[عالي العلي]

الحلقة الأولى

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : إخواني الأفاضل اعتذر أولاً عن انقطاعي عن المنتدى طيلة الأيام السالفة لخلل طارئ على جهازي ، ثم أخبركم إنني سعدت بهذا الحوار اللطيف ، وسوف يكون كلامي مع الأخ ( المشاغب ) مع الشكر والتقدير لبقية الإخوان ، وما قدموا من نقولات هامة للغاية .
فأقول : أخي المسمى بـ ( المشاغب ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
آمل أن لا يكون لك من اسمك نصيب ، فالشغب عادة مقيتة ولكن اعتذر لك بأنه رمز لا حقيقة له مجاراة لنظام المنتديات ، فأقول :
أخي بارك الله فيك : كأن هذه أول مشاركة لك ، والعجيب أنها كانت قوية في قضية تروى ولم تطوَ بعد ، ولا زالت الأقلام تطيش فيها ما بين عادل منصف ، وطرفي أفراط وتفريط ! ، وسيد قطب رجل كسائر الرجال ، يصيب ويخطئ ، والصواب والخطأ نصيب كل مخلوق بما فيهم الأنبياء في غير ما بعثوا به ! ، وذلك لتحقيق باب التوبة التي هي من اجل العبادات ، ولهذا كان الأنبياء هم أكثر الناس وأصدقهم توبة ، بل قال بعض أهل العلم : ( ما من نبي إلاّ وعاتبه ربه لخطأ وقع فيه حتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : ( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) (التوبة:43) ، وقوله : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال:67) وغير ذلك من الآيات ) .
فعلى ذلك يا أخي بارك الله فيك لابدّ للنقاش في سيد قطب من تحديد المسار ، وعدم التشريق والتغريب بما لا فائدة منه .
فلك ثلاث طرق لا أرى بأن لها رابع ! .
فإما أن نتناقش في مقالاته من كتبه التي عندك في طبعاتها الأخيرة ونعرض كلامه على كلام الله ورسوله وعقيدة أهل السنة والجماعة ، وما درسته في أخصر كتب " الاعتقاد "
وإما أن ننظر في كلام أهل العلم الراسخين في هذا الرجل وموقفهم منه .
وإما أن نركب رحل الهوى ، ونختار ما تشاء النفس وتهوى ، كالغريق يتعلّق بأصغر عود ليسوق ما يذهب إليه ! .
أما الثالث فأعيذك بالله تعالى أن تكون هو ! ، فهذه الطريقة هي طريقة أهل البدع والأهواء ، وأهل الزيغ والعناد ، من خصوم الأنبياء وعباد الله الموحدين ، فيتعللون بأدنى شبهة وقد علمت قلوبهم الحق أين هو ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ، ومن كان هذا حاله فلنبشره ! بحرمانه من الحق دائما لقول الله تعالى : ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) (الأعراف:146) .
أما الفريق الثاني : فأهل الجرح والتعديل في هذا الزمان رايتهم علية ليست دنية ، وصيتهم ذائع وشائع ، ولعل مما نتفق أنا وأنت عليه الأئمة ابن باز وابن عثيمين والألباني ، وكل من شئت أن تسمي بعد فلا أظن أنه يعلو على هؤلاء الأئمة في المرتبة باتفاق علماء العصر من أهل السنة ! مع احترامي له مقدّماً .
فعلى هذا نمضي قواعد الجرح والتعديل في حال رجل تعددت فيه مقالات الناس ما بين معدل ومجرّح ، فإذا بالأئمة لا يحمدونه فضلاً على أنهم يذمونه فضلاً على أنهم يأمرون بإحراق كتبه !! .
وقد نقل الأخ أخو شما مقالات أهل العلم فيه بما هو موثّق عنهم من كتبٍ وأشرطة وعندي ما هو أكثر ! ، فكيف يقابل جرحهم المفسّر بتعديل ( عاطفيٍ ) مبهم من الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله تعالى أو غيره .
فقول الشيخ بكر – حفظه الله وشافاه – لا يقبله ناقد في الرجال فضلاً عن مناصرٍ للسنة ، ولا يعني هذا ذمنا للشيخ بكر – حفظه الله – فإننا نعتذر له لأنه من أهل السنة ، بل ونلزمه – وللأسف – ببقية مؤلفاته ( الصاعقة ! ) في السنة وهي :
1- هجر المبتدع .
2- الرد على المخالف .
3- براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة رداًَ على الكوثري وتلميذه أبي غدة.
4- الرد على الصابوني.
والعجيب أن الشيخ بكراً أشبع أبا غدة والصابوني مذمة وهم والله خير من ملء الأرض من سيد قطب ! ، ومؤلفاتهم مع ما فيها من الدجل والخطل أهون بكثير من مؤلفات سيد قطب ، وهذا مما جعل عامة علماء السنة في هذه البلاد يستنكرون هذه الورقات من الشيخ بكر ، بل ومنهم من نفى نسبته إليه ثقة بعقيدته مع صحة ثبوتها إليه .
فعلى هذا يا أخي : فإن كان الأمر بالتقليد ، كيف تعيب على إخوانك تقليدهم لهؤلاء الجلة الأئمة العلماء الذين تهلل أسارير الوجوه لسماع أسمائهم ، وتندندن حول النصيحة الذهبية وأنت كما ذكر أخو شما طالب علم ! ، وربما تكون جامعياً ! ، وربما معك درجة عالية ! ، وربما تكون من قسم العقيدة خاصة !!! .
وبعد هذا كله تبقى الطريقة الأولى ، وهي أن ننزل أنا وأنت إلى أرض الحوار الأخوي الهادئ ونطرح كلام سيد قطب من كتبه ونعرضه على الكتاب والسنة ومنهج أهل السنة والجماعة وطريقتهم ، وسوف أرتقب جوابك حتى أواصل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عالي العلي

فــتــــى هـــــوزان
عـــالــــي الــعـــلــي