البيت الذي ذكرته ليس لطرفة بن العبد ولا لقيس بن الملوح
ويقال إنه لابن الدمينة أو لمالك بن الصمصامة الجعدي قال أبو عبيد البكري : (وأنشد أبو علي -رحمه الله- لابن الدمينة شعراً أوله :
ألا لا أَرَى وادِي الـمـياه يُثِـيبُ *** ولا النفْسُ عن وادي المياه تَطِيبُ
هذا الشعر لمالك بن الصمصامة بن سعد بن مالك أحد بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة، وهو شاعر بدوي إسلامي مُقلٌّ، وكان فارساً جواداً جميل الوجه يهوى جنوب بنت محصن الجعدية)./التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه
وهذا البيت من القصيدة التالية :
أميم منك الدار غيرهـا الـبـلـى ** وهيف بجولان التـراب لـعـوب
بسابس لم يصبح ولم يمـس ثـاوياً ** بها بعد بين الحي منـك عـريب
أمنخرم هذا الـربـيع ولـم يكـن** لنا من ظـبـاء الـواديين ربـيب
أحقاً عباد الله أن لسـت خـارجـاً ** ولا والـجـاً إلا عـلـى رقـيب
ولا ماشياً فـرداً ولا فـي جـمـاعةٍ *** من الناس إلا قـيل أنـت مـريب
كبير عدو أو صـغـيرٌ مـلـقـنٌ ** بتدبير أقوال الـرجـال لـبـيب
وهل ريبةٌ في أن تحـن نـجـيبةٌ** إلى إلفـهـا أو يحـن نـجـيب
أحب هبـوط الـواديين وأنـنـي ** لمشتـهـرٌ بـالـواديين غـريب
ألا لا أرى وادي الـمـياه يثــيب ** ولا النفس عن وادي المياه تطـيب
وأن الكثيب الفرد من أيمن الحمـى ** إلـيّ وإن لـم آتـه لـحـبـيب
ألا لا أبالي ما أجنت قـلـوبـهـم ** إذا رضيت ممن أحـب قـلـوب
ديار التي هاجرت عصراً وللهوى ** لقلبـي إلـيهـا قـائدٌ ومـهـيب
لتسلم من قول الـوشـاة وإنـنـي **لهم حين يغتابـونـهـا لـذنـوب
أميم لقلبي مـن هـواك صـبـابةٌ ** وأنت لها قد تعلـمـين طـبـيب
فإن خفت ألا تحكمي مرة الهـوى** فردي فؤادي والـمـرد قـريب
أكون أخا ذي الصرم إمـا لـخـلةٍ** سواك وإمـا أرعـوى فـأتـوب
لعمري لئن أوليتني منـك جـفـوةً **وشب هوى نفسي عليك شـبـوب
وطاوعت أقواماً عداً لي تظاهـروا ** علي بقول الـزور حـين أغـيب
لبئس إذا عون الصديق أعنـتـنـي** على نـائبـات يا أمـيم تـنـوب
تضنين حتى يذهب البخل بالمـنـى ** وحتى تكاد النفس عنك تـطـيب
أميم لقد عـنـيتـنـي وأريتـنـي ** بدائع أحـداثٍ لـهـن ضـروب
فارتاح أحياناً وحـينـاً كـأنـمـا** على كبدي ماضي الشبـاة ذريب
فلو أن ما لي بالحصى فلق الحصى ** وبالريح لم يسمع لهـن هـبـوب
ولو أن أنفاسي أصابت بـحـرهـا** حديداً إذا ظـل الـحــديد يذوب
ولو أنني أستغفر الـلـه كـلـمـا** ذكرتك لم تكتب عـلـىَّ ذنـوب
أميم أبي هونٌ علـيك فـقـد بـدا** بجسمي مما تـزدرين شـحـوب
صدوداً وإعراضاً كأنـي مـذنـبٌ ** وما كان لي لولا هـواك ذنـوب
ألهفى لما ضيعت ودي وما هـنـا ** فؤادي بمن لـم يدر كـيف يثـيب
وإن طبيباً يشعب القلب بـعـدمـا** تصدع من وجد بـهـا لـكـذوب
رأيت لها ناراً وبينـي وبـينـهـا **من العرض أو وادي المياه سهوب
إذا ما خبت وهنا من الليل شبـهـا** من المندلي المستـجـاد ثـقـوب
وما وعدت ليلى ومنت ولـم يكـن** لراجي المنى من ودهن نصـيب
محبا أجن الوجد حـتـى كـأنـه **من الأهل والمال التلاد سـلـيب
وإني لأستحييك حـتـى كـأنـمـا ** على بظهر الغيب منـك رقـيب
حذار القلى والصرم منك وإنـنـي ** على العهد ما داومتني لصـلـيب
فيا حسرات القلب من غربة النوى ** إذا أقسمتـهـا نـية وشـعـوب
ومن خطراتٍ تعترينـي وزفـرةٍ **لها بين لحمي والعـظـام دبـيب
يقولون أقصر عن هواها فقد وعت ** ضغائن شبـان عـلـيك وشـيب
وما أن نبالي سخط من كان ساخطاً ** إذا نصحت ممـن نـود جـيوب
أما والذي يبلو السـرائر كـلـهـا ** ويعلم ما نـبـدي بـه ونـغـيب
لقد كنت ممن تصطفي النفس خلةً **لها دون خلان الصفاء نـصـيب
ولا أعلم أحد نسب هذاالبيت لقيس بن الملوح سوى ياقوت الحموي حيث أودرد بصيغة التضعيف حيث قال : ( قال أعرابي وقيل مجنون ليلى ) وذكر البيت
إذا يتضح أن البيت لمالك بن الصمصامة الجعدي العامري وقيل لابن الدمينة الخثعمي و قد كان يعيش بقرب ديار بني عامر بن صعصعة و أمه من سلول بن صعصعة وقيل لمجنون بني عامر فيكون هذا البيت حجة لنا كما ذكرت في ردك
وهناك بحث كامل في مجلة العرب عن وادي المياه لعلك تراجعه وشكرا لك على هذه التعقيب وأتمنى أن تراجع المصدر الذي ذكر أنه لطرفة لأن الاعتماد على الذاكرة يسبب اللبس أحيانا