الرجال هم من يصنعون التاريخ ، و يشيدون الحضارات ، و يتسنمون ذروة المجد ، و القبيلة هي مظهر من مظاهر التجمع الإنساني مكونة من مجموعة من الرجال تحتضنهم أسر مترابطة الأواصر دعتهم ضرورة التعايش مع بيئتهم الداخلية و الخارجية الى سن قوانين امنية و اقتصادية و اجتماعية و سلوكية و ثقافية تحكم تصرفاتهم افراد و جماعات و تحدد ردود افعالها تجاه البيئة الخارجية و المجتمعات الإنسانية الأخرى حاضرة كانت أم بادية فتحمي الذمار و تذود عن الديار و ترعى الحقوق و تهتم بالقيم العالية و الأخلاق الحميدة
و مجد القبيلة هو في الحقيقة تركيبة عطرة من امجاد شخصية انفرد بها البعض تارة و اشتركت فيها القبيلة تارة اخرى حفظها لنا التاريخ و سارت بها الركبان و تغنى بها الشعراء
و من القبائل من تعيش الآن قمة مجدها عدة و عتاد و سؤدد و امجاد مهابة الجانب محسوبة في كل شأن حاضرة في الأذهان و هذه بلا شك قد وصلت للقمة فعليها ان تحافظ على هذا المجد العريق فليس المهم ان تصل القمة بال المهم ان تبقى متربع على ذروة المجد
و من القبائل من كان لها مجد و امجاد و ساسة و اسياد فخلف من بعدهم خلف لم يصنعوا المجد و لم يجالسوا صانعيه و لم يهتموا بموروثهم فتاهت بهم الدروب عن مجدهم وفرطوا في مكتسباتهم فعاشوا على الأماني و احلام اليقظة فصارت نارهم رماد و نومهم سهاد و تفرقوا في البلاد فهذه القبيلة بحاجة الى من يلم شملها و يذكرها بتاريخها و يشجع محسنها و يردع سفيهها و بلاشك هذا لا يقدر عليه الا من وفقه الله و منحه بسطة في العلم و الجسم
و من الأسر من لا تنتمي لقبيلة وليس لها امجاد تذكر او جهد يشكر لكنها عرفت من اين تؤكل الكتف فبادرت لقطع الفرج و البحث عن الفرج فلملمت شتاتها و ضربت اطنابها و بذلت النفس و النفيس لتسطر لنفسها وقائع تذكر و مواقف تشكر و امجاد تشهر و تسلقت شواهق المجد في غفلة من الناس مستفيدة اختلاف الزمن صانعة للمنح من المحن و هذي امامها طريق طويل شاق لكنها على الطريق الصحيح و من سار على الدرب و صل
فمن يعش منا سيرا اختلاف كثيرا فكم اسرة ستصبح قبيلة و كم قبيلة ستتفرق الى اسر و يصبح مجدها شذر مذر
أخي ابن القبيلة
إن لم تشارك في صنع المجد فلا اقل من ان تحافظ عليه