دبي تدشن اليوم "برج دبي" أطول بناء شيده الإنسان على الأرض
أرقام - خاص 04/01/2010
تدشن اليوم إمارة دبي مبنى "برج دبي" المملوك من قبل شركة إعمار العقارية بعد حوالي 5 سنوات من البناء المتواصل، مفتتحة بذلك أحد أضخم وأبرز المشاريع العقارية في الإمارة والعالم، وممتلكة به أطول برج بناه الإنسان بارتفاعه الذي تجاوز الـ 800 متر.
يقع برج دبي ضمن مشروع وسط المدينة الذي تطوره شركة إعمار، وتصل مساحة هذا المشروع- وسط المدينة- إلى نحو 45 مليون قدم مربعة بتكلفة تقدر بـ 20 مليار دولار، يتضمن 30 ألف منزل، 9 فنادق عالمية، و5 ملايين قدم مربعة من متاجر التجزئة العصرية بما فيها دبي مول أكبر مول في العالم، و32 ألف قدم مربعة من الحدائق، و12 هكتاراً من البحيرات، وغيرها.
فكرة بناء البرج
يعتبر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي، ومحمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية أهم شخصيتين وراء فكرة مشروع برج دبي.
يروي العبار في حوار سابق مع إحدى الصحف الخليجية أن فكرة بناء برج دبي لم تكن بهذا الشكل والطموح في بدايتها، ويقول إنه توجه في بداية الأمر بطلب منح الأرض المقام عليها البرج حالياً إلى الشيخ محمد بن راشد– الذي كان ولياً لعهد إمارة دبي في ذلك الوقت– واقترح عليه مجموعة من الأبراج أعلاها طوله 90 دوراً ليشيد عليها إلا أن الشيخ محمد رفض منحه الأرض، وكأنه اشترط عليه ارتفاعا أكبر للموافقة على طلبه، فعاد إليه مرة ثانية ببرج طوله 130 دوراً فرفض كذلك، ليعود إليه مرة أخرى، ويعرض عليه فكرة ارتفاع برج دبي الحالي مخبراً إياه بأنه سيكون أطول برج في العالم بأكثر من 40% مقارنة مع أطول برج، فمنح حينها الأرض والتراخيص وانطلق المشروع.
تصميم وإنشاء برج دبي
تم تصميم برج دبي من قبل شركة "سكيدمور أوينجر آند ميل" المعروفة باسم (سوم) في شيكاغو، وبدأت التخطيط والتصميم لإنشائه في منتصف عام 2002، ويحاكي تصميم البرج زهرة "الهيمنوكاليس" الصحراوية، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 800 متر، ويضم أكثر من 160 دوراً، وخطط له ليكون سكنياً بالكامل بداية الأمر، ثم غير التصميم بعض الشيء ليصبح القسم العلوي مخصصاً للمكاتب.
بدأ العمل لإنشاء برج دبي نهاية عام 2004 وقامت شركة أرابتك– أكبر شركة مقاولات في دبي- بالأعمال الرئيسية لبناء البرج، واستغرق البناء نحو 5 سنوات، وكان من المقرر في البداية أن يتم تسليم المشروع نهاية عام 2008، إلا أن المشكلات التقنية والفنية غير المتوقعة التي واجهت عمليات البناء أدت إلى تأخر الإنجاز بحوالي 12 شهراً.
يقول كبار المسؤولين عن إنجاز المشروع إن عملية البناء كانت صعبة للغاية منذ بداية المشروع إلى نهايته، وفرضت عليهم تحديات كبيرة وضغوطاً أكبر، نظراً للارتفاع غير العادي للبرج، حيث كان يكلفهم مثلاً انحرافاً مليمتري بسيط لأي جدار في بداية المشروع أياماً من التأخر، كما أن تعطل أي رافعة في الأدوار العليا، كان يوقف العمل لمدة طويلة، إضافة إلى هذا الطبيعة المناخية الصعبة لمدينة دبي، واستحالة العمل بنظام متواصل، خاصة خلال فصل الصيف الذي تصل فيه درجة الحرارة إلى أكثر من 45 درجة والرطوبة تتجاوز الـ 85%.
ارتفاع البرج
ما زال ارتفاع برج دبي أحد الأسرار التي تحتفظ بها شركة إعمار العقارية لنفسها، ولا تعتزم الإفصاح عنها حتى بعد افتتاح البرج لأسباب تنافسية، إلا أن أكثر التقارير تشير إلى أن ارتفاع البرج سيكون أكثر بقليل من 800 متر، ويشمل ارتفاع البرج كلاً من البناء الأسمنتي والإبرة المدببة التي تعتلي البرج والتي يقدر البعض طولها بنحو مائتي متر. والجدير بالذكر أن الشركة قررت زيادة الارتفاع إلى المستوى الحالي أثناء عمليات البناء، وأجرت عليه الكثير من التعديلا كتدعيم الأساسات حتى تستطيع تحمل البرج بارتفاعه الجديد.
أرقام وحقائق عن البرج
أهم الأرقام والتفاصيل في برج دبي
البيان
التفاصيل
تكلفة البرج
1.5 مليار دولار
ارتفاع البرج
أكثر من 800 متر
عدد الطوابق
أكثر من 160 طابقاً
عدد الشقق السكنية
1044 شقة
المسافة التي يمكن رؤية قمة البرج منها
9 95 كيلو متراً
عدد الطوابق المخصصة للمكاتب
49 طابقاً
عدد المصاعد ضمن البرج
57 مصعداً
سرعة المصاعد
10 أمتار في الثانية
الوصول إلى قمة البرج بالمصعد
دقيقتان
عدد مواقف السيارات الموجودة تحت الأرض
3000
القضبان الفولاذية المستخدمة
31400 طن متري
عدد الألواح الزجاجية المستخدمة في تنفيذ الواجهة الخارجية
28261 لوحاً زجاجياً
طول كابلات الاتصالات المستخدمة
186 كيلو متراً
عمق قاعدة الأساس
50 متراً
عدد المهندسين المشرفين على إنجاز البرج
7500 مشرف
عدد العمال في موقع البرج
15 ألف عامل
العمر الافتراضي للبرج
أكثر من 100 عام
استيعاب البرج
38 حوالي 35 ألف شخص
توقيت الافتتاح ونجاح المشروع
يرى المتتبعون لشؤون دبي أن أصحاب فكرة مشروع برج دبي راهنوا على نجاح المشروع تجارياً وسياحياً من موقعه ضمن مشروع وسط المدينة وقربه لشارع الشيخ زايد، وقد وفرت الإمارة كل السبل لاستقدام وجذب آلاف المقيمين وملايين السياح سنوياً إلى المنطقة بدءاً من وسائل النقل كمشروع المترو والترام، وأماكن التسوق– دبي مول أكبر مول في العالم- وحدائق وغيرها.
ويعتقد هؤلاء أن الظروف المحيطة بتوقيت افتتاح البرج سيكون لها أثر سلبي نوعا ما على النجاح الذي توقعه اصحاب المشروع أصلا خاصة من الناحية التجارية، مشيرين الى الازمة المالية العالمية -وان تراجعت حدتها الا ان أثارها لا تزال موجودة - والركود الذي يشهده القطاع العقاري للإمارة- أهم قطاع في اقتصاد دبي- وتفاقم مشاكله مع مشكلة ديون دبي العالمية، ويقولون ان هذه الظروف لن تجعل نجاح المشروع تجارياً وسياحياً بمثل ذلك المستوى الذي كان مخططاً له في البداية.
وبالرغم من الصعوبات والعراقيل الفنية والتقنية، والأزمات التي واجهتها دبي أثناء إنشاء مشروع برج دبي، والتحديات القادمة في ظل الظروف الحالية، إلا أنه لا أحد ينكر على دبي هذا النجاح الكبير، ووصولها بالأسمنت والحديد إلى ما لم يصل بهما أحد قبلها، وتمكنها من بناء صرح معماري واقتصادي سيبقى خالداً في الذاكرة البشرية.