عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: صــنــاعـــة النــــفــــس

كُتب : [ 28 - 11 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

أدب الـنـفــــــس :-

كل من أعار الوجود نظرة البصير علم أن حاجة المرء إلى تأديب نفسه لا تفوقها حاجة، لأن الإنسان إلى الشر أميل منه إلى الخير، وإلى الشهوات النفسية منه إلى الكمالات الروحية، فكان من المحتم العناية بتهذيب خلقه وتحليته بالمحاسن والفضائل، وتطهير نفسه من المساوئ والرذائل فـيصبح محمود الأقوال والأفعال، مثالا للفضيلة والكمال قال الشاعر :-

أقبل على النفس واستكمل فضائلها
= فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

وهاك شذرة مما يلزمك أن تتخلق به من آداب نفسك :-

عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، لا تستخفـن بفاضل شريف، لا تميلن إلى سخيف .

لا تقولن هجرا لئلا يسقـط قدرك، لا تفعلن نكرا لئلا يقبح ذكرك .

إياك وفضول الكلام فإنه يظهر من عيوبك ما بطن، ويحرك من عدوك ما سكن، فكلام الإنسان بيان فضله، وترجمان عقله، فأقصره على الجميل، واقتصر منه على القليل، وإياك وما يستقبح من الكلام، فإنه ينفر عنك الكرام، ويوثب عليك اللئام .

إياك واللجاج فإنه يوغر عليك القلوب، وينتج الحروب، فاقتصر من الكلام على ما يثبت حجتك، ويبلغ حاجتك، ومن قال بلا احترام، أجيب بلا احتشام .

لا تعود نفسك إلا ما تحظى بأجره، وتحمد على ذكره، وإياك ومحاجة من يملكك قهره، وينفذ فيك أمره .

يستدل على رزانة الرجل بقلة نطقه ومقاله، وعلى فضله بفضل علمه واحتماله، فأكرم إخوانك، وأكثر خلانك وأكفهم لسانك، فطعن اللسان أنفذ من طعن السنان .

تعام عما تسوؤك رؤيته، وتغاب عما تضرك معرفته، ولا تشر على من لا يقبل منك، ولا تجب عما لا تسأل عنه، وإذا عاتبت فاستبق، وإذا صنعت معروفا فاستره, وإذا صنع لك فانشره، وإذا أذنبت فاعتذر، وإذا أذنب إليك فاغتفر، فالمعذرة بيان العقل، والمغفرة بيان الفضل .

قبول الأخلاق للتغيير بطريق الرياضة :-

يزعم بعض من يستثقل المجاهدة والرياضة ( المقصود بها ترويض النفس على الأخلاق الحميدة ) أن الأخلاق لا يتصور تغييرها، ولو صح ذلك لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات، وكيف يُنَكُر هذا في تأديب الآدمي وتغيير خُلِقِ البهيمة ممكن، إذ يُنقل البازي من الاستيحاش إلى الأنس، والكلب من شره الأكل إلى التأدب والإمساك والتخلية، والفرس من الجموح إلى السلاسة والانقياد، وكل ذلك تغيير للأخلاق، فأجدر بالإنسان أن يتغيّر بالرياضة خلُقُه، وذلك بأن لا يقهرَ هواه العقلَ ولا يغلبَه، بل يكون العقلُ هو الضابط له والغالب عليه، وذلك ممكن، فإنه ربما يستولى الغضب علي المرء بحيث لا يقوى على دفعه وبالرياضة يعود إلى حد الاعتدال، وهو المراد بتغيير الخُلُقِ، فدل أن ذلك ممكن، والتجربة والمشاهدة تدل على ذلك دلالة لا شك فيها .

( من كتاب جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب، للشيخ / جمال الدين بن محمد القاسمى الدمشقي رحمـة الـلـه علـيـه ) هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس