[أبو حاتم محمد]

المجتمع السعودي -في نظري- وبدون مجاملة مجتمع له وعي تام بقضاياه خلا القليل
وفي قضايا المرأة بالخصوص
مجتمع بنى حاضره ومستقبله وفق معايير اكتسبها من تاريخه القديم وكملها له الدين الحنيف
فثقافته التي انصهرت من هذين المرجعين لا يمكن أن تذوب بهذه السهولة وإنها وإن ضعفت في أحيان فستكون أقوى بكثير بعد هذا الضعف أحيانا أخرى لأن التجربة تمنع من تكرار الخطأ
وأنتم كشباب وعى ما يحاك حوله
إذ لا يشك أحد عرف عداء أهل الملل للإسلام في مدى مكرهم بهذه البلاد وإرادة السوء بأهلها
وبحكم مسؤولية كل واحد منكم تجاه دينه ووطنه
توجب عليكم النصح سواء لإخوانكم أو أفراد قبيلتكم أو ولاة أموركم ما دام أن الباب مفتوح لكم
فالداء لم يستفحل بعد وعلاجه في هذه المرحله أوفق وأيسر
وأنبه إلى أمر
إن من قرأ كتب التاريخ سيما أسباب ضعف الدول وسقوطها وذهاب ريح المجتمعات فيها ليلقين اللوم على جميع الناس في تلك المرحلة حكاما أو محكومين لأنه اطلع على نقضة ضعف كل واحد وأثره في ذلك السقوط
فأنتم جزء من هذا المجتمع وستكونون يوما ما ذكرى لمن بعدكم تمثلون مرحلة تاريخية لبلدكم فإما بخير تذكرون فتحمدون وإما الأخرى ...
أما بخصوص الأخ الصالح وتحميله المسؤولية لرجال الهيئة أمر يوافق عليه من جهة أن ولاة أموركم قد أسلموهم الراية في هذا الشأن وهو ما تكلم -إن شاء الله- إلا لما شاهد ما يقتضي تحميلهم للمسؤولية بسببه
ويصلنا مؤخرا أن في الهيئة من يتعمد هذا الأمر ليلحق الضرر بأشخاص معينين لا حاجة لذكرهم الآن
فمن رأى منهم تجاوزا فليبلغ المسؤول عنهم وهم مثل ما أنهم ينصحون يُنصحون وهذا من تمام التعاون على البر والتقوى
وأما الأخ حمود الحقي الشاعر المميز الذي أتابع محاوراته مع إخوانه عبر صفحات المنتدى فأسئلته في الصميم لكن أنبهه إلى شيء وهو أمر العمالة عندكم - طبعا ليس كلهم-
فأنت سعودي وما تتصور أنهم سيظهرون لك ما تسخط به عليهم وهم يرون أنفسهم محتاجين لكم وتمثلون لهم مصدر كسب بقدر ما يظهرون تجاوزاتهم للزوار الآخرين وهذا أمر شوهد
فكان أحد السائقين متهور في السياقة ينطلق بالحافلة حتى إن الراكب لقدمه في الحافلة والاخرى على الطريق ولا يبالي فرأيت ذلك تكرر منه وما أفاض الكأس أنه تسبب في سقوط شيبان كاد يدهسه فكنت جالس خلفه وما تمالكت نفسي فشديت على يده وتكلمت معه بجدة فأظهر هو أيضا الحدة وأخذ يتهدد -لولا أني في الحرم- فقلت له أن لك سيد لما تصل للفندق أنزلك عنده وأخبره بأفعالك فقال لي أنا ما أخاف وأذهب معك لوين تبغي فلما وصلنا للفندق جاءني أحدهم وترجاني أن لا آخذه لصاحب الفندق فأبيت إلا أن يذهب فوالله يا إخوان ما أن أخبرت صاحب الفندق وقلت له هل هذا يعمل على كيفه أو أنه مأجور قال له كلمة تمنيت أني ما عرضته عليه إشفاقا لحاله
الشاهد أن العمالة يحسبون لكم أنتم السعوديين ألف حساب ولا يظهرون لكم طويتهم