يشتري سمعته بالمال
"روضان حمود الروضان" تاجر كويتي من كبار تجار الكويت ، تتلخص قصته في أنه كان جالس في أحد الأيام في مجلس الأمير الشيخ "عبدالله بن صباح" إذ دخل على القوم بدوي واتجه من فوره حيث يجلس "روضان" وقال له بصوت عالٍ : أين أنت يا رجل ؟ لقد تعبت وأنا أبحث عنك .
• فقال روضان ألك حاجة فأقضيها لك يا أخي ؟
• فقال البدوي : أعطني أمانتي التي أودعتها عندك العام الماضي أيا الرجل .
• ونظر روضان إلى الإعرابي فلم يعرفه فسأله ، وما هي أمانتك أيها الرجل .
• فقال البدوي : هل نسيتها يا رجل إنها كيسا أبيض فيه خمسمائة دينار .
• فقال روضان : تعال هنا في الغد لتأخذ أمانتك إن شاء الله .
فلما أتى الغد قدم البدوي إلى مجلس الأمير فلقا روضان ينتظره وبيده الكيس الأبيض وبيه المال فأخذه البدوي ورحل . وفي اليوم الثالث وبينما كان رواد المجلس يتحدثون ويتحاورون دخل عليهم البدوي وتوجه إلى روضان فورا وقال له خذ أيها الرجل الطيب إني قد أخطأت فقد أتاني رجل آخر وأعطاني أمانتي وهو يشبهك فعذرني على خطأي ، فقال روضان لا تقلق يا أخي غفر الله لك .
تملكت الدهشة كل من حضر المجلس حتى "الأمير عبدالله" والذي سارع للحديث إلى روضان قائلا : لم فعلت ما فعلت وأنت تعلم علم اليقين أن لا وديعة لهذا البدوي عندك ؟ فقال روضان لو أنكرة قول البدوي لشك الحاضرون بأمانتي ، فقلت في نفسي هي خمس مئة دينار اشتري بها سمعتي وكرامتي .
وهنا عزيزي القارئ لنا وقفة لنعتبر من هذه القصة ، حيث أن خمسمائة دينار في ذلك الزمان كانت تعني الشيئ الكثير مقارنة بزمننا الحاضر ، ولكن لم يتردد التاجر "روضان" عن دفعها ليشتري سمعته وكرامته ، والذي نتمنى أن نجد هذا الخلق الآن في تجارنا اليوم الذين ليس لديهم مانع من سلب 50 دينار من رجل بسيط رغم عدم حاجتهم لهذا المبلغ .
وفي الختام أتمنا أن حازت قصتي على رضاكم واعذروني على الإطالة .