عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
المحمدى
Registered User
رقم العضوية : 215
تاريخ التسجيل : 01 - 06 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : المحمدى is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : رنيه 00بلد النخيل والمثلوثه (حلقات تنشرها عكاظ),,,,,,

كُتب : [ 21 - 05 - 2005 ]

الحلقه الرابعه :
رنية بلد النخيل والمثلوثة

نخيل رنية تقاوم غول الوايت بمزيد من الصبر والجفاف
انابيب لبث الحياة في المزارع العقيمة




اعداد : ثواب هياف


تشتهر محافظة رنية وتوابعها من القرى والهجر والمراكز بكثافة نخيلها وجودة تمورها التي تجد طريقها الى أسواق المملكة, وزادت من طلاوة تمر رنية خصوبة ارضها الفسيحة التي تبلغ نحو 1630 هكتارا وفق احصائيات عام 1979 الميلادية وتقدر مساحات الاراضي البور بـ290 هكتارا فيما تبلغ المساحة الاجمالية الصالحة للزراعة نحو 250 هكتارا.
وتبعا لهذا الواقع الزراعي الثري فإن رنية تستهلك نحو 16 مليون متر مكعب من المياه ويبلغ المخزون 28 مليون متر مكعب.. وبرغم هذا الثراء فإن المحافظة عانت في سنواتها الاخيرة ظروفا طارئة بعد ان جفت المزارع وماتت الاشجار.. وظلت البـقيـة الـباقــيـة من الاغصان المثمرة والمورقة تقاوم المناخ الجاف.
الاهالي يتخوفون ان تلحق بمزارعهم واشجارهم المخضرة الباقية كوارث تودي بحياتها ان لم يتم البحث عن دواء عاجل للجفاف والتصحر.


زاد من مضاعفات المشكلة شح الامطار وتضخم اسعار المياه المجلوبة من قرى وآبار بعيدة.. والحال يصفه المزارع سعد السبيعي بقوله: امتلك مزارع للنخيل ورثتها اباً عن جد تولوها بالرعاية والاعتناء..
وظللت على ذات الحال على ما يقارب ثلاثة عقود من الزمان.. وظلت هذه المزرعة كريمة بي واسرتي نأكل من رطبها ونجني ثمرها.. ولكي نضمن هذا الدخل نحرص على سقياها مستجلبين الماء من آبار سطحية حفرناها بأذرعنا..
وكانت الآبار في ذلك الوقت كريمة ومدرارة الا انها قلبت لنا ظهر المجن واعلنت الجفاف قبل سنوات. وامام وضع كهذا لم نجد سبيلا للسقيا غير شراء الوايتات من تجار الماء نعرض انفسنا لجشعهم وطمعهم.
فهؤلاء استغلوا حاجتنا ورفعوا الاسعار الى ارقام فلكية ونحن مجبورون, اما الرفض او تقتيل الاشجار برغتنا!
الاشجار تواجه مصيرها
سعر الناقلة في اغلب الاحوال -كما يقول السبيعي- يصل الى مائة وعشرين ريالا وهي لا تكفي غير نصف المزرعة.
واضطر الى تقســيط الري وهو امر عواقبه غير محمودة. فأشجارنا مهددة بالفناء في أي وقت!
اصحاب اليسر لجأوا الى هذه الناقلات كحل مؤقت ويدفعون اما الذين لا يمكنهم لتواضع احوالهم من الدفع فإنهم يضطرون على ترك اجزاء من مزارعهم جافة يابسة تواجه مصيرها ومن تلك مزارعنا..
السبيعي الذي استغنى بارادته الحرة المعتبرة عن جزء اصيل وعزيز من مزرعته بسبب تصاريف الزمن.
حزن.. وأسى
ولا يخفي المزارع عامر الدوسري وجعه وألمه وحنينه لمزرعته الخصيبة التي كانت تجود عليه بكثير من الخير مثل التمر والبقوليات والفواكه والحمضيات ولم يجد في نهاية المطاف غير تركها على حالها تعاني اليباس والجفاف بعد ان شح الماء.. وجفت المنابع..
ويضيف الدوسري: لست وحدي, هناك كثيرون مثلي تركوا مزارعهم نهبا للجفاف والبؤس, وكلما مررنا على مزارعنا الخصيبة نشعر بمزيد من الحزن والاسى على مصيرها.
يتجاوز سكان رنية المائة والعشرين الفا. يقدر عدد منازلها بـ14 الف بيت ودار موزعة على احياء مختلفة وقرى بعيدة وقريبة, ويستهلك هؤلاء آلاف اللترات من المياه ومع نضوب العيون والآبار والينابيع في الوادي يزداد قلق الاهالي من هذه الحال سيما ان كلهم يعتمدون على الوادي في سقياهم وشربهم.
ويفكر المواطنون بضجر عن مصدر بديل الذي لن يجدوه الا في ما تجود به الآبار.
وكالعادة يستغل تجار الناقلات حاجة الناس.. والنضوب العام لفرض سياسة الامر الواقع عليهم.
الوايت غول كاسر
المياه التي توزعها البلدية على الاهالي -كما يقول عبدالرحمن السبيعي- لم تعد تكفي الحاجة فهو شخصيا ظل يعتمد على وايتات وناقلات البلدية الا ان الاخيرة عجزت مؤخرا عن الايفاء بمهامها..
ووجــد النـاس انفـسهم امام غول كـاســر اسمه الوايت التجاري, يبيع ماءه بـ120 ريالا ولا يكفي حاجة خمسة ايام في المنازل الاعتيادية.
فمن اين يأتي صاحب الدخل المحدود بمائة وعشرين ريالا كل اسبوع?
مشروع.. بلا مصدر
وزارة المياه لم تقف مكتوفة الايدي امام هذا الوضع وعملت بمثابرة على تنمية مصادر المياه والشروع في اقامة مشروع مائي وانشاء شبكات حية الى المنازل الى جانب بناء خزانات مياه ضخمة ومجمع تخريني كبير يسع كميات كبيرة الا ان الاهالي قلقون من عدم اكتمال هذه المشاريع الحية ويتساءلون بخوف عن مصدر المياه الذي سيملأ هذه الخزانات والانابيب.. فالآبار جافة والمياه الجوفية في علم الغيب..
وعن هذا الــقـلق يقول محمد سحمان ان تأخر الهطول تسبب في غور مياه الآبار, كما ان المواقع التي تجلب منها بعيدة في قرى تقع على بعد مسافات طوال وهي ذاتها محدودة وشحيحة..
ومشروع المياه المقترح سيكون عقيما وغير ذات فائدة ان لم يضمن لها مصدر مائي دائم.
ويتخوف سحمان من ان تتحول مباني مشاريع المياه الجديدة الى اطلال وخرائب يسكن فيها البوم ان لم يتم توفير مصدر دائم يمدها بالحياة.
الانبوب هو الحل
الحل الوحيد والجذري لهذه الازمة -كما يرى السكان- هو انشاء مشروع انابيب لنقل المياه المحلاة من البحر الاحمر الى المحافظة وفي هذا الشأن للمواطن عبدالله السبيعي مقترحات ووصايا..
فقد تم الاخذ بهذا الحل في مناطق قريبة مثل الطائف التي لا تبعد عن رنية غير 350 كيلو مترا..
واقامة مثل هذا المشروع سهل وميسور في حال اختيار افضل طريق لمد خطوط الانابيب.
اهالي رنيـة متـحمسون لمثل هذا الحل وفي بالهم المشـروع البحري الذي يجري تنفيذه في منطقة الباحة التي لا تبعد اطرافها عن رنية غير 180 كيلو مترا ويمكن ايصال فرع من الانابيب من منطقة الباحة المرتفعة نسبيا الى رنية وحل عاجل.
مثل هذا من شأنه ان ينهي الى الابد معاناة اكثر من 106 قرى وهجر يشكو سكانها ومزارعها من العطش المؤقت والدائم.



الحاصدات الحديثة تفرض الاقامة الاجبارية على الوشت والناطح


رنية مشهورة منذ الازل بمزارعها الخضراء, وكان للوادي الخصيب دوره الكبير في احتراف قاطنيها بالزراعة, والوادي الكثيف بمياهه العذبة وافرعه الثرية حفز الاهالي على مدّ مساحات الخضراء على امتداد البصر..
وحفر الناس الآبار.. وزرعوا النخل.. وشجر الفاكهة معتمدين في ذلك على وسائل بدائية في النقل والري..
ولا اظن ان احداً من سكان ضفتي الوادي يجهل الادوات التقليدية في الزراعة مثل السماه والعتلة والمقلاع والمقصب واللومه.. وهذه تستخدم في اغلب الاحوال في الحرث والحفر.. ومن ادوات استخراج الماء من الآباء الزهاب الذي يتكون من القائم والليهز والناطح والوشت والنبع والوساء والشبحة والدراجة والمحالة والمحور والرشاء والمقاط..
وبرغم هذه الادوات الشعبية وصعوباتها فإن المزارعين استطاعوا طوال حقب طويلة من حفر آبارهم وري منتوجات مزارعهم بلا كلل.. وظلوا على هذه الحال حقبا طويلة حتى دخلت الميكنة الزراعية وآلاتها الحديثة في العملية الزراعية..
وامدت الجهات المعنية المزارعين بالقروض الحسنة فتبدل الحال.. وترك الاهالي ادواتهم البدائية والتقليدية مودوعات في الذاكرة الشعبية ومتحف التراث.


رد مع اقتباس