[عديل الروح]

	حوطي ومطيري وقبلها هندي .. وصعيدي .. وقروي .. وسوداني .. وزهراني .. أطلقت عليهم النكات ، التي تجعلك لا تتوقف عن الضحك . فهي مجرد تسلية ، وترويح عن النفس .. .. وساعة لربك وساعة لقلبك .. ( وروحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة ) وعندما تذكر إخوانك بأنه لا يجوز تسمية القوم والسخرية بهم ، ( لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ) يصفونك بأنك معقد .. ومحبكها .. فامتنع عنها أنت لوحدك ..لأنك لن تستطيع إيقاف سيلها ولا التصدي لطوفانها. ومرت الأيام فإذا نحن بظاهرة من النكت تصل بك إلى حالة من الغشيان من شدة الضحك وتنحدر بك لحالة من الألم يعتصر لها قلبك ، إنها نكتة ... محشش قال ....................... هذه الآفة التي التي انتشرت فحصدت شبابنا . واليوم ، نحن أمة تضحك من بلاياها.. على محنها . فحولت ذلك الأبن العاصي المخالف لشرع الله ، المبتلى في دينه ، العاق لوالديه .. فاطر قلب أمه .. وشاغل بال أبيه ، إلى ذلك الشخص الظريف الوديع اللطيف الذي يقطر كلامه درراً ، ورقة وعذوبة ويتلفظ بالحكم البليغة ، ويسعد القلب والروح بحديثه ، وردوده . فتناقلتها الألسن ، والجوالات ، وشاشات النت .. وانتشرت في جميع الأوساط كانتشار النار في الهشيم . وزاد ألمي حزناً ، عندما سمعت أوسط أبنائي (9سنوات)يطلب من إخوانه الإنصات ليقول لهم نكته .. وبدأها .. واحد محشش .... طرقت الكلمة مسمعي ، وكأنها مطرقة وقعت على رأسي ، وكنت قبلها مشتركاً في دورة تقيمها وزارة الداخلية مع إدارة الجوازات حول : التوعية بأضرار المخدرات , حضرتها مع أخ لي يعاني من أولاده المراهقين ، لأعي الخطر ، وأحمي أطفالي . وكانت أشد ساعات تلك الدورة علي هي التي عرض فيها شريط (فيديو) لحالات هياج عند المدمنين . فما زالت صرخات ذلك المسكين ترن في أذني ،، أقسم إني بكيت لحاله ،، وبكيت لحال كل أب وأم ممتحنين بمثل هذا البلاء في أعز من لديهم لدرجة أن الزميل الذي بجانبي طلب مني الخروج من القاعة حتى لا ألفت أنظار الناس حولي .. ويشكوا في أمري . المهم إن إبني يقول : أيش فيها .. نكته كل العيال يقولون كان في محشش ... أسمعها يبه والله حلوة وتضحك .. ياله من وبال .. وبلاء .. هان على أبنائي التلفظ بهذا الوصف بصورة محببة ، مرتبطة عندهم بشعور الفرح و السعادة .. والضحك والوناسة .. لا تقولون .. محبكها .. حقاً .. إن شر البلية ما يضحك ..