عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 19 - 09 - 2004 ]

(( 6 ))

أشكر الجميع على المتابعة ...

بعد نومة جميلة كانت قد منحتني الراحة بعد مشقة سفر بعد وصولي للمعسكر ، أحسست في نومتي وكأنني لم أنم من ذي قبل مثلها ، فهي أول مرة في حياتي أنام في مثل هذه الأرض البعيدة وفي مثل هذا المكان الغريب ومع هؤلاء الناس الذين لا أعرفهم
..
أجلسني الأخوة لصلاة الفجر وكان الجو في الفجر بارداً جداً على عكس الظهر كان معتدلاً ، ولا تبحث في ذلك الوقت إلا عن ماء دافئ كي تتوضأ به ، وكان بعض الإخوة ممن يقومون بالحراسة ليلاً ، وآخرين ممن يقومون الليل يقومون بتسخين براميل ماء كبيرة قرب النهر الذي يشق جانب المعسكر الغربي سعياً لطلب الأجر، وكان ما أردت حيث حصلت على الماء الدافئ ولكم لهجت الألسن بالدعاء لؤلئك الشباب الذين ضحوا بالنوم من أجل خدمة إخوانهم كي يصبحون على ماء دافئ للوضوء ، صلينا الفجر في جماعة ومن ثم بدأت حلقة القرآن على شكل مجاميع كتلاوة للقرآن كل حسب طاقته ومن أراد القراءة أو الحفظ لوحده كان له ذلك ، بعد حلقة القرآن أشرقت الشمس وقام الجميع بأمر القائد كي نصلي صلاة الضحى ، وبعد صلاة الضحى إذا بالأمير يأمر بالجمع في الساحة التي هي على شكل هضبة في وسط المعسكر تحيطها الجبال من كل جهة والنهر يشق الجهة الغربية ويفصل المعسكر عن الجبل وبين الجبل والمعسكر جسر يوصل فوق الماء بين الدفتين ..

في صبيحة أول يوم من أيامي الفعلية في المعسكر كانت البداية الفعلية بعد صلاة الضحى حيث تم تقسيمنا مجموعات على عدة مدربين وهم : أبو محمد البنغلاديشي ، أبو علي اليمني ، أبو زاهر المصري ، أبو عمير الباكستاني ، أبو ريحانة الباكستاني ، أبو محمد المغربي ، ومدربون آخرون ...
ومن ثم بدأنا الطابور الصباحي الذي يبدأ بتدريبات رياضية في ساحة المعسكر ومن ثم تفرقنا كمجموعات في وديان قريبة نشقها مشياً تارة وجرياً تارة أخرى وتسلق للجبال وخوض للأنهار وزحف على الأرض وتدريبات جسدية شاقة ، وكنت حينها أنا ومن معي جدد للتو نتمرن فنضحك من شدة الألم ولا نستطيع البكاء ، وكان المدرب لا يوافقنا القول بالراحة بل يضغط علينا ويأمر وليس لنا إلا السمع والطاعة وهكذا هي أيام الإعداد والجهاد لا هوادة فيها على الأقل في هذا المعسكر ، وبينما نحن نتسلق الجبل تراخينا فقام المدرب يطلق أعيرة نارية تحت أقدامنا كي نتحرك وهذه ليست سياسة الجميع ، فأصبحنا نتسلق وكأننا ماعز جبلي من الخوف ، وأصبحنا على هذه الحالة من الإشراق وحتى الساعة التاسعة صباحاً كل ذلك الوقت تدريبات للياقة والجسد ، ومن ثم عدنا للمعسكر واصطففنا في الساحة أمام مطبخ المعسكر كي نحتسي كوباً من العصير وأما ما هو العصير فلا أتذكر أنني ذقت طعماً مثله في حياتي ، هو ماء بلون أخضر وسكر هذا كل ما أذكره ، ومن ثم أمرنا المدرب أن نتوجه للنهر كي نغسل أطرافنا ووجوهنا استعداداً للإفطار الذي لا يتجاوز عشرون دقيقة ومن ثم ترفع الأيدي إجباراً وكل فرد له نصيبه في هذه الدقائق ويأكل حسب خبرته في السرعة ، والإفطار دائماً يكون شيء من المربى وبعضاً من الجبن وكأساً من الحليب وشيء من القشطة وقطعة خبز تميس ، بالطبع لا تسل عن صلاحية الطعام فسم الله وكل لأن أغلب ما ينتهي صلاحيته أو تقترب صلاحيته من الانتهاء في دول الخليج يرسل للمعسكرات من باكستان والذي قد ينتهي لأشهر ويتم أكله وسبحان الله كيف تكون البركة فيها وكأننا نأكل ألذ الطعام وأجمل الأكل ، ولا شك أننا في البداية عانينا الكثير من التعب والنصب والتقلبات الصحية ولكن ما أجمل الصبر والتلذذ بهذه التجربة العجيبة واحتساب الأجر ...

بعد الإفطار نستعد للدرس الصباحي وهو درس السلاح ، وننقسم مجاميع منتشرة في ساحات المعسكر كل حسب دورته والأسلحة التي يتدرب عليها ..

المهم : هو أننا في بداية هذه الدروس تم تسليمنا كتاب أصفر يفوق المائتين والخمسين صفحة فيها جميع الأسلحة التي سنتدرب عليها بالعربية وبالرسومات ومشروحة كيفية الفك والتركيب والتنظيف لسلاح ووو ، تفصيلياً ..

وهذا الكتاب يبدأ بالرصاصة وحتى المدافع المضادة للطيران وفيها تعليم التشريك والتفجيرات وأنواع المتفجرات ، والألغام وكيفية رسم خريطة الألغام وكيفية تفكيك حقل الألغام وكيفية الخروج منه ، والقنابل اليدوية الصوتية والقنابل اليدوية التي تتشظى ، وجميع أنواع الرشاشات والمسدسات ، فتجد الكلاشنكوف والسيمينوف والكلاكوف والأم سكستين والجثري السعودي ، وتجد المسدسات الروسية ميكروف وأبو محالة بجميع أنواعه الكامل والنصف والربع ، وتجد في الكتاب أيضاً رشاش البيكا ومدفع الآر بي جي المضاد للدبابات ، وتجد الدشكا والزكياك والبي أم دوازدا وكثير من كثير من الأسلحة التي كنت لأول مرة أراها في حياتي ..

المهم بدأ الدرس الأول بالرصاصة ما هي وماذا تحتوي عليه وكيف يتم انطلاقها بضرب الزناد على كبسولة البارود وأنواع الرصاص العادي والرصاص الحارق والرصاص الحارق الخارق ، والرصاص الرسام المنير ، ووو

وهكذا يبدأ التدريب في المعسكر من الرصاصة تدرجاً بالأسلحة الخفيفة مروراً بالأسلحة الثقيلة فالمدافع فالمتفجرات والقنابل والألغام ...

وكانت جميع التدريبات في الصباح نظرية ، وبشرح مفصل ، فالقذيفة أو الرشاش أو الرصاصة أو المدفع أو اللغم أو أو ... تنظر إلى شرحها مفصلة من الداخل والخارج وكأنك تقوم بتشريح كائن بشري ، ويشرح لك المدرب جميع نواحي السلاح من الناحية الهيكلية والعملية والتكنلوجية ووو بتفصيل دقيق جداً ...

ناهيك عن التدرب على كيفية التشريك وهو تشريك أي شيء بمجرد تحريكه يقوم بالانفجار واغتيال الهدف المقصود ...

ومن ثم يتم التدريب على حفر الخنادق كالخندق البرميلي والذي على شكل برميل لشخص واحد وكالخنادق العسكرية على شكل حصن مانع لتقدم العدو والخنادق ذات الهجوم والمباغتة في الكمائن ووو كثير من الدروس حولها ...

وسوف يكون بعون الله فيما هو آت تفاصيل أخرى تأتي بها المواقف في ثنايا الحديث بعون الله تعالى ...

بعد الانتهاء من الدرس الصباحي يؤذن لصلاة الظهر ومن ثم نصلي ، وبعد الصلاة تبدأ ما يسمى بالأعمال الميدانية ، وهي تعبئة خزانات الماء الخاصة بدورات المياه من النهر ، وتعبئة خزانات المطبخ بالماء للطبيخ ، وتنظيف دورات المياه أعزكم الله وتنظيف ساحات المخيم والمسجد ، وتشميش الخنادق والفرش والحصير الذي للجلوس ، وغسيل أدوات المطبخ كالصحون وغيره ، والرعي بالغنم والماعز الخاص بالمعسكر في الوادي ، المهم يتوزع المخيم على هذا الصنف من الأعمال المتعددة ...

ومن ثم يستغرق هذا العمل ساعة ونصف ، ومن ثم نصطف في الساحة من جديد من أجل الذهاب لتناول وجبة الغداء ، ومن ثم نتناول وجبة الغداء وبالطبع كان الشباب يبدؤون بالشاي لأن الشاي ينتهي بسرعة أما الغداء فلا لأن كل شخص له صحنه الخاص به وقطعت الخبز الخاصة به وأحياناً نوع من فاكهة كتفاحة أو موزة وهذا يكون نادراً جداً ...

بينما كنا ننتظر المدرب يقول سموا الله ، إذا بنا نسمع ضرب المدافع وإطلاق رصاص قرب مكان الطعام بالضبط والمدربون يأمروننا بالانتشار في المعسكر على الفور وبأصوات عالية ، قمنا ونحن نكاد نموت من الجوع بعد عمل شاق ويوم مليء بالمتاعب ، وقيل أنها عملية وهمية ، ومن ثم انتشرنا في الخنادق العسكرية وعمليات الانبطاح على جوع ، ومن ثم كان الضرب شديداً للغاية وبذخيرة حية وكأننا في معركة حقيقية فلا ترى إلا الأدخنة والغبار ، وما أكثرنا ابتداءً من دخل في الخندق ولم يرفع رأسه ، وما زلت أتذكر صديق لي في نفس الخندق من مكة كاد يميتني ضحكاً يوم أن غضب على أحد المدربين بعد هذه العملية وقال له ( مجانين أنتم يا بوية هذي ما فيها مزاح كان راح تموتونا ، مو يكفي حنا ميتين جوع ) على العموم أخذ الرجل عقاباً أنساه المأساة وكاد أن يترك المعسكر حينها ...

توقف الضرب وقام القادة بأخذنا من جديد في طوابير عدة ومن ثم سلكوا بنا درب الجبال والأودية ومنعنا من شرب الماء من النهر ، هكذا يختبر الصبر للرجال ..

وبعد ساعتين تقريباً عدنا للمخيم واجتمعنا على الغداء الذي ما زال على حاله كما تم وضعه غير أن الذباب كان له نصيب الأسد ، جلسنا على الغداء وقيل لنا باقي عشر دقائق على الأذان وفترة الغداء فقط هي عشر دقائق ، حينها ما زلت أذكر أن الخبز تحول إلى بسكويت والغداء وكان رز بالحليب تحول إلى مهلبية ، ولكن أي ذباب وأي مهلبية ، الجوع فوق كل شيء وبدأنا نأكل وكأننا في مطعم خمس نجوم

حمدنا الله ونحن ننظر إلى بعضنا وكأن كل شخص سرقت من وجهه البسمة عنوة ولكن والله لكم هي حياة فيها لذة وسعادة لا يتصورها من يعيشون في القصور ...

انتهى الوقت وأمرنا بالجمع في الساحة ومن ثم الذهاب إلى النهر للوضوء وبينما كنا نتمازح رمينا بأحد الأصدقاء في النهر ...

صلينا العصر ومن ثم جمعنا القائد في الساحة واستدعى الرجل الذي رميناه في النهر وكان من شباب مكة المكرمة ، والسباحة في قانون المعسكر ممنوعة إلا في يوم الجمعة فقط إلا لمن كان جنباً ، فسأله المدرب ألا تعرف القانون وأن السباحة ممنوعة وكان ماء النهر بارداً للغاية ...

فقال للمدرب بلى ولكني يا أبا عبدالرحمن انزلقت وسقطت عنوة وأنا أتوضئ ، ولم يكن وفقه الله يريد أن يوقعنا في مأزق لأن العقاب رادع وهو فعلاً انزلق ونحن نرميه ، عوقب أخونا أن أمره الأمير أن يقفز في النهر البارد فيبقى حتى يستدعيه ..
المهم نحن تم توزيعنا كمجموعات على المدربين بعد أن كدنا أن نموت ضحكاً على صاحبنا فأنا أعرفه لا يطيق البرد أبداً وهو يجمع في الطابور الصباحي ببطانية أحياناً ويغيض بعض المدربين بحركاته البهلوانية ...

المهم فترة العصر كانت هي فترة التطبيق العملي على ما تم دراسته وتلقيه في الفترة الصباحية من سلاح ، فنتجه كمجموعات كل حسب سلاحه نحو المخزن الخاص بالأسلحة في أحد المستودعات الأرضية في المعسكر ، ومن ثم يأخذ كل متدرب السلاح والذخيرة الحية الخاصة به والتي يتم تحديدها في قوانين الرماية أو أي تطبيق عملي على أي نوع من الأعمال العسكرية التي تم تدرب الفرد عليها ...

ومن ثم ينتشر الشباب كمجموعات في ساحات مجاورة للمعسكر أعدة للرماية كل حسب سلاحه برفقة المدربين كل مجموعة مع مدربها ..

ومن ثم يبدأ الرمي والتدريب على طريقة الرمي في وضع الانبطاح ووضع الوقوف ووضع الحركة ووو في الأسلحة البدائية كالرشاشة أو المسدسات العادية
..
وفي المقابل بالطبع تم من أناس متقدمين في دوراتهم يرمون على المدافع والقذائف والقنابل اليدوية .. المهم أنك ستسمع الجبال والوديان المحيطة بالمعسكر تضج وتنشد عزف العزة والشموخ في الإعداد في سبيل الله ....

بعد التدريب على الذخيرة الحية عملياً يكون الوقت قد قارب صلاة المغرب ، فنعود للمعسكر استعداداً للصلاة ونجتمع في الساحة ومن ثم إلى دورات المياه أو النهر للوضوء ..
رأيت صاحبنا حينها عند النهر يتحسب ويقول : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فقد خرج من النهر وأمره المدرب أن يبقى على حاله فوق صخرة مستلقياً إلى قبيل المغرب لأنه سبح في غير الوقت المسموح له به ، ولكنه كان طيب القلب ويصفح ..


يتبع (7) بعون الله


رد مع اقتباس