عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 19 - 09 - 2004 ]

(( 7 ))

المهم صلينا المغرب ، وبعد المغرب من كل يوم درس لأحد الإخوة ، وكان الدرس لأحد الشباب من القصيم كنيته ( أبو عبدالله القصيمي ) وكان متمكناً في العلم وخاصة في علم العقيدة ، وكان الدرس عن نواقض الإسلام ، وبدأ يخطب بروعة أسلوب وجمال خطاب في نواقض الإسلام والتحذير من الخوض في النيات وتصنيف البشر بين مسلم وفاسق وكافر عياناً دون حجة أو دليل ، وفصل في مذهب أهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة ، وحذر من فعل الخوارج الذين كانوا يكفرون بالكبيرة ووو كان حديثه مفصلاً عن تحذيره من تصفح بعض الكتب المشبوهة التي ما أكثر تهمها دون دليل ولا حجة ، وذكر بعض الكتب وهي كثيرة جداً متواجدة في المعسكرات وفي السرايا وفي بيوت الضيافة ، وخاصة بيوت العرب من غير أهل الخليج
...
وكان هذا أول يوم لي لست أعلم ما يجري في المعسكر من خلاف فقهي وعقدي بين بعض الشباب بين شباب الجزيرة وبين شباب من مصر والجزائر وو غيرهم ، ولم تكن لدي الجاهزية العلمية للخوض في هذه الأمور ..

إلا أنني أكثرت الجلوس مع أبي عبدالله القصيمي واستفدت منه كثيراً وفقه الله ولكم أكن له الاحترام والتقدير رغم أنني لم أره منذ قرابة ( 12 ) سنة .. ..

)) وسوف أتطرق لهذه الإشكالات في موضوع مستقل بعون الله وبتفصيل متزن ببيان الصورة واضحة دون إفراط ولا تفريط ، فلست أعمم بالطبع بل أخص (( ..

انتهى الدرس ومن ثم تم وضع العشاء وكان تمراً وخبزاً ، وكان التمر أظن أنه قد دار عليه الحول والحولان ، ولكن سبحان الله لكل شيء لذته في أرض الإعداد في سبيل الله ، فلا تكاد تشتكي إلا من التقصير في جنب الله ...

بعد العشاء أذن لصلاة العشاء ومن ثم صلينا العشاء وأتى الأمير أبو عبدالرحمن يوزع جدول الحراسات الليلية على نقاط الحراسة في بوابات المعسكر والتبات أي رؤوس الجبال المحيطة بالمعسكر والتي جهز فيها خنادق أرضية محفورة في رأس كل جبل للحراسة فيها
...
وطريقة الحراسة هي أن يتسلم كل شخص يذكر لقبه ويكلف بالحراسة ساعتان أو ثلاث في الليلة الواحدة وتبدأ من بعد صلاة العشاء ، مع كون هناك حراس ثابتون في النهار للحراسة حتى أذان العشاء ، ولكن كانت الحراسة الليلية هي الأشد للخوف من تسلل منافقين للمعسكر بغية النيل من رجاله أو سرقة أسلحته أو اغتيال أحد المدربين أو القادة أو تصفيات فردية بين بعض الشباب المختلفين اختلاف رأي حول منهج ماء نسأل الله العافية ، فالخلافات بين قادة الجهاد والأحزاب والانتماءات بعصبية وتشدد كانت حاضرة بوضوح والفتن كانت مؤلمة ..

تم توزيع الحراسات ومن ثم يكون هناك في الساحة حارس جوال يتجول على الحراس ليلاً ويطمئن على كونهم لم ينامون أو لم يصابون بسوء ..

وكان هناك بالطبع كلمة سر خاصة للمتدربين تتغير كل ليلة كي يعلم بها أن المتجول للذهاب لدورة المياه ليلاً أو للوضوء أو غير ذلك أنه من المخيم وإذا لم يقل كلمة السر تم اقتياده إلى خندق السجن في المعسكر إلى النظر في أمره في صباح الغد ومعرفة نيته في اختراق المعسكر ...

المهم يتم توزيع الحراسات ويتم إعطاء الجدول للحراس بحيث يعلم كل حارس من يليه في الحراسة فيستدعيه الحارس الجوال قرب انتهاء دوره كي يجلس صاحبه الذي يليه ، وكان الحارس يسلم سلاح الكلاشن كوف بالإضافة إلى ثلاثة ( شواجير) وهي مخزن الرصاص كل مخزن ثلاثين رصاصة وأحياناً يكون شاجور بأربعين رصاصة
..
وكانت طريقة الحارس الجوال ال هي أن يصرخ بالتكبير كل ربع ساعة بقوة تسمع جميع الحراس في المعسكر ومن ثم يقوم الحراس واحداً تلو الآخر بالتكبير فيعد الجوال التكبيرات فإن كانت ناقصة فبعدد النقص يعلم أن تم من حارس نام أو اغتيل لا سمح الله فيذهب هو وبعض الشباب المسلحين للطوارئ للاطمئنان عليه وغالباً ما تكون حالات نوم فقط ..

ومن الطرائف في الحراسة : هناك في أفغانستان حشرة تضيء نوراً وكأنها لمبة صغير أو كشاف ، وهي معروفة لدى من ذهب هناك ، وكنا نحن في الحراسة لأول مرة ولم نكن نعلم عن هذه الحشرة ، وفي أحد المرات كان دوري في الحراسة ، ومن ثم نظام الحراسة هو أنك إذا رأيت أي جسم متحرك تقول له مرتان ( درش ) أي توقف بالأفغاني ، ومن ثم تطلق الرصاص مرتين في الهواء ، ومن ثم تستعين بالله وتمشط المنطقة المشبوهة بالرصاص تماماً ..

المهم كنت قد نظرت إلى شيء يتحرك في الجبل المجاور للجبل الذي استلمت فيه الحراسة ، وهو كأنه رجل في يده كشاف صغير يطفئ تارة وينير أخرى ، ومن ثم قلت ( درش ) وأطلقت طلقتين في الهواء ولا زال يتحرك ، فوضعت الكلاشنكوف على وضع الأوتومتيك ومن ثم بدأت أمشط الجبل وكنت أرى الرصاص يقذ بالشرر حينما يصطدم بصخر الجبل ، حتى فرغت شاجوراً كاملاً ..
بالطبع سمع كل من في المعسكر طلق الرصاص ، وكلمني الحارس الجوال عبر مكبر صوت يدوي وقال لي ما بك ؟ قلت شيء مشبوه ، فصعد لي هو وحراسة الطوارئ بأسلحة متعددة وقذفوا في الهواء قنبلة مضيئة ومن ثم ذهبوا للجبل المجاور بسرعة يفتشون ولم يجدون أحداً
..
طلبوا شرح الموضوع فشرحته فضحكوا مني كثيراً ومن ثم أخبروني أن تم من نوع حشرة فيها هذه الصفات ... ( قلت طيب أنا وش عرفني ) ... انتهت حراستي وخلدت للنوم وأصبحت والشباب يضحكون من موقفي (( على حشرة فرغ فيها ثلاثون رصاصة )) .... وقالوا لي إذاً كم ستفرغ من رصاصة على بقرة وقد حدثت لواحد من الشباب أن أتت بقرة من قرية مجاورة ليلاً وتسللت إلى قرب المعسكر وفرغ فيها شاجور كامل .. ومواقف طريفة لا تنتهي ليس لذكرها مجال ...

وهكذا حتى نصبح الصباح ويأتي يوم جديد ..
ويستمر هذا الجدول تدرجياً في التدريبات على السلاح كل يوم كما ذكرت طيلة أيام الأسبوع عدا يوم الخميس والجمعة ..


يتبع ( 8)


رد مع اقتباس