[محمد الطريّف]

تزداد صعوبة الفراق عندما يكون إلى الأبد وعندما يكون المفارق أعز مافى الوجود.

قبل عدة أيام فقدت والدي الشيخ علي بن محمد بن صالح الطريّف رحمه الله واسكنه فسيح جناته وتقبله عنده في الصالحين وما إن تيقنت من الوفاة أدركت قول الله تعالى ( قل إن الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ) وقوله( كل من عليها فان).

وحمدت الله سبحانه على كل حال,وفي موقف كهذا يشعر الإنسان بضعفه وأمام هذا الضعف يشعر بأنه بحاجة إلى من يقف بجانبه ويواسيه ويخفف مصابه, وفي هذه اللحظات تذكرت من وقف معي

مجتمعنا لا يزال بخير ولله الحمد ولا نزال نحرص في قرارة أنفسنا على التواصل والوقوف مع بعضنا في أكثر المناسبات، وتقديم واجب العزاء في قريب أو صديق سيخفف من عظيم مصابنا ويجعلنا بإذن الله من الصابرين المحتسبين.هذه دعوة صادقة مني للجميع بالحرص على التواصل والتقارب مع كل قريب أو صديق أو زميل عمل سابق في كل مناسبة ففي ذلك كل الخير إن شاء الله.
في المقبرة صورة أخرى من صور التلاحم فكثافة الناس في المقبرة يوحي بأن هناك عدة جنائز أخرى ترى هؤلاء يجهزون القبر وأولئك يصلون على الفقيد ممن لم يصلي عليه في المسجد وآخرين كثر واقفون ليحضرون الدفن وتعلو وجوه الجميع ملامح الحزن فحمدت الله على مانتحلى به من تواصل وتعاضد.
وأدركت أيضا نعمة الأمن فليس بعيد عنا من يقيم المقابر جماعية فلا مراسم ولا تشييع وعند فتح باب العزاء وخلال أيامه توافد جمع غفير من مدراء الإدارات ومشايخ واعيان ووجهاء المنطقة والمحافظات والقرى التابعة لها ومن خارج المنطقة بصورة تعكس المحبة والصفاء.

وكان هاتفي المحمول لا ينقطع جرسه حتى أضررت أخيراً لتسليمه لأحدالأهل لاستقبال المعزين.

فحمداً لله على تسخير قلوب عباده المؤمنين بعضهم لبعض. وأدركت إن محبة الناس للشخص على قدر محبته لهم , فحمد الله على ذلك وشكراً لمن واسانا في مصابنا سواء حضورياً أو هاتفياً أو برقياً وجزيل الشكر لمن تكبد عناء السفروحضر من خارج المنطقة لأجل تأدية واجب العزاء وأقول للجميع لا أراكم مكروهاً في عزيز لكم .

ورحم الله موتاكم وغفر الله لنا ولكم ولجميع المسلمين .


أخوكم / محمد بن علي بن محمد الطريّف