[مخايل الغربي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الجنادرية معركة من اّخر وأشهر المعارك التي دارت رحاها بين العزة من قبيلة سبيع الغلباء ومعهم الظهران من السهول والقبابنة والجبور ضد قبيلة العجمان يام وقصتها أن ابن جفران شيخ العزة مع حضرة قليلة من ربعه قيل : أنهم سبعة وقيل : أنهم عشرة فاجأهم العجمان على الجنادرية يريدون الإبل فثنى ابن جفران والحضرة دونها وزبونها الريع فأرسلوا لإخوانهم وكانوا بالخفس أو بفيضة بطية مندوبا يستنجدهم لأنهم الأقرب مكانا فأسرع الموجودون بالفزعة فجعل الله العجمان بين فكي الكماشة العزة من أمامهم وإخوانهم من خلفهم فهزموا شر هزيمة لا يلوي أحد على أحد وقال : الشعراء الموجودون عدة قصائد منها ما قاله الشاعر / شامان بن مطلق الظهيري السهلي :

يا نديبي وارتحل فوق حرة
= كن تصرام الشاهين تحطابها

تنصابكم زيزوم السرايا ماجد
= مشبع طيور الجو مع ذيابها

وأنا أحمد اللي حط فينا ناصر
= مثل الجدي في النجوم يقدى بها

وإن سلم سلطان وسلمت سابقه
= لا بد من هية يحكى بها

لا جت جموع عن جموع تحتدي
= أبو دميخان هو ذهابها

وماجد المذكور في القصيدة هو الشيخ / ماجد بن برجس بن معدل أحد شيوخ الظهران وفرسانهم المشهورين وناصر المذكور في القصيدة هو / ناصر بن صهده الظهيري السهلي أحد فرسان الظهران ومن ذوي الرأي والسداد في المشورة وسلطان المذكور بالقصيدة هو / سلطان بن دغش الظهيري السهلي عقيد وفارس مشهور من شجعان الظهران والقصيدة أطول من ذلك كما قال الشاعر / دخيل الله بن فنتق الظهيري السهلي :

يوم جونا يام مثل التهاميه
= قاطعين ما نووا منع الإنصاف

احتديناهم بصنع الفرنجيه
= لين راح شيومي منه عياف

يا نعم يا جهالنا في العكيليه
= كل مدغوش على الموت زهاف

لابتي ظهران بالهوش درزيه
= في الملاقى تودع العي عراف

ذيب برمه ناد ذيب المحليه
= كيف يمحل وأنت يا ذيب بأرياف

دوك جيش وخيل ورجال ياميه
= من مضاريب في الأكوان تنشاف

بالعشاء بشر سباع المياهيه
= وأبرق الجنحان ياكل ويستاف

كما ذكر لي بعض الرواة من السهول أن أباه كان في شعيب العميا أو مصدة يتقنص فرأى دخان البارود على شكل غمامة فوق الجنادرية فقال : لخويه أهلنا عليهم كون فأسرعوا ولحقوهم قبل كسيرة العجمان وفعلوا فعل يطلق وجيههم مع ربعهم وقد أخذ العجمان يام إبل الشيخ / فهيد الصييفي على الجنادرية قبل هذه الموقعة بزمن بعيد ومعها / عبدالله مولى الصييفي فتغنى بقوله :

يالله طلبتك لا تخليني أضيع
= وأنا بدار مقسمين الشويه

لا وا هني من شاف ذيك البراشيع
= وشاف العريق وشاف فيضة بطية

فذهبت سبيع الغلباء إلى الصرار وادي العجمان واستردت الإبل براعيها ومعها غيرها من إبل العجمان ولا زالت ذريت عبدالله مولى الصييفي معروفة إلى يومنا هذا والبراشيع هي مجموعة أبارق منقادة شمال شرق الجنادرية والبرشاعه بئر بين الأبارق لاّل شعيفان وبرشع وبريشيع شعيبان في المنطقة والعريق المذكور بالأبيات هو عريق بنبان وفيه حاليا مزرعة خادم الحرمين الشرفين الملك / عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وفيضة بطيه هي أول فيضة في مزرعة الملك / خالد بن عبدالعزيز رحمه الله أو فيضة مطار الرياض وبرمة الواردة في قصيدة / دخيل الله السهلي هي جبل مثل البرمة يسمى برمه شرق برقان البراشيع وشرقه جال برمه المسمى عليها وهو الحد الفاصل بين العرمه وبرقان البراشيع والدغميات والمياهية عدة اّبار في شعيب المياهية والمسمى على مويهان لكثرة ما يورد من البوادي على اّباره لقب مويهان واسمه مهنا بن خزيم وما أجمل قول الشاعر : يالابنت فارق بين الإخوين كذاب وعليه فإن طايلة السهول تطولنا وطالتنا تطولهم لأننا عينان في راس ولم أكتب الموضوع إلا لأجل التأكد من مصداقيته وزيادة الإيضاح لنخرج بالخبر اليقين ولا أظنها على وقت الإمام / عبدالله الفيصل رحمه الله لأن أحد السهول روى لي أن أباه أو جده شارك فيها فإن صدقت روايته فلا يستقيم أن تكون على عهد الدولة السعودية الثانية وفي زمن الإمام / عبدالله الفيصل إلا أن تكون عام 1309هجرية وهو العام الذي انتهت فيه الدولة السعودية الثانية وهناك موقعة أخرى في الجنادرية قبلها فيما أعلم وقد سمعت من عوام العزة ما ذكرت ومنه فزعة الظهران ثم تطابقت عندي رواية عوام العزة وعوام السهول في إحراق العجمان بيت العزة ومن ثم ردة العزة عليهم ووصول الظهران من الخلف فصار العجمان بين فكي الكماشة مما أحدث على العجمان الخلل في صفوفهم ومن ثم الهزيمة التي لا يلوي فيها أحد على أحد وإقرار إخواننا السهول بمشاركة العزة يؤكد أنها معركة واحدة ولكن الرواة من الطرفين قد اختلفوا في طريقة اسناد القصة وقد قال الفارس الشيخ / ماجد بن معدل رحمه الله في الجنادرية :

احتديناهم على شهب الأذيـال
= بأشهب البارود والسيف شلاع

انشد اللي حضر وشاف بالعين
= كم جدع منا ومنه على القـاع

وقد أكدها الراوي المعروف الشيخ / عقاب بن معدل رحمه الله القصة وطبعت في ديوانه الموجود في الأسواق وقد أخبر بكثير من تفاصيل هذه المعركة / محمد المظفري من بني هاجر حيث كان مع العجمان ضمن الغزو وبعد المعركة تلك قدم إلى الظهران وعاش معهم وتزوج بعض العميان من الدخنة من الظهران بناته وما زال أحفادهم موجودين ومما يذكر أنه فقط كان أمام بيت أحد آل عشان من آل حمضة من الظهران تسع من الخيل قلعها من القوم ويقول / محمد المظفري الهاجري أن شويمي كان معه أربعين ذلولا وفرس ولم يعد إلا بسبع منها فقط وأنتم سالمون وغانمون السلام .