عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر

كُتب : [ 28 - 02 - 2008 ]

الفصل الثالث

في ذكر نجد طول نجد شهر ونصف للمجد، وأما مدائنها فأقسام تتفرق إلى ستة وهي العارض والقصيم والوشم وجبل شمر وسدير والجنوب، فالجنوب ينقسم قسمان: الخرج ووادي الدواسر وسنذكر الجميع مفصلاً لا مجملاً أما العارض فالدرعية أهم مدنه وهي مدينة ملك العرب على الإطلاق، "و الرياض، ومنفوحة والعينية وحريملا". هذه المدن التي عليها الاسم والاعتبار وله جملة قرى معتمدة ومنهن حوطه بنو تميم والحريق والدكم واليمامة ووادي الدواسر، مدينتين يقال لهما، وأما الوشم "شقراء" ووشيعر وثادق وثرمدا وخرما والقصب، وأما سدير فخرمة والمجمعة وجلاجل والروضة والعودة والحصون والزلفي والقاط والداخلة وعشيرة. وأما القصيم فالرس وعنيزة وبريدة والخبرا والتنوما والمذنب والعيون وله جملة قرى متصلة. وأما جبل شمر فثلاث مدائن، حائل وقفار وموفق وله أتباع مدن. وأما جوف آل عمر فمدينتين ذات نخيل وهما "دومة وسكاكا" وأتباع لها، هذه المدائن المعروفة مما يحتوي عليه أسم نجد وكل هذه المذكورة أقرب ما يكون بعضهم من بعض في الهواء والماء والتربة وصحة الأبدان وصفاء البديهة، والذكاء والاجتهاد والتعصب في أديانهم ومخالفة من ناؤهم وخالفهم عن شرائعهم ومن الدال على اجتهادهم في دينهم أن من أطاع ملكهم فهو مسلم ومن عصاه فهو كافر سواء كان أبوه أو أمه أو أخوه كائنا من كان. وأما المدائن وأشجارها فأوجدها أشجار النخيل التي لم يحكيها مشرقاً أو مغرباً ولما قدمها العزيز خالفوا أمره وأنكروا طاعته. أمر عساكره بقطع النخيل لعلمه أنهم لا يطيقون الصبر دونها، فالذي قطع من الرأس خمسون ألف نخلة وعلى النخلة الواحدة ريالين أبو طوب حتى لم يبقى من عسكره من لم يجهد في قطع النخيل لزيادة الطمع وقلة التعب. قال المؤلف: حدثني بعض الحاضرين وقائعهم، إن الرجل يقطع في الساعة الواحدة الثمان نخلات وسبب ذلك أنهم متأهبون لها بالات من الحديد يطفها به فيدخل في جذعها شبرا فيتكئ عليه بصدره ويستدير به عليها ويأخذه منها، فإذا حركها النسيم قليلاً نزلت. وعنيزة قطع منها والدرعية قطع منها جملة ثمانين ألف نخلة وأشجار الفواكه وغيرها من كل ما هو موجود على وجهها من النعم والبنيان، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين. وسنذكر عربان نجد إن شاء الله.

الفصل الرابع

في قبائل نجد منهم "الدواسر وهم قبيلة مشهورة ذات سواد واعتداد ومحافظات على قب الجياد، ذوو كرم وافر وأقدام متكاثر عدد سقمانهم ثمانية آلاف سقماني وخيلهم ألف وخمسمائة، ومنهم "السهول" الأنجبين والكرام الأمجدين السالكين طريق الكرم والموجودين الإحسان بعد العدم، الساكنين الفلات والمالكين المكرمات، سقمانهم ثلاثة آلاف وثمانمائة خيال. ومنهم المعروفون "بنو حسين" وهم مشهورون من ذرية سيدنا الحسين "رض الله عنه" وهؤلاء أكرم الناس أخلاقاً وأوسعهم أرزاقاً وأطيبهم على الإطلاق نفوسهم أبية وهباتهم حاتمية ذوو طعن وضرب وتفريج للكرب ومنازلة للخطب طريحهم لا يرجى وجريحهم لا ينجى، يجري لهم الجارون، ويحمدهم السارون. سقمانهم ثلاثة آلاف رامي وفوارسهم سبعمائة محامي. ومنهم "زعب" بالتخفيف قبيلة ذات كر وفر وذات مجد وخير شعارهم الحلم والكرم وفخرهم مثل نار على علم يقر لهم أعداؤهم ويشهد لهم أندادهم عدد سقمانهم ألف وخيلهم خمسمائة بلا خلف. ومنهم "عتيبة" غير مذكورين بالحجاز، أو لو أعزم وحزم وطلب المكرمات ولزم يهدي بهم الضال ويحمدهم الدال ويستعان بهم بل منهم يوم النضال ألفان سقماني عددهم، وثمانمائة فارس مودهم. ومنهم "سبيع" ضد المذكورين من ساكني الحجاز وطائفة طافت أخبارها ورويت آثارها، ملكت مقاليد المجد، وأدركته بالهزل، والمجد يحمدهم الطارق ويحذرهم السارق، أعلوا منار الفضل وشاروه، وأنصفوا الضعيف على القوي حتى ساروه أولئك أخلاقهم حميدة، وآراؤهم سديدة، سقمانهم ألفان وخمسمائة سقماني وفرسانهم ثمانمائة فارس معوان. ومنهم "آل كثير" غير المذكورين آنفاً، لقد أشبهوا من قبلهم في إدراك فضلهم، وسادوا ضدهم بالعوالي حتى أنزلوا أنفسهم المعالي يحملون إذا غضبوا ويغفرون إذا عتبوا، وأما عددهم سقماناً فثلاثة آلاف إنساناً وألف عدد الفرسان والله سبحانه أعلم. ومنهم "الفضول" قبيلة مشهودة بوفار العقول والكرم الجم واللقاء المانع لزفرات اليم عدد سقمانهم ثلاثة آلاف خيلهم سبعمائة فارس ضغضان، نعم. ومنهم "مطير" ذوو الفضل والخير الحامون، نزيلهم والعاجزة الأقلام عن تفاصيلهم، ذوو الطعن والنزول والشد والحلول والسبق في الغابات واللحق بالرايات، أسود المعترك، ووفود المدرك. عددهم سقماناً سبعة آلاف وفرساناً ألفان بلا خلاف. ومنهم المعروفون "الدهامشة" القول فيهم أنهم عمدة الساري وقدوة الجاري أكفهم غمام وعزة أحدهم حسام ليوث المزدحم وغيوث المنسدم، طباعهم سليمة، وهباتهم قديمة، ومفاخرهم سامية، وبحارهم طامية. عدد سقمانهم أربعة آلاف وألف فارس، هم ينتهون إلى غزة كرام المتارس، ومنهم "الظفير" المشهورون والكماة المذكورون ذوو التقلب كتقلب الفلك والتنقل من ملك إلى ملك يحمون نزيلهم، ويضفون جميلهم حمدهم سائر وفخرهم شاهر، وفضائلهم لا تحص، ومحامدهم لا تستقص، عدد سقمانهم سبعة آلاف وفرسانهم ألفان بل أضعاف ومنهم "عدوان" غير السابق ذكرهم، القول فيهم أنهم جوهرة البادية، والطريقة الهادية ذوو الأقدام على المحن وبذل الجود والمنن والزناد الوارية، والكتائب السارية أفضل أقرانهم بكسب الثناء. وارفع من ستار المكرمات بالبناء، سقامنهم الفارامي، وفرسانهم خمسمائة سامي. ومنهم "الصقور" التاركي مساميهم محفور، أزكى القبائل أقوالاً، وأصدقهم فعالاً، وأشدهم ساعداً وأعدهم للمراصد. سقمانهم ألف وخمسمائة سقماني وخمسمائة فارس عشيرواني ومنهم "عبده" غير الماضي ذكرهم،أقول فيهم كما قيل من قبلي: ما شبه الليلة بالبارحة و الغادية بالـرايحة وأما عددهم سقماناً فثلاثة آلاف وألف فارس، وفهم المعروفون "بزوبع" وهؤلاء أخلاقهم حسنة وطباعهم مستحسنة كرام الأصول والفروع، أحلام لم يدرك شأؤهم في القول عدد سقمانهم خمسة آلاف وألف خيال. ومنهم "الأسلم" وهم الطاعنون العدى، والواجدون الندى ذوو الفهم الدقيق الذكي، والحلم المنيع الزاكي، يقدر لهم أضدادهم.

الفصل الخامس

في ذكر عمان وسواحلها أما عمان فهي من السواحل إلى قطر المشهور وتعرف براريها بالرمال ومدائها بالأشجار اليانعة وربما تغلب الرمل على مشئ منها، فإما شرقيها ففي قبضة الإمام السعيد سلطان الماضي. وبقي أبنه السديد سعيد، ونشر على هذه الممالك، وارف ظله بالعدل والأمان والجهاد براً وبحراً، وكرم الطباع وحسن السير ومحامد الأخلاق ولم يفتد من نظام أبيه في تدبير الممالك، وأما من أحد الباطنة إلى قطر هذا متعلق بيد القواسم المشهورين، وأما تخت عمان فالمسقط ورستاق وسور وبركة ولهم أتباع متعددة لا تحص، هذا بقبضة السيد المذكور فأما بوادي عمان فمنهم:- بنو "أياس" تبع للقواسم قبيلة قوية ذات طعن وحمية وهؤلاء شعارهم ركب العمانيات والضرب باليمانيات والطعن بالردينيات ولم يستعملوا ركب الخيل ولا يعرقون إلا مفاجآت حربهم في الليل وعدد سقمانهم خمسة آلاف راكب، أمعن في المهمات من حدود القواضب ومنهم:- بنو "كثب" ذوو الطعن واليلب والسير والحبب، ذوو قوة باذخة وعلامات شامخة، ومحامد راسخة، ولم يعرفوا راكب الجياد سوى العمانيات النائبة الجياد. وعددهم سقمانا خمسة آلاف، والبنادق لم يعرفوا لها ولا الرمي سوى السيف والرمح. ومنهم "الماصير" الكرام ذوو الشيمة والإقدام والطعن بالرمح والضرب بالحسام، وما أشبههم بالماضي ذكرهم بعدنا الخيل والبنادق، ولكن استمساكهم بالسيف والرمح في المضائق، وسقمانهم نحو ألفي سقماني في اللقاء صوادق. ومنهم "بنو ظاهر" ذوو المجد الظاهر والمثل السائر والكرم الباهر، القول فيهم انهم ليوث الهيجاء وزمام الرجاء وقدوة الحائر، وآفة الجائر ركابهم كالنعام وأكفهم مالفحام ولم يركبوا خيلاً سوى الركاب، ولم يقاتلوا بسوى السيف والحرب عددهم ثلاثة آلاف صنديد كلهم في الحروب أمضى من قواطع الحديد، ومنهم قبائل لم نذكر عددهم ولم نعرف بلدهم، وكل هؤلاء المذكورين من أسم عمان بقبضة السيد ابن الإمام ما عدا بن ياس فهم تبع القواسم أهل رأس الخيمة.

الفصل السادس

الإحساء مدينة عظيمة وهي من أعظم المدائن، ذات أشجار وأنهار، لم يشاهد بغيرها، وأنهارها عيوناً تتفجر من بطنها، وأشجارها ونخيلها وفواكهها فلما تدرك بسواها قال بعض العارفين بها: إنها أحسن في ذاتها وصفاتها وعيونها وأشجارها وهوائها ونسائها من البصرة المشهورة ذات المد والجزر، وهي بلد لبني خالد أسمها البحرين والإحساء، ولكن الآن غلب أسم الإحساء على اسمها الأول. وبنو خالد سكانها عن أب فأب، حتى فرق ملكهم الوهابي وملكهم بعدهم فلما ظهر الوزير العزيز من مصر وفرق شمل الوهابي ردها عليهم، كما كان سابقاً، وقدر ملك الوهابي لها أربعون سَنَة، ولها جملة بلدان لا تحصى بفعالها. منها مدينة، القطيف المعروفة، وهي بندر على ساحل البحر وأسمها يشمل من القطيف إلى الكويت الذي بقرب البصرة، وهي على ساحل البحر من مدائن وعربان راجع للإحساء. فمنهم "العمائر" الذين إليهم المجد صائر والمثل بهم سائر إنهم جرثومة المجد وإكرام الناس خالاً وجد، وأيمنهم في الهبات مركوب المكرمات، وأقدم للقراع، وأكرم في الطباع، وأما عددهم أربعة آلاف سقماني، وسبعمائة فارس غير داني ومنهم "الماشير" المعروفون والكماة الموصوفون ذوو الوفاء في العهود والإنجاز للوعود، والصبر للأهوال اصطلاء الحرب السجال والكرم الباهر والجو الوافر، عددهم كماة ألف راجل وفرساناً خمسمائة مناضل. وفيهم "الصبح" الاماجد العاضمين على المكارم بالنواجذ، ذوو الحمية الذابة والشيم الشابة، أولو العزم والنجدة والحزم والمجد، يجيبون السؤال والداعي على القتال نيرانهم تشهد لهم بالكرم، وجيرانهم في أمنع حرم، جريين الجنان حيين اللسان، المحامد ألطف بهم، والهيجاء أعرف بهم، أما عددهم فألف وخمسمائة، وفرسانا ثلاثمائة معدودة للحماية. ومنهم "العمور" ذوو الهبات الغمور، والطعن المشهور، والبحر الزاخر في الحرب، وفخر المفاخر لهم عند الطعن والضرب، أقرب للحبل من غير إلى جفن، وأبعد عن القوم من مصر إلى عدن، تحمل بهم المكرمات، وهم أهلها ويفعلون الطيبات ويحمدوا أنفسهم لهم فعلها. أما عددهم، سقماناً فألفان وفرساناً مائتان. ومنهم "الجبور" ذوو البيت المعمور والفخر المذكور ذوو الجمع الثقيل والعدد القليل، والمقتدون بآبائهم المقتبس النور من بهائهم، عمدة الضائم له الدهر، والمنبغي العسر باليسر، أظرف من ركب الخيل، وأشرف من غشية الليل، هباتهم متزايدة، فأبن معن بن زائدة وكماتهم كالأسود يوم النزال، وعلاماتهم اشهر من بردق الخيال، أما عدد سقمانهم فألفان، وأما فرسانهم مائتان. قال المؤلف: أنجز الله آماله وأرشد للدارين أعماله كل هؤلاء القبائل الماضي ذكرها والمشار في الطروس فخرها على اختلاف طبقاتهم وتشابه لغاتهم في قبضة الملك الأفخم والصنديد الأقدم سيد العرب ورئيسها وفريدها ونفيسها رب المواهب ومسديها ونجم الكتائب وهاديها عمدة أبناء الزمان وحجة القاطعة والبرهان، من غرب حيثه وشرق، وتلسن في الدياجي بدره وتالف الحائز قصبات السبق عن أقرانه، والفائز بالقدح المعلى عن ملوك زمانه، معذرة الدهر من ذنوبه، ومعذرة العاجز على استيفاء مطلوبه، ذو الغزوات المتواثرة، واليمانيات الباثرة، مستقى عداه بكؤوس النعاس، والمرتقى بعلاه رؤوس الرواس أحمد الناس سيرة وأنورهم بصيرة، وأكرمهم طباعاً وأطولهم إلى العلياء باعاً من لاذ الزمان بجلاله وتبرجت أمامه بجماله، أبن الاماجد الأنجبين والكماة الغالبين مؤتسبي المجد ومنتسببه، ومضر في الحرب وغاشيته، السويد والهمام، الفريد: "سعود بن عبد العزيز بن محمد السعود" بدر الله ثراه، فإنه ملك هذه الممالك هو وارثها عن أبيه وجده ذلك إلا أنهم مختلفون في نياتهم متفاوتون في عامر بائهم فأولهم، وهو الذي أسس هذه الطريقة، وأقام عزايمه في تمديدها على الحقيقة، وجعلها دعوى دينية لا دعوى دنيوية، ودعي أهل الأرض لمؤالفتها، وكفر من أبدى مخالفتها- هو محمد بن عبد الوهاب- فلما تبين بهذه الدعوى وكشف ما أسر من النجوى، حكم محمد بن سعود حتى أقام على تخته مده، وبعد العزيز أبنه، وقامت الأمور بأمره غاية القيام وخدمته الليالي كما شاء، ثم بعده ابنه سعود بن عبد العزيز. أما محمد وعبد العزيز فطلبهم بذلك نشر الإسلام، وتبين شرائعه والإعلام وكفروا من أبي عن أطاعتهم، وقاتلوه بغاية استطاعتهم. وأما سعود فعنده حقيقة إن الإسلام موجود في سائر المشارق والمغارب لكن لا يمكنه نفوذ أوامره في طلب الملك إلا بعد عودة إبائه، ففعل فعلهم في الدعوة التي هم أسسوها، وبعده أبنه عبد الله بن سعود الذي ختمت به دولتهم بقهر عزيز مصر، محمد علي باشا وجميع ملكهم ما عدا مائة سنة. وفي قول آخر ثمانون، والأصح أنه مائة، فسبحان من أوجد وأعدم، وتفرد بالبقاء الأدوم منشييء الملوك ومملكها ومنظرها ومهلكها ذو الحكمة البالغة والقدرة البارعة والأخذ الشديد لكل جبار عنيد، ذو المن والكرم، والعفو للعظم ومهلك عاد وأرم، كم أوجد وأفنى، وأغنى وأقفى، خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى فحتم على نفسه بالدوام، وعلى سائر خلقه بالفناء وجعلهم ما بينهم مختلفين إلا من رحم، ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك فسبحانه من عزيز لا يرام، ومنيع لا يضام ومقتدر لا يعجزه الانتقام قلله الحمد إلا وجد والبقاء السرمد

الفصل السابع

في قبائل العراق أما العراق من البصرة إلى عانة طولاً فمن بواديه المعروفون "المنتفق" الذين شيخهم الآن "حمود الثامر على الإطلاق، هم قبائل متعددة فمنهم "الشبيب" زبدتهم في المهمات نجدتهم ذوو الأنفس الأبية والشيم العربية، الكماة المشهورين والحماة المذكورين، باعهم في المجد طويل وطباعهم إلى طلب الحمد تميل، هباتهم متواصلة وأكفهم لنيل ما راحته من المحامد وأصلة يكرمون النزيل ولا كلل، ويطفئون الليل مما أشتعل بأياد تمكن الغوادي وسوادي من تغيث الصوادي، شادوا المكارم وأبادوا المحارم، يُقتدى بهم في الفضائل ويهتدي بأواخرهم كالأوائل سنوا مكارم الأخلاق وبنو للحرب. أرفع رواق، والشبيب المذكورون أربع فرق كلهم مشهورون. وهم "آل محمد" الذين منهم الشيخ، والصقر والراشد والمغامس وهذه الأربع فرق، ألفا خيال وثلاثة آلاف سقماني، وأتباعهم من القرى المتعلقة بهم كثيرة. منهم "بنو منصور" و"بنو خيقان" و"و أهل الجزائر" قيمة ثمانية آلاف. ومنهم المنتفق- بنو مالك- خيلهم ألف وخمسمائة وسقمانهم خمسة آلاف وجملة أموالهم البقر والغنم ولم يكن لهم إبلاً. ومن المنتفق- الأجود- عدد خيلهم ألفي خيال وأربعة آلاف سقماني ذات بقر وغنم أموالهم. ومنهم- بنو سعيد- عدد خيلهم ألف، وسقمانهم ألفان، هؤلاء المذكورين كلهم أسم المنتفق، فأما جانب البصرة الشرقي منهم "الباوية" ألف خيال تتبع شيخ كعب. ومنهم "كعب" ذوو الطعن والضرب سماح النفوس جمال الطروس ذو الجاه العريض وأساة المريض والكرم ألجم والحلم الأتم. ومنهم وهم قبائل العراق "بنو حكيم" المؤملين ولا تأميل طالب القيم وهم ساكنين بين السماوة وديرة المنتفق. فرسانهم خمسمائة خيال وألفا سقماني. ومنهم "الخزاعل" نازلين غربي السماوة القول فيهم أنهم السحاب إذ انهالت والأسود إذا صالت كرام شجعان، وشجعانهم أكرم من كان، نفوسهم على الكرام محافظة ولا مخازي فيهم إلا إنهم رافضة، شرقوا في العلى واتهموا وغربوا في نيلها، وأشأموا بحمدهم طارقهم، ويشتغل بذكراهم مفارقهم والمذكورون تنقسم أربع قبائل كل منهم الحمد نائل أبناء رجل واحد وهم: الشبيب والصقر والحاج عبد الله، وآل غانم يقال لهم "السلمان" عددهم ستة آلاف سقماني وأربعة آلاف من الفرسان ومن الخزاعل "المذكورين" ، "عفك" والأقرع وجليحة. "الفتلة" كل قبيلة من هؤلاء ألفين سقماني، وأما مكاسبهم الحراثات في الشلب على الأنهار المتصلة ليلاً ونهاراً، ومنهم "آل بعيج" ومنزلهم من الخزاعل إلى المشهد "النجف" وهؤلاء أقدم الناس إلى الجود وإغاثة المنجود وأسرع إلى داعي القتال من دفع القوس للنبال خبزهم متصل وشرهم منفصل ورملتهم لا تخطيء وجفناتهم لا تبطئ نجدة الظلاحات وجذوة الظلمات، وعمدة الكرامات، تخشاهم الهيجاء وتقصدهم العلياء، ذوو طباع لينة، ومحامد بينه، أما فرسانهم ثمانية عددهما، وسقمانها ألفان مددها، أموالهم الإبل للنجاب ليس لبقر والغنم لهم بباب. ومنهم "آل واوي" مائتان خيال وخمسمائة سقماني ومنهم "آل قشعم" ذوو السنان الأغشم والعطر لمن سم حماة الظعون وما آل الظنون، الحائزون الفضل عن أقرانهم، والشاقة البيضاء في غرة زمانهم، أزمة الحرب ومداتها ورؤسائها وكماتها، أعجز سعيهم غيرهم أن يناله وأنجز وعدهم من بارق الوسم من خياله، حلوم ولا جهل، وممد الكرمات، والأهل أرديتهم العجاج، وأسلحتهم الرماج، ما قاموا فخاموا ولا أنعلوا جيادهم إلا وأعدائهم كالجهام، سقمانهم ألفان، وفرسانهم خمسمائة ولم يتعاطوا الرمي والبنادق. ومنهم "الزقاريط"، بالقرب من سيدنا الحسين وهؤلاء أظرف الفرسان مجاولة، وأمنعهم محاولة وأكرم الحواضر والبوادي وأنطلق لساناً في اجتماع النادي وأقدم في عزائمهم وأصدم. لمقاومهم عددهم ثلاثمائة فارس وخمسمائة مداعس ومنهم "زبيد" بين الحلة والخزاعل وهم ثلاث قبائل "آل جحيش والسلطان والسعيد" شيخهم يعرف "شفلح" القول فيهم إنهم آمال الطالب وعجالة الراكب، والبحر العذب للمسالم والحرب العطب للمقاوم، ضدهم محزون وعرضهم مخزون، لا تتبع أحلامهم الأهواء، ولا ثميل سفؤهم للأدنى كلهم أبناء كرام جرم، إنهم أزكى فعالا وأصدق أقوالا وأقوى للحرب إذا نزلت عليهم والمانعيها غير تائبة إليهم. فرسانهم ألف خمسمائة وسقمانهم ستة آلاف بلا كفاية. ومنهم "الرفيع" ذوو الإبل النجاب والخيل العراب، والمن الوافر بلا حجاب تشهد لهم أعداؤهم بالفضل وتستنجد بهم العلياء في السهل والجبل، غابتهم قصوى، وقناعتهم لا تلوى. ومنهم "ربيعة" كرام الطبيعة ذوو القباب الرفيعة والأكف المنيعة، منازلهم من واسط إلى بغداد، قد عمرها السخاء، وأشادوا وافتخروا على أمثالهم، وقصر كل نوال عن نوالهم. سقمانهم ألفان وفرسانهم مائة وعشرون. ومنهم "زوبع" المعروفون والكرام المألوفون السالكون مسالك الحمد والمالكون أزمة المجد ذوو العفو عند المقدرة والسخاء بلا معذرة. سقمانهم ألفان وفرسانهم المعدودة مائتان. ومنهم "شمر" الجانب الشرقي من الدجلة المسخرة، كبيرهم محمد البردي ومشكور الزوين، وهؤلاء لم يجد اللؤم عليهم مدخل، ولم يذكر في أحدهم قول إنه جبان أو يبخل بخيلين إلا في النوال، وجبن إلا في النزال، سادتهم أحلامهم فأعلت أعلامهم، وتشابهت لياليهم بأيامهم، كلهم طالب فخر وقد خره ذخر، ومع هذا كله لم يعرفوا الرمي بالبنادق ولكن سقمانهم بالرماح المعدودة للكفاح ألفا سقماني، وألف فارس لا كثر ولا واني. ومنهم "بنو لام" ذوو القدرة والتحام والإكرام لنزيلهم والإنعام، وهذه القبيلة السامية الجليلة، تنقسم فرقتان وهم "البلاسم" وآل عبد الخان وشيوخهم "عرار وعلي خان" عددهم ثلاثة آلاف سقماني، وأما الخيل فألفان كلهم فرسان. ومنهم "آل كثير" ضد المتقدم ذكرهم وهم شجرة الكرم وإساءة العدم وحماة الحرم يولون جميلهم، ولا يهبون قليلهم، خصالهم أشرف خصال وأفعالهم أكرم الفعال، ورثوا المكارم والمفاخر كابوا عن كابر، وما ونوا ولا آبوا بصفقة الخاسر، هم سواة الفضل ونجله، نزلوا بين الحويزة ودجلة فأصفت لهم هبوبها الأجسام، وملكهم أقدامهم أقصى غاية المرام، حتى انقلوا المشترى بأقدامهم، وصلوا ذروة المجد بأعلامهم وأفاضوا على العائل من فيضهم، وألغوا بذكائهم بين مشتاهم وقيضهم، ذوو جرد سلاهب وبيض قواضب، طوبى لمواليهم، والويل كل الويل لمعاويهم، وهؤلاء المشار إليهم، سقمانهم ألفان وفرسانهم ألف ومائتان. ومنهم بنو "تميم" غير الماضي ذكرهم ذوو غبطة ومال وخيل ورجال ومسكنهم المعروف باسم ديالى ذات نعم وأرزاق وكرم وأخلاق أسوة للمتكرم وقدوة للمتعلم، ونجدة للمتظلم يحمدهم الطارق ويستغيث بهم الفارق، قسمهم أو من قسم، ومروقهم في الحرب أدهى من مروق السهم، أقدم من الأسود، وأعد في تحكيم الأعداء معه ثمود، وأكرم من حاتم طي، وأحلم قبائل الحي سقمانهم ألفان، وفرسانهم سبعمائة. ومنهم "الدليم" وهم غربي الفرات، ينقسمون أربع فرق وهم "آل بورديني، وآل بو فهد، وآل بو علوان، والمحامد" كل قبيلة من هؤلاء مائتان وخمسون فارس، وألف سقماني لكنهم أبطال إذا صالوا كرام إذا نالوا، يحمون الحي ينجيع الدم ويمطون الظهور ويحلون الصدور. ومنهم "الجنابيون" شيوخهم "فدعم، ومرشد" وهم ذوو سطوة مهلكة وهبة مملكة، وكفاح بالسيوف وانشراح للضيوف، ومؤاساة للغائل وإدراك للجمائل، خير مكتسب للثناء، ومشيد البناء، وهادي لطريق المحامد والمنى. وأما عددهم سقماناً، فألف، وأما فرساناً فمائتان. ومنهم سكان جانب دجلة الشرقي بين بغداد وكركوك "العزة" ذوو المجد والعزة، والشوق للمكرمات ولا شوق كثير عزة، القول فيهم أنهم أمام المكرمات وغمام المعصرات، والأخذ الوبيل لمن نازأهم، والركن المنيع لمن والأهم، وما آل المؤمل رفدهم وزاد المتحمل من عندهم وقرة عين الخائف، وقال المستنطق والعائف. فرسانهم خمسمائة لم يعرفوا الرمي. ومنهم "العنبقية" ذو الأعراض النقية، القول فيهم إن أكفهم ضمرات السحاب وحماة النجائب، وأفضل أقرانهم وأجمل من طلب المدح من أهل زمانهم، كم أتاقوا من واحد وايتموا ولد على فراق والد، وما سلكوا طريقة حمد الألم يهيأ لهم من طلبها زنداً ولا احجبوا ناراً للقتال إلا وجعلوا وقودها صناديد الرجال، ولا طرقهم طارق بحشاشة إلا وبثادر. وقيل زادهم البشاشة، ومع هذا المجد الوافر والجود المتكاثر ينام أحدهم جائع مخافة من الطارقين بالليل الخاشع، ولم يتعاطوا الرمي بالبنادق سوى إنهم إذا نادى، منادي الويل، أجابته الجرد السوابق، وأما عددها في الحساب لا في الكفاية فالمعروف منها ثلاثمائة. ومنهم "الكروية" ذو المجد والأرومة وأكرم أقرانهم خوولة وعمومة وهم خلف جبل حمرين المخصوص بالبركات في سائر السنين. السنين، ولو أردت تبيان مفاخرة لورطني ذلك وأوهمني إنه من أشجار الآخرة مما لا يدرك عدة ولا وقف أحد على منتهى حدة من العنب والتبن والرومان والزيتون، والمتشابه من أشجاره البالغة وأقماره الطالعة، ذو التشاكل والألوان صنوان وغير صنوان، فاكتفيت بالأقتطار مخافة الاختصار، وأما المشار إليهم والمسند الثناء عليهم منهم إغراس عربة، والمنشئين بربرية أكرم من ثلوجة وأبها من أثماره في برجه، وأنفع من الزلال للظمآن، وأنجح من هلاك الضد من النعمان، فرسانهم ثمانمائة فارس، وأما الرماة فما عندهم مورد ولا حارس. ومنهم "آل بيات" ذوو قرى وبوادي وفضائل سابقة وبوادي وجيادها باب الأغادي، سموا إلى الذروة العليا، وجنوا المكارم الأحلام في الدنيا، وهؤلاء المذكورين والكماة المشهورين بين كركوك إلى بغداد في أطيب الأرض أرضاً، وأنعم الناس زاداً وأقرب مصادفة للأهوال وأعذب مشرباً للطارق في سود الليالي فاقوا لمحامدهم الأوائل، وورثوا السماح والجرأة فما بكر بن وائل لو شبهتهم بحاتم في الجود لأصبت أوقستهم بابن الزبيبة في الهيجاء لما كذبت. وأما فرسان البيات من البيات من هذه القبائل المذكورات فستمائة فارس. وأما عن عرب الجزيرة ما بين بغداد إلى أورفا طولاً وعرضاً من البيرة إلى ماردين وممشاة طولاً أثنى عشر يوماً وممشاة عرضاً ستة أيام، ومن الموصل إلى عانه عرضها ستة أيام شرقها وبوسط الجزيرة المذكورة "جبل سنجار" المشهور، وبه جملة قرى متعددة. وهو جبل منيع وأهله عصاة للحكم خارجين عن جملة الأديان ليس لهم معتمد وقال بعض العارفين بهم أنهم يعبدون الشيطان لعنهم الله وأيان- ولم يقدر عليهم أحد من وزراء بغداد إلا الوزير الأفخم المغفور له ما تأخر من ذنبه وما تقدم "علي باشا" أعلى الله تعالى منازله بالجنان وتغمده بالرحمة والرضوان، فإنه الذي سار عليهم بعساكره، وحكم السيوف فيهم وقتل منهم جمل عديدة وأسر منهم أسرى ولم يتمكن من ولايته استئصالاً، وأما ما في هذه الجزيرة من المدن المشهورة، فالموصل وأورفا وعانة وقرى لا تعد، وأما عربانهم الموجودين منهم:- "آل عبيد" وهم ينقسمون إلى أربع فرق منهم "آل بو شاهر، وآل بو حمد وآل بو علقي وآل بو هيازة" مساكنهم بين بغداد والموصل، وهم ألفا فارس ولم يتعاطوا الرمي بالبنادق. ومنهم "طي" وهم ذرية حاتم الطائي الذي هو أشهر من دبر السماء لم يعارضه أحد بالكرم ممن خلق الله من العرب والعجم، وأخباره ليست مجهولة ولا مكذوبة، سانيدها المنقولة، وماذا أقول فيهم ولم يتركوا مقالاً لقائل، القول فيهم أنهم درة القبائل لم يدرك المادح حصر فضائلهم ولم يقف العائم بحر مكارمهم على ساحلهم، فاقوا الأمم باكتساب الشيم، وأعلوا نيران القرى على البقاع فأخبارهم نار على علم، أشجع لدى القراع، وأرفع أقرانهم بقاع، وأطولهم في طلب العلياء باع، وأما مساكنهم بين الموصل وماردين، وهم لا يستعملون البنادق، وأما فرسانهم فألفا فارس. ومنهم "شمر" وهم من ذرية حاتم المذكور من سكان الجزيرة وهم أكرم العشائر عشيرة وأرفعهم عماداً وأكرمهم أخوالاً وأجداداً وأصحهم من ذكر المكارم أسناداً وأقدم في الحرب وإن جردت سنانها الغضب ولو أجهدت أقلامي في لغتهم، وساعدت أيامي كما أدركتهم، ولكن الكثير على القليل يحمل ويكفي اللبيب عن المفصل مجمل، وشيخ هؤلاء المشهورين سلماً وحرباً يقال له "الجرباء"، وأما سقمانهم فألفا، وفرسانهم ألف ومائتان. ومن شمر قبيلة يقال لها "الصليح" وما شبه آخر هؤلاء، المرموقين بأولهم، وفي الحقيقة هم في السبق لاستدراك الجميل فضلهم كرام بأموالهم وأسود عند استبسالهم، يقتحمون الواهي ويجنبون النواهي، ولم يخب لمؤملهم أمل، ولم يبطلوا لعاملهم على هذه الطريقة، منشغلين زحل، عددهم ألف سقماني وستمائة من الفرسان، وهم تبع أيوب بن تمر باشا ومنهم "الملية" وهم تحت حكم تيمور باشا والآن تحت حكم أبيه أيوب ومسكنهم أرض الرها، القول فيهم أنهم أولوا النهى والمعتلين قدراً والمنتعلين السهى ذوو هبات زاهيات وجياد عاديات ونفوس أبيات لم يسمح الدهر بأمثالهم ولم يسر في ضرب الجميل سوى أمثالهم، يسبق أقوالهم فعلهم ويلحق جواد غيرهم بفلهم، وهم أسوة المتآسين، ونجدة الطارق المرسى. عددهم أربعة آلاف سقماني وألف وخمسمائة فارس. ومنهم "الخضر" ذوو العيش النضر والجيش المضر القامعين المعادين مسكنهم بين نصيبين وماردين لم يبق لغيرهم مطعماً إلا من خيرهم ولم تعارضهم السحب الروائح إلا بتكرار حمدهم والمدائح فاقوا من قبلهم فاشتاقوا أهل زمانهم بعض فضلهم، ولم يدرك لهم غاية ولا وقف على نهاية، وأما الحرب منهم ولدها والبالغوا شدهما والمعجلى قراها ببيض قواضب وجرد سلاهب. وأما خيلهم فما تجاريها الرياح، ولا تباريها خطوات البارق إن لاح، عددها سبعمائة سابق وألف من الرماة الحواذق. ومنهم على ساحل الفرات بالجزيرة من الخابور إلى البيرة، "الجبور" غير الماضي ذكرهم، والمشاد فخرهم، وهؤلاء أشبه ممن قبلهم وفد يدركوا فضائل غيرهم، ولم يدركوا من فضلهم سقمانهم ألفان وخيالتهم ألف. ومنهم "العقيدات" بجانب الشامية القول فيهم أنهم ذهاب المحن وأرباب المدن وبدر الليل، وإن أجن، عوايدهم جميلة، وفوائدهم جليلة سقمانهم ألفان، وفرسانهم ثمانمائة. ومنهم "البقارة" ذوو الهبات السارة والكتائب المارة الذين هم مآل النجا وساق الرجا ورواق الخائف وقوام المتجانف، سيوفهم أطول من ظلال الرمح، وأكفهم ابيض من نوالها وجه الصبح، ولو لم يكن لهم إلا إكرام ضيفهم الطارق لكفاهم هذا المجد الخارق. وأما فرسانهم خمسمائة وسقمانهم ألف. ومنهم "ألبو شعبان" السالكون في أفعالهم مسالك أكرم العربان القول فيهم قول المتبع آثارهم، العارف بأسرارهم، إنهم عماد المكرمات "و حياة الرفاه" وقصب دائرة الحروب والشهب المنيرة، ونعم العشيرة لتنفيس الكروب، صريعهم لا يرجى قيامه إلى يوم القيامة. فنعم الطاغين وأكرم، وبئس لمطاعنيهم وأشام. خمسمائة سقمانهم، ومائتان فرسانهم ومنهم بجانب الشامية "العفادلة" و"الولدة" ذوو البأس والشدة والغياب والنجدة، الذين هم يفاع المكرمات وبقاع الرياض الناظرات بجهدهم النزيل ويستقلون له الجزيل، ولو يتركوا لسواهم مسلكاً من مسالك الجميل. عددهم سقماناً ألفان وفرساناً ألف ومائتان. ومنهم "آل بو محمد" وهم أشبه بالماضين في المكرمات ونيلها وخوض بحورها المهلكات بليلها، والفضل يدل نشره عليه وشبيه الشيء منجذ إليه. وأما فرسانهم مائتان وسقمانهم خمسمائة. ومنهم "بنو سعيد" ذوو البأس الشديد والسنان الحديد السابقون في المجد والمدركون الحمد في هزلهم والجد. أما فرسانهم فهم الترك، استغفر الله قد يجيب لقولي هذا الترك بل هم بنو الأصغر المذكورون، ولا أتفوه بالترك لأن ليس لهم مناظرون ومع هذا إكرامهم نزيلهم وإعطائهم جزيلهم لم يحسبوه من مكارم الأخلاق لأن ذلك عندهم أهون الأخلاق، وهؤلاء أعظم أقرانهم، قدرة أميرهم أسمه "فحل آل خليل" عددهم سقمانا ثلاثة آلاف وألف وخمسمائة فارس. وكل هذا الفصل المتعلقة به قبائل العراق في قبضة وزير بغداد حرسه الله تعالى من طوارق الأضداد من البصرة إلى ماردين وما عداه من قبائل بجانب الشامية على ساحل الفرات تحت ملك وزير الرها، وهذا ما أشبه المؤلف سامحه الله تعالى من قبائل العراق المعروفين، ولم أبالغ من أثباتهم لأن المتروك أكثر من المذكور والسبب الداعي إلى تركهم عدم الاحتياط بهم والاستعجال من تسديد هذه الكراريس، ولو يشاء الله عز شأنه ثم أشاء لأفصحت عن الجميع غير هذا التفصيح وأوضحت أبين من هذا التوضيح، لكن الذنب محمول على الزمان وتراكم المحن التي ذات ألوان والله سبحانه المستعان.

الفصل الثامن

في قبائل حلب من عنزة وغيرهم منهم "الموالي" ذوو المحامد والمعالي والسبق في المكرمات واللحوق لأبعد الغايات سادة الحرب وأهوالها وأعشق طالب لها وأهوى لها وأقدر أبنائها إليها وأصبر من الحسام بكف البطل عليها، كم أقبلت فمنعوها وطارت عقبانها في العنان السماء فرفعوها، ورثوا المجد عن أب فجد، وأججوا نيران القرى على رؤوس الأعلام، وأنجدوا مستغيثهم بما ادخروه من فضلات المواهب والحطام، العون في الشدائد أيديهم والقطب للمكارم وناديهم، والحمد لهم أين ما ملكوا، وحديد الهند نصيرهم أين ماسلكوا سكنوا بالقرب من حماة فكانوا لما يليها غيوثه وحماة، أما الآن فألف فارس وثمانمائة. وأما سابقاً فعشرة آلاف فارس. أميرهم "محمد آل خرفان" وقد تغلبوا عليهم عنزة فأدركوهم بالنقصان. ومنهم "الحديديون"المشهورون والكماة المذكورون، أموالهم الشاة، ورجالهم الحمير، ومسكنهم جبل الأحصى وحارة نهر الذهب الكبير. القول فيها أكرم من وضع المجفاف وأشجع من رفع السنان وأحلم عند الغضب وأكرم عند الطلب شاكروهم أكثر من شاكيهكم، والحالمون عن نداهم في الحقيقة لم يحاكموهم كلهم فرس رهان في الجود وطالب حمد وباذل موجود. وأما عددهم وحماة بلدهم منهم أربعة آلف سقماني كلهم أقد في الحرب من سقوط السهم الداني والله أعلم. ومنهم "الفدعان" من عنزة ذوو الوعود المنجرة والهبات المبرزة وهم أربع عشائر منهم "آل غبين، والحرصة، والولد، آل مهين" وكل قبيلة من هؤلاء ألفي سقماني وألف خيال. ومنها "أبن هذال" ومن تبعه من الكماة والأبطال التي لا يدرك فخرها ولا يسر في الظلمات بدرها الذين هم حذوة المقتدى، ونجدة المجتدى وما آل الأمل وكمال الفضائل بدور السعود ونجاز الوعود، ورياض المفاخر الذي تسرها أولاً ولا آخر، تقصر الألسن عن مدحهم وتضئ الدياجي بقدمهم خير القبائل في الندى وأبعدهم عن قسائم الردى. عددهم ثلاثة آلاف سقماني وفرسانهم ألف فارس. ومنهم "السبعة" المشهورون والكماة المدخرون النازلون المخون والمفقرون الضيوف، ذوو الأكف الوطف، والرماح الرعف، والمارقون من الذم مروق السهم من الصف، أولئك هم خير البرية في البحور والبرية. وأما عدد سقمانهم ألف وخمسمائة، وأما فرسانهم فألف للحماية. ومنهم "آل فاضل" ذوو البراز والتناضل وهؤلاء هم حكام عنزة سابقاً ويعرفون بالحسنة، القول فيهم أنهم الحق إذا حصحص والبرق إذا بصبص، والأسائي للغيوم والمؤاساة للمظلوم، وعددهم صادق وسهمهم راشق، تنوب قلوبهم عن الدروع، فلا تقاومه الجون الغوادي ولا يدرك حصره حضر ولا بادي قد شمل الأكم والعرب والعجم. وأما فرسانهم فخمسمائة فارس "العمور" ضد الماضي ذكرهم وهم قريب جبل الطيبة المعروفة وهم أشبه بسلوك طريقة الجود بمن قبلهم. وعدد فرسانهم المشهورين خمسمائة فارس. وكل هؤلاء العشائر مسكنهم بين الشام وحلب الآن. ومن عنزة سكان أرمى الشام. ومنهم "ولد علي" وشيخهم "دوخي الشمير" وهم ألف خيال وأربعة آلاف سقماني، وهؤلاء الذين يحملون الحاج ولهم حر من الدولة العلية معينا كل سَنة. ومنهم "السوالمة" من عنزة وهم من قبيلة "الدريعي" المشهورة وهم خمسمائة خيال وألف سقماني . ومنهم "الأشاجعة" من عنزة كبيرهم "أبن معجل" ذو حمية زائدة وهمم متزايدة، فاقوا من قبلهم وأكتسب المتأسي لهم من فضلهم وهم ستمائة فارس وألف سقماني. ومنهم "عبد الله" بالتخفيف، عددهم ثلاثمائة خيال وخمسمائة سقماني، وفيهم من الشجاعة ما لم يدرك مقابلته تبع ولا يصنع الاستطالة ومنهم "الروله" شيخهم "الدريعي" المشهور، وهؤلاء قبيلة أطول باعا في الكرم، ورع الذمم، والمداسات للعائل والارتكاب الفضائل، والطعن في المضايف والضرب في المفارق أولئك المجد عليهم أجمل، وأخبارهم في المكرمات أعرض وأطول، وأما عدد سقمانهم والمعروف من فرسانهم ألف وخمسمائة وألف فارس، وكل هؤلاء المذكورون، من بصرى إلى الشام، وأما الذين غيرهم من عربان الشام فهم: "السردية" هؤلاء المذكورون من حمال الحاج، ولهم صبر معلوم من الدولة العلية، والآن تغلبوا عليهم. وهم خمسمائة خيال بهذا الزمن الآخر. ومنهم "بنو صخر" ذوو المجد والفخر والقدرة والقهر. القول فيهم أنهم سابيب السماح، وأنابيب الرماح، جهابذة النطق، والرعاة إلى طريق الحق والمكرمون نزيلهم والمسبلين جميلهم وذوو محافظة على الحاج الأكبر، ودافعه الخطب بكل يمان وأسمر. عدد سقمانهم ألف وفرسانهم خمسمائة. ومنهم "السرحان" ذوو المن والإحسان والعفو والصفح والوفاء والمنح والضرب بالهامات، والطعن بالردينيات. وهؤلاء أكرم من رائحة أشبه ليلتهم من البارحة. سقمانهم ألف وفرسانهم خمسمائة. ومنهم "آل عيس" المذكورون كل نفيس والطاعون كل خميس نجدة المستنجله. وقدوة المسترشد الذين بهم أس المريض والجاه العريض، حايات جارهم متظلم ولا لروع المخاوف متألم، ولم يسبقهم أقرانهم في المكرمات، ولم يكن إلا من تعاطيها أشتغالات قد ضحك الدهر بوجودهم وأنطبع من مرآة صفحاته جودهم واعتذرا لي بينه من سوء صنع بناته، وختم الفضل بهم وإن كان هم مقدمات حسناته، وساءت الظنون قتل وجودهم وتراجعت الأماني، فحققوا ظنها وشحت الجون الفوادي فتقابلوا بلهاهم ضنها، وكيف أصف مناقبهم أو بعضها أو يرضى نشر أمرهم الأعداء وأنا لم أرضها. وأما عدد هؤلاء الطائفة فرساً وتشخيص رماتهم إنساناً فإنساناً، ثمانمائة فارس وألف وخمسمائة رامي. هؤلاء أموالهم الإبل، وهم قلما يصطلحون بينهم وبين المشار إليهم آنفاً من عنزة بنواحي الشام."و آل بو عيسى" المذكورون قبيلة قديمة وأعراقهم في السبق للغايات كريمة. وهذا ما من الله سبحانه يبلغوه وضمم شمل المتنافر من فصوله وسجوعه، وأبديت فيه غاية الجهد الجهيد وأديت الواجب في حقه من المحامد والتمجيد، ولم أدخل عليه لفظه مستعارة أو فقرة يقدح فيها القادح بازدرائه واحتقاره إلا إني جعلته مسوداً ولا بد من إمعان النظر فيه مردد التنقيح المحسن والمسيء والمظلم من المضيء فحال دون ذلك الاهتمام من صاحبه المقترح على أيجاد فرائده وعجائبه ورتبته على ثمانية فصول :

الفصل الأول: في قبائل اليمن الفصل الثاني: في الحجاز الفصل الثالث: في نجد الفصل الرابع: في قبائل نجد الفصل الخامس: بذكر عمان الفصل السادس: بأخبار الاحساء الفصل السابع: في قبائل العراق الفصل الثامن: في قبائل حلب

وما يليها والله سبحانه المسؤول ونعم المأمول أن يعظم الأجر ويشرق في جنح الدياجي غرة الفجر ، وأن يتسامح من الخطأ والزيادة ، ويسبل رداء ستره ، كما كان على أحسن عادة فللناظر في تشجيعه وتضفيفه وترصيعه وتأليفه أن ينظر بعين الموادات للخل والتجاوز عن التقصير في القول والعمل ، وأن يحسن الذكر لصاحبه، ويقبل معذرته من عدم إحرار الكتاب ومقابلته فالكريم من سر السهو ، وقابل الذنب بالعفو والله الهادي إلى سواء الطريق، والمرشد إلى الحق الحقيق وبه الكفاية والحماية والوقاية وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأكرميين وأصحابه الغر الميامين، والحمد لله رب العالمين . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس