الموضوع: هداج تيماء
عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 27 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : هداج تيماء

كُتب : [ 31 - 10 - 2008 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : كلنا سمعنا بالمثل القائل " فلان مثل هداج تيماء " فما هو هداج تيماء ؟ هداج تيماء يعتبر أعظم بئر في الجزيرة العربية بل وأشهرها ويعرف ( بشيخ الجوبة ) أي شيخ الآبار وكثير ما يطلق على الرجل الكريم هداج تيماء ، يقع بئر هداج وسط تيماء القديمة وهو أحد أهم آثار المملكة العربية السعودية وبعتبر من أهم المعالم الحضارية القائمة على المستوى العالمي فيما يتعلق بالآبار إذ لا يوجد ما يماثله ولم يعرف العالم أضخم ولا أشهر منه في العصور القديمة والحديثة ، يعتبر بئر هداج الطابع المميز لمدينة تيماء وهو مقصد الكثير من زوار مدينة تيماء .

أهميته ك

يستمد بئر هداج أهميته من الدور الذي لعبه في حياه الأقدمين والمحدثين حيث جعل من تيماء مدينة زراعية كثير النخيل هائلة البساتين ، وذلك لسعتة ووفرة وعذوبة مائه التي كان من دلائله أنه كان يسنى عليه بسبعة وسبعون جملا في آن واحد وفي فصل الصيف القائظ إذ يبلغ محيط فوهته خمسة وستون متر ويعتمد بئر هداج في مائه على انتاجية العين الموجوده في زاويته الجنوبيه الغربية والتي لا يزال ماؤها يتدفق حتى وقتنا الحاضر وتنتقل المياه منه إلى المزارع بواسطة إحدى وثلاثين قناة تبدأ من حواف البئر وتتفرع إلى البساتين على مختلف مواقعها .

تاريخه :

يعتقد أن حفر بئر هداج وطي جدارانه يعود إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاداي حوالي منتصف القرن السادس قبل الميلاد .

مسماه :

مع أن البئر من أكثر المعالم التي ذكرها الكتاب والرحالة والجغرافيين على مختلف اهتماماتهم ولغاتهم إلا أنهم لم يتطرقوا إلى مسماه أو سبب التسمية عدا ما ذكره الاستاذ / سليمان الدخيل من أن هداج على وزن شداد اشتقاقاً من الهدج وهو على ما ذكر اللغويون مقارنه الخطو في السير والإسراع وذلك إشارة إلى سرعة الماء في هذه البئر ، أما الأستاذ الدكتور / عبدالرحمن الأنصاري فيعتقد أن هناك بين لفظ هدج وبين اسم الإله ( هدد ) أو ( أدد ) إله الماء لدى مشركي الساميين علاقة .

هداج في الشعر :

لعل بئر هداج من أكثر الأبار التي ذكرها الشعراء وتغنوا بها وبنخيلها وبعذوبة وغزارة مياهها وسنقتصر على أهم الأشعار :- وممن ذكره السموال بن عاديا : حاكم تيماء في القرن الخامس الميلادي الذي يقول مفاخرا ببئر تيماء وحصنها

بنى لى عاديا حصناً حصيناً
= ومـاء كلمـا شئـت استقـيـت

كما ذكر البئر في العديد من الأشعار النبطية ومن أشهرها قول الأمير / عبدالعزيز بن سعود بن محمد اّل سعود :

هـداج ما غاضـه مـن الــورد مـيـا
= حجم الورود الظامية ما تغيضه

ويقول الأمير / محمد بن أحمد السديري :

وعيني لعل الله يعجل فرجها
= يفوح ناظرها كما عين هداج

ويقــول / نـاصـر الزغيـبـي :

هداج تيماء ما تواني سوانيـه
= ما ينعرف وردة من الصادرين

ويقول / الأسمر بن خلف الجويعان :

العد يـروي كـل صـادر ووارد
= هداج تيماء وأزرق الجم ماكم

ويقول / خليف الهجيلي :

مثل السحـاب إن جـاك غيثـه تـرادم
= يروي الفياض إليا انتثر مع شعيبه

كـل (ن) شـرب مـن فزعتـه ويتطعـم
= أحـلا مـن الحالـي وسكـر حليـبـه

من يـارده يشـرب قراحـه مـن الجـم
= هـــداج تـيـمـاء ما يـخـونـك قـلـيـبـه

ويقول / اللوط بن منقره البلوي :

وا قلـبـي الـلـي مــن طـواريـه مـاجـي
= وأقلـبـي الـلـي مــن طـواريـه مــواج

أتعب وأنا ما أروح لا أمشي ولا اّجي
= أتعـب كمـا تتعـب جمـال مــع الـحـاج

وإلا زمــال الـبــدو مـــع كـــل لاجـــي
= وإلا الـسـوانـي يـــوم وردن لــهــداج

مشروع الترميم :

المرحلة الأولى من مشروع الترميم تشمل إزالة كل ما استحدث حول البئر في حدود المنطقة التي حددتها المساحات التي اعتبرت مكانا لمرافق البئر وايضاً ازالة الحدائق التي انشئت حولها حيث تعد المنطقة حديقة مفتوحة ، وستخصص مساحة كبيرة كافية للمرافق المساندة وإعادة بناء وترميم جدران المزارع المحيطه بالبئر ، وترميم جدران البئر وتنظيف احجارها من العوائق والاكاسيد وتقويتها ، وازالة الاشجار المتنامية على جدرانها مع تحسين المنطقة المحيطه بساحة البئر ، وتنظيف المزارع ، وازالة الاشجار المتهالكة والمحروقة ، وطلاء المنازل الحديثة المطلة على ساحة البئر بالوان تتناسب مع البيئة المحيطه ، مع اظهار كل قنوات البئر السابقة المدفونة وترميمها واعادتها الى وضعها السابق ، لهذا كله حرص أمير منطقة تبوك على الحفاظ على الموقع الأثري ، وكلف احدى الشركات المتخصصة اجراء الدراسات الكاملة عن حالة البئر في السابق وحالتها الراهنة والخروج بنتائج متكاملة لارجاع هذه البئر الى سابق عهدها ، وركز أمير منطقة تبوك من خلال مشروع ترميم البئر وتنظيم المنطقة المحيطة بها على عدة اهداف منها . 1 ـ ابراز الدور الذي تلعبه البئر في حياة السابقين والمحافظة عليها كتراث وطني يجب حمايته والمحافظة عليه عن طريق ترميمه وصيانته . 2 ـ استكمال الاجزاء الناقصة للبئر لتصبح في صورتها السابقة وتستأنف دورها الحيوي والفعال كما كان في السابق .3 ـ جعل البئر مقصدا سياحيا للكثير من الزوار والسياح الذين يقصدون مدينة تيماء ، وحقاً وضعت خطة متكاملة من حيث تكوين خلفية تاريخية شاملة من حيث المعلومات المدونة بالكتب القديمة والحديثة العربية والاجنبية وتوفير المعلومات المتوارثة ورسم الصورة الواضحه لوضع البئر في السابق، بالاضافة الى وضع خطة للتوثيق والتسجيل ومنها توثيق وتسجيل منطقة البئر بدراسات علمية واثرية تاريخية ومعمارية وانشائية ، واعداد كتيب ثقافي واعداد نشرة سياحية واعداد مخططات تتضمن الرقع المساحي والمعماري وتنسيق الموقع العام وعمل تصوير فوتو غرافي ومقايسة الترميم الشامل للموقع واستغلالة مركزا ثقافيا لمحافظة تيماء تقام به العروض الشعبية والمعارض الفنية في الساحات المطلة على البئر وعمل المكان لعرض المواد التراثية الشعبية وتصنيع المعر وضات والادوات الشعبية والتراثية مع تخصيص جناح من اجل عرض تطور المنطقة بتبوك الحضار . وقد إنتهى العمل بالمشروع . ويعود تاريخ بئر هداج الى منتصف الالف الاول قبل الميلاد وذلك اعتمادا على مقارنة طريقة بنائها مع العديد من العالم الاثرية المؤرخة مثل قصور الرضم والسور والحمراء التي تعود الى العهد البابلي بشمال الجزيرة . وجاء مسمى بئر هداج , وفقا للدكتور عبد الرحمن الانصاري خبير الاثار السعودي , في كتاباته ان هناك صلة بين لفظ " هداج " وبين اسم " هددو " أو " أدد " إله الماء لدى مشركي الساميين وخاصة الا راميين الذين استوطنوا تيماء في اوائل الألف الاول قبل الميلاد . وهذا هو الرأي الارجح عند الاثاريين . وقد ذكر بئر هداج في كثير من قصائد الشعر العربي وتغنى بها الشعراء قديما وحديثا . وجددت البئر ووضعت عليها اربع مصضخات للمياه عندما زار الملك سعود , رحمه الله , تيماء عام 1953. ويومذاك أمر بتركيب المضخات الأربع على البئر , وقسمت حسب جهات البئر الاربع , ووزعت المياه على المزارعين حسب اسهمهم في البئر . وكان هناك شخص عينته الدولة مسؤولا عن صيانة المضخات وتقسيم المياه وتأمين المحروقات . في حين كلفت شرطة تيماء حراسة البئر وتنظيم الاعمال وفض المنازعات عند حدوثها . وبالفعل حولت البئر مدينة تيماء الى مدينة الزراعية غنية بالنخيل والبساتين لسعتها ووفرة مائها وعذوبتها , ووجود عين جارية في زاويتها الجنوبية الغربية ما زال ماؤها يتدفق بغزارة . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

أخي الكريم / أبو راجس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بهداج تيماء بئر أبلقها قصر / السموأل بن عاديا والذي قيل فيه المثل العربي الشهير : ( تمرد مارد وعز الأبلق ) وأول أمير لها في العهد السعودي / سليمان الشنيفي الثوري السبيعي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته جعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .



رد مع اقتباس