عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
alkhalidi67
عضو نشط
رقم العضوية : 7050
تاريخ التسجيل : 22 - 04 - 2006
الدولة :
العمر : 56
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 85 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : alkhalidi67 is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post تحذير الداعية من الأحاديث والقصص الواهية

كُتب : [ 23 - 04 - 2006 ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص : "بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" (الجامع الصحيح(

وقد قال العلامة بن العثيمين رحمه الله :

" كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع" يعني أن الإنسان إذا صار يحدث بكل ما سمع من غير تثبت وتأن, فإنه يكون عرضـة للكذب, وهذا هو الواقع ولهذا يجيء إليك بعض الناس يقولون: صار كذا وكذا, ثم إذا بحثت وجدتَ أنه لم يكنْ, أو يأتي إليك ويقول: قـال فُلان كذا وكذا, فإذا بحثت وجدتـه لم يقلْ, وأعظـم شيء أن يكون هذا فيما يتعلق بحكم الله وشريعـته, بأن يكذب على الله فيقول في القرآن برأيـه, يفسـر القرآن بغير ما أراد الله أو يكذب على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كذا, وهو كاذب, أو ينقل حديثاً يرى أنه كذب وهو لم يكذبـه ولكن يقول: قال فلان كذا وكذا عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يرى أنه كذب فإنـه يكون أحد الكاذبين كما بيّن ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم


ثم قال رحمـه الله : " والحـاصل أنه يجب على الإنسـان أن يتثبت فيما يقول ويتثبت فيمـن ينقل إليه الخبر, هل هو ثقـة أو غير ثقـة كما قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) ] الحجرات: 6 ], ولاسيما إذا كثرت الأهواء وصار الناس يتخبطون ويكثرون القيل والقال بلا تثبت ولا بيّنـة, فإنـه يكون التثبّت أشد وجوباً, حتى لا يقع الإنسـان في المهلكـة. والله الموفق" انتهى كلامـه رحمـه الله.


وقد إنتشر في المنتديات والمجموعات البريدية وأيضاً على لسان بعض الدعاة مجموعة هائلة من القصص والأحاديث الواهية غير الصحيحة، والتي يتم تداولها إعتقاداً بصحتها حتى صارت من المسلّمات لغير المتفقهين في الدين، وسوف أقوم بنشر تلك القصص حسبما يتيسر لي واحدة تلو الأخرى ذاكراً متن القصة وآراء العلماء حولها، وجميع التعليقات ستكون منقولة من فتاوى أو كتب العلماء وسيتم ذكر المصدر بإذن الله تعالى.

وأسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا.

إن حاسبني لأحاسبنه.
نص الموضوع

بينما النبي صلى الله عليه واله وسلم في الطواف إذا سمع اعرابيا يقول: يا كريم فقال النبي خلفه: يا كريم فمضى الاعرابي الى جهة الميزاب وقال: يا كريم فقال النبي خلفه : يا كريم فالتفت الاعرابي الى النبي وقال: يا صبيح الوجه, يارشيق القد اتهزأ بي لكوني اعرابياً ؟‎ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك الى حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم فتبسم النبي وقال : اما تعرف نبيك يا اخا العرب ؟ قال الاعرابي : لا قال النبي : فما ايمانك به قال : اّمنت بنبوته ولم اره وصدقت برسالته ولم القاه قال النبي : يا أعرابي , اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الاخرة فأقبل الاعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال النبي : مهلا يا اخا العرب لا تفعل بي كما تفعل الاعاجم بملوكها فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً, بل بعثني بالحق بشيراً ونذيرا فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول لك : قل للاعرابي لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا,فغداً نحاسبه على القليل والكثيروالفتيل والقطمير فقال الاعرابي: او يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال : نعم يحاسبك إن شاء فقال الاعرابي: وعزته وجلاله, إن حاسبني لأحاسبنه فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا اخا العرب؟ قال الاعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرتهوإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه ، فبكى النبي حتى إبتلت لحيته فهبط جبريل على النبي وقال : يا محمد السلام يقرئك السلام ويقول لك يا محمد قلل من بكائك فقد الهيت حملة العرش عن تسبيحهم وقل لأخيك الاعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة .


الرد على الشبه وتوضيح الأخطاء والتحذير منها

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

هذا الحديث لا أصل له ولاتجوز روايته لأنّه مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لائح على ألفاظه الركيكة ونكارة متنـة .

فالعبد لايخاطب ربه بهذا الخطاب المنافي للأدب ، وماكان النبي صلى الله عليه وسلم ليقر قائلا عن ربه (لئن حاسبني ربي لأحاسبنه) ذلك أن العبد لايحاسب ربه ، قال تعالى (لايٌسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُوُنْ ) ولهذا فحتى الرسل يوم القيامة يقولون تأدبا مع الله : ( يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) .

والعبد يسأل ربه عفوه وكرمه ، ولا يحاسبه على شيء ، ومع ذلك فلا يدخل أحدٌ الجنة إلا برحمة الله ، لايدخل أحدٌ بعمله، كما صح في الحديث فالعبد في حال التقصير دائمـا بمقتضى عبوديته ، والرب هـو المتفضل الرحمن الرحيم بكمال صفاته، ولهذا ورد في حديث سيد الاستغفار أن يقول العبـد (أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لايغفر الذنوب إلا أنـت) متفق عليه .

أبوء : أي أقـرّ وأعترف بنعمك العظيمة التي قابلتها بالتقصير والذنب .

والصحيح أن يقول العبد : إن حاسبني ربي على ذنوبي ، رجوتُ رحمته وسألته مغفرته ، فإني العبد الخطّاء وهو الرب الرحيم العفو الغفور.

وإن حاسبني على بخلي ، سألته أن يمن علي بكرمه وتجاوزه ، فإني مقر بذنبي وهـو الجواد الكريم المنان ، فمن أرجو إن لم أرجوه ، ومن ذا يغفر الذنوب سواه ومن أكرم الكرماء غيره سبحانه، أونحو هذا من القول الذي فيه الإقرار بالعبودية والذنب في مقام السؤال والتوسل والتذلل لله تعالى الخالي من خطاب التحدي المنافي للأدب .

( الشيخ حامد بن عبد الله العلي )


رد مع اقتباس