عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
منصور الحري
وسام التميز
رقم العضوية : 9801
تاريخ التسجيل : 03 - 10 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,646 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 13
قوة الترشيح : منصور الحري is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
أخبـار من مـات في الحـب

كُتب : [ 09 - 03 - 2007 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

حدث أبو القاسم بن إسماعيل بن عبد الله المأمون قال: حدثني أبي قال: كان بالمدينة قينة من أحسن الناس وجهاً وأكملهم عقلا وأكثرهم أدباً قد قرأت القرآن وروت الأشعار وتعلمت العربية فوقعت عند يزيد بن عبد الملك أخذت بمجامع قلبه فقال لها ذات يوم: ويحك أما لك قرابة أو أحد تحبين أن أضيفه وأسدي إليه معروفاً؟ قالت: يا أمير المؤمنين أما قرابة فلا ولكن بالمدينة ثلاثة نفر كانوا أصدقاء لمولاي وأحب أن ينالهم خير مما صرت إليه فكتب إلى عامله بالمدينة في إحضارهم إليه وأن يدفع إلى كل واحد منهم عشرة آلاف درهم، فلما وصلوا إلى باب يزيد استؤذن لهم في الدخول عليه فأذن لهم وأكرمهم غاية الإكرام وسألهم عن حوائجهم فأما اثنان منهم فذكرا حوائجهما فقضاها، وأما الثالث فسأله عن حاجته فقال: يا أمير المؤمنين ما لي حاجة، قال: ويحك أولست أقدر على حوائجك؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين ولكن حاجتي ما أظنك تقضيها فقال: ويحك فاسألني فإنك لا تسألني حاجة أقدر عليها إلا قضيتها، قال: بلى، فلي الأمان يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، إن رأيت يا أمير المؤمنين أن تأمر جاريتك فلانة التي أكرمتنا بسببها تغني ثلاثة أصوات أشرب عليها ثلاثة أرطال فافعل، قال: فتغير وجه يزيد ثم قام من مجلسه فدخل على الجارية فأعلمها فقالت: وما عليك يا أمير المؤمنين فأمر بالفتى فأحضر وأمر بثلاثة كراسي من ذهب فنصبت فقعد يزيد على أحدها والجارية على الآخر والفتى على الثالث ثم دعا بصنوف الرياحين والطيب فوضعت ثم أمر بثلاثة أرطال فملئت ثم قال الفتى سل حاجتك فقال: تأمرها يا أمير المؤمنين أن تغني بهذا الشعر:



لا أستطيع سلواً عن مودتهــا=أو يصنع الحب بي فوق الذي صنعا
أدعو إلى هجرها قلبي فيسعدني=حتى إذا قلت هذا صادق نزعـا


فأمرها فغنت وشرب يزيد وشرب الفتى وشربت الجارية ثم أمر بالأرطال فملئت وقال للفتى سل حاجتك فقال: مرها يا أمير المؤمنين أن تغني بهذا الشعر:



تخيرت من نعمان عود أراكه=لهند ولكن من يبلغه هندا
ألا عرجا بي بارك الله فيكما=وإن لم تكن هند لأرضكما قصدا


فأمرها فغنت وشرب يزيد وشرب الفتى وشربت الجارية ثم أمر بالأرطال فملئت ثم قال للفتى سل حاجتك؟ قال: تأمرها يا أمير المؤمنين أن تغني بهذا الشعر:




مني الوصال ومنكم الهجر=حتى يفرق بيننا الدهر
والله لا أسلوكمو أبداً=ما لاح بدراً وبـدا فجـــــر


فأمرها فغنت قال: فلم تتم الأبيات حتى خر الفتى مغشياً عليه فقال يزيد للجارية قومي انظري ما حاله فقامت إليه فحركته فإذا هو ميت، فقال لها يزيد: أبكيه، فقالت: لا أبكيه يا أمير المؤمنين وأنت حي، فقال لها: أبكيه فوالله لو عاش ما انصرف إلا بك فبكت الجارية وبكى أمير المؤمنين وأمر بالفتى فجهز ودفن، وأما الجارية فلم تمكث بعده إلا أياماً قلائل وماتت.




اتمنى ان تكون القصة قد اعجبتكم.... تحياتي للجميع


رد مع اقتباس