قصيدة بعنوان ( اعْتِزالُ دَاعِيَةِ الصَّحْوَة وشَاعِرِهَا ) د.الواصل
كُتب : [ 30 - 01 - 2006 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
اعْتِزالُ دَاعِيَةِ الصَّحْوَة وشَاعِرِهَا
شعر / الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الواصل
الشِّعْرُ فِـي الحُـزْنِ يُبْكِيْنَـا فيُؤذِيْنَـا ---- وَالحُزْنُ فِي الشِّعْرِ بِالأحْـزَانِ يُغْريْنَـا
دُنْـيَـاً تُقَلِّبُـنَـا فِيْـهَـا مَشَاعِـرُنَـا ----- فَالسَّعْـدُ يَغْمُـرُنَـا حِيْـنـاً وَيُدْنِيْـنَـا
وَالحُـزْنُ تُحْرِقُنَـا حِيْـنـاً بَواعِـثُـه ---- حَتَّـى كَـأنَّ سَعِيْـرَ الحُـزْنِ يُفْنِيْنَـا
هَذَا فَـلا نَشْتَكِـي مِـنْ حُزْنِنَـا أَبَـداً سُخْطاً عَلَـى قَـدَرٍ مِـنْ رَبِّنَـا فِيْنَـا
بِالسَّعْـدِ نَحْـمَـدُه ربّــاً وَنَشْـكُـرُه ---- وَبِالتَّضَـرُّعُ يَمْضِـي الحُـزْنُ مَأْذُونَـا
يَا مَـنْ قَـرَأتُ لَـه بِالحُـزْنِ مَلْحَمَـةً ---- تَجَاوَزَتْ مِنْ قَوَافِـي الشِّعْـرِ سَبْعِيْنَـا
جَاءَ تْ قَـرَاراً أَخِيْـراً بَعْدَمَـا يَئِسَـتْ ---- مِنْ وَضِعِه نَفْسُـه بَـلْ جَـدَّ يَدْعُونَـا
إِذْ أَعْلَـنَ الشَّاعِـرُ المَـأْزُومُ عُزْلَتَـه ---- فَالحُـزْنُ صَيَّـرَه بِالحُـزْنِ مَسْجُونَـا
هَـذَا قَـرَارُكَ لا إِنْكَـارَ مِـن أَحَــدٍ ---- عَلَيْـكَ فِيْمَـا تَبُـتُّ الحُكْـمَ تَقْنِيْـنَـا
لَكِنْ لَنَا أَنْ نَـرَى فِيْمَـا مَضَـى زَمَنـاً --- فِيْمَـا بِـه كُنْـتَ مُخْـتَـالاً تُنَادِيْـنَـا
كَفَـاكَ أَنَّـكَ عَمَّـا قَـدْ بُلِيْـتَ بِــه --- قَدْ كُنْتَ عَنْـه بَوَعْـظِ الأمْـسِ تَثْنِيْنَـا
أَكُنْـتَ تَحْسَبُـه ضَعْـفـاً بِصَاحِـبِـه ---- وَأَنَّـه يَسْتَطِيْـعُ الـدَّفَـعَ مَغْبُـونَـا ؟
يَا شَاعِرَ الحُـزْنِ إِنَّ الحُـزْنَ يَأخُذُنَـا ---- رَغْمـاً وَلَكِـنْ بَعِيْـداً لَيْـسَ يُخْفِيْنَـا
إِنَّــا نَعِـيْـشُ حَـيَـاةً لا نُكَوِّنُـهَـا --- كَمَـا نُرِيْـدُ مِـن الدُّنْـيَـا فَتُعْطِيْـنَـا
وَمَا لَنَـا مِـنْ خَيَـارٍ فِـي مَشَاعِرنَـا --- نَخْتَارُ مِنْهَـا الَّـذِي يَحْلُـو فَتُرْضِيْنَـا
لِذَلـكَ الحُـزْنُ قَـدْ يَنْتَابُنَـا شَجَـنـاً --- إِذْ لَمْ نَكُـنْ عَنْـه يَـا مُخْتَـالُ نَائِيْنَـا
أَلَسْتَ مَن قَالَ لا تَحْزَنْ فَكَيَـفَ يُـرَى --- حُزْنٌ بِه صِرْتَ مَسْكُونـاً وَمِسْكِيْنَـا ؟
فَفَاضَ مِنْـكَ عَلَـى القُرْطَـاسِ قَافِيَـةً --- أَعْلَنْتَـه بَيْـنَ أَهْـلِ الأرضِ تَدْوِيْـنَـا
فِيْه انْكَشَفْـتَ تَبِيْـعُ النَّـاسَ مَوعِظَـةً ---- جَنَيْـتَ أَرْبَاحَهـا مِنْـهُـمْ مَلايِيْـنَـا
فَعُـدْ إِلَيْهَـا لَعَـلَّ الوَهْـمَ يَكْشِـفُـه ---- وَهْـمٌ تَنَامَـى بِكُـمْ وَازْدَادَ تَمْكِيْـنَـا
أَلَسْتَ أَولَـى بِكَتْـمِ الحُـزْنِ مُحْتَسِبـاً ---- وَمُخْفِيَـاً سَبَـبـاً أَرْدَاكَ مَحْـزُونَـا ؟
يَا شَاعِـرَ الحُـزْنِ أُهْدِيْكُـمْ مُكَاشَفَـةً ---- رَصَدْتُهَـا سَـوفَ أَجْلُوهَـا مَضامِيْنَـا
يَـا بَائِـعَ الوَهْـمِ لِلأَتْبَـاعِ إِنَّ لَـدَى --- مَنْ شِعْـرُه يَنْسِـفُ الوَهْـمَ البَراهِيْنَـا
مُؤُلَّفَـاتٍ لَـكُـمْ أَصْدَرْتَـهَـا كُتُـبـاً --- أَو فِـي الشَّرَائِـطِ تَسْجِيْـلاً وَتَلْحِيْنَـا
ضَمَّنْتَهَا الزَّيْـفَ والأَوهَـامَ مَوعِظَـةً ---- إِنْ لَمْ تَكُـنْ مَـلأَتْ شِعْـراً دَوَاوِيْنَـا
إِلَيْـكَ بَعْـضَ قِـرَاءَاتِـي لِفْكْـركُـمُ --- فِيْهَا وَلِلفِقْـهِ فَانْظُـرْ كَيْـفَ تأتِيْنَـا ؟
صَغَائِرٌ مِـنْ ذُنُـوبِ النَّـاسِ تَدْفَعُكُـمْ --- إِلَـى الكَبَـائِـرِ تَكْفِـيْـراً وَتَخْوِيْـنَـا
تَرَى الحَداثَـةَ كُفْـراً فِـي مَنَاهِجِهَـا --- تَشْتَطُّ فِـي نَقْدِهَـا شَكْـلاً وَمَضْمُونَـا
فَـلا غَرَابَـةَ أَنْ تَلْـقَـى مُوَاجَـهَـةً --- فِكْرِيَّـةً كَشَفَتْـكَ الـيَـومَ مَكْنُـونَـا
في الفِقْهِ في الفِكْرِ في الآدَابِ كُنْتَ تَرَى --- بِأنَّـكَ المَرْجِـعُ الأعْـلَـى إِذاً فِيْـنَـا
فَمَـا تَرَكْـتَ لِمُخْتَصِّـيْـنَ مَنْـزِلَـةً --- إِلاَّ وَكُنْـتَ تَرَاهَـا تَحْتَـكُـمْ دُونَــا
أَكُـلَّ هَـذَا لَـكُـمْ بَــاعٌ وَمَـقْـدِرَةٌ --- فِيْـه؟ تُحِيْـطُ بِـه فَهْـمـاً فَتُفْتِيْـنَـا
فَلـمْ تَـدْعْ عَالمـاً فِـي فَنِّـه أَبَــداً --- إِلاَّ بِفَـنِّـكَ تُقْـصِـيْـه وَتُغْـوِيْـنَـا
كَأنَّمَـا لا تَـرَى فِـي أُمَّتِـي رَجُــلاً --- إِلاَّكَ يَحْمِـي حِمَـى الإسْـلامِ مَأْمُونَـا
أَرَاكَ قَدْ طُفْـتَ فِـي أَسْفَارِكُـمْ مُدُنـاً --- غَربِيَّـةً مِـثْـلَ بَـارِيْـسٍ وَبَرْلِيْـنَـا
وَعُـدْتَ تَشْتُمُهَـا بِالشِّعْـرِ مُعْتَـقِـداً --- بِـأَنَّ هَـذَا الَّـذِي أَغْـرَاكَ يُغْرِيْـنَـا
رَأيْـتَ فِيْهَـا زَوَايَـا بَعْـدُ مُظْلِـمَـةً --- وَلَـمْ تَـرَ النُّـورَ قَـدْ عَـمَّ المَيَادِيْنَـا
قَدْ جِئْتَهَا بَاحِثـاً عَـنْ قَيْحِهَـا فَبَـدَتْ --- مَرِيْضَـةً تَسْـأَلُ الآتِـيْـنَ تَحْصِيْـنَـا
فَلَـو رَحَلْـتَ إِلَيْهَـا سَائِـلاً مَــدَداً --- مِن الحَقِيْقَـةِ ضَـاقَ السِّفْـرُ تَدْوِيْنَـا
عَواصِـمُ العُـرْبِ والإسْـلامِ أَحْسُبُهَـا --- ضَمَّـتْ لِـذَاكَ عَلَـى هَـذَا عَنَاوِيْنَـا
خَيْـرٌ وَشَـرٌّ إِذاً فِـي كُـلِّ نَاحِـيَـةٍ --- وَالخَلْـقُ بَيْنَهُمَـا سَـارُوا وَيَمْضُونَـا
لأَنْتَ يَا عَايِضُ القَرْنِـيُّ فِـي شَطَـطٍ --- مِـن التَّـطَـرُّفِ آذَاكُــمْ وَيُؤْذِيْـنَـا
أَذِيَّـةٌ حِيْنَمَـا حَاقَـتْ بِكُـمْ عَصَفَـتْ --- حُزْناً بِكُمْ فَاضَ فِيْهَـا الشِّعْـرُ تَبْيِيْنَـا
مَوَاقِفٌ مِـنْ فِئِـاتِ النَّـاسِ تَعْرِضُهَـا --- بِشِعْرِكُـمْ هَـلْ تَـرَى كُـلاًّ مُعَادِيْنَـا
قَدْ أَجْمَعَ النَّـاسُ بِاسْتِنْكَـارِ دَعْوَتِكُـمْ --- وَإِنْ تَنَـوَّعَـت الأسْـبَـابُ تَعْيِيْـنَـا
كُـلٌّ تَـنَـاوَلَ بِاسْتِنْـكَـارِه سَبَـبـاً --- كَمَـا أَشَـرْتَ وَصَنَّـفْـتَ المُعَانِيْـنَـا
مَا لِي أَرَى النَّاسَ قَدْ جَاءَ تْ مَواقِفُهُـمْ --- كَمَـا تُصَنِّفُهَـا بَوحـاً وَمَخْـزُونَـا ؟
أَكُلُّهُـمْ جَانَبُـوا لِلْـحَـقِّ مَنْطِـقَـه ؟ --- وأَنْـتَ فـي الحَـقِّ لا تَنْفَـكُّ تَمْكِيْنَـا
إلامَ يَـا عايِـضُ القَرْنِـيُّ تَأخُذُهُـمْ ؟ --- وَفِيْـمَ أَنْـتَ إِلَيْـهِ بَعْـدُ تَدْعُـونَـا ؟
دَع التَّطَـرُّفَ إِنَّــا أُمَّــة وَسَــطٌ --- تَنْفِي مِن الدِّيْنِ مَـنْ يَسْتَوقِـدُ الدِّيْنَـا
دَع التَّـشَـدُّدَ إِنَّ الـدِّيْـنَ رَحْمَـتَـه --- تَمَثَّلَـتْ فِيْـه فِـي مِنْهَـاجِـه لِيْـنَـا
إِنْ كَـانَ مَالُـكَ فِـي هَـمٍّ يُؤَرِّقُـكْـمْ --- فَإِنَّ فِي النَّـاسِ لَـو تَـدْرِي مَسَاكِيْنَـا
وَإِنْ بَـنُـوكَ بِـهَـمٍّ أَثْقَـلًـوكَ أَذَىً --- فَاللهُ أَصْـلَـحَ أَبْـنَـاءً لَـنَـا فِيْـنَـا
صَرِّحْ بِحُبِّـكَ لا تَهْمِـسْ بِـه حَرجـاً --- فَالحُبُّ يَزْرَعُ فِـي الإحْسَـاسِ زَيْتُونَـا
وَيَنْشُـرُ الخَيْـرَ فِـي دُنْيَـا أَحِبَّـتِـه --- وَيَطْـرُدُ الشَـرَّ عَـنَّـا والشَّيَاطِيْـنَـا
أَمَا سَأَلْتَ الَّـذِي يُغْلِيْـكَ عَـن سَبَـبٍ --- يَدْعُوه للسَـبِّ فِـي الجَـوَّالِ مَلْسُونَـا
وَمَـنْ تَجِـيءُ إِلَيْكُـمْ مِـن رَسَائِلِـه --- رَسَائِـلٌ صَهَـرَتْ إِحْسَاسَكُـمْ حِيْـنَـا
فَتْوَى الحِجَابِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا انْكَشَفَـتْ --- عَنْه وَمَا تَرَكَـتْ فِـي الدِّيْـنِ مَكْنُونَـا
للهِ دَرُّكِ يَــا هَيْـفَـاءُ مُـخْـرِجَـةً --- فَتْوَى بِفَتْوَى تَوَارَتْ فِي الهُـدَى حِيْنَـا
بَرْنَامَـجٌ جَـدَّ فِـي إِخْرَاجِهَـا عَلَنـاً --- حَتَّى بَدَا الشَّيْـخُ فِـي فَتْـوَاه مَفْتُونَـا
وَعِنْدَمَا عَـادَ عَنْهَـا مُوضِحـاً سَببـاً --- زَادَ الفَضِيْحَـةَ بالإِيْـضَـاحِ تَلويْـنَـا
إِذْ قَالَ تَحْـتَ ضُغُـوطٍ مِـن مَشَايِخِنَـا --- رَجَعْـتُ عَنْهَـا إِلَـى فِقْـهِ المُحِبِّيْنَـا
لا تُنْكِـرُوا إِنَّهَـا فَـتْـوَى مُوَجَّـهَـةٌ --- لِلْمُسْلِمِيْـنَ سِوَانَـا فَافْهَمُـوا الدِّيْـنَـا
هَـذِي لَهُـمْ وَلَنَـا الأُولَـى وَيَجْمَعُنَـا --- شَرْعٌ يُرَاعِـي اخْتِلافـاً ظَـلَّ مَدْفُونَـا
إِنْ كَانَ فِقْهُـكَ فِـي الأُولَـى يُحَقِّقُـه --- بَحْثٌ فَمَـا جَـدَّ بِالأُخْـرَى فَتُفْتِيْنَـا ؟
الأَرْبَعُـونَ وقَـدْ جَاوَزْتَـهَـا سَـنَـةً --- مَا غَيَّرَتْ فِيْكَ إِذْ مَـا زِلْـتَ مَشْحُونَـا
تُهَيِّـجُ النَّـاسَ فِـي فِقْـهٍ وَمَوعِظَـةٍ --- باسْـمِ البَـرَاءِ إِلَـى حَـرْبٍ تُنَادِيْنَـا
حَرَّمْتَ أَنْ يُعْلِنَ الإنْسَانُ فِـي وَطَنِـي --- يَومـاً مُوَاطَـنَـةً لِلـحُـبِّ تَدْعُـونَـا
حُبِّ البِـلادِ وَمَـنْ يَحْمِـي قَدَاسَتَهَـا --- مِـن قَـادَةٍ نُجُـبٍ غُــرٍّ مَيَامِيْـنَـا
قَـدْ أَعْلَـنَ المُصْطَفَـى حُبّـاً لِمَكَّتِـه --- وَهَـدْيُ شَـرْعِ رَسُـولِ اللهِ يَكْفِيْـنَـا
فَهَلْ تَرَى الفِقْهَ غَيْرَ الشِّعْرِ يَـا رَجُـلاً --- قَدْ قَالَ بِالأمْسِ عَنْ بالقَرْنِ مَوزُونَـا ؟
أَلَيْـسَ مَـا قُلْتَـه فِيْهَـا مُواطَـنَـةً؟ --- " لا البُعْدُ يُنْسِي ولا الأَعْـذَارُ تُثْنِيْنَـا "
" وَمَا رَضِيْتَ سِوَاهَا فِي الهَوَى بَـدلاً " --- " سِحْـرُ الوُجُـودِ وَحِـرزٌ لِلمُحِبِّيْنَـا "
أَحْبَبْتَ بِالقَرْن يَـا لَلْحُـبِّ كَيْـفَ وَقَـدْ --- نَفَتْكَ بالقَـرْن مِـنْ سُكَّانِهَـا حِيْنَـا ؟
إِنْ كَانَ مَوطِنُكُـمْ هَـذَا اسْتَثَـارَ بِكُـمْ --- مَشَاعِـرَ الحُـبِّ إحْسَاسـاً وَتَكْوِيْـنَـا
فَكَيْـفَ تُنْكِـرُ أن تَشْـدُو مَدَارِسُـنَـا --- بِـسَارِعِـي؟ إِنَّ هَـذَا الفَهْـمُ يُعْيِيْنَـا
إِنِّـي أُحَـيِـيْ إِذَا حَيَّيْـتُـه عَلَـمـاً --- رَمْـزَ البِـلادِ وَنَصّـاً يَحْمِـلُ الدِّيْنَـا
فَـلا إِلَـهَ سِـوى الرَّحْمَـنِ نَعْـبُـدُه --- وَلا رَسُـولَ سَـوى خَيْـرِ النَّبِيِّيْـنَـا
يَا شَيْخُ لِي وَطَـنٌ آلَيْـتُ فِـي قَسَـمٍ --- أَلاَّ يُـبَـاعُ وإِنْ يُغْـرِيْـكَ شَـارُونَـا
الحَاكِمِيَّـةُ كَـانْـتْ فِـيْـكَ مَرْحَـلَـةً --- فِقْهِيَّـةً كُنْـتَ فِيْهَـا الأمْـسَ تُفْتِيْنَـا
أو أَنَّهَا لَم تَـزَلْ فـي القَلْـبِ مُعْتَقَـداً --- أَخْفَيْتَهَـا دَعْـوَةً خَـوفـاً وَتَلْوِيْـنَـا
يَـا شَيْـخُ أَفَكَارُكُـمْ قُطْبِيَّـةٌ نَشُطَـتْ --- أَهْـدَافُ أَتْبَاعِهَـا نَـشْـراً وَتَمْكِيْـنَـا
مَا ذَا تُرِيْدُونَ مِنْ قَومِي وفِي وَطِنِـي ؟ --- وَأَيَّ نَهْجٍ بِهَـا يَـا شَيْـخُ تُخْفُونَـا ؟
أَرَاكَ يَـا شَيْـخُ تَسْتَجْـدِي عَدَاوَتَكُـمْ --- كَمـا أرَاكَ مِـن الأعْـدَاءِ مَمْنُـونَـا
شَكَرْتَهُـمْ حِيْـنَ دَلُّوكُـم عَلَـى زَلَـلٍ --- فِي الفِكْرِ فِي الفِقْهِ إِذْ أَلْفَـوكَ مَفْتُونَـا
كَمَـا تَبَيَّنْـتَ مَدَّاحِيْـنَ مَـا بَـرِحُـوا --- يُصَفِّقُـونَ لَـكُـمْ خُبْـثـاً وَتَزْيِيْـنَـا
الأوَّلُـونَ وَهُـمْ أَعْـدَاؤُكُـمْ دَفَـعُـوا --- فِيْكُمْ إِلَـى المَجْـدِ إِصْلاحـاً وَتَمْدِيْنَـا
رَأَيْتَ مِنْ نَقْدِهِمْ أَخْطَاءَ كُـمْ صَلُحَـتْ --- وَعَـنْ مَعَاصِيْـكَ قَـدْ رَدُّوكَ مَيْمُونَـا
وَالآخَـرونَ بِمَـدْحٍ غَيْـرَ مُكْتَـسَـبٍ --- لَكُـمْ أَسَـاؤُوا فَمَـا كَانُـوا مُصِيْبِيْنَـا
إِذاً فَحُكْمُـكَ فِيْمَـا كَــانَ مُنْقَـلِـبٌ --- فَكَيْفَ تَقْلِبُ فـي الحُكْـمِ المَوَازِيْنَـا ؟
لَكِنْ وَقَدْ عُـدْتَ عَمَّـا كَـانَ مُعْتَرفـاً --- فَلَـنْ تَكُـونَ لِمَـنْ عَادَيْـتَ مَدْيُونَـا
فالله يَغْفُـرُ ذَنْبـاً تَــابَ صَاحِـبُـه ---وَالنَّاسُ عَنْ زَلَّـة المَخْـدُوعِ مَاضُونَـا
يَا مَنْ تَبَاكَوا عَلَى مَـنْ قَـالَ عُزْلَتُـه --- جَاءَ تْ قَرَاراً أَخِيْـراً كَيْـفَ تَبْكُونَـا ؟
دَعُـوه يَعْتَـزِل الإســلامَ دَاعِـيَـةً --- وَيِسْـأَل الشِّعْـرَ والإعْــلامَ تَأبِيْـنَـا
يُصَاحِـبُ الكُتُـبَ الصِّفْـرَاءَ يَلْثُمُهَـا --- يَجْلُو غَبَاراً غَـدَا مِـنْ فَوقِهَـا طِيْنَـا
فِي عُزْلَـةٍ عَلَّـه مِـنْ بَعْـدِ عُزْلَتِـه --- يَـزْدَادُ مِـن فِقْهِهَـا بِالفَهْـمِ تَحْسِيْنَـا
يَلْقَى بِهَا مِن دُعَاة الأمْسِ مَن صَبَـروا --- عَلَـى الأذِيَّـةِ مـا ارْتَـدُّوا مَسَاجِيْنَـا
يَزِيْدُهُـمْ صَبْرُهُـمْ جُهْـداً بِدَعْوَتِهـمْ --- مَنْ يَنْصُرُ اللهَ لا يَخْشَـى الأذَى حِيْنَـا
وَمَـنْ تُحَـرِّكُـه أَهْـدَافُـه طَمَـعـاً --- يَعُـودُ إِنْ فَشَلِـتْ بِالحُـزْنِ مَطْحُونَـا
يَـا مَـنْ يُلَـوِّحُ إِخْفَـاقـاً بِعُزْلَـتِـه --- أَخْشَـى بِأنَّـكَ فِـي هَــذَا تُمَنِّيْـنَـا
أَو أَنَّ هَـذَا مَسَـارٌ مِنْـكَ مُتَّصِـفـاً --- بِبَهْلَوَانِـيَّـةٍ تَـحْـكِـي الدَّلافِـيْـنَـا
مَـا أَنْـتَ أَوَّلُ مَـنْ تَنْفِيْـه سَاحَتُنَـا --- وَلَسْـتَ آخِرَهُـمْ فَانْظُـرْ بِمَاضِيْـنَـا
تَـارِيْـخُ أُمَّتِـنَـا يُعْطِـيْـكَ أَمْثِـلَـةً --- إِذَا تَبَصَّـرْتَ فِيْهَـا قُـلْـتَ آمِيْـنَـا
وَسَوفَ يَأتِيْكَ هَذَا العَصْـرُ فِـي مَثَـلٍ --- مِـنْ بَـعْـدِه مَـثَـلٌ زَادَا مَآسِيْـنَـا
هُمَـا وَإنْ أَخْفَيَـا أَو لَوَّنَـا خُطَـطـاً --- لَنْ يَسْتَطِيْعَـا لَهـا صَرفـاً وَتَخْزِيْنَـا
فَالوَهْـمُ يُحْرِقُـه وَهْــمٌ بِصَاحِـبِـه --- حَتَّـى يَـرَى الحّـقَّ تَحْقِيْقـاً وَتَعْيِيْنَـا
شعر / الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الواصل - عنيزة
|