الموضوع: العبـــــادات
عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
الحرألأبيض
وسام التميز
رقم العضوية : 6356
تاريخ التسجيل : 13 - 09 - 2005
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,104 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 12
قوة الترشيح : الحرألأبيض is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : العبـــــادات

كُتب : [ 27 - 02 - 2007 ]


الصلاة

تحية المسجد:
إذا دخل المسلم المسجد وكان متطهرًا، فيستحب له أن يصلي ركعتين تحية المسجد، قال (: (إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين من قبل أن يجلس [الجماعة] وإذا دخل المسجد وصلى ركعتين غير
تحية المسجد؛ أجزأت عن تحية المسجد.
أفضل المساجد عند الله:
قال (: (لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدى هذا، والمسجد الأقصى [الجماعة]، وقال (: (صلاة في مسجدي هذا (المسجد النبوى بالمدينة) خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام [البخاري].
الأمور التي يكره فعلها بالمسجد:
1 - يكره لمن أكل ثومًا أو بصلا أن يأتي المسجد؛ مخافة أن ينفر الناس والملائكة من رائحته الكريهة، قال (: (من أكل البصل والثوم والكرات فلا يقربنَّ مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم
[متفق عليه]، فإذا أكل الإنسان شيئًا من البصل أو الثوم فليمضغ ما يزيل تلك الرائحة كالقرنفل ونحوه.
2 - رفع الصوت في المسجد ولو بالذكر إذا ترتب عليه تشويش على المصلين.
3 - تشبيك الأصابع (إدخال أصابع اليدين في بعضها)، فقد دخل النبي ( المسجد فوجد رجلا جالسًا، ورآه قد ضم ركبتيه إلى صدره وشبك بين أصابعه، فأشار إليه أن يفكَّ أصابعه فلم يفهم الرجل، فقال له: (إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبكن فإن التشبيك من الشيطان، وإن أحدكم لا يزال في صلاة ما كان في المسجد، حتى يخرج منه [أحمد].
4 - البصق والمخاط فيه.
5 - اتخاذه طريقًا إلا لحاجة أو لضرورة.
6 - الوضوء فيه إذا أدى إلى تلويثه وتقذيره، إلا إذا كان الوضوء في مكان منفصل عن المصلى.
7 - الأكل فيه إلا لمعتكف أو غريب لا يجد مأوى.
8 - إنشاد الشعر فيه إلا إذا كان مدحًا للرسول ( أو للإسلام، أو إذا اشتمل على مكارم الأخلاق، أو حثَّ على زهد، أو غير ذلك من أنواع الخير، فقد مر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ذات مرة على حسان بن ثابت -رضي الله عنه- فوجده ينشد الشعر في المسجد، فأنكر عليه ذلك، فقال حسان: أنشد فيه -أي المسجد- وفيه من هو خير منك -يقصد الرسول (-.
ثم التفت إلى أبي هريرة -رضي الله عنه- فقال: أنشدك بالله، هل سمعت رسول الله ( يقول: (أجب على رسول الله (، اللهم أيده بروح القدس) قال: نعم.
[متفق عليه].. أما إذا اشتمل الشعر على شيء مذموم، أو مدح ظالم، أو افتخار منهي عنه، فيحرم ذلك.
9 - البيع والشراء في المسجد، قال (: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع (يشتري) في المسجد فقولوا له: (لا أربح الله تجارتك [الترمذي والحاكم].
10 - نشد الضالة، وهو أن يسأل الرجل الناس في المسجد جهرًا عما فقده من متاعه، قال (: (من سمع رجلا ينشد ضالته في المسجد فليقل: لا ردَّها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا [مسلم].
11- تكره المبالغة في تزيين المساجد بالزخارف والألوان، حتى لا ينشغل المصلون بها عن الصلاة وذكر الله، قال رسول الله (: (لا تقوم الساعة حتى يتباهي الناس في المساجد [أحمد وابن حبان].
المواضع المنهي عن الصلاة فيها:
1 - الصلاة في المقبرة التي يدفن فيها الموتى، أو الصلاة إلى قبر دفن في مسجد قال (: (لا تصلُّوا إلى القبور (أي: لا تجعلوها في قبلة الصلاة) ولا تجلسوا عليها [مسلم]، وقال (: (لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد (أي: أقاموا المساجد فوق القبور) [متفق عليه].
2 - الصلاة في المزبلة والمجزر وأماكن الإبل، لأنها محل للنجاسة، قال (: (لا تصلوا في مبارك الإبل، فإنها من الشياطين [أحمد وأبو داود].
3 - الصلاة في الحمام، قال (: (الأرض كلها مسجد إلا الحمام والمقبرة)_[أبودواد والترمذي وابن ماجه وأحمد].
4 - الصلاة على ناصية الطريق؛ لكثرة المارة وعلو أصواتهم، مما يؤدي إلى انشغال المصلي، وخروجه من خشوع الصلاة.
5 - الصلاة على ظهر الكعبة.
الصلاة في الكعبة:
دخل النبي ( الكعبة ومعه أسامة بن زيد وبلال بن رباح وعثمان بن طلحة -رضي الله عنهم- وأغلقوا عليهم الباب، فلما فتحوا أسرع عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- فسأل بلالاً -رضي الله عنه-: هل صلى رسول الله (؟ قال: نعم، بين العمودين اليمانيين.
[متفق عليه].
السترة:
دخل شاب المسجد، وكان أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- يصلي واضعًا أمامه سترة، وكان المسجد مزدحمًا بالمصلين، فبحث الشاب عن مكان يمر منه فلم يجد إلا أمام أبي سعيد، فحاول المرور فدفعه أبوسعيد، فحاول الشاب المرور مرة ثانية، فدفعه أبوسعيد دفعة قوية، فغضب منه الشاب، وشكاه إلى مروان ابن الحكم والى المدينة آنذاك، فقال أبو سعيد -رضي الله عنه-: إني سمعت رسول الله ( يقول: (إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز (يمر) بين يديه فليدفعه، فإن أبي (رفض) فليقاتله فإنما هو شيطان [متفق عليه].
والمقصود بالمقاتلة هنا المدافعة باليد، وليس مطلق المقاتلة لأنه لا يجوز أن يقاتل المسلم المسلم لسبب كهذا، والسترة أن يجعل المسلم أمامه شيئًا إذا أراد الصلاة فيصلي مثلاً إلى سارية (عمود) أو حائط أو يضع أمامه عصا، أو يجعل نهاية الفراش الذي يصلي عليه سترة.
والغرض منها ألا يمرَّ إنسان أو حيوان في المسافة التي بين المصلى وسترته، مما يؤدي إلى انشغاله عن الصلاة، وسترة الإمام سترة للمأمومين، فإذا مر شخص بين الصفوف لحاجة فلا شيء عليه، حيث يجوز المرور بين الصفوف في حالات الزحام الشديد أو الظروف الطارئة.



B. صلاة الجمعة
صلاة الجمعة فرض عين، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذ نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} [الجمعة:9].
وصلاة الجمعة من أفضل الصلوات لخيريتها وخيرية يومها، فعن أبي هريرة
-رضي الله عنه- أن رسول الله ( قال: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة [متفق عليه].
وتجب صلاة الجمعة على كل مكلف، بالغ، عاقل، حر، ذكر، مقيم غير مسافر، بلا مرض أو غيره من الأعذار، إذا سمع النداء للصلاة، وبذلك لا تجب الجمعة على الصبي والمجنون والعبد والمرأة والمسافر والمريض والخائف.
كيفيتها:
وللجمعة ركنان، الصلاة والخطبة، أما الصلاة فركعتان يقرأ فيهما الإمام قراءة جهرية، وأما الخطبة فخطبتان قبل الصلاة.
شروط صحة الجمعة:
- الوقت: ووقت صلاة الجمعة هو وقت صلاة الظهر، ولا تصح بعده، ولا تقضى جمعة، ومن فاتته الجمعة صلى ظهرًا، وتدرك الجمعة بإدراك الركعة الثانية، ثم يتم صلاته بالإتيان بالركعة التي قد فاتته، أما إذا أدرك السجود أو التشهد، فإنه يصلي أربع ركعات، والدليل على ذلك قول الرسول (: (من أدرك في الجمعة ركعة، فقد أدرك الصلاة [متفق عليه].
- البلد: فيجب أن تقام الجمعة في بلد أو على الأقل في مصلى البلد عند الأحناف، فلا تجب الجمعة على المسافر.
- الجماعة: فلا تصح صلاة الجمعة انفرادًا، وقد اختلف في أقل عدد للجماعة التي يصح بها صلاة الجمعة، فقيل: ثلاثة رجال غير الإمام، وقيل: اثنا عشر رجلا، ولا يصح تعدد الجمع لغير الحاجة، أما إذا ضاق المسجد الجامع، فيصلي في المساجد الأخرى، وأن تكون الخطبة قبل الصلاة.
سنن الخطبة:
وللخطبة سنن، أهمها: الطهارة ، وستر العورة، وأن تكون على المنبر، وأن يجلس الخطيب على المنبر قبل أن يخطب، وأن يستقبل الناس بوجهه، وأن يسلم عليهم إذا ارتقى المنبر، وأن يؤذن مؤذن واحد، وأن يبدأ الخطيب الخطبة بحمد الله والثناء عليه، والشهادتين، والصلاة على النبي (، وأن يعظ الناس ويذكرهم وأن يعيد الحمد والثناء والصلاة على النبي ( في الخطبة الثانية، وأن يقصر الخطبة، وأن ينصت السامعون للخطبة.
ويكره ترك سنة من سنن الخطبة، كما يكره تخطى الرقاب أثناء الخطبة لغير الإمام، وألا يستدبر القوم الخطيب أثناء الخطبة، ويكره العبث والكلام والإمام يخطب.
سنن الجمعة:
يسن لصلاة الجمعة الاغتسال والتطيب، ولبس أحسن الثياب، والتبكير للجمعة مع المشي بسكينة ووقار، والاقتراب من الإمام، والاشتغال في طريقه بقراءة أو ذكر، وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة أو ليلتها، والإكثار من الدعاء يومها وليلتها، والإكثار من الصلاة على رسول الله (.
ويستحب للإمام قراءة سورة الجمعة بعد الفاتحة في الركعة الأولى من صلاة الجمة، وقراءة سورة المنافقون في الركعة الثانية، وصلاة أربع ركعات بعد الجمعة.
مكروهات الجمعة:
يكره بالإضافة إلى مكروهات الخطبة ترك العمل تمامًا يوم الجمعة، لما في ذلك من التشبُّه باليهود والنصارى في تركهم العمل يومي السبت والأحد، وإنما النهي عن العمل يكون وقت الجمعة فقط، لقول الله -تعالى-: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون} [الجمعة:9-10].

C. صلاة العيدين
صلاة العيدين سنة مؤكدة عن رسول الله، وبعض الفقهاء قال إنها فرض كفاية فإذا قام بها البعض سقطت عن الآخرين، ويستحب خروج النساء إلى صلاة العيدين.
وقتها:
اتفق الفقهاء على أن وقت صلاة العيد هو ما بعد طلوع الشمس قدر رمح أو رمحين (أي: بعد حوالي نصف ساعة تقريبًا) إلى قبيل الزوال (أي: قبل دخول وقت الظهر) ويستحب تعجيل صلاة الأضحى، وتأخير صلاة الفطر، ومن فاتته الصلاة مع الإمام فله أن يقضيها، وقال بعض العلماء: ليس عليه قضاء.
مكان الصلاة:
تصلى صلاة العيد في الخلاء في غير مكة، ويرى الشافعية أن صلاتها في المسجد أفضل، ولا خلاف أن صلاة العيد في مكة تكون في المسجد الحرام.
كيفية صلاة العيد:
صلاة العيد ركعتان، يكبر بعد التكبيرة الأولى سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام ثم تقرأ الفاتحة وسورة، ويستحب أن تكون سورة الأعلى، وبعد تكبيرة القيام في الركعة الثانية يكبر خمس تكبيرات، ثم تقرأ الفاتحة وسورة، ويستحب أن تكون سورة الغاشية.
ويخطب بعد الصلاة خطبة، وهي سنة فلا يلزم حضورها أو استماعها، فعن عبدالله بن السائب قال: (شهدت مع النبي ( العيد، فلما انقضت الصلاة، قال: إنا نخطب، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب [ابن ماجه] والأصح أن خطبة العيد خطبة واحدة لا خطبتين كما في الجمعة، كما أنها تبدأ بالحمد ثم التكبير شأنها كباقي الخطب ويكثر الإمام أثناءها من التكبير.
التكبير في العيدين:
ويستحب التكبير في عيد الفطر، وكذا في عيد الأضحى ، ويكبر في عيد الأضحى من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق عند الأحناف والحنابلة وعند المالكية يكبر من ظهر يوم النحر إلى صبح اليوم الرابع، ويكون التكبير عقب الصلوات في المساجد، وفي المنازل والطرق والأسواق، ويستحب رفع الصوت عند التكبير للرجال دون النساء، وليس للتكبير صيغة محددة، فيصح بأية صيغة تكبير.
سنن العيد:
يستحب في العيد بعض الأمور، مثل: الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب والتبكير إلى الصلاة، وأن يتم الذهاب إلى المصلى من طريق والعودة من طريق آخر، وأن يفطر المسلم على عدد وتر من التمرات قبل صلاة عيد الفطر، ويؤخر الأكل في عيد الأضحى حتى يرجع من الصلاة، ويأكل من أضحيته، وأن يوسع الرجل على أهله، ويزور أقاربه وأصحابه وجيرانه، ويصل رحمه، وأن يظهر المسلمون البشاشة والسرور لإخوانهم، ويهنئ بعضهم بعضًا بقول: تقبل الله منا ومنكم، وليس قبل العيد صلاة نفل خاصة بالعيد ولا بعدها.

D. صلاة الخوف
فرض الله -سبحانه- الصلاة على المسلمين، ولم يسقط فرضيتها حتى في أشد الحالات كمواجهة العدو وغير ذلك، إلا أنه سبحانه خفف عنهم ، في مثل هذه الحالات، فشرع لهم صلاة الخوف؛ وهي صلاة يصليها المسلمون في حربهم وكيفيتها أن يصلي الإمام بطائفة من الجيش ركعة، ثم ينتظر واقفًا، وتصلى الطائفة ركعة أخرى، فيسلموا ويذهبوا، ثم تأتى الطائفة الأخرى فيصلي بهم الإمام ركعة، ثم ينتظر حتى يتموا لأنفسهم ركعة أخرى ويسلم بهم.
فعن سهل بن أبي خيثمة أن طائفة صفت مع النبي (، وطائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائمًا فأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسًا، فأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم [الجماعة إلا ابن ماجه].

E. صلاة المسافر
يسر الله -سبحانه- للمسافر الصلاة، فأجاز له أن يقصر الصلاة في سفره فيصلي الصلاة الرباعية ركعتين، ولا يشترط في السفر مسافة محدودة، وإنما يكفي أن يطلق على الخروج اسم السفر، عرفًا يألفه الناس، ويكون قصر الصلاة بدءًا من مجاوزة حدود البلدة التي خرج منها حتى يعود إليها.
كما يجوز للمسافر أن يجمع بين الصلاتين، فيجمع بين الظهر والعصر، فيصليهما في وقت الظهر أو في وقت العصر، كما يجمع بين المغرب والعشاء، ويصليهما في وقت المغرب أو العشاء، ولا تجمع صلاة الصبح مع غيرها.

F. صلاة التطوع
صلاة النوافل طريق للفوز بمحبة الله، يقول تعالى في الحديث القدسي: (وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي
يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي
يمشى بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه [البخاري] وقال (: (استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن [أحمد وابن ماجه والحاكم والبيهقي].
وعن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: قال الرسول (: (سل) فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. فقال: (أو غير ذلك؟) قلت: هو ذاك. قال: (فأعني على نفسك بكثرة السجود)، والمراد به هنا كثرة التنفل. [مسلم].
وصلاة التطوع هي الصلاة التي يقوم بها المسلم زيادة على الصلوات المفروضة وهي كثيرة ومتنوعة، منها:
السنن المرتبطة بالصلوات الخمس:
ومنها السنن المؤكدة، وغير المؤكدة.
السنن المؤكدة:
وهي التي واظب النبي ( على فعلها، فقد قال (: (من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة؛ بنى له بيت في الجنة: أربعًا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد
العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر [الترمذي].
وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: حفظت من النبي ( عشر ركعات؛ ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل صلاة الصبح. [البخاري].
- سنة الفجر: فقد قالت عائشة -رضي الله عنها -: لم يكن رسول الله ( على شيء من النوافل أشد معاهدة (مواظبة) من الركعتين قبل الصبح. [متفق عليه]، وقال (: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها [مسلم وأحمد]، وكان النبي ( يقرأ فيهما بسورة الكافرون والإخلاص، ويجوز صلاتها بعد الفجر -لعذر- قبل شروق الشمس أو بعد شروقها.
- سنة الظهر: وهي ركعتان أو أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان أو أربع ركعات بعده، فقد سُئلت عائشة -رضي الله عنها- عن تطوع رسول الله (، فقالت: يصلي في بيتي قبل الظهر أربعًا، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يدخل فيصلي ركعتين. [مسلم وأحمد]، وعن أبي أيوب الأنصاري أنه كان يصلي أربع ركعات قبل الظهر، فقيل له: إنك تديم هذه الصلاة؟ فقال: إني رأيت رسول الله ( يفعله، فسألته فقال: (إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحببت أن يرفع لي فيها
عمل صالح [أحمد].
ويجوز للإنسان أن يصلي السنة القبلية (التي قبل الظهر) بعد الظهر إذا انشغل عنها، فعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي ( كان إذا لم يصل أربعًا قبل الظهر صلاهن بعدها. [الترمذي]
- سنة المغرب: وهما ركعتان، وكان ( يقرأ فيهما بسورة الكافرون والإخلاص.
- سنة العشاء: وهما ركعتان بعد صلاة العشاء.
السنن غير المؤكدة:
وهي السنن التي كان يصليها النبي ( مرة، ويتركها أخرى وهي:
- ركعتان أو أربع قبل العصر، فقد قال (: (رحم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا [الترمذي وأبو داود وأحمد].
- ركعتان قبل المغرب، فقد قال (: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب [ ثم قال في الثالثة: (لمن شاء) [البخاري] ويستحب تخفيفها.
- ركعتان قبل العشاء، قال (: (بين كل أذانين صلاة (أي: بين الأذان والإقامة) بين كل أذانين صلاة [ ثم قال في الثالثة: (لمن شاء)
[الجماعة].
سنن غير مرتبطة بالصلوات:
الوتر:
وهو سنة مؤكدة يبدأ وقته بعد العشاء وحتى أذان الفجر، وصلاته آخر الليل أفضل، إلا أنه يستحب لمن خاف تركه أن يصليه في أول الليل بعد العشاء.
كيفيته: يجوز أن يصلي الوتر ركعة واحدة، ويستحب أن يقرأ فيها بالفاتحة والإخلاص والمعوذتين، وكان ( إذا صلى الوتر ثلاث ركعات، قرأ في الركعة الأولى الفاتحة وسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية الفاتحة وسورة الكافرون، وفي الركعة الثالثة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين.
ويجوز أن يصلي الوتر خمسًا أو سبعًا أو تسعًا أو إحدى عشرة ركعة، وإذا أوتر المسلم بأكثر من ركعة، فإنه يصلي ركعتين ركعتين، ثم يصلي ركعة منفردة، أو يصلي الكل بتشهدين وسلام، فيصلي الركعات كلها متصلة، ويتشهد في الركعة التي قبل الأخيرة، ثم يقوم للركعة الأخيرة فيصليها، ويتشهد فيها ويسلم، ويجوز أداء الكل بتشهد واحد وسلام في الركعة الأخيرة.
القنوت في الوتر (الدعاء) : ويكون بعد أن يرفع المصلي رأسه من الركوع، أو قبل الركوع في الركعة الأخيرة، ويدعو بهذا الدعاء: (اللهم اهدني فيمن
هديت، وعافني فيمن عافيت وتولَّني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من
واليت، تباركت ربنا وتعاليت [أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه].
قيام الليل:
مَن لا يحب أن يلحق بركب الصالحين؟! ومن لا يحب أن يكون قريبًا من الله؟! ومن لا يحب أن يكون جسمه صحيحًا سليمًا؟! ومن لا يحب أن يكون بعيدًا عن الآثام والمعاصي؟!
كل ذلك يستطيع المسلم أن يناله إذا قام الليل لله، فقد قال (: (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الآثام، ومطردة للداء عن الجسد.
[أحمد والترمذي والبيهقي]. وقال الله -تعالى-: {وعباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا. والذين يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا} [الفرقان: 63-64].
آدابه: ولقيام الليل آداب يستحب أن يأتيها المسلم، وهي:
1 - أن يقدم الإنسان نية القيام عند النوم، فإن لم يستيقظ كتب الله -تعالى- له ثواب القيام، لقوله (: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى [متفق عليه].
2 - يتوضأ، ثم يتسوك بالسواك، ثم يدعو بهذا الدعاء: (اللهم لك الحمد، أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد، أنت ملك السماوات والأرض، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد ( حق، والساعة حق.
اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لى ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت -أو: لا إله غيرك- ولا حول ولا قوة إلا بالله) [البخاري].
3 - أن يفتتح قيام الليل بركعتين خفيفتين، ثم يصلي بعدهما ما يشاء.
4 - أن يقوم من الليل على قدر استطاعته، لقوله تعالى: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} [البقرة: 286] فإذا غلبه النوم فعليه أن يترك الصلاة ويرقد؛ حتى لا تلتبس عليه القراءة.
وقته: تجوز صلاة القيام في أي وقت من بعد صلاة العشاء وحتى أذان الفجر ويستحب تأخيرها لثلث الليل الأخير، قال (: (ينزل ربنا -عز وجل- كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفر فأغفر له [متفق عليه].
عدد ركعاته: كان رسول الله ( يقوم من الليل إحدى عشرة ركعة، قالت عائشة -رضي الله عنها-: ما كان النبي ( يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة [الجماعة]، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله ( يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في آخرهن. [متفق عليه].
ويستحب المواظبة على قيام الليل مهما قلَّ عدد ركعاته، فقد سئل النبي ( عن أحب الأعمال إلى الله تعالى، قال: (أدومها وإن قل.
[متفق عليه].
قيام رمضان (التراويح):
هو سنة مؤكدة للرجال والنساء، قال (: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه [الجماعة].
ركعاته: قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: إن النبي ( ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة. [الجماعة]. ويسلم المصلي في آخر كل ركعتين، ويجلس بعد كل أربع ركعات للاستراحة بدون صلاة، ولذا سميت بصلاة التراويح، وتجوز صلاة التراويح في جماعة أو على انفراد، فعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي ( صلى في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى الثانية فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله (، فلما أصبح قال: (رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أنى خشيت أن تفرض عليكم، وذلك في رمضان. [متفق عليه].
وفي عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، أمر أبيَّ بن كعب أن يصلي التراويح بالناس جميعًا، فصلاها عشرين ركعة. [البخاري] ويستحب قراءة القرآن الكريم كله في قيام رمضان مرة واحدة على مدار الشهر، حتى يتسنى للمسلم سماع القرآن كله في الصلاة.
صلاة الضحى:
قال (: (يصبح على كل سُلامي من ابن آدم صدقة: تسليمه على من لقي صدقة، وأمره بالمعروف صدقة، ونهيه عن المنكر صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، وبضعة أهله صدقة، ويجزئ من ذلك كله ركعتان من الضحى [أبو داود] والمراد أن هذه الأعمال صدقات يتصدق بها الإنسان على نفسه، ويمتد وقت الضحى من بعد شروق الشمس بعشر دقائق تقريبًا، وحتى قبل أذان الظهر بفترة، وأقل ركعاتها اثنتان، وأكثرها ثماني ركعات، وله أن يصليها أربع ركعات أو ست ركعات، ويسلِّم المصلي بعد كل ركعتين.
صلاة الاستخارة:
وهي سنة يصليها المسلم إذا خُيِّر بين عملين من الأعمال المباحة، فاختلط عليه الأمر، فلم يعلم أيهما أكثر نفعًا أو ضرًا، فيتوجه إلى الله، يطلب منه -سبحانه- أن يرشده ويوفقه لما فيه الخير في الدنيا والآخرة.
كيفيتها: هي ركعتان يصليهما المسلم، في أي وقت من الليل أو النهار، ويدعو بعد صلاة الركعتين بدعاء الاستخارة الوارد عن رسول الله (. فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله ( يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: (إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) خير لي في ديني ومعاشي، وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (ثم يذكر حاجته) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به [البخاري].
صلاة الحاجة:
عن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنهما- قال: (خرج علينا رسول الله ( فقال: (من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثني على الله -تعالى- وليصلِّ على النبي (، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات (أسباب) رحمتك وعزائم مغفرتك (أعمالا تتأكد بها مغفرتك) والعصمة من كل ذنب، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا غمًّا إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضًا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين، ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر [الترمذي والنسائي وابن ماجه].
صلاة التوبة:
قال رسول الله (: (ما من عبد يذنب ذنبًا، فيتوضأ، فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله بذلك الذنب، إلا غفر الله له.
[أحمد وأصحاب السنن وابن حبان].


صلاة الكسوف:
قالت عائشة -رضي الله عنها-: خسفت الشمس في حياة النبي (، فخرج ( إلى المسجد، فقام فكبر، وصف الناس وراءه، فاقترأ (قرأ) قراءة طويلة، ثم كبر فركع ركوعًا طويلاً هو أدنى من القراءة الأولى، ثم رفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر فركع ركوعًا هو أدنى من الركوع الأول، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم سجد، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، فكان قيامه أربعة، وركوعه أربعة، وسجوده أربعة (كل ذلك في ركعتين اثنتين).
وانجلت الشمس (أى: ظهر ضوؤها) قبل أن ينصرف، ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله
-عز وجل- لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة [متفق عليه].
وصلاة الكسوف سنة مؤكدة في حق كل مسلم إذا انكسفت الشمس أو انخسف القمر، وهي ركعتان، في كل ركعة قيامان وركوعان، وتصلى في المسجد، وتصلى جماعة، ويستحب إطالة القراءة فيها، ووقتها يبدأ من وقت كسوف الشمس أو خسوف القمر إلى حين التجلي وظهور الضوء.
صلاة الاستسقاء:
وهي سنة مؤكدة إذا وقعت بالناس حاجة شديدة إلى الماء، فقد شكا بعض الناس إلى رسول الله ( عدم نزول المطر، فصعد المنبر، فكبر وحمد الله، ثم قال: (إنكم شكوتم جدب دياركم، وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال: (الحمد لله رب العالمين، الرحمن
الرحيم، مالك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم لا إله
إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت علينا قوة وبلاغًا إلى حين)، ثم رفع يديه، فلم يزل يدعو حتى رأى الناس
بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره، وقلب رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس، ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله تعالى، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى مسرعتهم إلى السِكن (البيت) ضحك حتى بدت نواجذه، وقال: (أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله [أبوداود والحاكم].
والاستسقاء هو أن يطلب المسلمون من الله -عز وجل- سقي الناس والدواب عند حاجتهم إلى الماء، وصلاة الاستسقاء سنة مؤكدة؛ وهي ركعتان، كصلاة العيدين في التكبير والقراءة والجهر بها، وأداؤها في الخلاء، وبعد الصلاة يقف الإمام على الأرض لا المنبر، ويخطب في الناس، ويبدأ الخطبة بحمد الله والثناء عليه، ويكثر من الاستغفار فيها، ويعظ الناس، وينهاهم عن الظلم والغش وينبههم أن الله -تعالى- قد ابتلاهم بالقحط لذلك، ويدعو الله أن ينزل عليهم الغيث، ويستحب وعظ الناس قبلها بالتوبة ورد المظالم ومصالحة القوم والإكثار من الخيرات كالصدقة والصيام.
ويخرج الناس إلى الصلاة مشاة متذللين خاشعين، معهم صبيانهم وشيوخهم وعجائزهم ودوابهم، يكثر فيهم البكاء والتضرع ليكون ذلك أدعى لرحمة الله تعالى، ويقلب الناس أرديتهم، فيجعلون اليمين موضع الشمال والعكس والأعلى في الأسفل والعكس، وهذا للرجال دون النساء.
نوافل متنوعة:
وهناك سنن أخرى كثيرة كان يفعلها الرسول (، مثل:
- تحية المسجد.
- ركعتان عقب الطهارة.
- ركعتان عند الخروج للسفر.
- ركعتان عند الرجوع من السفر.
صلاة النافلة في البيت:
حث الإسلام على صلاة الجماعة، كما حث على السعي إلى المساجد وإعمارها، ولم يهمل أن يجعل للبيت نصيبًا من هذه العبادات حتى تشيع في جوانبه الهدوء والطمأنينة والسكينة، فحثَّ على صلاة النافلة في البيت، قال (: (إذا صلى أحدكم الصلاة في المسجد؛ فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله -عز وجل- جاعل في بيته من صلاته خيرًا [مسلم وأحمد].
وقال (: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا. [متفق عليه].

G. أنواع السجود
هناك أنواع معينة من السجود يقوم بها المسلم، وهي:
سجود تلاوة القرآن:
يستحب لمن قرأ آية سجدة من القرآن أو سمعها أن يسجد لله سجدة منفردة بدون تشهد ولا تسليم، فقد قال (: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد؛ اعتزل الشيطان يبكى، يقول: يا ويله (يدعو على نفسه بالهلاك)، أمِرَ ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فله النار.
[مسلم وابن ماجه وأحمد] وفي القرآن خمسة عشر موضعًا للسجود، ويشار دائما إلى السجدة في جانب المصحف.
ويشترط لسجود التلاوة ثلاثة أشياء، هي:
1- ستر العورة.
2- الطهارة.
3- استقبال القبلة.
وكان ( يقول في سجود القرآن: (سجد وجهي للذي خلقه وصوَّره، وشقَّ سمعه وبصره، بحوله وقوته [أحمد والترمذي وأبوداود].
ومن صلى إمامًا بالناس وقرأ آية سجدة، فيجوز له أن يسجد، وكذلك من صلى وحده، على أن يقول: (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات قبل الدعاء.
سجدة الشكر:
عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن النبي ( كان إذا جاءه أمر سرور أو بشِّرَ به، خر ساجدًا شكرًا لله. [أبوداود والترمذي وابن ماجه] وهي سجدة مستحبة عند حدوث خير للإنسان، أو انصراف
سوء عنه، وتكون في أي وقت ولا يشترط لها الوضوء ولا القبلة، وإن كان بعض الفقهاء قد اشترط لها ما يشترط للصلاة من طهارة واستقبال القبلة وستر العورة، وقال بعض الأئمة: إذا حدث للإنسان ما يسر، فليصل ركعتين
شكرًا لله.
سجود السهو:
هما سجدتان يصليهما المصلي إذا نسي في صلاته، وهو واجب عند الحنفية والحنابلة، ومندوب عند المذاهب الأخرى، ويكون في الأحوال الآتية:
1 - إذا نقص المصلي من الصلاة، كمن صلى الظهر ثلاثًا، فإنه يصلي رابعة ثم يسجد سجدتي السهو.
2 - إذا زاد في الصلاة، كمن صلى الظهر خمسًا، فيسجد بعدها سجدتي سهو.
3 - إذا نسي المصلي سنة مؤكدة من سنن الصلاة، أو واجبًا من واجباتها.
4 - نقل ركن قولي في غير محله كقراءة الفاتحة مع التشهد أو عند الرفع من الركوع مثلاً.
5 - عند الشك في الصلاة، فإذا شك أنه صلى الظهر أربعًا أم ثلاثا؛ فليعتبرها ثلاث ركعات، ويأتي بركعة رابعة ويسجد سجدتين.
أما إذا نسي المصلى ركنًا من أركان الصلاة فتعتبر الركعة باطلة، وعليه أن يأتي بركعة كاملة بدلا منها، ثم يسجد للسهو.
وقت السجود: وَرَدَ عن رسول الله ( أنه سجد للسهو قبل السلام عند الشك في الصلاة، وعند نسيان التشهد الأوسط، وسجد بعد السلام عندما نقص في الصلاة، وعندما زاد فيها، وقال بعض الفقهاء: يسجد قبل السلام إذا نقص من صلاته، ويسجد بعد السلام إذا زاد في صلاته، والمسلم مخير فيما دون ذلك يسجد قبل السلام أو بعده


الا ياولدي من حجر بيضاء جنيته=عامريـةٍ مـن حافظـات الودايـعِ
ولا ياولدي ولد الهدى مرذي النضا=مفجـر مرحـان العـداء للقرايـعِ
ولا ياولدي كم شوق البيض بالغناء=مع ظلال الصبـح والنـور شايـعِ
كم عرض الاولاد مسرى وحشـه=هجدهم واصبح مشعل القوم ضايعِ
كم ولدٍ يغـذى ولا ثمـن الغـذاء=مثل باذر الصبخـا قليـل النفايـعِ
غذيت مـن الاولاد حـرٍ مجـرب=ياعنك ماراح الغذاء فيـه ضايـعِ
رد مع اقتباس