1. أولاً هاتان الدولتان ليستا متجاورتين ، بل متداخلتان وممزقتان من الناحية السكانية والجغرافية أيضاً .2. إن عمق ما سمِّي بإسرائيل عند قيام دولة أخرى في الضفة الغربية هو 14كم فقط . ولا يمكن للإسرائيليين أن يسمحوا لأنفسهم بأن يكون عمق دولتهم 14كم .3. إن كل مدن الساحل تصبح تحت أي نيران من أي أسلحة ميدانية ومتوسطة من أي نقطة من حدود الضفة الغربية .4. ينبغي النظر إلى ما جاء سابقاً في هذا الكتاب تحت عنوان خطأ وخطر إقامة دولتين .5. إن أي منطقة عازلة ستكون مصدر إزعاج أمني وليس العكس ومحل تنازع على السيطرة عليها أو الاستفادة منها . والمناطق العازلة في تاريخ العالم كانت هي سبب الكثير من الحروب والنزاعات .6. ولن يقبل الفلسطينيون بدويلة ، بل دولة ومسلّحة لتدافع عن نفسها . وسيكون من حقها أن تتسلّح بنفس مستوى سلاح الدول المجاورة لها . وهذا حق طبيعي ومشروع ولا يجوز لأحد الاعتراض عليه .7. إن المنطقة كلها الواقعة بين النهر والبحر لا تتسع لدولتين إطلاقاً .8. إن الضفة والقطاع لا يسعان اللاجئين حتى الموجودين في لبنان وسوريا ناهيك عن اللاجئين الآخرين في أنحاء العالم .9. هناك مشكلة النازحين بالأمس القريب أين يذهبون ؟ الضفة والقطاع ليسا أرض النازحين من المناطق الأخرى .10. ما سمِّي بإسرائيل لا تتسع لهجرات جديدة .11.هناك اندماج موجود الآن يكون نموذجاً لاندماج الطرفين في دولة واحدة وهو يشكل في الوقت الحاضر قاعدة لإتمام بناء دولة واحدة .يوجد مليون فلسطيني فيما سُمِّي بإسرائيل يحملون جنسية إسرائيلية ويشاركون في الحياة السياسية مع اليهود، ويشكلون الأحزاب السياسية . وسيزيد عددهم من مليون إلى ملايين على مرِّ الزمن وفي المقابل يوجد ما يسمّى بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة . وإذا كان عدد اليهود في المستوطنات مئات الآلاف الآن فسيصبحون مليوناً ثم أكثر مع مرور الزمن .ما تسمَّى بإسرائيل بعد عام 1948 م ليست دولة لليهود فقط . هناك مسيحيون ويهود كاثوليك وهناك مسلمون ومسلمون دروز وعرب وإسـرائيليون . وفلاشا .. الخ.12 . الطرفان يعتمدان على بعضهما في حياتهما . فالمصانع الإسرائيلية تعتمد على الفلسطينيين في تشغيلها ، والسلع متبادلة بين الطرفين وكذلك الخدمات .13 . يقول الصهيوني ( مئير بعيل ) المعروف والذي تم الاستدلال بآرائه في هذا الكتاب، يقول مرة أخرى : ( في كل عام يمرّ تندمج الطائفتان أكثر فأكثر ويقصد الفلسطينيين واليهود ) بعضهما ببعض . فمـن جهة يتم الاندماج عن طريق الاستيطان اليهودي في الضفة والقطاع . ومن جهة أخرى يتعمق الاندماج بالاتساع الضخم في حجم العمل العربي في جميع أنحاء إسرائيل حسب قوله . ففي كل بناية تشاد وفي كل حقل يزرع ، وفي كل مصنع يحتاج إلى أيد عاملة ، وفي كل المطاعم والفنادق وخدمات النظافة البلدية وفي كل المرافق يعمل يومياً عشرات الآلالف من الفلسطينيين من جميع أنحاء البلاد ، ويعمل هناك شباب فلسطينيون من نابلس وغزة والطيبة والجليل والخليل .فمن غير المجدي والحال هكذا تقسيم فلسطين إلى دولتين بل غير ممكن عملياً . فبالتقسيم لن تكون هناك دولة اسمها إسرائيل ، ولن تقام دولة اسمها فلسطين . فالذين يشجعون تقسيم فلسطين إلى دولتين إما أن يكونوا جاهلين بطبيعة المنطقة وديمغرافيتها وإما أنهم يريدون التخلص من المشكلة كيفما كان ووضعها في رقبة اليهود والفلسطينيين ، ونظهر أننا حللنا المشكل ، ونكون في هذه الحالة غير مخلصين ، ونكون قد وضعنا حجر الأساس لصراع جديد . أرض الأجداد وأرض الميعاد :
الفلسطينيون يعتبرون مدن الساحل عكا أو حيفا أو يافا .. إلخ مدنهم وأرض أجدادهم جيلا بعد جيل . وكانوا يعيشون فيها بالأمس القريب . والدليل على ذلك أنهم يعيشون في مخيمات لاجئين , أين كان سكان المخيمات التي في الضفة والقطاع . إنهم ليسوا من أهل الضفة والقطاع بل نازحون إليها بعد ما يسمى بحرب 1948 م .هؤلاء لن يرضوا بغير أرض أجدادهم التي تركوها عام 48 م. واللاجئون الذين في مخيمات في لبنان وسوريا أين أرضهم وأرض أجدادهم . إلى جانب فلسطينيى الشتات . أما اليهود فيؤمنون بأن الضفة الغربية هي أرضهم المقدسة بل هي قلب الأمة اليهودية ، وهم لا يسمونها الضفة الغربية بل يهودا والسامرة . فكيف يمكن ويجوز أن نحرم أناسا من أرض أجدادهم .. وأناساً من أرضهم المقدسة بالنسبة لهم .يقول أحد البحاث الصهاينة ويدعى " ألوف هرابن " : إن المشكل هو صراع شعبين حول ملكيتهما لأرض واحدة ويقول :" حاييم وايزمان " في عبارته الشهيرة في سنوات الثلاثينيات : إن المشكلة هي أن كلا الجانبين على حق .كيف يمكن أن نستبدل هذه بتلك ! غير ممكن .. وغير جائز ؛ لأن اليهود لا يقبلون ـ خاصة المتدينين منهم ـ باستبدال الأرض المقدسة في اعتقادهم بأي شيء آخر ، والفلسطينيين ـ وخاصة المتشددين منهم ـ لا يقبلــون هـم كذلك باستبدال أرض الأجداد بأي شيء آخر .وإذا قامت دويلتان فإن الطرفين المذكورين سيواصلان الصراع ضد بعضهما للعيش في أرض الأجداد بالنسبة للفلسطيني .. وأرض الميعاد بالنسبة لليهودي .الحل هو الاستفادة من هذه المعطيات الحالية والمسلّمات التاريخية، وإقامة دولة ( إسراطين ) من الفلسطينيين والإسرائيليين ، حيث يعيش ويتحرك الفلسطيني واليهودي حيث يشاءان .. فالذي يعتبر الضفة الغربية أرضه المقدسة يمكنه أن يعيش فيها أو يتحرك فيها متى شاء .. وإذا كان يريد أن يسميها يهودا والسامرة فلا مانع .. وإذا أراد الفلسطيني أن يعيش أو يتحرك في المدن الساحلية عكا وحيفا ويافا وتل أبيب وجدول .. إلخ فلا مانع، وهكذا تعود المياه إلى مجاريها ، وينتهي الغبن والحرمان خاصة وأن العرب واليهود ليس بينهما عداوة تاريخية ، بل العداوة بين اليهود والرومان .. في العصر السابق وبين اليهود والأوروبيين في العصر الحديث. وإن العرب هم الذين استضافوا اليهود وحموهم من الاضطهاد بعد تنكيل الرومان .. وملوك إنجلترا بهم . وبعد الطرد من الأندلس . يقول نفس الباحث الصهيوني ( ألوف هرابن ) :( إن الفلسطينيين يقولون : لماذا نحن بالذات يجب علينا أن ندفع ثمن اضطهاد اليهود في أوروبا ) ؟! إذن الفلسطينيون لم يضطهدوا اليهود . واليهود يقولون : إننا لم نطرد الفلسطينيين ، ويقولون : إن العرب من غير الفلسطينيين هم الذين شنّوا الحرب علينا عام 1948 م . هذه شهادات إيجابية توظّف بكل تأكيد لمصلحة الحلّ بقيام دولة مندمجة للطرفين .ويقول نفس الشخص : ( إن لقاء الإسرائيليين والفلسطينيين هو لقاء شعبين عاشا مآسي قاسية ومؤلمة مع التجاهل من قبل الآخريـن) . ويضيف أيضاً وذلك بعد أن ألقى باللوم على الفلسطينيين لرفضهم لليهود بعد كرههم من طرف الأوروبيين : (من المؤكد أن للفلسطينيين مبرراتهم حيال هذه الظاهرة . متى سمع العالم أن شعباً ما فتح أبواب بلاده في وجه شعب آخر ، ويقلص بمحض إرادته أراضيه لتمكين شعب آخر من إقامة كيان خاص به)؟! ويقصد بذلك الشعب الفلسطيني في وجه هجرة اليهود إلى فلسطين، اليهود الذين لا يعرفون فلسطين ، بل كانت هناك أراض أخرى مرشحة لليهود مثل أوغندا والأرجنتين .. الخ .الخلاصـة :
1. المنطقة ضيقة جداً لا تسع دولتين على الإطلاق .2. الدولتان ستتقاتلان ؛ لأن أرض كل واحدة منهما هي أرض للأخرى حسب اعتقادهما وكل دويلة تشعر أنها مهددة من طرف الأخرى .3. لن تستوعب كل منهما المهاجرين اليهود ، واللاجئين الفلسطينيين .4. تداخل استيطاني بينهما . مليون فلسطيني على الأقل فيما سُمَّى بإسرائيل . وقرابة النصف مليون إسرائيلي على الأقل الآن في الضفة والقطاع وطوائف أخرى درزية وكاثوليكية ومسيحية وإسلامية .. إلخ. وهو نموذج للاندماج .5. عمال المصانع الإسرائيلية فلسطينيون .6. اعتماد بل تكامل بين الطرفين في السلع والخدمات . أخيراً :
1. عودة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين إلى ديارهم.2. دولة واحدة . مثل لبنان .3. انتخابات حرة تحت إشراف الأمم المتحدة للمرة الأولى أو الثانية أيضاً .4. نزع أسلحة الدمار الشامل منها ومن منطقة الشرق الأوسط إن وجدت .5. بذلك ينتهي الصراع في الشرق الأوسط . وتصبح هذه الدولة مثل لبنان يعترف بها وتدخل حتى الجامعة العربية .قد يتم الاعتراض على الاسم . وهذا اعتراض غير مجدٍِ وضار جدا. وسطحي .. وأصحابه عاطفيون غير عقلانيين . علينا أن نقارن بين سلامة اليهود وأن يعيشوا في سلام مع الفلسطينيين ومندمجين معا في دولة واحدة وبين التمسك بالاسم مع التضحية بسلام اليهود وبالسلام في الشرق الأوسط والعالم .ينبغي عدم الإصغاء لأصوات الحرس القديم ، وعقلية الحرب العالمية الثانية ، بل يجب سماع صوت الشباب .. جيل العولمة .. جيل المستقبل. إن العقلية القديمة هي التي سببت المأساة الحاضرة ..إن دولة يهودية على حدة عرضة للخطر العربي والإسلامي ، أما دولة مختلطة من المسلمين واليهود والعرب والإسرائيليين فلن تهاجم إسلامياً ولا عربياً .منذ عام 1967 م كان الوضع هو دولة واحدة إسرا طينية وحتى العمليات الفدائية كانت تأتي من خارج هذه الدولة .وإن العمليات الفدائية الآن ليست من عرب 1948م كما يسمونهم بل من فلسطينيين خارج ما يسمى بعرب إسرائيل . وفي هذا مثال واضح على نجاح دولة واحدة مندمجة ( إسراطين ).
من موقع القذافي
أضغط هنا