[خالد الشماسي]

سوف اقول لك لأنني قد جربت مرة صعود جبل سلي

كنا في الوادي وكنّا نراه شاهقا شامخا بجانب ذلك الوادي الذي أكل السيل نباته فجعلها قاعا صفصفا

واذا نظرنا إليه وجدناه يعتلي كل البقاع ، ويمزهو فوق مزارع النعناع .

فصعدنا طمعا في أن نرى كل شيء من الأعلى وان نطلع على أكبر قدر من المساحة .

فنحن عندما كنا في اسفل ذلك الشامخ كنا لا نرى إلا مساحة بسيطة كما يرى بعض الناس الحياة ولكننا عند ما صعدناه استطعنا ان نرى عشرات الكيلو مترات بل مئات الكيلو مترات

فإتسع افقنا و زادت معرفتنا بمكامن الأرض و عرفنا قصير الطرقات .


والعجيب ان هذا الجبل كل ما استطعت الوصول إلى قمة اكتشفت ان هناك قمة اعلى وهذه حقيقة في هذ الجبل الغريب ، وإن كان هناك من قد استطاع صعودة فسوف يجد ذلك .

و متسلقي الهملايا لا يجدون متعة في صعود جبل سلي ومتسلقي جبل سلي لا يجدون متعة في صعود احد التلال القريبه من العمران .


فليست كل القمم تشفي الصدور وتلبلي الرغبات و ليس كل الشواهق تحتل إهتمام المتسلقين فكل له مكانه وكل له عزيمته وهمته .


فلا تعجب اخي من الصعود ولكن تعجب من شخص قد هوى نزول الآبار و المكوث في مغاراتها الباردة فهي بلا شك ايسر من طلوع الشواهق ، فهناك الماء والبراد الجميل .


نعم تعجب من ذلك الشخص الذي يعيش في قاع سلي ولم يصعد إلى قمته ليكتشف المكان .

وتعجب من ذلك الشخص الذي قد حس بمتعة صعود جبل سلي ولم يتطلع إلى شاهق اعلى !!!

نعم إنها حكمة الله......... ولله في خلقه شؤون .






أبو عمر