بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الفاضل / الأضجم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة ومن العايدين الفائزين المقبولين أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركات واليمن والمسرات والعزة والنصر والتمكين وبعد : فإن الفخر بالنسب خلق جاهلي ذمه الإسلامي ومقت أهله وحذر من صنيعهم فالفخر بالنسب والترفع على الناس لأجله عنوان سفه العقل وآية دنو الهمة إنما الفخر كل الفخر بتقوى الله عز وجل وبالترقي في مراتب الكمال ومدارج الفضيلة قال الشاعر :-
لقد رفع الإسلام سلمان فارس
= كما وضع الكفر الشريف أبا لهب
فكم من الناس من يفاخر بنسبه ويترفع على من سواه ويعقد الولاء والبراء للنسب مع أن الله عز وجل يقول في محكم التنزيل : [ ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ] فبين الله الحكمة من جعلهم شعوباً وقبائل ألا وهي التعارف لا التفاخر ثم بين معيار التفاضل بين الناس : [ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ] فليس التفاضل بالجنس أو اللون أو العرق أو البلد إنما هو بالتقوى قال / ابن حزم بعد أن تحدث عن الإعجاب بالنفس وذكر شيئاً من أنواعه : ( وإن أعجبت بنسبك فهذه أسوأ من كل ما ذكرنا لأن هذا الذي أعجبت به لا فائدة له أصلاً في دنيا ولا آخرة وانظر : هل يدفع عنك جوعه وأو يستر لك عورة أو ينفعك في آخرتك ؟ وقال بعضهم :-
أيها الطالب فخراً بالنسب
= إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة
= أو حديد أو نحاس أو ذهب
أو ترى فضلهم في خلقهم
= هل سوى لحم وعظم وعصب
إنما الفضل بحلم راجح
= وبأخلاق كرام وأدب
ذاك من فاخر في الناس به
= فاق من فاخر منهم وغلب
هذا والله ويحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .