بعد أن عُثر في صحرائها على 50 جثة ... رنية: تلوث المياه يفتك بالأهالي ومصادر تؤكد وجود جرثومة
رنية - محمد سعود الحياة - 27/01/07//
رنية هذه المدينة الصغيرة التي تنام باكراً وتصحو منذ بزوغ الفجر على أصوات العصافير، وحداء رعاة المواشي، لم يعرفها الكثيرون قبل أكثر من عامين، ولكن أتتها الشهرة في وقت قياسي، ليس بجمالها الطبيعي، أو بكرم أهلها السخي، إذ عرفت أنها خطر بات يهدد حياة سكانها، ويبعث الرعب في نفوسهم، ألا وهو الجثث المتحللة في رمال صحرائها.
حينما تذكر رنية تذكر الجثث الملقاة في صحرائها، والتي لم تكشف التحقيقات الأمنية عن سرها حتى الآن، إذ اختلفت فيها الأنباء، مرة ترجحها المصادر الأمنية إلى أن السبب في موت أصحابها هو الجوع والعطش في الصحراء، ومرة يتداول سكان رنية في مجالسهم أن هناك سفاحاً خلف هذه الجثث.
بدأ ظهور جثث رنية قبل نحو عامين، وظن الجميع أنها حالات نادرة، ولكن امتد مسلسل العثور على الجثث المتحللة إلى أن وصل العدد حتى الآن 50 جثة، ولكن هدأ الموت في صحراء رنية قليلاً ربما لأسباب برودة الجو في تلك المحافظة الجميلة، وذهاب الخوف نوعاً ما من نفوس أهلها.
ولكن دارت الأيام بسكان رنية، ليظهر لهم ما يخيفهم من وسط منازلهم، وأصبح يهدد صحة كبيره وصغيره، إذ زادت نسبة المراجعين من أبنائها إلى المستشفى نتيجة المياه المستخدمة في الشرب، ما ينبئ بظهور كارثة أخرى تقف إلى جانب الجثث المتحللة.
وأكد مصدر طبي في مستشفى رنية (فضل عدم ذكر اسمه) لـ «الحياة» أن نسبة المراجعين ارتفعت بشكل ملفت إلى قسم المسالك البولية، فبعد البحث ودراسة زيادة هذا الارتفاع، وجد أن السكان يشربون من مياه الصنابير في المنازل، وبفحص عينة من البول للمراجعين وعينة من المياه التي يشربونها، وجد أن الميكروب الذي في البول هو نفسه الذي في المياه.
وأضاف المصدر أنه لابد من تعقيم هذه المياه قبل استخدامها في الشرب، أو الاستغناء عنها بمياه معدنية، أو مياه تحلية، مشيراً إلى أنه تم إبلاغ المسؤولين في المستشفى بمخاطر هذه المياه الملوثة في المنازل.
وقال مصدر في أحد القطاعات العسكرية في محافظة الطائف في تصريح إلى «الحياة» «إن إدارته أجرت في وقت سابق تحليلاً للمياه المستخدمة في منازل رنية، ووجدت أنها توجد فيها جرثومة، مؤكداً أنها منعت استخدام المياه القادمة من محافظة رنية كمياه للشرب».
ولفت المصدر إلى انتشار أمراض عدة من ضمنها الفشل الكلوي بين أهالي المحافظة، مرجحاً أن يعود ذلك إلى تلك المياه الملوثة بالجراثيم.http://www.daralhayat.com/arab_news/gulf_news/01-2007/Article-20070127-628bb1de-c0a8-10ed-009d-421be9eedcce/story.html#