عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
metab
عضو
رقم العضوية : 4011
تاريخ التسجيل : 25 - 09 - 2005
الدولة :
العمر : 43
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 11 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : metab is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : قبل البدء .. كلمتين في نقطتين

كُتب : [ 06 - 10 - 2005 ]

أن أول خبر يدخل التاريخ لنجران هو ما تناقلته المصادر العربية عن قصة أبناء نزار بن معد بن عدنان مع الأفعى بن الأفعى ملك نجران . نقول : أول خبر لان ما لدينا من مصادر تشير إلى أن عدنان كان حياً في القرن السادس (ق.م) ، وهذا يعني أن أحفاد ابنه كانوا موجودين بين القرن الخامس والرابع (ق.م) ولم يصل إلينا قبل ذلك التاريخ ما يركن إليه من أخبار العرب. تقول القصة . كان لنزار بن معد أربعة أبناء : إياد وبه يكنى ،وانمار، وربيعة ، ومضر ، فلما حضرت نزاراً الوفاة دعا بجارية شمطاء ، فقال لإياد : هذه الجارية وما أشبهها من مالي فلك ، ثم اخذ بيد مضر فادخله قبة حمراء ، ثم قال هذه القبة وما أشبهها من مالي فلك ،- ولذا قيل مضر الحمراء- ثم اخذ بيد ربيعة وقال له : هذه الفرس الأدهم والخبأ الأسود وما أشبهها من مالي فلك ،- ولذ قيل : ربيعة الفرس - ثم اخذ بيد انمار وقال : هذه البدرة والمجلس وما أشبهها من مالي فلك ، فان أشكل عليكم هذه القسمة فأتوا الأفعى الجرهمي - وكان ملك نجران- حتى يقسم بينكم وترضوا بقسمته، فلم يلبث نزار حتى هلك ، وشكلت القسمة على ولده فركبوا قاصدين الأفعى ، حتى إذا كانوا منه على يوم وليلة من ارض نجران ، وهم في مفازة ، إذا هم بأثر بعير ، فقال إياد أن هذا البعير الذي ترون أثره لاعور ، فقال انمار : وانه أبتر ، وقال ربيعة وانه لازور قال مضر وانه لشرود ، فلم يلبثوا أن أتي صاحب البعير فسألهم قائلاً : هل رأيتم بعيراً ضالاً في وجودكم (وجوهكم) ؟ قال إياد : بعيرك اعور؟ قال فإنه لاعور، قال انمار بعيرك أبتر ؟ قال فإنه لأبتر، قال ربيعة بعيرك ازور ؟ قال فإنه لازور ،وقال مضر : كان بعيرك شرود ؟ قال فإنه لشرود ، فأين بعيري؟ دلوني عليه ، قالوا والله ما حسسنا لك بعير ولا رأيناه، قال انتم والله أصحاب بعيري وما أخطأتم من نعته شيئاً، قالوا ما رأينا لك بعير ، فتبعهم حتى قدموا نجران، فلما اناخوا بباب الأفعى استأذنوا عليه ، فأذن لهم ، فلما دخلوا صاح الرجل من وراء الباب : أيها الملك هؤلاء اخذوا بعيري ، فدعا به الأفعى فسأله عن شأنه ، فقال: أن هؤلاء ذهبوا ببعيري ،فقال لهم الأفعى : ما تقولون؟ قالوا رأينا اثر بعير ، فقال إياد : انه اعور ، فقال ما يدريك انه أعور؟ قال رأيته يرعى الكلأ من شق واحد ويترك الآخر ، وقال انمار رأيته يرمي بعره مجتمعاً فلو كان أهلب لمصع به فتفرق بعره ، وقال ربيعة رأيت اثر إحدى يديه ثابت والآخر فاسدا فعلمت إنه ازور، وقال مضر : رأيته يرعى الشق من الأرض يتعداها فيمر بالكلأ الملتق الغض فلا ينهش منه حتى يأتي ما هو ارق منه فيرعى فيه ، فعلمت انه شرود ، فقال الأفعى : صدقوا قد أصابوا أثر بعيرك وليسوا بأصحابه ، التمس بعيرك . ثم قال الأفعى للقوم من انتم ؟ فاخبروه بما لهم ، فرحب بهم ثم قال: ما خطبكم؟ فقصوا عليه قصة أبيهم فقال الأفعى : فكيف تحتاجون إلي وانتم ما أرى؟ قالوا امرنا بذلك أبونا ثم أمر بهم ، فنزلوا ، وأمر خادما له على دار الضيافة أن يحسن إليهم ويكرم مثواهم والطافهم بأفضل ما يقدر عليه ، ثم أمر وصيفاً له أن ينظر كل كلمة تخرج من أفواههم فيأتيه بها ، فاتاهم القهرمان بقرص من شهد فأكلوا وقالوا : ما رأينا شهد أعذب من (هذا) ولا احسن ولا اشد حلاوة منه ، فقال إياد : صدقتم لولا أن نحله ألقاه في هامة جبار ، فلما حضر غدائهم وجيء بالشواء فإذا بشاة شوية فأكلوا وقالوا: ما رأينا شواء أجود ولا ارخص لحماً ولا أسمن منه ،فقال انمار : صدقتم لولا انه غذي بلبن كلبة .
________________
(1) - بين مكة وحضرموت صــ222ـ.


ثم جاءهم بالشراب فلما شربوا قالوا : ما رأينا شراباً أعذب ولا أصفى ولا أطيب من رائحته ، فقال ربيعة : صدقتم لو لا أن كرمه نبت على قبر ، ثم قالوا ما رأينا ملك اكرم قرى ولا اخصب رحلا من هذا الملك قال مضر: صدقتم لو لا انه لغير أبيه . فذهب الغلام الموكل بهم إلى الأفعى فاخبره بما سمع منهم ، فدخل الأفعى على أمه ، فقال أقسمت عليك إلا خبرتني ، فصدقته الخبر ، ثم دعا القهرمان وسأله عن الشهد ، فقال انه وجد في جمجمة ،ثم سأل صاحب المائدة عن الشاة ، فقال لقد ماتت أمها وهي صغيرة فرضعت كلبة مع جرائها ، فبعث إلى صاحب الشراب وسأله عن الكرمة ، فقال حبة كرم غرستها على قبر أبيك . فقال الأفعى : ما هؤلاء القوم إلا شياطين . ثم أحضرهم ، فقال إياد: أبى جعل لي خادمة شمطاء وما أشبهها من ماله فقال: أن لأباك غنماً برشاء فهي لك ورعاؤها. وقال انمار : أن أبى جعل لي بدرة ومجلسه وما أشبهها من ماله ، قال فلك ما ترك أبوك من الرق والحرث والأرض ، فقال ربيعة: أن أبى جعل لي فرس ادهماً وبيتا أسود وما شابهها من ماله . قال أن أباك ترك خيلاً دهماً وسلاحاً فهي لك وما فيها من عبيد . ( فسمي ربيعة الفرس ) . فقال مضر : أن أبى جعل لي قبة حمراء من أدم وما أشبهها من ماله . فقال أن أباك ترك إبلا حمراء فهي لك وما شابهها من ماله ، فصارت لمضر الإبل والقبة الحمراء والذهب . فسمي ( مضر الحمراء) وأنما أتينا بهذه القصة على طولها لسببين أولهما لعلاقتهما بالأفعى ملك نجران وهو كما قدمنا أول خبر يصل إلينا مكتوبا يذكر فيه أن نجران مملكة ذات كيان ،وثانيهما لطرافة قصة أبناء نزار وما اشتملت عليه من فراسة وقيافة لا زالت لها بقايا في عرب الصحراء.

ويقص لنا الأخباريون قصة اعتناق آهل نجران الدين المسيحي ، وهي قصة ، (يشوبها ) وان كانت مشوبة ببعض الأساطير في مجملها ، وهي صحيحة في جوهرها إذ جاء الإسلام وآهل نجران نصارى ، وظلوا كذلك حتى أخرجهم عمر . (1) قال (ابن إسحاق ) فملك حمّير ذا نواس ،وكان آخر ملوك حمّير ، وهو صاحب الأخدود-بنجران- وتسمى بيوسف،و بنجران بقايا من آهل دين عيسى بن مريم عليه السلام وكانوا آهل فضل واستقامة ، ولهم رأس يقال له : عبد الله بن ثامر ، وكان موقع ذلك الدين بنجران ( أي من جزيرة العرب ) وهي بأوسط ارض العرب في ذلك الزمان أهلها آهل أوثان ، وذلك أن رجل من بقايا الملك يقال له : فيمون وقع بين ظهرانيهم فحملهم عليه فدانوا به ، وكان فيمون رجلا صالحاً مجتهداً ، زاهداً في الدنيا ، مجاب الدعوة ، وكان سائحا ينزل بين القرى ، فلا يعرف بقرية إلا خرج منها ، وكان لا يأكل إلا من كسب يديه ، وكان بناء ، فإذا كان يوم الأحد لم يعمل شيئا، وخرج إلى فلاة من الأرض يصلي بها حتى يمسي . وكان في قرية من قرى الشام يعمل عمله مستخفياً ، ففطن لشأنه رجل من أهلها يقال له صالح ، فاحبه حباً لم يحبه قبله، فكان يتبعه حيث ذهب ، ولا يفطن فيمون له ، حتى خرج مرة في يوم أحد إلى فلاة كما كان يصنع ، وقد تبعه صالح وفيمون لا يدري ، فجلس صالح منه منظر العين مستخفياً ، وقام فيمون يصلي ، فبينما هو يصلي اقبل نحوه التنين (2) ، فلما رآها فيمون دعا عليها فماتت وصرخ صالح يا فيمون ، التنين اقبل نحوك . فلم يلتفت إليه ، واقبل على صلاته حتى فرغ منها ، وعرف أنه عرف ، وعرف صالح انه قد رأى مكانه فقال: يا فيمون، تعلم والله أني ما أحببت شيئاً قط حبك ، وقد أردت صحبتك والكينونة معك حيث كنت ، فقال فيمون: الآمر كما ترى ، فإن علمت انك تقوى عليه فنعم، فلزمه صالح ، وكان إذا ما جاء العبد الضر دعا له فشفى ، وإذا دعي لأحد به ضر لم يأته ، وكان لرجل من أهل القرية ابن ضرير فسأل عن شان فيمون فقيل له: انه لا يأتي أحداً دعاه، ولكنه رجل يعمل البناء، فعمد الرجل إلى أبنه ، فوضعه في حجره وألقى عليه ثوباً ، ثم جاءه فقال : يا فيمون ، أني أردت أن اعمل في بيتي عملا ، فانطلق معي إليه،
_________________
1-قال البلادي (كان أهل نجران نصارى وظلوا...)
إذا وضعنا قول البلادي في كفة وأقوال كبار المؤرخين في كفة فأي الكفتين ترجح؟
( روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى اليمن فسار إليها وقرأ كتاب رسول صلى الله عليه وآله وسلم على أهل اليمن فأسلمت همدان في يوم واحد وكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسجد شكرا لله ثم أمر عليا بأخذ صدقات أهل نجران وجزيتهم ففعل وعاد فلقي رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة في حجة الوداع .)( مختصر أخبار البشر ج1 ص 150.)

( قلنا هناك أن نجران فتحت صلحا على يد خالد بن الوليد ، ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام إلى أهل نجران يجمع صدقاتهم وجزيتهم، أي جزية من لم يسلم منهم .( طبقات ابن سعد ج1 ص 266.) [وهي فئة قليلة وظلت محافظة على دينها ومتمسكة بوطنيتها حتى القرن السادس الهجري ] أنظر سيرة الهادي بن حسين وكتاب نجران الحديثة. وذكر بعث علي (ع م) إلى نجران ابن الأثير ج 2 ص205.
وذكر إسلام بنو الحارث بن كعب ابن هشام ص281.
وكذلك ابن كثير ذكر إسلام بنو الحارث بن كعب نقلا عن ابن إسحاق البداية والنهاية ج5 ص 98/99. وقال د.محمد حسين هيكل في كتاب حياة محمد ص 488.
"على أن جماعة من نصارى نجران احتفظوا بدينهم ، مخالفين في ذلك الأكثرية من قومهم بني الحارث الذين اسلموا من قبل . إلى هؤلاء وجه النبي خالد بن الوليد يدعوهم إلى الإسلام كي يسلموا من مهاجمته ولم يلبثوا حين نادى فيهم خالد أن اسلموا أ فبعث خالدا وفد منهم إلى المدينة لقيه النبي فيها بالترحيب والمودة"
2 - الثعبان .


فانطلق، حتى دخل حجرته ، فانتشط الرجل الثوب عن الصبي، ثم قال : عبد من عباد الله أصابه ما ترى ، فادع له ، فدعا له فقام الصبي ليس به بأس وعرف فيمون انه قد عرف ، فخرج من القرية وتبعه صالح ، فبينما هو يمشي إذ مر بشجرة فناداه منها رجل فقال : يا فيمون ، قال نعم . قال : مازلت انتظرك وأقول متى جاء ، حتى سمعت صوتك ، لا ترح حتى تقوم علي ، فأني ميت الآن ، فمات وقام عليه حتى واراه ، ثم انصرف وتبعه صالح ، حتى وطئ ارض العرب فعدوا عليهما فاختطفتهما سيارة من بعض العرب ، فخرجوا بهما حتى باعوهما بنجران وآهل نجران يومئذ على دين العرب ، يعبدون نخلة طويلة لها عيد كل سنة ، إذا كان العيد علقوا عليها كل ثوب حسن وجدوه ، وحلى النساء ، فابتاع فيمون رجل من أشرافهم ، وابتاع صالحاً رجل آخر . فكان فيمون إذا قام من الليل يتهجد في بيت اسكنه سيده إياه ، واسرج له البيت نوراً حتى يصبح من غير مصباح فرأى سيده ذلك فأعجبه فسأله عن دينه فاخبره به ، وقال له فيمون : إنما انتم في باطل إن هذه النخلة لا تضر ولا تنفع ، ولو دعوت عليها الهي الذي اعبده لأهلكها وهو الله وحده لا شريك له، فقال له سيده : فافعل ، فإنك إن فعلت دخلنا في دينك وتركنا ما نحن عليه ، قال فقام فيمون فتطهر وصلى ركعتين ، ثم دعا الله عليها فأرسل الله ريحاً جحفتها من أصلها فألقتها ، فاتبعه آهل نجران على دين النصرانية فحملهم على دين الشريعة من دين عيسى بن مريم ، ثم دخلت عليهم الاحداث التي دخلت على دينهم بكل ارض، فمن هناك كانت النصرانية بنجران في ارض العرب ( قال ابن إسحاق ) فهذا حديث بن وهب بن منبه من أهل نجران.


رد مع اقتباس