عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
سمير الحبوري
عضو
رقم العضوية : 4924
تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2005
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : سمير الحبوري is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشيخ عثمان الخميس يهزم عالم الشيعة عصام العماد 1

كُتب : [ 14 - 12 - 2005 ]

لقد كانت الدولة الأموية ترفض حياة وبقاء أهل البيت, وتخشى عاقبة وجود أي فكرة أو رواية أو شخصية علمية تنسب إلى النبي وإلى أهل البيت, وأسست الدولة الأموية على أساس إبعاد أهل البيت في مجال الحكم والفكر والفقه والرواية, واستخدمت في محاربة أهل البيت وسائلاً لم يسبقها إليها سابق, ولم يلحقها نظير لها في تلك الوسائل إلى هذا القرن المعاصر, فمن تلك الوسائل في الإبادة, كما صنعت هذه الدولة من إبادة أهل البيت في كربلاء, وكما وضعت الروايات التي تطعن في أهل البيت, ومن خلال هذه الوسائل تم العزل لهم فعزلت أهل البيت, وجعلت الناس يأخذون من غيرهم كما ذكرت لكم في الجلسة الماضية, عندما قال الإمام الصنعاني: إن أهل السنة تركوا الصلاة على آل النبي خوفاً وتقية من بني أمية. فكان بنو أمية يطعنون في كل من اتصل بأهل البيت, ومن هذه الوسائل فن التشويه, فشوهت الدولة الأموية في شيعة أهل البيت, وما زالت الصورة مشوهة إلى زماننا, وكانت الدولة الأموية تثابر على محاولة عزل أهل السنة عن أهل البيت, ومن هنا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لم يأخذ أهل السنة عن أهل البيت.

وقال الإمام محمد أبو زهرة ـ إمام أهل السنة في‌ العصر الحديث ـ : لقد كان لبني أمية دوراً في إبعاد الكثير من المسلمين عن أهل البيت؛ لأن الدولة الأموية تعلم أن أركان الملك لهم لن تبقى إلا إذا عزلت بين جماهير المسلمين وهم من أهل السنة, وبين أهل البيت, ولكن قد يقول قائل: ما هو أكبر الأدلة على أن الدولة الأموية هي التي فصلت أهل السنة عن أهل البيت؟ ولماذا تتهم بني أمية بهذه التهمة كما في الجلسة‌الماضية اتهمتهم؟ أقول: هذه دعوى ليست مني, بل قال بها الإمام الصنعاني وقال بها أبو الأعلى المودودي كذلك في كتابه >الخلافة والملك< وقال بها الكثير من أهل السنة سأذكر هم بعد قليل, وكل دعوى تحتاج إلى دليل, فما هو الدليل الذي تستدل به في اتهمامك لبني أمية, أنهم كانوا السبب في فصل أهل السنة عن أهل البيت, كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إننا لم نأخذ عن أهل البيت؟ ـ ويجب على الجميع معرفة الصراع بين دائرة الرجس وبين دائرة الطهر كما رسمه القرآن الكريم ـ من المعلوم عند العلماء أن الدعوى المنتظرة, ـ تأملوا في كلامي أرجوكم ـ والدعوى المتوقعة، والدعوى المترقبة, كما في القانون الدولي هي أقوى الدعاوي وهي برهان قوي يثبت صحة الكلام, والمقصود من هذا الكلام, أليس من المعقول والمتسالم به عند العقلاء أن البواعث النفسية أو البواعث المنطقية‌ أو البواعث السياسية والاجتماعية‌ أو البواعث العقلية كانت تستوجب وتقتضي بأن الذين أسسوا دولتهم على محاربة الإمام علي وعلى قتل الحسين وعلى قتل الحسن وإقامة مذبحة كبيرة لأهل البيت في كربلاء, ثم لعنت أهل البيت في المنابر, أليس من المنتظر والمتوقع منهم أن يفصلوا بين أهل السنة وبين أهل البيت؟ إن هذه البواعث تجعل الدعوى في أن بني أمية فصلونا عن أهل البيت, تجعل هذا الدعوى منتظرة ومترقبة ومتوقعة ومنطقية ويقينية الوقوع, ومن خالف هذه الدعوى فهو ينكر اليقينيات, هذه البواعث القوية لن تجعل بني أمية يُخفون مخططهم في فصل أهل السنة عن أهل البيت،‌ ولن يجعلوا هذا المخطط يبقى سرياً, بل إن هذه البواعث القوية سوف تجعلهم لا يكتفون بالعمل السري في فصل أهل السنة عن أهل البيت, بل سوف ينتقلون إلى العمل العلني الصريح, ومن هنا اكتشف إمام أهل السنة الإمام الصنعاني أنهم كانوا السبب في أن أهل السنة في القديم كانوا لا يذكرون الصلاة على أهل البيت خوفاً وتقية من بني أمية, إذن هذه البواعث جعلتهم أمام الملأ, يفصلون أهل السنة عن أهل البيت, وهذه البواعث القوية لا يمكن أن تجعل بني أمية يتركون الجمهور ـ لاسيما أن الأكثرية المحكومة في الدولة الأموية من أهل السنة ـ وشأنهم في قبول روايات وفقه أهل
البيت أو الإعراض عنها, لا يمكن يتركون أهل السنة وشأنهم؛ لأن
الدعوة المنتظرة الموجودة في‌ القانون الدولي تقول: مستحيل أن يحدث ذلك, بل هم يحتالون على أهل السنة؛ من أجل فصلهم عن أهل البيت, وكما ذكرت لكم في الجلسة‌ الماضية من شرح العسقلاني, عندما قال الإمام العسقلاني في شرحه وقال الإمام الشوكاني في «نيل الأوطار»: إن أهل السنة كانوا يلحقون زياد بن أبيه إلى أبي سفيان خوفاً من بني أمية رغم أن هذه كبيرة من الكبائر. فإذا كان أهل السنة أجازوا أن يرتكبوا كبيرة من الكبائر خوفاً من بني أمية, أليس من المعقول أن تكون البواعث القوية تدفع الأمويين يجعلون أهل السنة يتركون أهل البيت, ومن هنا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لم يأخذ أهل السنة عن أهل البيت.

لقد كان بنو أمية بسبب هذه القاعدة (الدعوى المنتظرة) يكررون ويلحون بالتأكيد على الفصل بين أهل السنة وأهل البيت, ويسعون إلى ربطهم بشخصيات أخرى لتكون بديلاً مسوغاً, ومن هنا قال ابن تيمية كما في منهاج السنة: أخذوا عن جميع الناس ـ يعني خلاصة‌ كلامه ـ ولكن تركوا أهل البيت.

إذن أنا أتيت كلامي وتكلمت عن (آية المباهلة) بما هو المطلوب, ثم تكلمت عن موضوعي وأخذ من وقتي الكثير, فأرجو من الشيخ عثمان الخميس أن يعرف نحن في مناظرة ولسنا هنا في محكمة،‌ يجب أن تجيب أنت, لم تجب عن أسئلتي, وأنا كذلك أقول: قد أجبت عن أسئلتك, وقد تحدثت عن (آية المباهلة) أكثر من أربع جلسات, وأنت كنت تتحدث عن التحريف لكتاب الله في الجلسات الماضية, ثم جئت الآن ولم تتحدث بشيء عن (آية المباهلة), أرجوك اسمعني شيئاً عن (آية المباهلة) ولا تكرر فقط الأسئلة, لا تحول المناظرة إلى مجرد أسئلة فقط, تكلم بشيء وإن كنت لم تحضر وتريد فقط أن تأتي هنا للأسئلة فحضِّر في الجلسة ‌القادمة, وآتي ليس مانع عندي, تفضل معك المايك.

سماحة الشيخ عثمان:

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً, الحمد لله حتى يرضى، والحمد لله إذا رضي، والحمد لله بعد الرضا, والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للورى نبينا محمد, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى, سأترك الدكتور عصام برهة من الوقت, وأتفرغ لمن يستحق أن أوجه له الكلام, سأوجه كلامي إلى الحاضرين، سأوجه كلامي إلى من سيسمعه من المسلمين, أقول وبالله أستعين كما سمعتم الشيخ الدكتور عصام لم يستطع أن يستدل من (آية المباهلة) ولا (آية التطهير) ولا (حديث الكساء) على مدعاه في العصمة والإمامة, وما كان بوسعه إلا أن يضيع وقتنا ووقتكم بالقانون الدولي وبنابليون بونابرت وبقصة حياته, وغير ذلك من الأمور التي لا يمكن أبداً أن تكون في نقاش علمي, فأقول يا دكتور عصام لا تحزن لست حريصاً على الكلام, لكنني حريص على الوقت, طلبت منك أكثر من مرة أن تستدل من (آية المباهلة) أو من (حديث الكساء) على العصمة والإمامة ولكنك تأبي لأنك تعجز, ولم يبق عندك إلا أن تخرج من هذا الموضوع إلى مواضيع أخرى، وأنا أعذرك تماماً؛ لأن الأدلة‌ لا تسعفك؛ لأن ما بني على باطل فهو باطل, ولذلك سأسمح لك أن تتكلم في النهاية, فلست حريصاً على أن أختم الموضوع, فأقول وبالله أستعين, يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين, وأنزل معهم الكتاب بالحق؛ ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه) قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين, ويصدق هذا قوله جل وعلا: (وما كان الناس إلا أمةً واحدة فاختلفوا), والله جل وعلا لا يريد لنا أن نختلف بل أمرنا بالاتفاق، فقال: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا). وقد بين لنا جل وعلا السبيل الذي نتحاكم إليه عند الاختلاف, فقال جل وعلا: (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله, واطيعوا الرسول, وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول, إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر, ذلك خير وأحسن تأويلاً). والغريب أن الشيخ الدكتور عصام, وهو من علماء الشيعة المعروفين عندهم يعجز كغيره عن أن يستدل على مطلبه, إذا كان من يناقشه يوقفه عند كل كلمة وكذبة يضيفها فإنه لا يستطيع أبداً أن يقول كل ما عنده؛ لأنه يفتضح بقليل مما عنده, فكيف إذا قال كل ما عنده, والغريب ـ أيضاً ـ إنه قال في مرة سابقة أنه يناظر لهدف سام, ويبتعد عن الدفاع عن الذات, بينما نراه يتهرب عن الإجابات ويكذب ويخرج عن الموضوع كثيراً, فنقول:

ومهما تكن في امرء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم

وقد وعد الشيخ الدكتور عصام بأنه سيجيب على جميع أسئلتي فنسمعه الآن: [صوت السيد عصام من شريط فتحه الشيخ عثمان], (وسوف أجيب على كل مسألة ونقطة نقطة أرد عليها, ولكن أرجو من الشيخ عثمان، أنا سوف أرد ليس في هذه الجلسة آتي إلى كل نقطة وارد عليها نقطة نقطة, حتى تكون الأمور واضحة). [الشيخ عثمان يسأل الحاضرين], هل كان صوته واضحاً؟ نعم فكما ترون أنه وعد وهذا كان في الجلسة العاشرة ونحن الآن في الجلسة الخامسة عشر وإلى الآن لم يجب على هذه النقاط التي وعد أن يرد عليها نقطة نقطة, فأنا أخاطب أفراد الشيعة الاثني عشرية فأقول لهم, تفكروا في هذا الأمر جيداً وهو إذا كان علمائكم وكبرائكم يكذبون فبمن تثقون،‌ ثم لماذا يكذب الإنسان إذا كان على حق، أليس الكذب يهدى إلى الفجور.

والصدق يألفه الكريم المرتجى والكذب يألفه اللئيم الأخيب

ولقد جمعت كثيراً من كذبات عصام العماد, وكثيراً من تهرباته وسأذكرها الآن, كذب عليّ في قوله, قال: عثمان كنت أظنك تقول: إن ابن عباس ليس من أهل البيت. ولم أقل شيئاً من ذلك, ولكنه كذب علي فيها. قال عن «منهاج السنة النبوية» لشيخ الإسلام ابن تيمية: طبع أكثر من مرة, وكذب على شيخ الإسلام ابن تيمية في النقل, وقال بحروفه وذكر جزءً وصفحة كذباً وزوراً, وأسمعناه بصوته, وهذا أقوله لمن كان يتابع المناظرات كلها, أسمعناه بصوته كذبه وانحرافه عن الحق. وقال كذلك: إن الشيخ شلتوت والشيخ البشري ـ رحمهما الله ـ إنهما قالا: كنا نكفر الاثني عشرية, ثم تبيّن لنا الحق وسألته أكثر من مرة أن يذكر لنا هذا الكلام, أين يوجد؟ فلم يحر جواباً. وكذلك قال عني: إن عثمان يكفر الاثني عشرية وطلبت منه أن يذكر ذلك أين أو يسمعنا صوتي فعجز عن ذلك؛ لأنه كذب فيه ولم يصدق. وقال عن حديث أم سلمة في الكساء: إنه في مسلم ثم أنكر لما قلت له ليس في مسلم أنكر, قال: أنا ما قلت في مسلم, فأسمعناه بصوته بأنه قال في مسلم, وسكت ولم يرد, ولم يعتذر عن كذبه, ثم قال: إن الإمام مسلم ذكر أن «حديث الاثني عشر» كان في غدير خم ولمّا طلبنا منه ذلك, كذلك لم يحر جواباً, وقال: إن (حديث الكساء) حديث أم سلمة الطحاوي قال: إنه صحيح ولما طلبنا منه قول الطحاوي أين؟ قال أنا ما قلت صححه الطحاوي, فأسمعناه بصوته أنه قال صححه الطحاوي.

ثم كذلك نقل عن ابن الجوزى أنه قال: إن أم سلمة وعائشة ما كانتا تريان أنهما من أهل البيت, قلنا له: أين قال هذا ابن الجوزي؟ فلم يحر جواباً. وقال إن الإرادة في (آية التطهير) تختلف عن غيرها في القرآن, وكذلك لما طلبنا منه إثبات ذلك أنكر وتراجع وقال: أنا ما قلت ذلك وإنما قلت التطهير يختلف, وكذلك قال: إن شروح صحيح الإمام مسلم الخمسين كلها تقول بقولي, فطلبنا منه أن يذكر لنا هذه الشروح وكيف اطلع عليها, وهل توجد في السوق, فسكت ولم يحر جواباً؛ لأنه كذب على الإمام مسلم وكذب في دعواه أن هذه الشروح تقول مثل هذا الكلام, وقال كذلك: إن الطحاوي يرى أن أهل البيت هم الـ (خمسة) فقط, ولما طلبنا منه نقل ذلك عن الإمام الطحاوي عجز عن ذلك؛ لأنه كذب عليه. وقال عن زيد بن أرقم لما قال في قوله ـ صلى الله عليه وآله ـ: >أذكركم الله في أهل بيتي, فقيل له: ومن هم أهل بيته؟ قال: آل عباس وآل علي وآل جعفر وآل عقيل< قال الدكتور عصام كذباً وزوراً إن زيد بن أرقم لم يسأل عن أهل البيت, وإنما سئل عمن حرمت عليه الصدقة, فطلبت منه أن يذكره وينقله ويقرأه علينا من صحيح مسلم, فعجز عن ذلك؛ لأنه كذب على مسلم وكذب على زيد بن أرقم, وكان قد قال: إن الإمام مسلم قال: استدرك زيد, فطلبنا منه أين قال الإمام مسلم هذا الكلام, فكذلك لم نسمع جواباً. وقال عن محمد علي البار: إنه عالم وهابي وقال مرة العلامة الوهابي, فطلبنا منه من قال إن هذا من علماء الوهابية, كما يسمينا فوالله الذي لا إله إلا هو نفخر بذلك ونعتز إذ ننتسب إلى هذا الرجل ـ رحمه الله تعالى ـ .

قال أيضاً إنه [يعني: الشيخ الدكتور عصام] كان يكفّر الاثني عشرية ويلعنهم قبل ترفضه, ثم ادعى لما ألزمناه بهذا القول, قال: أنا ما قلت إني أكفرهم ما كفّرتهم أبداً أنتم تكذبون عليَّ, فأسمعناه بصوته, إنه كان يكفرهم ويلعنهم, وقال: إن زوجتي ما زالت تكفرهم حتى بعد ترفضه, ولا أدري كيف كان يعيش معها في ذلك الوقت إذ أنها تكفره وتعيش معه وهذه طامة كبرى.

وكذلك ادعى وهذه تمام العشرين ادعى كذباً وزوراً أنه سألني أربعين سؤالاً ولم أجب عنها, وذلك في الجلسة الثالثة عشر, فطلبت منه أن يذكرها وأنا على استعداد تام أن أجيب على جميع هذه الأسئلة, فلم يذكر إلا ثلاثة أسئلة‌ كنت قد أجبت عليها, ثم أجبته عن الأربعين سؤالاً, والآن يسمعنا بأنني لا أجيب عن أسئلته, حتى إني طلبت منكم أن تردوا عليه؛ لأنه يلعن علمائكم الكبار، ويقول: لا تأتيني بكلام الغلاة ـ لعنهم الله ـ هكذا قالها بهذا اللفظ, فلن تسلم والله الذي لا آله إلا هو من أذى الشيعة, سيقطّعونك إرباً إرباً، سيدفنوك في قم قبل أن تخرج منها عندما تلعن علماءهم، وقد فعلت وليتهم يفعلون، لقد لعنت القائلين بالتحريف من حيث لا تدري, إذ أننا دفعناك إليها دفعاً, وألزمناك بها إلزاماً حتى لعنت من يقول بالتحريف.

وهذه ملاحظات عامة أقولها: إن سوء أدب الشيخ الدكتور عصام مع الله ـ جل وعلا ـ حيث يخاطب الله ـ جل وعلا ـ بصيغة الأنثى بدعوى إنه يخاطب الذات الإلهية, ولم يعتذر عن مثل هذا الكلام القبيح, وزعم أن الأدباء يقولون هذا، وما شأنك والأدباء.

وكذلك أقول إلى الآن وعلى مدار خمسة عشر جلسة في موضوع الإمامة, لم يذكر الشيخ الدكتور عصام أي دليل على الإمامة أو العصمة‌ وإنما يذكر فضائلهم ـ رضي الله عنهم ـ مما يدل على أنه لا بضاعة عندهم, وإنما هي دعاوي فارغة من أناس فارغين, وآخر ما قال الشيخ الدكتور عصام: من خلال المجموع نصل إلى إمامة أهل البيت.

وإني لا أرى الصدق حتى مع الرافضة الذين يُعينون الدكتور عصام، كذلك الذي ظهر [يقصد الشيخ مرتضى الطائي ـ طالب حق] يتكلم ببكاء وحسرة لما سأله سائل, قال: كيف يذكر الله البعوضة ‌ولا يذكر علياً؟! فقال لي: يا شيخ عثمان وتكلم بكلام ما أستطيع أن أقلده؛ لأنني لا أتنزل إلى أن اتكلم بهذه الطريقة ‌المائعة, قال: هل تقبل أن يقولوا عن علي هذا الكلام ما كنت أظن أن أحداً يبغض علياً, حتى سمعت مثل هذا الكلام, يذكرون البعوضة مع علي, من الذي يحب علياً نحن أم أنتم؟!

وأنا الآن أريد أن أنبه على قضية مهمة حتى أترك للدكتور الشيخ عصام آخر الوقت يتكلم كيف شاء, أقول ـ أيضاً ـ: إن هذا الطبع وهذه التصرفات من الشيخ الدكتور عصام في كذبه وانحرافه عن الحق ليس جديداً, بل هذا ديدن القوم وهذا مذهبهم، وهذه أخلاقهم التي عرفناها, والشيعة ليس عندهم علم حديث, ولا رجال وإنما هم يعتمدون في ذلك على أهل السنة والجماعة, وهم أهل الرجال وهم أهل الحديث، وهم نقلة السنة, كما أنهم نقلة القرآن الكريم, أما رجال الشيعة وكتبهم, عندما يقول صحيح وضعيف كلام (فاضي) كلام لا يستند إلى دليل, فأعظم كتاب في التراجم عندهم كتاب الكشي, وهو أقدمها وأحسنها, وقد توفي الكشي في القرن الرابع الهجري, وليس في كتابه ما يغني سوى كلام في الجرح والتعديل وكل تراجمه تبلغ خمسمائة وعشرين فقط، ثم يأتي بعده كتاب النجاشي وهو مختصر جداً وإنما فيه ذكر المؤلفات وقليل جداً فيه من الجرح والتعديل, ثم «الفهرست» للطوسي وهو عبارة كذلك عن ذكر المصنفين, وشيء كثير أريد ذكره, ولولا ضيق الوقت لبينت أكثر من هذا, ولكن حتى يعلم الجميع أنهم غير صادقين, وأنهم يكذبون وخير مثال على ما أقوله هو ما يقع في هذه الليالي من الشيخ الدكتور عصام, كيف يكذب وكيف يلف يدور ويدور, ولا يقدِّر النقاش حقه, ولا يناقش كما يناقش الناس, ولذلك للدكتور الشيخ عصام أن يتكلم بما شاء الآن, وأنا وعدته بأن أترك له آخر الكلام, ولكن أقول له: اتق الله سبحانه وتعالى, اتق الله سبحانه وتعالى،‌ فإنك بكلامك هذا تضلل الكثيرين، فاتق الله ولا تقل إلا حقاً, فإن الإنسان إذا رجع إلى الحق تاب الله عليه, وإن استمر على الباطل, وهو يعلم ذلك حق اليقين, فإنه بينه وبين الله سبحانه وتعالى حساب عظيم, حاول أن تتخلص واهرب من قم بطريقة‌ أو بأخرى, واعلن الحق الذي تعرفه, إن كنت الآن لا تستطيع أن تتكلم. أقولها صادقاً, فأقول لك: اتق الله سبحانه وتعالى, ثم كذلك أقول للشيخ الدكتور عصام اثنتان وعشرون مسألة لم تجب عليها.

وأنا من هنا أعلن أن النقاش معك قد توقف؛ لأنك غير صادق وأنا عندما قبلت النقاش معك, وقبلت مناظرتك ما كنت أعرفك وقد اشترطت بأن يكون إنساناً صادقاً, فوعدوني بذلك الأمر وتبين لي خلاف ذلك, فقل ما شئت ولكن اعتبر أن المناظرة بيني وبينك قد انتهت؛ لأنني لا أستطيع أبداً أن أتحمل منك مثل هذه الترهات ومثل هذا الهروب ومثل هذا البعد عن الحق, فأجب الآن عن هذه الأسئلة وإلاّ أعلن أنت بعد أن تتكلم في الوقت الذي لك أعلن ـ أيضاً ـ خروجك عن هذه المناظرة.

وأسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا وإياكم والجميع إلى الحق وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

وأنا جالس لأسمع كلامك كله, ثم بعد ذلك جالس كذلك لأسمع الأسئلة وآسف جداً على هذه الدقائق التي أخذتها زيادةً, ولكن كان الأمر حسب ظني يستحق ذلك وأستميحكم عذراً جميعاً, والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

سماحة الدكتور السيد عصام:

بسم الله الرحم الرحيم, كنت أتمنى من أخي سماحة الشيخ عثمان الخميس أن يقولها من البداية، أنا أريد أن أضع مبرراً لأترك المناظرة, من البداية, بدلاً أن تأتي بهذا التفصيل كان عليك أن تقول من البداية أنا لا أريد أن أستمر, وأنا كنت قد أخبرت من البداية أن الشيخ عثمان يريد أن يصنع مبررات لكي يترك المناظرة, والله إنني كنت سمعت ذلك الكلام, وكنت قد توقعت منه هذه الاتهامات؛ لأن الذي يريد أن يترك المناظرة لا بدّ أن يقنع الحاضرين بأنني إنما تركت المناظرة؛ لأجل هذه الأمور, وأنا قد أجبت عن هذه الاتهامات في الجلسات الماضية, كلها أجبت عنها إلا القليل القليل, أجبت عن الاتهامات، فصّلت عن كل شيء فصّلت عن هذه المسائل, وأذكر كمثال فقط، مثال ما ذكره أنني قلت يوجد خمسون شرحاً من شروح مسلم, أنا أتحدى أخي سماحة الشيخ عثمان الخميس يفتح الآن شرح المفهم ومقدمات شروح مسلم في الطبعات الحديثة, سيجد أن كل المحققين يذكرون أن شروح مسلم أكثر من خمسين شرحاً, انظروا كمثال، يعني يقول: أنا كذبت في هذه المسألة, هل كل الذين كتبوا مقدمات شروح مسلم من الكاذبين؟ أنا أتحدى أخي سماحة الشيخ عثمان الخميس يفتح الآن شرح المفهم ومقدمات شروح مسلم في الطبعات الحديثة, سيجد أن كل المحققين يذكرون أن شروح مسلم أكثر من خميس شرحاً, انظروا كمثال، يعني يقول: أنا كذبت في‌ هذه المسألة, هل كل الذين كتبوا مقدمات شروح مسلم, عندما قالوا قد فاقت شروحه أكثر من خمسين, هل هؤلاء كلهم من الكذابين؟! ما هذا التكذيب للآخرين عندك؟! إذا كنت تريد أن تهرب من المناظرة فاهرب من دون أن تجرح الآخرين،‌ اترك المناظرة وقل أنا عجزت أن أناظر من دون أن تتهم الآخرين, كل هذه الاتهامات من أجل أن تقول هذه آخر مناظرة؟! ألم نتفق، وألم تقل لي آتي بأعلى ما عندك، اصعد بما تريد، آتي بأقوى الأدلة التي عندك؟! فأنا ما زلت الآن في رأس الهرم، وهذا الكلام الذي أتيت به يدل على جهلك, ويدل على إنك لا تعرف شيئاً عن الاثني عشرية.

يا أخي أولاً مما يدل على جهلك إنك ذكرت أن أول كتاب عندهم في تراجم الرجال هو «رجال الكشي», وهذا جهل مركب, إنك لو رجعت إلى أبسط كتاب من الكتب الرجالية لعرفت أن الكشي ليس أول كتاب ألف في علم الرجال عند الاثني عشرية, أين رجال البرقي يا أخي؟ تدعي أنك تعرف الاثني عشرية، أين رجال البرقي؟! ارجع إلى كتاب «مصفى المقال في مؤلفي علم الرجال» للعالم آقا بزرك الطهراني واعرف كم كتب الاثنا عشريون من الكتب الرجالية قبل رجال الكشي, تقول: أول كتاب رجال الكشي, والله إن خطأ هذه المعلومة من البديهيات؟! فبالله عليك يا أخي, اقرأ الإمامية قراءة كاملة, والله إنك جاهل في‌ الاثني عشرية مما يدل على جهلك إنك قلت في كتابك «كشف الجاني»: إن الرواية عند الاثني عشرية تقول: ولدت في زمن الملك العادل، تقول إن هذه الرواية عند الاثني عشرية, وفي الحقيقة أن هذا الكلام يدل على جهلك, وأيضاً تقول: إن علي بن أبي طالب قال عن كسرى ملك الفرس، إن الله خلصه من عذاب النار, والنار محرمة عليه! أولاً: يا شيخ عثمان حتى تعلم إنك جاهل في الاثني عشرية، هذه الرواية هي كالروايات التي يستشهد بها المستشرقون, ويطعنون فيها على أهل السنة, فهم يذكرون هذه الرواية ويستدلون بها على أهل السنة أن النبي قال: ولدت في زمن ملك عادل ـ يعني ـ كسرى, هذه الرواية شنع بها المستشرقون على أهل السنة, ولكننا عندما رجعنا إلى كتب أهل السنة وجدنا أن هذه الرواية موضوعة، فكذلك هذه الرواية الثانية: «إن الله خلص كسرى من عذاب النار» التي استدليت بها موضوعة ـ أيضاً ـ عندنا.

ثانياً: إن علماء الحديث صرحوا أن هذا الحديث في كتب الاثني عشرية من الأحاديث الموضوعة المدسوسة في كتب الاثني عشرية, فكيف تدعي أنك تعرف الاثني عشرية وأنت تستدل عليهم وتهاجمهم بسبب حديث موضوع, أجمعوا على أنه من الأحاديث الموضوعة, فأرجوك يا شيخ عثمان إنك إذا كنت لا تجيد علم الحديث عند الاثني عشرته ولا تعرف الاثني عشرية, أرجوك أن لا تتحدث عنهم.

أذكر إنك قلت مرة أن العلامة الحلي هو أول من قسّم الأحاديث عند الاثني عشرية, إلى صحيحة وضعيفة, واستدليت على كلمة من كتب الاثني عشرية, وهذا جهل؛ لأن الاثني عشرية عندما قالوا إن أول من قسّم الحديث هو العلامة الحلي ليس معنى ذلك أن قدماء الاثني عشرية لم يكونوا يميزوا بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف, إنما هو (يعني: الحلي) أدخل كلمة الموثق, أدخل كلمة الحديث الموثق, كما أنه أهل السنة يقولون أن الترمذي جاء بأقسام جديدة في التقسيم الموجود عند المحدثين من أهل السنة, وهو عندما جاء بهذا التقسيم سواء كان الترمذي أو الحلي, إنما جاء عن طريق استقراء كيفية تعامل قدماء الاثني عشرية مع الحديث, فوضع مصطلحاً جديداً مع أنه وجد معنى المصطلح قبل وجود لفظ المصطلح, لا إنه جاء العلامة الحلي في القرن السادس ووضع علم الحديث ووضع تقسيمات من عنده من دون دليل, ولذلك أنا أقول لك: أنت تحتاج إلى قراءة جديدة, والله إنك جاهل في الاثني عشرية، فوالله إنك لا تعرف شيئاً عن الاثني عشرية، فوالله إنك لا تميز بين الكذب وغير الكذب.

كل هذه الكلمات التي تأتي بها أنت منذ أن دخلت في هذه المناظرة قلت: إن الشيعة من أول يوم كذابين، قلت الإمام عبد الحسين شرف الدين كذاب، قلت إن التيجاني كذاب, قلت إن وعد كذاب, قلت إن الكل من الاثني عشريين كذاب, قلت كل من ناظرني كذاب، كل من جلس معي من الاثني عشرية كذاب, وفي مناظرتك مع الشيعة الذين ناظرتهم كنت عندما تريد أن تنهي المناظرة مع كل من ناظرته تتهمهم بالكذب, فأنا لن أترك المناظرة, وإذا أردت أن تترك فاترك أنت وأنا مستعد أن أجيبك على كل مغالطة، هذه مجرد التواءات تريد أن تلتوي بها, أنت صرحت في غرفة السرداب بعد المناظرة الماضية, إنني سوف أترك المناظرة مع الشيخ الدكتور عصام, وستسمعون ما يسركم، هذه عبارتك قلتها في غرفة السرداب, وعبارتك كذلك في غرفة الأنصار حيث قلت: إن هذا الرجل قد فلق كبدي الشيخ الدكتور عصام العماد, فأنا أرى أنك قد عجزت عن المناظرة, وعجزت عن مواجهة الحق, فلذلك تريد أن تتهمني بالكذب وتنسحب, وما أسهل الاتهام بالكذب, فأرجوك انسحب بطريقة مؤدبة بعيدة عن لغة الاتهامات, أما مسألة الكذب فقد عرف الجميع أنك تتهم كل الناس بالكذب حتى السائلين، وأنت قلت كل من ناظرتهم كانوا كذابين, وكل من جلست معهم وحاورتهم من الاثني عشرية كانوا كذابين، طعنت في محمد علي البار وطعنت في الإمام الصنعاني طعنت في الإمام محمد أبي زهرة, فلذلك ليس من العجيب أن تطعن في الشيخ عصام العماد, فلذلك أنا أرجوك قل لي إذا كنت تريد أن تنسحب، انسحب من دون اتهامي بالكذب.

فلذلك أنا أريد أن أقول لك إنك لا تعرف الحقيقة وأنا سأواصل ما وعدت به وأتحدث وأستمر في المناظرة عن بني أمية, ودورهم في فصل أهل السنة عن الأئمة الاثني عشر, كما قلت لكم إن البواعث التي تجعل بني أمية يفصلون أهل السنة عن أهل البيت, كثيرة ومتعددة ومتجددة ولو بطريقة خفية؛ لأن القانون الدولي وهو قانون ما يسمى بالدعوى المنتظرة اليقينية المترقبة تستوجب أن بني أمية يفصلون أهل السنة عن الأئمة الاثني عشر (يعني: عن أهل البيت), ولم انتقل ـ بحمد الله ـ من الوهابية إلى مذهب أهل البيت إلا بعد أن خلعت القداسة لأي شيء إلا لله ولرسوله, وفي هذا يقول الإمام ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ في كتابة >الروح< صفحة (422), قال: >تجريد المتابعة [يعني للنبي] لأن لا تقدِّم على ما جاء به قول لأحد, ولا رأيه كائناً من كان, بل تنظر في صحة الحديث أولاً, فإذا صح لك نظرت في معناه ثانياً, فإذا تبين لك لم تعدل عنه ولو خالفك من بين المشرق والمغرب». فمن هنا نقول لكم إن الدعوة المنتظرة‌ قوية قوية قوية ومقنعة ومقنعة ومقنعة, وأنا أقول: إن اتهامي لبني أمية أنهم فصلوا أهل السنة عن أهل البيت دعوى منتظرة, وكانت البواعث إليها متعددة, وقد ذكرت لكم في الجلسة الماضية أدلة من الكتاب والسنة عند أهل السنة في إثبات هذه الدعوى، ونقلت لكم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وكلام إمامي أهل السنة الصنعاني والشوكاني وكلام ابن حجر العسقلاني, وهنالك مئات الأقوال من أهل السنة, التي تثبت صدق هذه الدعوى التي أدعيها, وأرجو من الشيخ عثمان الخميس بدلاً من الهروب من المناظرة أن يجيب على هذه الكلمات, ولكنني هنا حاولت أن أذكر الدليل العقلي والمنطقي, وأبين أن البواعث المتعددة تثبت صدق قول شيخ الإسلام ابن تيمية, والله ما كذب يا إخواني ابن تيمية, والله لقد قالها كلمة حق عندما قال: >لم يأخذ أهل السنة عن أهل البيت<, وسوف أشرح معنى الدعوى المنتظرة حتى تتضح للشيخ عثمان الخميس ولكل الإخوان الحاضرين, جعلهم الله من أتباع الحق, لقد حارب الأمويون الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ ولو لا محاربة الإمام علي ومحاربة أهل البيت ـ جميعاً ـ لما وصلوا إلى الملك وإلى السلطة, وكانوا يعادون ويقتلون أهل البيت من أجل طلب الملك, من هنا فقد اعترف الأمويون أنهم ألد الأعداء لأهل البيت, واعترفوا أنهم الخصوم الواقعيين لأهل البيت, ومن هنا كانوا يرون أن الخصم الواقعي لمملكتهم هم أهل البيت, ومن هنا عندما وصلوا إلى الملك يكون أمراً طبيعياً لأي دولة أو مملكة لأي منظمة في العالم أن يسعوا إلى إبعاد الجماهير ـ والجماهير أكثرها من أهل السنة ـ عن خصومهم من أهل البيت أو من غيرهم، وهذا أمر طبيعي, لماذا لا تجيب عن هذه الأسئلة؟ ولماذا تسخر من هذا الكلام مع إنه كلام علمي؟ لأنك لا تجد الجواب, فلذلك خرجت من الموضوع؛ لأنك لا تجد أجوبة على كلامي, فلذلك ابتعدت عن المناظرة, بينما أنت قلت في الجلسة الماضية: أنا سوف آتي وأتحدث عن (آية المباهلة) والآن لم تتحدث عن (آية المباهلة), خرجت خروجاً نهائياً, ثم كررت كلامك, هذا الكلام الذي أسمعتنا الليلة كررته أكثر من عشرين مرة, وأجبتك أكثر من عشرين مرة, وما أدري لا يوجد عندك كلام غير هذا؟ كل هذا الكلام مكرر, والله لقد مل الحاضرون منه تكرر .. تكرر .. تكرر .. أسئلة مكررة، روايات مكررة، كلمات مكررة، كذبات مكررة, اتهامات مكررة, خصصت لك جلسات لإجابة هذه الأشياء، أكثر من مرة أجبتك عنها, وبيّنت لك الحق وبيّنت بأنك أخطأت، بينت إنك جاهل وإنك تتهم الآخرين بالكذب, ولا تميز بين الكذب وغير الكذب, وإن الكذب عندك أصبح موسَّع المدلول, حتى المعصوم على حسب مقياسك للكذب سيكون كذاباً؛ لأنك ما أدري ما هو مفهوم الكذب عندك؟ ولذلك أنا أقول إنه يجب أن أستمر في الموضوع, أنا وعدت أن أتحدث عن بني أمية وعن (آية المباهلة), وفي الجلسة القادمة سوف أتحدث عن غيبة الإمام الثاني عشر؛ لأنني رأيتك تسخر من الغيبة, وأتمنى أن تكون من الحاضرين المستمعين, لا أن تكون مناظراً, وأريد أن لا أخرج من الموضوع المرتبط ببني أمية؛ لأنني تحدثت عنه بشكل مفصل في فصل بعنوان «ارفعوا قناع معاوية عن محمد» من ضمن كتابي «رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية», لقد كانوا يرون أن دولتهم لن ‌تمتد إلى المشرق والمغرب إلا إذا حاربوا أهل هذا البيت, وهذا أمر طبيعي مملكة تريد أن تبقى، امبراطورية تريد أن تعيش فلا بدّ أن تحارب أولئك الخصوم, فارتكبوا بحق أهل البيت المذابح ولا ننسى أن الأمويين لو تركوا الجمهور يتبعون أهل البيت لضاعت الدولة الأموية, بمعنى أن اتباع جمهور أهل السنة لأهل البيت يعني نهاية الدولة الأموية, ومن هنا عندما فصلوا بين أهل السنة وبين أهل البيت, إنما صنعوا ذلك من أجل بقاء وجودهم ومملكتهم, تماماً كما صنع آل فرعون عندما فصلوا بين أهل مصر وبين بني إسرائيل؛ لأنهم يعرفون أنهم لو تركوا أهل مصر يتبعون بني إسرائيل لضاعت مملكة فرعون فكلها ممالك وهذه قوانين وسنن كونية أو شبيهة بها, فهل هذا الكلام سخيف كما تقول؟! هل هذا هو خروج عن الموضوع؟! من الذي خرج عن الموضوع؟ أنا وعدت في الجلسة الماضية سأتحدث عن بني‌أمية ‌وعن (آية المباهلة) وأنت قلت سأتحدث عن (آية المباهلة), ثم لم تف بما وعدت وخرجت عن الموضوع, ومن هنا أقول: كانت الدولة الأموية ترى أنها لا يمكن أن تعيش وتبقى إلا إذا خطَّأت كل شيء صدر عن أهل البيت, فالقول بأن الحق مع مذهب أهل البيت معناه القول ببطلان تلك الدولة, وإذا كان عند بعض الفرق الشيعية نوع من الغلو, لكن الحكام أخفوا غلو بعض المنتسبين لأهل السنة، وأبرزوا غلو بعض المنتسبين للشيعة, كما هو شأن كل الحكام مع من يخالفهم ويعارضهم أو مع من يساندهم, فلقد وجد عند بعض الفرق السنية نوع من الغلو, وهل إذا رأيت بعض السنة غالوا هل تقول يا شيخ عثمان بأن مذهب أهل السنة باطل؟! وهل إذا رأينا بعض الشيعة غالوا نقول: مذهب أهل البيت باطل؟ مالك كيف تحكم؟ تأمل يا شيخ عثمان إن الدولة الأموية حاولت أن تشوه في صورة مذهب أهل البيت, فلذلك جعلت ما عند الغلاة من الغلاة الذين ينتسبون للشيعة ظلماً وزوراً جعلتهم تحت المجهر؛ لأنهم يزعمون أنهم تبع المذهب الموالي لأهل البيت، ولكن الذين غالوا وانتسبوا إلى السنة أخفتهم عن الأعين، لماذا؟ لأن هؤلاء كانوا مع الدولة وإن كان قد وجد من أهل السنة من عارضوا [يعني: عارضوا الدولة الأموية] لكنهم كانوا معدودين بالأصابع, أما أكثرهم فكانوا مع الدولة, بل كانوا يحرمون القيام على بني أمية ويعتبرون الخروج على بني أمية خروجاً عن الإسلام, ويعتبرون أن كل من رفع السيف على بني أمية, فهو كافر خارج عن الإسلام, فكيف يا شيخ عثمان تُبرئ هؤلاء الذين كفَّروا من خرج على بني أمية ولكن تسامحوا مع من استباح دم أهل البيت؟! وهذا موقف طبيعي من الدولة الأموية, فلو قلنا ـ كحكام أمويين ـ أن الحق مع أهل البيت لضاعت الدولة الأموية, وهكذا لو قلنا بصحة عقيدة الشيعة الموالين لأهل البيت, وإنهم على عقيدة سليمة لضاعت الامبراطورية الأموية، ولو قلنا بتقديم مذهب أهل البيت على مذاهب أهل السنة, معناه إلقاء الذم على الدولة الأموية.


رد مع اقتباس