الكااتب : عمر السبيعي
عندما تشاهد موقع رنيه الجغرافي وتنظر لاحتياجات سكانها , تكاد لا تصدق كيف هي طبيعة حياتهم ..!!
فلو تطرقنا للجانب الصحي والذي يُعَد كونه سبباً من أسباب الحياة والعيش بصحة وعافيه , فلك أن تنظر لأعداد سكان هذه المحافظة الذين قد يتجاوز عددهم الثمانون ألف نسمه , منتشرون بقراها المتراميه . كل هذه الأعداد الهائلة تتهافت »لمستشفى رنيه العام" الذي يقع في وسط المحافظة . لعله يفي بالغرض ويجد المرضى من يسمع لهم أو يلقي لهم بال , فقد تجد أن "العيادة مغلقه" أو "لا يوجد طبيب أخصائي"
بعد ذلك تفكر ألا تقطع مئات الكيلومترات لمراجعة مستشفى عجز عن سد حاجة من هم بجواره ..!!
لعل أحداً يسأل سائقين الإسعافات .. كم هي الحالات التي يتم تحويلها إلى مستشفى الملك عبد الله ببيشه , من أجل إنقاذ حياة مريضٌ صحته بين الحياة والموت
فمستشفى رنيه أرى بأنه أصبح بمثابة نقطة استقبال تابعه لمستشفى الملك عبد الله ببيشه , أي قبل أن تذهب لطلب العلاج هناك عليك التوجه لنقطة الاستقبال برنيه
فأثناء ورود حالات مصابين جراء الحوادث المروريه , يشتبه في كون المصاب لديه نزيف داخلي بالرأس وهذا ما يستوجب أخذ إشاعة مقطعيه له , ولكن للأسف " لا توجد في مستشفى رنيه " مما يدفع بتحويل المريض من أجل أخذ الاشعه المقطعية له من بيشه معرضيه لمزيد من الأخطار, فلو كان يعاني من نزيفٌ حاد لا يمكن للأشعة العادية تشخيصه , فإن ذلك يعرضه لمضاعفات قد تؤدي بحياته قبل الوصول لمستشفى الملك عبد الله حيث أنه يستلزم وقتاً طويلاً يُقدر بثلاثة ساعات في الغالب .
وأحياناً عند التساؤل عن سبب التحويل لمحافظة بيشه تجد أن بعضها من لا شي ..!!
فعندما يأتي مريض يعاني من عارض صحي بسيط لا يستطيع الطبيب تشخيصه , لعدم وجود أشعه مقطعيه تُحدد أو تُساعد في تشخيص المرض
فإن ذلك يدفع الطبيب بالتحويل إلى بيشه , حيث يُستلزم تحريك سيارة إسعاف وطاقم طبي لمرافقة المريض وعند أخذ الأشعة المقطعية التي تَحَولَ من أجلها المريض , يُفاجأ الجميع بأن حالة المريض لا تستوجب كل هذا العناء .
لكن يبقى تساؤلنا من المسئول عن تلك المعاناة , ولماذا لا يتم توفير أجهزة أشعه مهمة كهذه .؟
والمؤسف أيضاً عدم توفر أي دكتور استشاري إطلاقاً ..!! وهذا إن دل فإنما يدل على أن أهالي رنيه مهمشون ولا يستدعون لأي استشاري .
ولعل ما أصاب المستشفى مؤخراً من انعدام اللامبالاة .. حيث أنه في حالة تعرض أي دكتور عيادة لأي ظرف " سواء كانت إجازة أو تعرضه لوعكة صحيه "
فإن العيادة تظل مغلقه إلى وقت غير معلوم , مما يعطل المراجعين وكأن صحتهم لا تهم أحداً , والعجب العجاب عند ورود الحالات الطارئه فإن هنالك أطباء غير مختصين جاهزون بأوراقهم للقيام بمهمة التحويل لمستشفى الملك عبد الله لتفادي فضيحة عدم تواجد من يخلف ذلك الدكتور.
لم تقتصر المعاناة عند هذا الحد ..! فهنالك نقص شديد في الكادر الطبي من الدكاترة والممرضين , فلعلك تشاهد حالة الطوارئ في الفترة المسائية , حالٌ يرثى لها
لا يتواجد سواء دكتور وممرضتين فقط , ومع تزايد حالات الحوادث في المساء , شاهد فقط كيف يقوم ذلك الدكتور بتحمل تلك المشاق تارة هنا وتارة هناك..!
فلو تنظر أيضاً "لسائقين الإسعافات وقِلَتَهُم " وموقف إدارة المستشفى من ذلك حيث هرعت إلى تحويل "نصف حراس الأمن" للقيام بمهمة سائقين دون أن تنطبق عليهم الأنظمة واللوائح مما ألحق الضرر بهم , فرواتهم ضئيلة جداً ولا تتجاوز الألف ريال , وسواءٌ تم تحويلهم أم لا فإنهم يضلون على هذا المرتب الضئيل دون أي تحسين أو تعديل , مما دفع الكثير منهم للعزوف عن العمل .
لم تنتهي معاناة مرضانا عند ما ذُكر , فالتصرف الغريب أيضاً والمعاناة التي لحقت مؤخراً بمرضانا وبسائقين الإسعافات هو بعد محطة الوقود عن المستشفى وعن الطريق العام أكثر من عشرون كيلو متر ذهاباً وإيابا , مما يلحق الأضرار ويزيد من متاعب المرضى .
أنلتزم الصمت بعد كل هذا , ونحن نرى بأم أعيننا معاناة مرضانا وتجرعهم مرارة ذلك الإهمال ..!
فقد قال صلى الله عليه وسلم : »ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته«
فصحتنا ليست برخيصة , ونحن أمانةٌ في أعناقكم , فثقتنا كبيره أن نجد ضالتنا ومن يراعي همومنا ,
بعد أن استبشرنا خيراً بتعيين الأستاذ : محمد المالكي مديراً لمستشفى رنيه , حيث أنه يعد الرجل المناسب في المكان المناسب
فآمالنا لم تمحى بعد , واحتياجاتنا لم تنعدم بعد , فقط نحتاج من يُصِغِي الأذنين ويسمع المعاناة , وحتماً ستتغير الأحوال وسنشهد التطور الحقيقي لمستشفى رنيه العام .
((( منقووووووول لأعجابي به من صحيفه الحويه )))