الأخ السبع الحر
أنت متفائل جداً ، وأنا لن أقول متشائم بل ( متشائل ) من خِطط السعوَدة المطروحة... لأن الإنسان البسيط يدرك أن العمل على حلّ أي مشكلة يستند على طرح عدد من الحلول المحتملة لهذه المشكلة وإختيار أفضل إحتمال للبدء به.. وهذا ما لم يقم به وزيرنا المبجّل أو اللجنة المكلفة التي يرأسها.
سيّدي: مشكلة البطالة لدينا ليست بسبب عدم وجود وظائف لذوي المستويات التعليمية الدنيا والمتوسطة الذين يستوعبهم سوق الخضار وشركات النظافة وسيارات الأجرة وشركات الأمن.. بل للآلاف من الشباب والشابات الذين دفعت بهم أرحام الجامعات بعد سنوات من الشقاء والإغتراب وجاؤا كي يصبحوا بديلاً للأجنبي الذي لا يحمل نصف مؤهلاتهم فوجدوا الأبواب والنوافذ وحتى فتحات مراوح الشفط مغلقة في وجوههم.
أخي : مشكلة البطالة لم تكن هاجسنا الوحيد الى أن ظهرت آثارها على السطح بتفشّي السرقة وإدمان الكحول والمخدرات والدعارة.. وعندما تنظر الى المستوى التعليمي لضحايا تلك الظواهر تجدهم من ذوي المستويات التعليمية العالية الذين يرون الأجنبي يفترس أرزاقهم كما يفترس الأسد مولود الغزال أمام ناظري أمه التي لا حيلة لها.. بهذا أدركوا أنهم مولود الغزال وأن مجتمعهم هو الأم التي تقول لهم ( زندك وإلا مت ).
عزيزي : لا أرغب أن أكون مُمِلاً بإطالة التعقيب.. لذا سأكتفي بقولي إن (التشائل) هو أفضل وسيلة للحماية من الصدمات النفسية.. فالمتفائل سيُصدم إذا لم تنجح خطط غازي.. وكذلك المتشائم إذا نجحَت.
تقبل تحيات أخوك // فهد //