الصفحه الرابعه:
وفي ذلك يقول محمد بن بشر بن معاويه بن ثور (1)
وأبي الذي مسـح الرسول برأسه ودعا له بالخـير والبركاتِ
وأعطاه أحمد إذ أتاه أعـــنزا عفرا نواحل لسـن باللجباتِ
يملأن وفد الحي كـــل عشية ويعود ذلك الملــــــئ بالغدواتِ
بوركن من منح وبـورك مانحا عليه في ماحييــت صلاتي
وفي كتاب بلاد العرب قال الأصفهاني(2) من أهل القرن الثالث الهجري كما سلف : وللضباب بتربه وادٍ طوله ثلاث ليال به النخل (3) والزرع والفواكه والأشجار يشاركهم فيه هلال بن عامر وعامر بن ربيعه والمسمى الجزع جزع بني كودره وهو على مسيرة يومين على وجه واحد .
_____________________________________________
== عن السكوني فهو كتاب أبي عبيدالله عمرو بن بشر السكوني في جبال تهامه ومحالها يحمل جميع ذلك عن أبي الأشعث عبدالرحمن بن محمد بن عبدالملك الكندي عن عرام بن الأصبغ السلمي . أي أن كتاب عرام السلمي كان من رواته السكوني ولهذا فالسكوني المذكور قريب العهد من عصر عرام وقد ذكر عبد السلام هارون ( نوادر المخطوطات 7/376) أن الكندي الذي روى عن عرام بن الأصبغ السلمي توفي سنة275هـ انظر التراث الجغرافي واللغوي عند العرب في مجلة المجمع العلمي العراقي مجلد14 وسبق أن أوضحنا من أن عام كان حيا من سنة214 أو 215 الى 230هـ إذا فالسكوني من رجال القرن الثالث الهجري لأنه معاصرا لعرام ومن رواته .أ.هـ
1ــ ودار حكيم (محلة بالكوفه مشهوره منسوبه الى حكيم بن سعد بن ثور البكائي من بني البكاء بن عامر بن ربيعه بنعامر بن صعصعه ) معجم البلدان 2/419 ومنهم زياد بن عبدالله البكائي (183) من رواد كتاب السير
2ــ بلاد العرب ص109
3ــ معلوم أن النخله من آثار التحضر والاستيطان والاستقرار خاصة إذا كانت تسقى بماء مستخرج من الآبار وكذلك الزرع والاشجار وهذا ماذكرته تلك المصادر منذ القرن الرابع والخامس الهجريين ومابعدهما انظر ماقاله ناصر خسرو الرحاله الفارسي .
والضباب من بني كلاب بن ربيعه بن عامر بن صعصعه وكذا بنو هلال بن عامر بن صعصعه ةبنو عامر بن ربيعه بن عامر بن صعصعه كل هؤلاء جميعا فروعا من بني عامر بن صعصعه الهوازنيه .
وفي النوادر : ومن عامر بن ربيعه(1) وعمرو بن عامــر بن
ربيعه (2)روى عنه الهجري . قال : وأبناء عامر بن ربيعه بن عامر بن صعصعه ربيعة البكاء وعوف وعمرو ولبني سليم على بني عامر بن ربيعه يوم هو يوم لسلسان وهو أول أيامهم وأصابوا من بني عامر رميا (.؟)على مائة رجل وهو يوم الغيامه أيضا ..
___________________________________________
1ـ نوادر الهجري ــ المخطوطه المصريه ص10
منهم معاويه ذي السهمين لانه يأخذ سهمه من غزوات بني عامر أقام أو غزا وعوف ذو المحجن ومنهم جعونه قائد مروان بن محمد ومن بني البكاء حندج بن البكاء والذي شرك خالد بن جعفر في قتل زهير بن جذيمه العبسي سيد غطفان يوم النفروات ومنهم الفجيع بن عبدالله بن حندج بن البكاء له صحبه وكتب له الرسول صلى الله عليه وسلم كتابا وهو عند ولده ، ومن بني البكاء كانت خرقاء التي شبب بها ذو الرمه ( انظر الجمهره ص281)
2ــ ومن عمرو بن عامر بن ربيعه (عمرو فارس الضحيا ) ومنهم عمرذو الجدين ومالك ذو الرمحين وكعب كاشف الحصير وزهير الصنم ــ زهير الأزهر ومنهم خداش بن زهير بن ربيعه بن عمرو بن فارس الضحيا بن عامر بن ربيعه بن عامر بن صعصعه ومن قوله :
أبي فارس الضحيا عمرو بن عامر أبى الذل واختار الوفاء على الغدر
ومن قوله :
واني من النفر المحمر أعينــــهم أهــــــــل السوام وأهل الصخر واللوب
يشير إلى سكنى الحره والجبال المواليه ( مجلة العرب29 ص773)
الصفحه الخامسه :
قال الهجري :وأنشدني عمران الحرملي من عوف بن عامر في يوم لسلسان (1)
شعرا طويلا منه :
حدا عامرا فرعا سليم فشمــرت بنو عامــــر مردانــــــها ووفودها
ومنها :
ولما بدا طود من الـــخل مشرف ونخل من القوسين خضر جريدها
في الهامش : من تربه الخل الطريق في الرمل أ.هـ .
قلت : تربه هنا لاشك يعني وادي تربه وليس المدينه التي في أعلى الوادي فهي بعيده عن المواضع المذكوره التي جرت عندها أحداث يوم لسلسان والغيامه وكل المسميات الوارده في أخبار وأشعار ذلك اليوم والذي أوردها أبو علي الهجري وهو من أهل القرنين الثالث والرابع الهجريين لاتزال معلومه بتلك الأسماء
فالخل هنا بخلاف المتعارف عليه والذي شرحه بأنه الطريق في الرمل لكنه هنا جبل أسمر شامخ بطرف الحره شمالا مما يلي مجرى وادي تربه تحيطه مزارع وعمار بلدة الغريف المعروفه بوادي تربه وهي من أقدم المعمور بالوادي مثلها كمثل قرية تربه والتي أخذت مسمى الوادي . والخل المذكور ورد في الشعر باسمه وبصفته ــ طودا ــ أي جبلا وباسمه خلا ، كما يطلق عليه في الماضي والحاضر حتى عهدنا
_____________________________________
== وشهد حرب الفجار الثاني بين قريش وقيس ومن قوله :
ياشدة ماشــــــــددنا غير كاذبة على سخيــــنة لولا الليل والحرم
وقد هزموا قريش ، والسخينه طعام يتخذ من دقيق وبه كانت تلقب قريش لأكلها إيّاها. ( الأغاني ج25ص8765)
1 ــ انظر التعليقات والنوادر للهجري وكتابه تحديد المواضع ص362 بقلم حمد الجاسر رحمه الله ، والعمري الحرملي من بني حرمله وحرمله وخالد أبناء هوده بن ربيعه بن عمرو بن عامر (الاصابه ج1ص361
الصفحه السادسه :
ولسلسان وادٍ لايزال هذا إسمه حتى عهدنا يأتي من أواسط الحره حرة بني هلال (1) المطله على وادي تربه ومنه الغريف والخرمه من الجنوب ويخترقها حتى يصب في المجرى العام لوادي تربه مرورا بمزارع وعمران الغريف أما الغيامه فهي هضبه سوداء في مستوى ظهر الحرة ، مما يقع جنوب شرق الغريف وشرقي وادي لسلسان قريبه جدا منه والى جانب تلك الهضبه الغيامه يقع منه على القرب نحو الجنوب ويمتد شرقا قاعا تنكفيء إليه مياه ظهر الحره فيصبح كالبحيره وهو يسمى في عهدنا (الغيام )وقد وقفت عليه مع جماعة من أهل الغريف وهم يقولون إن الغيامه هذه الهضبه والغيام القاع المذكور وكنت قبل الوقوف عليه قد كتبت تصحيحا لمنشور نشر بمجلة العرب حول سفيره والغيام إذ قال ناشره أنهما هضبتان في الشام ولكني ذكرت سفيره في موضعها والغيام في موضعه من الحره (2) وبعد الوقوف اتضح لي أن المتأخرين أحالوا اسم الغيام الجبل أو الهضبه على القاع وأعطوااسم القاع لذلك الجبل وإلا كيف نفسر قول لبيد بن ربيعه العامري في قصيدة له منها :
بكتنا دارنا لــما ارتحــــلنا وحيـّـــتنا سفـــــيرة والغـــيام
هنا بمعنى التوديع وذلك أنهم عندما غادروا بلادهم وهم في مسيرهم يلدون النظر من حين لآخر لتلك الديار فينظرون معالمها الشاخصه تلازمهم النظر ولمسافات طويله وهذا معنى وصف لبيد رحمه الله .
___________________________________________
1ــ حرار العرب أولها حرة بني هلال وهي منبتله من الحرار برنئه من حجاز النجد المتيامن وحرة بني هلال معترضه من أسفل الطود الى مهب الشمال أرجح من ستة أيام ومن الشرق الى الغرب شطر ذلك (النسخه المصريه52) والتعليقات والنوادر ص1385و1387
2ــ مجلة العرب س7 ص713
الصفحه السابعه :
أما الشعر الوارد في يوم لسلسان والغيامه ومنه :
ولما بدا طود من الـخل مشرف ونخل من القـوسين خضر جريدها
فإن العمري وهو من سكان تلك البلاد من وادي تربه وحولها وهي المغزوه فإنه يصف معالمها قبل المعركه وكأنه يستمد العون منها او القوه للدفاع عنها فذكر الخل وذكر نخيل الوادي وخضرة جريدها وذكر (القوسين) المطله على المعمور من الوادي من الجنوب في طرف الحره ــ حرة بني هلال ــ مما يلي وادي تربه ( الغريف والخرمه) وقد نسب النخل إلى القوسين وهما علمان بارزان لايزال هذا مسماهما حتى عهدنا ، وقد سمي النادي الرياضي بالخرمة بنادي القوس نسبة لهذا المعلم القديم (1) .
وفي القرن الخامس الهجري وبالتحديد سنة 442هـ مر وادي تربه الرحاله الفارسي ناصر خسرو (2)قادما من الطائف يريد الذهاب إلى الأفلاج فذكر من المواضع بعد خروجه من الطائف ــ الحصن الذي أسماه مطار قال إنه يبعد عن الطائف أحد عشر فرسخا ، ثم بعد رحيله من مطار وصل إلى موضع يقال له الثريا قال لاأراه إلا قصد تربه وأن الاسم الأول كان محرفا وقد وصف الرحاله الموضع بأنه تكثر في السرقه وانتشار الفوضى والحروب كل عربي يرى نفسه حاكما لا سلطان عليه لأحد ، ثم ذكر الرحاله بعد ذلك الموضع الذي وصل إليه بعد مغادرته ماأسماه الثريا ( تربه) وصل إلى ماأسماه الجزع قال عنه وفي هذ الحصن قليل من الزراعه وطائفة من النخيل ولم يزد على ذلك ، قال حمد الجاسر لايوجد في تلك الجهه التي مر بها الرحاله من المواضع فيما أعلم مايطلق عليه هذا الاسم وما أراه إلا قصد الخرمة ، والخرمة على الطريق المتجه إلى الأفلاج بعد تربه .
____________________________________
1ــ مجلة العرب س21ص548
2ـ مجلة العرب س20ص487ج7و8محرم وصفر سنة1406هـ وج9و10ص613و614 وكتاب رحاله غربيون في بلادنا ص336 بقلم حمد الجاسر .