الموضوع: هداج تيماء
عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post هداج تيماء

كُتب : [ 04 - 04 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن هداج تيماء بئر أبلقها قصر / السموأل بن عاديا والذي قيل فيه المثل العربي الشهير : ( تمرد مارد وعز الأبلق ) وكلنا سمعنا بالمثل القائل : " فلان مثل هداج تيماء " فما هو هداج تيماء ؟ هداج تيماء يعتبر أعظم بئر في الجزيرة العربية بل وأشهرها ويعرف بــ : ( شيخ الجوبة ) أي شيخ الآبار وكثير ما يطلق على الرجل الكريم هداج تيماء، يقع بئر هداج وسط تيماء القديمة وهو أحد أهم آثار المملكة العربية السعودية وبعتبر من أهم المعالم الحضارية القائمة على المستوى العالمي فيما يتعلق بالآبار إذ لا يوجد ما يماثله ولم يعرف العالم أضخم ولا أشهر منه في العصور القديمة والحديثة، يعتبر بئر هداج الطابع المميز لمدينة تيماء وهو مقصد الكثير من زوار مدينة تيماء .

أهميته :-

يستمد بئر هداج أهميته من الدور الذي لعبه في حياه الأقدمين والمحدثين حيث جعل من تيماء مدينة زراعية كثير النخيل هائلة البساتين، وذلك لسعتة ووفرة وعذوبة مائه التي كان من دلائله أنه كان يسنى عليه بسبعة وسبعون جملا في آن واحد وفي فصل الصيف القائظ إذ يبلغ محيط فوهته خمسة وستون متر ويعتمد بئر هداج في مائه على انتاجية العين الموجوده في زاويته الجنوبيه الغربية والتي لا يزال ماؤها يتدفق حتى وقتنا الحاضر وتنتقل المياه منه إلى المزارع بواسطة إحدى وثلاثين قناة تبدأ من حواف البئر وتتفرع إلى البساتين على مختلف مواقعها .

تاريخه :-

يعتقد أن حفر بئر هداج وطي جدارانه يعود إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاداي حوالي منتصف القرن السادس قبل الميلاد .

مسماه :-

مع أن البئر من أكثر المعالم التي ذكرها الكتاب والرحالة والجغرافيين على مختلف اهتماماتهم ولغاتهم إلا أنهم لم يتطرقوا إلى مسماه أو سبب التسمية عدا ما ذكره الأستاذ / سليمان الدخيل من أن هداج على وزن شداد اشتقاقاً من الهدج وهو على ما ذكر اللغويون مقارنه الخطو في السير والإسراع وذلك إشارة إلى سرعة الماء في هذه البئر، أما الأستاذ الدكتور / عبدالرحمن الأنصاري فيعتقد أن هناك بين لفظ هدج وبين اسم الإله ( هدد ) أو ( أدد ) إله الماء لدى مشركي الساميين علاقة .

هداج في الشعر :-

لعل بئر هداج من أكثر الأبار التي ذكرها الشعراء وتغنوا بها وبنخيلها وبعذوبة وغزارة مياهها وسنقتصر على أهم الأشعار وممن ذكره / السموال بن عاديا : حاكم تيماء في القرن الخامس الميلادي الذي يقول مفاخرا ببئر تيماء وحصنها :-

بنى لى عاديا حصناً حصيناً
= ومـاء كلمـا شئـت استقـيـت

كما ذكر البئر في العديد من الأشعار النبطية ومن أشهرها قول الأمير / عبدالعزيز بن سعود بن محمد اّل سعود :-

هـداج ما غاضـه مـن الــورد مـيـا
= حجم الورود الظامية ما تغيضه

ويقول الأمير / محمد بن أحمد السديري :-

وعيني لعل الله يعجل فرجها
= يفوح ناظرها كما عين هداج

ويقــول / نـاصـر الزغيـبـي :-

هداج تيماء ما تواني سوانيـه
= ما ينعرف وردة من الصادرين

ويقول / الأسمر بن خلف الجويعان :-

العد يـروي كـل صـادر ووارد
= هداج تيماء وأزرق الجم ماكم

ويقول / خليف الهجيلي :-

مثل السحـاب إن جـاك غيثـه تـرادم
= يروي الفياض إليا انتثر مع شعيبه

كـل (ن) شـرب مـن فزعتـه ويتطعـم
= أحـلا مـن الحالـي وسكـر حليـبـه

من يـارده يشـرب قراحـه مـن الجـم
= هـــداج تـيـمـاء ما يـخـونـك قـلـيـبـه

ويقول / اللوط بن منقره البلوي :-

وا قلـبـي الـلـي مــن طـواريـه مـاجـي
= وأقلـبـي الـلـي مــن طـواريـه مــواج

أتعب وأنا ما أروح لا أمشي ولا اّجي
= أتعـب كمـا تتعـب جمـال مــع الـحـاج

وإلا زمــال الـبــدو مـــع كـــل لاجـــي
= وإلا الـسـوانـي يـــوم وردن لــهــداج

مشروع الترميم :-

المرحلة الأولى من مشروع الترميم تشمل إزالة كل ما استحدث حول البئر في حدود المنطقة التي حددتها المساحات التي اعتبرت مكانا لمرافق البئر وايضاً ازالة الحدائق التي انشئت حولها حيث تعد المنطقة حديقة مفتوحة، وستخصص مساحة كبيرة كافية للمرافق المساندة وإعادة بناء وترميم جدران المزارع المحيطه بالبئر، وترميم جدران البئر وتنظيف احجارها من العوائق والاكاسيد وتقويتها، وازالة الاشجار المتنامية على جدرانها مع تحسين المنطقة المحيطه بساحة البئر، وتنظيف المزارع، وازالة الاشجار المتهالكة والمحروقة، وطلاء المنازل الحديثة المطلة على ساحة البئر بالوان تتناسب مع البيئة المحيطه، مع اظهار كل قنوات البئر السابقة المدفونة وترميمها واعادتها الى وضعها السابق، لهذا كله حرص أمير منطقة تبوك على الحفاظ على الموقع الأثري، وكلف إحدى الشركات المتخصصة إجراء الدراسات الكاملة عن حالة البئر في السابق وحالتها الراهنة والخروج بنتائج متكاملة لارجاع هذه البئر الى سابق عهدها، وركز أمير منطقة تبوك من خلال مشروع ترميم البئر وتنظيم المنطقة المحيطة بها على عدة أهداف منها :-

1ـ إبراز الدور الذي تلعبه البئر في حياة السابقين والمحافظة عليها كتراث وطني يجب حمايته والمحافظة عليه عن طريق ترميمه وصيانته .

2ـ استكمال الاجزاء الناقصة للبئر لتصبح في صورتها السابقة وتستأنف دورها الحيوي والفعال كما كان في السابق .

3ـ جعل البئر مقصدا سياحيا للكثير من الزوار والسياح الذين يقصدون مدينة تيماء، وحقاً وضعت خطة متكاملة من حيث تكوين خلفية تاريخية شاملة من حيث المعلومات المدونة بالكتب القديمة والحديثة العربية والاجنبية وتوفير المعلومات المتوارثة ورسم الصورة الواضحه لوضع البئر في السابق، بالاضافة الى وضع خطة للتوثيق والتسجيل ومنها توثيق وتسجيل منطقة البئر بدراسات علمية واثرية تاريخية ومعمارية وانشائية، واعداد كتيب ثقافي واعداد نشرة سياحية واعداد مخططات تتضمن الرقع المساحي والمعماري وتنسيق الموقع العام وعمل تصوير فوتو غرافي ومقايسة الترميم الشامل للموقع واستغلالة مركزا ثقافيا لمحافظة تيماء تقام به العروض الشعبية والمعارض الفنية في الساحات المطلة على البئر وعمل المكان لعرض المواد التراثية الشعبية وتصنيع المعروضات والأدوات الشعبية والتراثية مع تخصيص جناح من أجل عرض تطور المنطقة بتبوك الحضار وقد إنتهى العمل بالمشروع ويعود تاريخ بئر هداج إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد وذلك اعتمادا على مقارنة طريقة بنائها مع العديد من العالم الأثرية المؤرخة مثل قصور الرضم والسور والحمراء التي تعود إلى العهد البابلي بشمال الجزيرة وجاء مسمى بئر هداج, وفقا للدكتور / عبدالرحمن الأنصاري خبير الاّثار السعودي, في كتاباته أن هناك صلة بين لفظ : " هداج " وبين اسم : " هددو " أو : " أدد " إله الماء لدى مشركي الساميين وخاصة الاّراميين الذين استوطنوا تيماء في أوائل الألف الأول قبل الميلاد وهذا هو الرأي الأرجح عند الاّثاريين وقد ذكر بئر هداج في كثير من قصائد الشعر العربي وتغنى بها الشعراء قديما وحديثا وجددت البئر ووضعت عليها أربع مصضخات للمياه عندما زار الملك / سعود, رحمه الله, تيماء عام 1953 ويومذاك أمر بتركيب المضخات الأربع على البئر, وقسمت حسب جهات البئر الأربع, ووزعت المياه على المزارعين حسب أسهمهم في البئر وكان هناك شخص عينته الدولة مسؤولا عن صيانة المضخات وتقسيم المياه وتأمين المحروقات في حين كلفت شرطة تيماء بحراسة البئر وتنظيم الأعمال وفض المنازعات عند حدوثها وبالفعل حولت البئر مدينة تيماء إلى مدينة زراعية غنية بالنخيل والبساتين لسعتها ووفرة مائها وعذوبتها, ووجود عين جارية في زاويتها الجنوبية الغربية ما زال ماؤها يتدفق بغزارة وهداجها بئر أبلقها قصر / السموأل بن عاديا الأزدي نسبا اليهودي دينا وقصره الأبلق هو الذي قيل فيه المثل العربي الشهير : ( تمرد مارد وعز الأبلق ) وهذه صور هداج تيماء المعلم المهم في تلك المدينة :-







وهذه صورة قلعة مارد والتي قيل فيها المثل : ( تمرد مارد وعز الأبلق ) في محافظة دومة الجندل منطقة الجوف :-



هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 10 - 11 - 2009 الساعة 12:08
رد مع اقتباس