عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 33 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: محافظة / حفر الباطن

كُتب : [ 24 - 06 - 2009 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

موقع حفر الباطن :-

تقع محافظة / حفر الباطن في الشمال الشرقي من المملكة العربية السعودية عند التقاء خط الطول 45.57.500 بخط العرض 28.22,500 وتمثل عقدة مواصلات فإلى جهة الشرق يمتد طريق إلى المنطقة الشرقية ودول الخليج العربي وإلى الشمال الشرقي يمتد آخر إلى دولة الكويت ويتجه غرباً طريق إلى شمال غرب المملكة ودول الشام وتركيا وإلى الجنوب يصل الحفر بالمنطقة الوسطة ومكة والمدينة ومحافظة حفر الباطن هي إحدى المحافظات العشر التابعة لإمارة المنطقة الشرقية ( الدمام ) والتي تضم محافظات :- الأحساء والجبيل والقطيف والخبر والخفجي ورأس تنورة وبقيق والنعيرية وقرية العليا . وتبعد حفرالباطن نحو 480 كم عن الرياض وعن الدمام 475 كم وعن الكويت 100 كم بالإضافة لموقعها في قلب وادي الباطن .

وادي الباطن :-

هو امتداد لوادي الرمه المشهور أعظم أودية الجزيرة العربية من حيث الطول والاتساع وكثرة الفروع ويبدأ من حرة أثنين إلى الشرق من المدينة المنورة ثم يمتد إلى الشمال الشرقي من المملكة ليعدل مساره شرقاً ويأخذ الاتجاه الجنوبي الشرقي فالشمال الشرقي حتى يصل إلى حدود نفود الثويرات ثم يواصل سيره في نفس الاتجاه حتى يصل إلى صحراء الدهناء وبعض أجزاءه بالدهناء تختفي تارة وتظهر تارة أخرى تحت أمواج الرمال المتحركة ولعله من هنا عرف بالباطن أي الخفي غير الواضح وبعد الدهناء يواصل سيره باتجاه الشمال الشرقي حتى يصل أم عشر وذبحة الذيبية والفيوان مجتازاً إلى موقع مدينة حفرالباطن فيمر عبر مدخلها الرئيسي طريق الملك فيصل فشارع الملك عبدالعزيز حتى يخرج شمالها ويتجه شرقاً من خلال هضبة الدبدبة إلى الرقعي ثم يتابع طريقه بمحاذاة الحد الغربي والشمالي للحدود الكويتية العراقية حتى ينتهي أخيراً في أرض منخفضة واقعة غرب مدينة الزبير بشط العرب داخل الأراضي العراقية فيصب مياهه فيها إذا ما جرت السيول . ومن أهم المدن التي تقع على وادي الرمة - الباطن : بريده - عنيزة - الرس - البكيرية - البدائع - الخبراء - ورياض الخبراء - حفرالباطن .

بدأت نشأة مدينة حفر الباطن كاستراحة لقوافل الحجاج والتجارة للقادمين من وإلى العراق كمركز رئيس للتزود بالمياه حول آبار المياه التي عرفت واشتهرت بآبار أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وأرضاه والذي أمر بحفر تلك الآبار ومنذ ذلك الوقت بدأت القبائل في النزوح والإستقرار حول هذه الآبار قيضا وذلك لوجود موارد المياه بها ومناطق الرعي حولها وكانت البداية ببناء بيوت الشعر للشعر للبدو الرحل وكان ذلك إيذانا ببداية استقرار واستيطان تلك القبائل في الوقت الحديث وظهور مدينة اسمها حفر الباطن في الدولة السعودية الثالثة .

الموقع : تقع محافظة حفر الباطن شمال شرق المملكة العربية السعودية في وادي منخفض لهضبة الصمان عند التقاء وادي الباطن مع وادي فليج وترتفع عن سطح البحر بحوالي 210 متر على خط طول ( 58˚- 45˚) شرقاً وخط عرض ( 25˚- 28˚) شمالاً وتبعد عن العاصمة الرياض بحوالي 500 كيلو متر .

أهمية الموقع في ملتقى طريقين دوليين :-

الأول : يمتد من الرياض والمنطقة الوسطى إلى حفر الباطن ومنها إلى الكويت والثاني : طريق الشمال ودول مجلس التعاون الخليجي مروراً بحفر الباطن بمحاذاة خط التابلاين إلى الأردن ومصر وسوريا ولبنان ومنها إلى تركيا ثم إلى دول أوروبا كما أنها تقع بالقرب من مدينة الملك / خالد العسكرية واعتمادها عليها في خدماتها كل ذلك جعلها من المدن سريعة النمو وأكسبها أهمية كبيرة كمركز تجاري لا منافس له .

المساحة والسكان : تبلغ مساحة مدينة حفر الباطن 144 كيلو متر مربع وبلغ عدد سكان محافظة حفر الباطن في إحصاء عام 1413هـ 137.793 نسمة وبلغ عدد سكان محافظة حفر الباطن في إحصاء عام 1425هـ 338.636 نسمة .

المناخ والظواهر المناخية : في منطقة حفر الباطن عبارة عن مناخ قاري صحراوي تتفاوت فيه درجات الحرارة تفاوت كبير بين الليل والنهار وكذلك بين فصول السنة الشتاء والصيف حيث تتراوح درجات الحرارة العظمى في الصيف بين (42) و (50) درجة مئوية وتصبح معتدلة ليلاً أما في فصل الشتاء فيميل الجو إلى البرودة نهاراًً وتنخفض درجات الحرارة ليلاً وفي ساعات الفجر لتصل إلى أدني مستوياتها بين الصفر المئوي و ( 5 ) تحت الصفر المئوي وتكثر العواصف الرملية في أواخر فصل الربيع وفي فصل الخريف أما الأمطار فهي قليلة عموماً وتسقط خلال فصل الشتاء إلا أن أمطار المنطقة عبارة عن أمطار موسمية تتميز بشدة عالية خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً لذلك عادة ما ينتج عنها سيول ومياه جارية تنحدر عبر أودية وشعاب المنطقة .

حفرالباطن ( الاسم في قافلة الزمان ) :-

الحفــــــر : اسم قديم عرفته العرب منذ عصر الجاهلية نظراً لوقوعها في أعمق نقطة من وداي الباطن فيما يشبه الحفرة وحفــر فلــج : عرفت أيضاً بحفر فلج نسبة إلى الاسم القديم لوادي الباطن وحفر بني العنبر : حينما سكنتها بنو تميم في صدر الإسلام عرفت بحفر بني العنبر وحفر أبي موسى : عرفت بحفر أبي موسى بعد ما أمر بحفر آباره المشهورة وحفرالبـاطـــن : لكون المنطقة التي تقع بها الحفر أعمق نقطة في وادي الباطن أطلق عليه حفر الباطن نسبة إليه .

الكشاف السريع عن حفر الباطن : أول أمير لحفر الباطن هو الصحابي الجليل / سمرة بن عمرو بن قرط العنبري التميمي رضي الله عنه وأرضاه اختاره أبو موسى الأشعري وبلغ عدد الأمراء الذين تعاقبوا على الحفر منذ عام 1357 هـ وحتى تاريخه 12 أميرا ويتبع محافظة حفرالباطن 11 مركزا وبلغ عدد مدارس البنين والبنات 400 مدرسة يتلقى الدراسة بها 85000 طالبا وطالبة يعلمهم 4500 معلما ومعلمة علاوة على 5 مدارس تعليم أهلي ومدرسة أجنبية ومعهد صحي للبنات ومركز للتدريب المهني وكلية للمجتمع وكلية للتربية للبنات وتتوافر بها خدمات صحية تتمثل في مستشفى عام و 27 مركزاً صحياً و 11 مستوصفاً أهليا و 20 صيدلية ويتوافر بها 12 فندقا في طليعتها فندق هوليدي إن و 8 شقق عمارات للشقق المفروشة وتسير الخطوط السعودية 9 رحلات أسبوعيا لمدينة الرياض ورحلتان للمدينة المنورة وجدة وتوجد محطة للنقل الجماعي ومحطات مؤسسات للنقل البري للمسافرين وللسيارات ويقدر عدد سكان المحافظة بحوالي 300000 نسمة وعدد القرى والهجر حوالي 30 وتعد تجارة الأغنام أقوى حركة تجارية في الإقتصاد المحلي للمحافظة ويقدر عدد الأغنام في المحافظة بأكثر من ثلاثة ملايين رأس من الغنم وتنتشر محافظة حفر الباطن على مساحة كبيرة تضم 131 مخططا يبلغ عدد القطع بها 129000 قطعة سكنية ويوجد بها أفرع لكافة وزارات الدولة وتغطي الخدمة الهاتفية لمعظم أحياء الحفر عبر ثلاثة مقسمات ( 721 - 722 - 723 ) وتشتهر بالمناظر الجميلة أوقات الربيع لذلك سميت : ( عاصمة الربيع ) وتكثر بها الفياض والدحول والأودية ويكثر بها الفقع ( الكمأة ) في موسمه .

لقد كانت حفر الباطن في القرن الهجري الأول مجرد طريق في براري بني العنبر من تميم تضطر لاجتيازه الحجاج بين العراق والجزيرة العربية وتعددت الشكاوي من ندرة الماء في هذه المفازة وبلغ الأمر والي الأمر الصحابي الجليل أبو موسى الاشعري رضي الله عنه وأرضاه الذي تولى الإمارة في عهد أمير المؤمنين / عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه فتجرد لمعاجلة المشكلة .

قال / ياقوت الحموي في معجم البلدان : ولما أراد أبو موسى الأشعري في حفر ركايا الحفر قال : دلوني على موضع بئر يقطع بها هذه الفلاة قالوا : هو بجة تنبت الارطى بين فلج وفليج فحفر الحفر وهو حفر أبو موسى بينه وبين البصرة خمس ليال, وجاء في وصف الآبار : ( وهي ركايا مستوية, بعيدة الأرشية, يسقى منها بالسانية, وماؤها عذب ) فجاء هذا الماء العذب في منتصف المسافة بين البصرة والنباج - الأسياح حالياً - على طريق الحج كما أحب أبو موسى, ومن الواضح أن الاختيار وقع على منطقة تدل الشواهد على غناها بالمياه الجوفية آنذاك .

وهكذا كانت المنطقة التي اختيرت موقعها للحفر غنية - وقتها - بالارطى, وقد يستنكر البعض نبت الارطى في شعاب الأودية على اعتبار أنها لا توجد اليوم إلا في رمال النقود ولكن ربما كانت أشجار الارطى في الرمال قريبة على جانبي شعب الوادي أو ربما طرأت على البيئة تغيرات في المناخ أدت لانحسارها .

وهكذا نجح أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وأرضاه في اختيار المكان المناسب هناك بين فلج وفليج أي وادي الباطن الحالي وبين وادي فليج الصغير حيث كانت تكثر أشجار الأرطى والعوسج وفي أعمق نقطة من شعب الوادي تم حفر الآبار المطلوبة وكان عدد الآبار في البداية خمسة آبار وكان ذلك عام 17هـ أو بعده بقليل حتى وصلت الآبار إلى سبعين بئراً وزيادة وهو عدد هائل في مساحة محدودة من هذه النقطة مما جعل آبار الحفر من أشهر مياه العرب وقد ورد في المعجم الجغرافي وصف نادر ودقيق لآبار الحفر نحو سنة 1320هـ أي قبل حوالي مائة سنة نقلاً عن كتاب دليل الخليج الصادر عن ديوان حاكم قطر حيث تقلص عدد آبار الحفر من سبعين إلى أربعين وهي كما يلي :-

عدد آبار الحفر أربعين منها إحدى عشره ماؤها صالح, وهي تقع في سهل واسع يبلغ قطر دائرته ثلاثة أميال والمسافة بين تلك الآبار تتراوح بين ربع ميل إلى 100 ياردة وعمق الماء به نحو 30 قدماً وهي مياه فاترة ويتصاعد البخار من أفواه الآبار عند الصباح ويستخرج ماؤها بالسواني لبعد قعرها .

أسماؤها :-

1- آبار أبي موسى : بهذا دعيت المنطقة بعد أن نجح أبو موسى الاشعري رضي الله عنه في استنباط الماء من عدد كبير من الآبار التي حفرت في هذا القفر الشاسع من حولها ليجد المسافرون عندها الري والراحة والأمان وهي تسمية متوقعة عرفان بهذا الصحابي الجليل .

2- حفر أبي موسى : استبدل بكلمة ( آبار ) كلمت ( حفر ) لأن كلمة الحفر بسكون الفاء مرادفة في اللغة لكلمة البئر فضلاً عن وقوع البلدة في نقطة عميقة من الوادي كأنها حفره كما يظهر ذلك في وضوح أمام القادم من خارجها .

3- حفر بني العنبر : كما نسبت المنطقة أيضاً إلى بني العنبر باعتبار أنهم كانوا يسكنون وادي فلج قبل حفر آبار الحفر في عهد أبي موسى الأشعري, وقد كان فلج بلاد لفروع من ربيعه بن بكر بن وائل وغيرهم فأزالتهم بنو تميم عند ظهور الإسلام وحلت فروع منهم كبني العنبر وغيرهم هذا الوادي وأصبح من منازل عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم ويحدد الشيخ / حمد الجاسر رحمه الله نقلاً عن كتاب العرب منازل بني عدي بن جندب بأنها : ( بطن فلج من طريق مكة وملكهم من الطريق ما بين ذات العشر إلى الرقيعي )

ومعنى هذا أنهم كانوا يعيشون في وادي الباطن وبالتحديد في المنطقة التي تمتد من أم عشر إلى الرقعي من طريق الحج المعروف ولهذا ولى أبو موسى المنطقة بعد حفر الآبار واحد من بني العنبر وهو الصحابي / سمره بن عمرو بن قرط العنبري رضي الله عنه وأرضاه .

4- حفرالباطن : وهذا هو ما انتهت إليه التسمية وتحول الناس إليها وهجروا تقريباً التسميات السابقة حيث أعادوا إضافة الكلمة إلى اسم الوادي الكبير الذي يحتضن بلدتهم .

« حَفَرُ البَاطًن » آبار قديمة على درب الحاج واليوم مدينة عامرة تزهو بالحياة :-

كتب الأستاذ / أحمد بن محارب الظفيري - صحيفة الوطن الكويتية تاريخ النشر : الخميس 17 محرم 1427 - 16 / 2 / 2006

حَفَرُ البَاطًن مدينة سعودية عامرة بكل المرافق الحديثة وبكل وسائل الحياة الحضرية والخدمات الاسكانية المتطورة فيها المساجد والمدارس والمعاهد والمستوصفات الصحية ومستشفى كبير وفنادق حديثة وأسواق ومجمعات تجارية ومؤسسات حكومية ويمر بها الطريق القادم من سورية والأردن المتجه إلى دولة الكويت وهو من الطرق المهمة والرئيسية لنقل المسافرين والبضائع والحركة عليه دائمة ومستمرة طيلة أيام السنة وترتبط بمحافظة حفر الباطن العديد من البلدات .

وسميت هذه المدينة الكبيرة بـ « حَفَر البَاطًن » نسبة إلى مجموعة آبار محفورة في وسط وادي الباطن وكانت هذه الآبار فيما مضى مقاطين لعربان الباية في أَيام الصَّيْف والقَيْظ والأرض المحيطة بها هي منادي ( جمع مندى ) لهم في أيام الخَرًيف والشًّتاء ومرابع لحلالهم في أوقات الكلأ وأَيام الرَّبًيع ونذكر من أسماء هذه الآبار : « الثيلية » و « مليحة » و « غصيبة » و « ريقان : ريجان » و « عسيلة » و « المرقبي أو المرقب » و « مرير » و « الفويهية » و « الحلاَّفية » وبعد أن تمكن الملك / عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمة اللّه عليه - من إرجاع ملك أبائه وأجداده وبناء الدولة السعودية الثالثة جعل على هذه الآبار موظفين حكوميين من قبله وأسكنهم خياماً وأناط بهم حل مشاكل عربان البادية وفرض الأمن والأمان في ربوع الصحراء ثم فيما بعد بدأ التطور والعمران وتكوين الهجر ( جمع هجرة ) وبناء البلدات والمدن وظهرت للوجود أجمل مدينة حول هذه الآبار هي مدينة حفر الباطن .

وبقي أن تعرف أن اسم « وادي البَاطًن » الذي تنسب له هذه الأحفار ( الآبار ) كان يسمى قديماً « وَادًي فَلْج » وتصفه معاجم اللغة والبلدان بقولها : فَلْج : بفتح الفاء وتسكين اللام هو واد بطريق البصرة إلى مكة ببطنه مَنازًلُ للحاج تسلكه قوافل الحجاج والمسافرين إلى نجد والحجاز ومسيرهم في « بَطْن فَلْج » لوجود مناهل الحياة في بطنه وبسبب كثرة ترديد بطن وباطن هذا الوادي على ألسنة الحجاج وأصحاب القوافل ومع مرور الزمن نسي العرب الآواخًر اسمه القديم « فَلْج » وشاع على ألسنتهم اسم « وادي البَاطًن » وباطن وبطن الوادي - باللغة -: هو ما غَمَض منه واطمأَن وتَبَطَّنَ فلاني الوادي دخلَ بطنَه وتجوَّلَ فيه .

و « حَفَرُ البَاطًن » تسميه معاجم البلدان ومصادر التاريخ القديمة بـ « حَفَر أَبًيْ مُوْسَى الأَشعري » لأَنه هو الذي احْتَفَرَ آباره عندما كان والياً على البصرة في عهد الخليفة / عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - وقبل « حفر أَبي موسى » كان اسمه القديم « حَفَرُ بَنًي العَنْبَرً » لأنهم كانوا أهل فَلْج ( الباطن ) وديارهم ومياههم تقع على درب الحاج البَصْري المار بًوَادًي فَلْج فالدَّهْنَاء فالنًّباج ( الأَسياح ) مُخترقاً بلاد القَصًيْم .

الحفر في معاجم اللغة والبلدان :-

¼ جاء في « لسان العرب » لمحمد بن مكرم ابن منظور ( ت711هـ /1311م ) تحت مادة « حفر » الحَفًيرَةُ والحَفيرُ : البئر المُوسَّعَةُ فوق قدرها والحَفَرُ بالتحريك : التراب المُخْرَجُ من الشيء المُحْفُور ويقال : هو المكان الذي حُفًرَ والجمع من كل ذلك أَحْفاري وأحافًيرُ جمع الجمعً وفي الأحاديث : ذًكْرُ حَفَرً أبي موسى وهو بفتح الحاء والفاء وهي تكايا احْتَفَرها على جادَّةً الطريق من البَصْرَةً الى مكة . انتهى .

¼ وقال أبو منصور / محمد بن أحمد الأزهري ( ت 370هـ/981م ) في كتابه « تهذيب اللغة » الأحفار المعروفة في بلاد العرب ثلاثة : فمنها حَفَرُ أبي موسى وهي ركايا احتفرها أبو موسى الأشعري على جادَّة البصرة وقد نزلت بها واستقيت من ركاياها وهي ما بين ماوًيَّةَ والمَنْجَشانًيَّاتً وركايا الحَفَرً مستوية بعيدة الرًّشاء عذبة الماء ومنها حفر سعد بن زيد مناة بن تميم وهي بحذاء العرمة وراء الدهناء يستقي منها بالسانية عند حبل من حبال الدهناء يقال له حبل الحاضر . انتهى .

والدهناء تتكون من سبعة حبال من الرمال وحبل الرمل ـ باللغة ـ : هو ما طال وامتدَّ من الرمل .

¼ ونحن نقول : إن « حَفَر ضَبَّة » الذي ذكره الأزهري وهو مجموعة آبار مسنوية بعيدة القعر تنسب قديما إلى قبيلة ضبة بن أد وتسميها المصادر القديمة أيضا بـ « آبار اللَّصافة » وهي الآن بلدة اسمها « اللَّصافة » أما « الشَّواجن » فهي واد يقع أسفل الصَّمَّان ذكرته المصادر بأنه يقع في ديار ضَبَّة .

أما « حَفَر سَعْد بن زيد مناة بن تميم » وبعض المصادر القديمة تسميه « حَفَر بني سَعْد » فهو اليوم يسمى « حَفْر العَتْك » وأصبح الآن بلدا عامرا .

أما أول الأحفار الذي في كلام الأزهري وهو « حَفَرُ أبي موسى الأشعري » فهو الذي يسميه العرب الأواخر بـ « حَفَر الَباطًن » وهو مجموعة آبار مَسْنَوًيَّة نشأت فيما بعد حولها محافظة حفر الباطن العامرة بالسكان من مختلف القبائل .

¼ قال / الحسن بن عبدالله الأصفهاني المعروف بـ « لغدة » ( ت310هـ/923م ) في كتابه « بلاد العرب » الحَفَرُ : هو حفر أبي موسى الاشعري وهو حفر بني العنبر كان أبو موسى احتفر فيه ركية » . انتهى (1).

¼ قال أبو عبدالله / شهاب الدين ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي ( 626هـ/1228م ) في كتابه « معجم البلدان » حَفَرُ أبي موسى الأشعري : قال أبو منصور : وهي ركايا احتفرها أبو موسى الأشعري على جادة البصرة إلى مكة وقد نزلت بها واستقيت من ركاياها وهي بين ماوًيَّةَ والمَنْجَشانًيَّاتً بعيدة الأرشية يستقي منها بالسانية وماؤها عذب وركايا الحفر مستوية وقال أبو عبيد السكوني : حفر أبي موسى مياه عذبة على طريق البصرة من النباج بعد الرقمتين وبعده الشَّجي لمن يقصد البصرة وبين الحفر والشجي عشرة فراسخ ولما أراد أَبو موسى الأَشعري حفْرَ ركايا الَحفر قال : دلّوني على موضع بئر يُقطع بها هذه الفلاة قالوا : هَوْ بَجه تنبت الأرطى بين فَلْج وُفَليج فحفَر الَحفَرَ وهو حَفرُ أَبي موسى بينه وبين البصرة خمس ليال قال الَّنضر : والَهوْبَجة أن تحفر في مناقع الماء ثماداً يسيلون الماء إًليها فتمتلىء فيشربون منها انتهى (2).

توضيح وتعليق على ما جاء في كلام ياقوت الَحَموَّي :-

الرَّكايا : هي الآبار المغمورة والواحدة : الَّرًكيَّة جاء اسمها من ركا الأرض أي حفرها وما زال الاسم متداولا حتى هذا اليوم .

ماوًيَّةُ : هي اليوم اسم لروضة ذائعة الصيت عند عربان البوادي تقع على جانب وادي فَلْج « الباطن » وتبعد عن مدينة « حفر الباطن » بنحو 65 كيلو مترا إلى جهة الغرب الجنوبي وكانت قديما من منازل حَاجّ البَصْرَة وصفها الأزهري ( ت370هـ /981م ) بقوله : « رأيت في البادية على جادَّة البَصْرَة إلى مكة منهلة بين حفر أبي موسى ويَنْسُوعةَ يقال لها : مَاوًيَّة » انتهى وذكرت معاجم البلدان بًئْرهَا وبًركَتها القديمتيًن ولكنهما الآن درستا ولم يبق منهما سوى آثارهما وتقع إلى الغرب من « فيضة ماوية » - مفردة الفيضة أكثر شيوعا عند بدو اليوم من الروضة - هجرة « قرية » حديثة تسمى « أم العواقيل » وكاتب هذه السطور تجول على أرض ماوية في الربيع أيام الصبا والبداوة .

والماوية - في اللغة - : المرآة نسبت إلى الماء لصفائها لأن الصور ترى فيها كما ترى في الماء الصافي وقيل : الماوية : حجر البلور .

المَنْجَشَاًنيَّة قال عنها ياقوت الحموي ( ت 626 هـ / 1228م ) في « معجم البلدان » :

المَنْجَشَاًنيَّة : بالفتح ثم السكون وجيم مفتوحة وشين معجمة وبعد الألف نون وياء مشددة وهو منزل وماء لمن خرج من البصرة يريد مكة وفي كتاب البصرة للساجي : المَنْجَشَاًنيَّة حد كان بين العرب والعجم بظاهر البصرة قبل أن تخط البصرة وبها منظرة مثل العذيب تنسب إلى مَنًجْش مولى / قيس بن مسعود بن قيس بن خالد وبه سميت . انتهى (3).

والَمنظرَةُ : موضع في رأس جبل فيه رقيب ينظر العدو أما « العُذَيب » التي تنسب إليه هذه المنظرة فهو مجوعة آبار قليلة العمق « حسيان : أحْساء » وضع بقربها الفرس منظرة عسكرية لرصد تحركات القبائل العربية في الصحراء وصار اسم « العُذَيب » الآن عند عرب زماننا الحاليين « العُذَيبة » .

النًّبَاح : تسمى اليوم الأَسياح و « عيون ابن فهيد » وهي بلدة صغيرة تشتهر بالمزارع تقع شمال شرق مدينة بُرَيدة .

الرَّقْمَتَان : تُسمَّيان في وقتنا الحالي « القَرايًن » فيهما آباري عَذْبة تبعدان عن مدينة حفر الباطن غربا بنحو خمسين كيلو مترا .

والرَّقْمَة في اللغة : هي أرض منخفضة تقع على جانب الوادي يجتمع فيها ماؤه ترقم الماء أَي تجمعه .

الشَّجًيّ : قال عنه يا قوت الحموي في « معجم البلدان » الشَّجًيُّ : بكسر الجيم يقال : الشَّجَى مقصور ما يُنْشَبً في الحلق من غُصَّة هَمّي أو غيره والرجل شَجي وهو رَبوي من الأرض دخل في بطن فَلْج فشَجيَ به الوادي قال السكوني : والطريق من المدينة إلى البصرة يسلك في الشَّجًيّ وبين الشجي وحفر أبي موسى ثلاثون ميلا وقيل : الشجي على ثلاث مراحل من البصرة انتهى (4).

ونرجح أن « الشَّجًي » الذي وصفته المصادر التاريخية بالرَبو أو الجُبَيْل المرتفع في بطن وادي فَلْج « الباطن حاليا » هو ما يسمى جُبَيْل صغير أسود منفرد لوحده يراه السالك في بطن الوادي من مسافة بعيدة ويقولون : « ذلك العُبَيْد واقف مثل الوُلَيْد » والوليد مصغر ولد ويقع العُبَيْد إلى الشمال من منطقة الشقايا الواقعة على جال شعيب الباطن ويستقر في بطن الوادي وهو فعلا شَجيّي معترض في بطن وادي فَلْج وقديما قالت العرب : « ويلي للشَّجًي من الخَلًي » وقال شاعرهم :-

ويَرَاني كالشَّجا في حَلْْقًه
= عَسًرا مَخْرجه ما يُنْتَزَعْ

وهذا الحاج / سعد بن أحمد الربيعة يذكر « الحفر » في كتابه « رحلة الحاج من بلد الزبير بن العوام إلى البلد الحرام » إصدار دارة الملك / عبدالعزيز في الصفحة 29 يقول : وقررنا أن يكون المسير ليلا لنصل إلى الماء في « الحفر » صباح الأحد 29 من شوال 1345هـ لكي نورد الإبل وناخذ كفايتنا وفي الساعة 6.40 زممنا المطايا والكل مشغول بذكر الله .

ويصف الحفر قائلا : « الحفر » منخفض من الأرض أقدر مساحتها بخمسة أميال مربعة وفيها من القلب « جمع قليب : بئر » ما يربو على الخمسة عشر قليبا وكلها مطوية بالصخر الصلد والماء على بعد سبعين مترا يخرج بواسطة الإبل ولقد أوشكت أن يأخذني الدوار عندما رأيت طول حبل الدلو وأنا بقرب القليب ووجدنا على الحفر بدوا كثيرا . انتهى (5).

الآبار العميقة ألغاز في صحارى العرب :-

هناك الكثير من الآبار العميقة المنتشرة في صحارى العرب يُسمًّي البدو هذه الآبار بـ « الطوال » وتنسب إلى القبيلة التي تقطن حولها وتقع ضمن ديرتها التقليدية مثل : « طوال مطير » و « طوال الظفير » و « طوال سبيع » وبعض هذه الآبار محفورة في أرض صخرية ( حجرية ) يصعب الحفر فيها ويتراوح طول عمقها بين 30 إلى 50 باعاً أو أكثر وتسميها معاجم لغة العرب بـ « الآبار المَسْنَويَّة » وتصفها بأنها بعيدة الرًّشَاد بسبب عمقها لا يُسْتَخرج الماء منها إلا بواسطة السانًيَة من الإبل حيث تمشي السانية جيئة وذهاباً للبئر لإنزال وسحب الدلو لذا قالت العرب في أمثالها : « سَيْرُ السَّواني سًفَري لا ينقطًع » وإذا سألت البدو من حفر هذه الآبار ؟ فإنهم يجيبونك حفرها الجن والعفاريت في سالف الأزمان والعصور !!! وجوابهم هذا غير صحيح فالثابت تاريخياً إن الذي حفرها هم بشر مثلنا فمثلاً « آبار حفر الباطن » كان بعضها محفوراً قبل الإسلام والبعض الآخر وهو الأهم والأكثر حفرها والي البصرة المسلم / أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وأرضاه الذي تسلم ولايتها في عهد الخليفة الثاني / عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وكانت ولايته من 17 هـ الى 25 هـ وكان قد أعقب في ولاية البصرة الصحابي الجليل / عتبة بن غزوان بن جابر المازني رضي الله عنه وأرضاه الذي توفي سنة 17 هـ في طريقه قادماً من المدينة إلى البصرة مقر ولايته لقد استشعر أبو موسى ما يعانيه حجاج بيت الله الحرام من الظمأ وطول الطريق فجلب العمال المهرة من البصرة إلى الحراء لحفر « آبار الحفر » ودفع لهم أجورا مجزية مقابل حفرهم للآبار .

يصف الضابط الإنكليزي / غلوب باشا John Bagot Glubb الملقب عند البدو بـ « أبو حنيك » في كتابه : « حرب في الصحراء » ترجمة الاستاذ / عطية الظفيري في الصفحة 163 هذه الآبار بقوله : إن الآبار العميقة ( الطوال ) تعد لغزاً من ألغاز صحراء الحجرة ففي بعض الأراضي المنخفضة قليلاً في صحراء مكشوفة متموجة لا ترى أي مصدر للمياه في مئات الأميال المحيطة تجد فوهة بئر قطرها ما بين 10 أقدام إلى 12 قدماً مفتوحة في الأرض وفي عمق 300 قدم تحت سطح الأرض تجد مياهاً جوفية غير قابلة للنضوب وكثيراً ما حفر النفق العمودي للبئر بتقطيع طبقات الصخور ولا تزال آثار الأزميل باقية على جنبات البئر الداخلية ترى بالعين المجردة ولا يعرف أحد متى تم حفر هذه الاّبار ولكن لا بد أن عمليات حفرها قد استغرقت سنوات كثيرة وقد يكون الحفارون رجلين أو ثلاثة رجال يستخدمون في الوقت نفسه مطرقة وأزميلاً تحت سطح الأرض بعمق مئات الأقدام ثم يحملون مخلفات الحفر من الرقائق الصخرية في دلاء جلدية تُمتح للأعلى بالحبال إلى سطح الأرض كيف كان يعرف هؤلاء المهندسون الأوائل ربما منذ آلاف السنين أين يحفرون بحثاً عن الماء الذي يوجد فقط على عمق 200 أو 300 قدم تحت سطح الأرض ؟ هل كانوا يحفرون عشرات الآبار ويتركون منها ما لم توجد بها مياه ؟ وإذا صح ذلك فإن آثار حفرهم قد تلاشت بفعل التقادم . انتهى (6).

الهوامش :-

(1) الحسن بن عبدالله الأصفهاني المعروف بـ « لغدة » بلاد العرب تحقيق / حمد الجاسر والدكتور / صالح العلي دار اليمامة الرياض ص . 339
(2) ياقوت الحموي معجم البلدان 2/275 دار صادر بيروت 1986م .
(3) ياقوت الحموي 2/208 المصدر السابق .
(4) ياقوت الحموي 3/326 المصدر السابق .
(5) سعد بن أحمد الربيعة رحلة الحاج من بلد الزبير بن العوام الى البلد الحرام اعداد / سعود بن عبدالعزيز الربيعة إصدار دارة الملك / عبدالعزيز 1424هـ الرياض ص . 29
(6) غلوب باشا John Bagot Glubb حرب في الصحراء ترجمة / عطية الظفيري دار قرطاس 2001م الكويت ص . 163 . ويقول / خيال الغلباء : بقي من الأحفار المشهورة في الجزيرة العربية حفر الرباب وهو مجاور لمدينة رماح من الجهة الشرقية ويسمى حاليا بالمزيرع ويسكنه الزمعان من اّل أبو اثنين . منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
مناحي المجمعي جزاك الله خيراً ولا هنت



رد مع اقتباس