[زياد الدليمي]

أخي العزيز خالد الشماسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذه الدعوة المباركة....
أعتقد إن الحل الناجع لهذه المشكلة يكمن في تعزيز الأخوة الإسلامية والتربية الشرعية وفق الكتاب والسنة الصحيحة ، حيث لايصلح آخر هذه الأمة المباركة إلا بما أصلح أولها من السلف الصالح ، إضافة إلى تعزيز العمل الجماعي بين جميع الطلبة على مختلف مشاربهم القبلية ، وإفهام الطلبة بأنهم قادة المجتمع في القريب العاجل وهذا المجتمع ربما يختلف عن بعضه الآخر في كل شيء ولكنه يلتقي مع بعضه في الدين والعقيدة ، والعمل الدؤوب من أجل إخراج الطلبة من قوقعة القبلية المقيتة من خلال تذكيرهم بتاريخ وسير كبار الصحابة الإجلاء رضي الله عنهم مثل سيدنا بلال الحبشي رضي الله عنه ، وسيدنا صهيب الرومي رضي الله عنه الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ربح البيع أبا يحيى ) يوم أن فرَّ بدينه إلى المدينة المنورة، وسيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه الذي شرَّفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإضافته التشريفية إلى أشرف نسب على وجه الأرض حيث قال عنه : ( سلمان منا آل البيت ) ، علما إن كل هؤلاء الصحابة من غير العرب أصلا ، ولاينتمون إلى قبائل معروفة .
إن القبلية النتنة تأتي من خلال إطاعة رئيس القبيلة أو شيخ العشيرة في الصغيرة والكبيرة لأن الجميع يظن بأنهم يعملون بالحديث الشريف ( أنصر أخاك ظالما كان أو مظلوما ) ، ولكنهم تناسوا الجزء الثاني من هذا الحديث الشريف ، حيث قيل : هذا إذا كان مظلوما ، فكيف به إذا كان ظالما ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ( ترده عن ظلمه وذلك نصرك لأخيك ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، ولذلك يجب التأكيد على إخراج الطلبة من قوقعة القبليية المنتنة من خلال دعوة الطلبة إلى تحكيم الشرع في الطاعة والحب والبغض وعدم تحكيم شيخ العشيرة ورئيس القبيلة ( ومعظمهم لايجيد قراءة آية في كتاب الله إلا من رحم ربي) ، ومن أشرف من سيدنا أبو بكر رضي الله عنه حيث يقول ( أطيعوني ماأطعت الله فيكم ) .
ولاننسى دور رجال الأمن في توعية هؤلاء الشباب من خلال النصح وإستعراض سبر بعض الأشخاص الذين وصلوا إلى الهاوية بسبب القبلية ومشاكلها .
إن كنت قد أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان .
اللهم وفق شبابنا للعودة إلى كتابك وسنة نبيِّك صلى الله عليه وآله وسلم ، وأسألك أن توفقهم لحب بعضهم إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.