عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 25 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 02 - 10 - 2004 ]

(( 20 ))

أهلاً بكم من جديد ...

في يوم من الأيام كان للقدر معي لقاء بعد أن قررت أن أتوجه إلى الجهة الجنوبية من أفغانستان والتي تعيش وضعاً على أشده من احتدام المعارك ، كان ذلك في قبيل نهاية عام 1412 هـ تقريباً.. وكانت جلال آباد على وشك السقوط في أيدي الأفغان ، وكانت الإمدادات تتتالى بقوة من باكستان، وتتالت الأخبار أن المجاهدين يحققون انتصارات كبيرة في هذه المنطقة وأن جلال آباد بأكملها على وشك السقوط تماماً ... عندها ولما سمعت بهذه الأخبار قررت أن أذهب إلى باكستان خارجاً من خوست حيث لا طريق موصل من خوست إلى جلال آباد صالحاً للوصول إليها ...

خرجت من خوست ومن ثم إلى باكستان ومن ثم إلى بوابة باكستان لأفغانستان من الجنوب والتي تسمى ( طورخوم ) طورخم هذه البوابة التي شهدت منطقتها معارك طاحنة إبان ابتداء تحرير هذه المنطقة التي يشرف عليها رجال القائد الشيخ ( يونس خالص ) وهي من شهدت مقتل الشهيد الشهير ( بشفيق المدني ) والذي أنشد فيه أبو الزبير المدني رحمه الله الذي قتل في البلوسنة مع أبو العباس المدني فقال فيه ( وشفيق ذاك أخو العزيمة والندى ... قمر الجهاد وكوكوب بسمائه) ..

بالطبع لم أحضر تلك الحادثة فهي قديمة وليست في أثناء تواجدي ، فقد أصابت شفيق قذيفة دبابة قطعت أوصاله وشتت أشلائه رحمه الله ...

وصلت طورخوم ليلاً ومن ثم وكالعادة دفعنا للحراس في البوابة كي يفتحونها حيث أنها تغلق مع أذان المغرب ، ويوجد من يتجاوز هذه البوابة عبر طرق جبلية شاهقة شاقة لم نستطيع سلوكها ليلاً ولم يكن الأمر حينها يستدعي أن نسلكها..

دخلنا من البوابة إلى طورخوم وهي الممر إلى جلال آباد وقندها وكابل وكنر وكوتا وو .. استقبلني الأخوة أنا ومن معي ممن أوصلوني إلى هذه النقطة ، ومن ثم استقبلني في مضافة العرب في طورخوم والتي لا تبعد سوى أمتار عن البوابة الباكستانية ( أبو الفاروق الجنوبي ) أمير المضافة حينها وهو رجل كبير الحجم كثيف الشعر ترى عليه آثار الجلد والصبر.. فرحب بي ومن ثم أعطيته ورقة تثبت قدراتي العسكرية وتعرف عن شخصيتي كانت قد سلمت لي منذ فترة تخرجي تلك الفترة ، فقال لي أنت إذن من منطقة كذا .. قلت نعم ..

سألني عن فلان وعلان فقلت نعم أعرفهم من مدينتي ومن ثم ارتاح لي كثيراً ، ومن ثم أمرني بعد حديث لم يطل أن أذهب للراحة ومن ثم العشاء في مطبخ المضافة ففعلت حتى أذن لصلاة العشاء ومن ثم صلينا واستأذنت للخلود للراحة والنوم ...

في صبيحة هذا اليوم وبعد صلاة الفجر كانت المفاجئة حيث أبصرت أحد الشباب ممن أعرفه قديماً من المنطقة الشرقية كان يتردد على الشباب في مدينتي لقبه ( أبو حمزة الشرقي ) وأخبرني أنه كان البارحة في سرية الفتح في الجزء المحرر من جلال آباد مع الشباب ... فسألته عن الأمور هناك وقال الليلة إن لم يكن غداً أو بعد غد ستسمع عن تقدم المجاهدين نحو نهاية جلال آباد وربما لم يبقى إلا أيام قلائل على سقوط جلال آباد كاملة ... ففرحت وكبرت وقلت حسناً متى أذهب ؟ أمل أن تكلم لي أبو الفاروق كي يأذن لي بالذهاب إلى جلال آباد للرباط هناك ... وعدني بأن يفعل ، ومن ثم ذهبت وجلست في غرفة حراسة المضافة من الجهة الشمالية أقضي بعض الوقت مع نفسي والتي تطل على مقبرة عجيبة بجانب جبل طورخوم الشهير بارتفاعه وروعة منظره ..

جاءني حينها أبو الفاروق وقال لي تعال معي وأمر شخص آخر بالجلوس مكاني ومن ثم قال ما رأيك نذهب لزيارة المقبرة ، مقبرة الشهداء ، فقلت له بحماس نعم أريد ، ومن ثم دخلنا المقبرة وقال لي هذا قبر الشهيد محمد القحطاني والذي لم يتجاوز عمره ( 17 ) سنة ونسيت كنيته في الحقيقة إلا أن من قتل من السهل ذكر أسمه دون تحفظ وهكذا ذكرته لأن قصته شهيرة لصغر سنه ، ومن ثم بدأ يعدد لي الكثير من الشهداء العرب اثنان منهم من السعودية والثاني هو من سكان المنطقة الشرقية من الزهراني كان يسكن في الأحساء نسيت كنيته في الحقيقة ..
خرجنا من المقبرة ومن ثم قال لي يا أبا فلان بكل صراحة أنا لا أريدك تذهب جلال آباد لأنني محتاج إلى شخص معنا في المضافة يسد جهة عمل فيها وهي إدارة التموين في المضافة ؟؟ فقلت له أهو أمر أم تخيير ، فقال لي هو أمر وليس بخيار ؟؟
أمرني أن أذهب واستلم سلاحي الشخصي من مستودع الأسلحة وهو عبارة عن مسدس نصف من نوع روسي يسمى ميكروف .. وسلاح كلاشن كوف مع شاجور ثلاثين طلقة ... ومن ثم سلمني مستودع التموين ومصروف المضافة الأسبوعي ..

حزنت كثيراً حينها وأملت من أبو الفاروق أن لا يطول بقائي في المضافة كثيراً ومرت أيام قليلة لا تزيد على أسبوعين تقريباً ومن ثم ذهبت لأبي الفاروق أطلبه زيارة جلال آباد ولو لأيام قليلة بغية نيل أجل الرباط في الثغور والإطلاع على أحوال المجاهدين هناك وما هي جلال آباد هذه وكيف هي ... فقال لي أعدك ولكن في الوقت المناسب ، فقلت متى حتى تسقط جلال آباد ؟؟ قال الله يكتب يلي فيه الخير ...

كنت في شوق كبير للذهاب هناك ، غير أن أمير المضافة أبو الفاروق ألزمني على إدارة التموين في المضافة ،وكنت أرى الأفواج تلو الأفواج تذهب وتأتي من وإلى جلال آباد مروراً بالمضافة للراحة وكنت أستقي الأخبار بشغف شديد ...

وفي ذات يوم وبعد قرابة شهر كامل أو أكثر ، مر بالمضافة وفد كبير جداً وسيارات عديدة وعليها حراسات مشددة كان ذلك في صباح باكر ، ومن ثم نزلوا أناس لا أعرفهم ومن ثم اسمع الترحيب بهم وبدأت طلقات نارية في الهواء شديدة والتكبيرات تتعالى ، فهرعت بسرعة نحو التجمع وأسلم على البعض وأنا أسمع كلمات التبريكات بالفتح وما من الله به من نصر على المجاهدين وأن جلال آباد فتحت فعلاً ؟؟ وسقطت في أيدي المجاهدين وكان بعض القادة المقربين من ابن لادن في هذا الوفد وكأنهم يعلمون شيئاً عن أسامة ابن لادن وأتو منه للتو وو في الحقيقة لم أركز حينها على من في الوفد بقدر ماهي الأخبار ، وكان رجل معهم من الجنوب سمعتهم يكنونه بأبي فلان الجنوبي كان رئيس الوفد ..

عندها لم أتمالك نفسي حتى بكيت فرحاً وحزناً ؟؟ وقلت لأبي الفاروق سامحك الله يوم أن حرمتي المشاركة في هذا النصر ، وعلى غير ميعاد كان من ضمن هؤلاء النفر رجل أعرفه عز المعرفة ولكني لم أنتبه له لكثافة شعره وتغير لونه ، وإذا به يناديني باسمي بصوت منخفض من خلفي حيث أنه لا يعلم كنيتي ما هي حينها ، فلما رأيته صرخت وقلت دون شعور فلان فقال : أبو مالك ... وفعلاً هو وكان ( أبو مالك المالكي ) صديق تعرفت عليه في السعودية في بيت أحد الشباب وكانت لنا معه مواقف وطرائف ...
فرحت كثيراً وقال لي ما الذي أتى بك هنا وأين كنت ، فطال الحديث حتى شكوت له حالي مع أبو الفاروق وأنني غير مرتاح في المضافة وأريد الذهب إلى جلال آباد على أقل تقدير كي أكسب أجر الرباط ..
ضحك وقال أبو الفاروق عندي لا عليك لا تحمل هماً ، ثم قال نحن اليوم بعد الغداء راجعون إلى جلال آباد وإن شاء الله تكون برفقتنا نوصلك إلى هناك ... فرحت حينها وقلت يا رب ؟؟؟

سمعته يتكلم مع أبو الفاروق ويحاول إقناعه غير أن أبو الفاروق مصر على بقائي بحجة أن ليس لي بديل في المضافة وأنه بحاجة لي ، عندها لم أتمالك نفسي فذهبت نحوه وقلت له : يا أبا الفاروق : قد حرمتني من معانقة نصر للمسلمين في جلال آباد فهل تحرمني الرباط على مشارف كابل ؟؟؟ والله يا أن تسمح لي وإلا سأعود إلى حيث كنت في خوست وغرديز أشارك الأخوة في مساعدتهم في المعسكرات ؟؟؟

أبصر مني الإصرار ومع إصرار أبو مالك المالكي وافق ولله الحمد شريطة أن لا أطيل أكثر من شهر .. بالطبع لم أعده ولكن قلت :خير إن شاء الله ..

تناولنا وجبة الغداء ومن ثم بقينا قليلاً حتى أذن العصر وصلينا العصر ومن ثم ركبنا السيارات وأنا أكاد أطير فرحاً من الموقف ، فليس بسهل أن أفلت من أبي الفاروق ..

سلكنا الطريق الذي شيء منه معبد وآخر غير معبد ولكن الطريق ما بين طورخوم وجلال آباد مستوياً وليس فيه طرق جبلية وعرة ، جلست بجانب أبي مالك وسألته عن أسامة ابن لادن فتبسم وقال الشيخ أسامة توجه بعد فتح جلال آباد هو ومن معه من الشباب إلى قندهار لقضاء بعض الوقت ..

وصلنا على مشارف جلال آباد وقال لي صاحبي أبو مالك أي سرية تريد سرية الفتح أم سرية بدر ، والسرايا عبارة عن ثكنات عسكرية كانت للقوات السوفييتية سقطت في أيدي المجاهدين منذ بداية دخول جلال آباد في وقت مضى .. فقلت له ماذا تنصحني فقال : أنت وما تريد .. قلت الأثنتين هنا قليلاً وهناك قليلاً ...

ذهبت في البداية إلى سرية الفتح وكان أميرها رجل يقال له أبو رجاء الجزائري سمعت أنه معتقل منذ زمن في الجزائر بعد عودته من أفغانستان ، ونائبه أبو صابر الجزائري سمعت أنه قتل في البوسة مستقبلاً من الأخوة ...

المهم بالطبع السرايا كانت ليست في ذلك الوقت وبعد سقوط جلال آباد تهتم بالتدريب اهتماماً كبيراً بقدر اهتمامها بأن تكون محل علاج للجرحى والمصابين ومن ثم الراحة للمجاهدين العائدين من الجبهات ...

بقيت في هذه السرية أسابيع لم تتجاوز الشهر وكنا نتدرب قليلاً على ركوب الخيل وعلى السباحة الطويلة وعلى فنون القتال الرياضية كا الكراتيه وغيرها ، وقضيت وقتاً ممتعاً طورت فيه من لياقتي البدنية وتعرفت فيه على كثر حيث كان أكثر من في السرية هم من غير الخليج العربية ... ولا ريب أن كانت الدروس العلمية في هذه السرية مكثفة وخاصة ما يخص فقه باب الجهاد والأسرى والسبي والغنائم ...
وكانت كتب التكفير للحكام حاضرة ولا ريب في مكتبة السرية ، وكانت النقاشات غير غائبة عن مجريات الأحداث في هذه السرية مع بعض الشباب حول هذا الفكر وكانت نقاشات غالباً ما تنتهي بقناعة كل برأيه ...

وما أسرع أن توجهت لسرية بدر والتي ارتحت فيها أكثر من سرية الفتح حيث كانت حينها قليلة العدد ولا يرتادها الكثيرون من الجبهات وقليلة المشاكل من حيث فكر أصحابها ، ربما لأن العدد قليل ، فبقيت فيها قرابة أسبوعين ومن ثم طلبت من أمير البيت أن يأذن لي كي أذهب للرباط في الجبهة ولو في الخطوط المتأخرة ، وأذن لي ولله الحمد ، ومن ثم أتت بعض السيارات من جبهات القتال على حدود كابل وأقلتنا إلى هناك ومن ثم سوف أحكي ماذا حصل هناك وكيف تم تسليم كابل بعدها في غضون مدة وجيزة وبطريقة غريبة وبخطة محبوكة من قبل الروس ومن ثم تفاصيل دخولنا كابل وماذا رأينا ووو كثير من الأحداث فانتظروني ..
سقطت كابل في الأشهر الأولى من عام ( 1413 هـ ( ...

تحياتي وللحديث بقية من نبض


رد مع اقتباس