عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : درب زبيدة شاهداً على عظمة الحضارة الإسلامية

كُتب : [ 31 - 07 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

في دراسة للدكتور الراشد عن طرق الحج قديماً

سبع طرق رئيسية للحج والتجارة شهدتها الجزيرة العربية

الرياض واس :

شهدت الجزيرة العربية في العصر الإسلامي ظهور وتطور سبعة طرق رئيسية للحج والتجارة هي طريق الحج الكوفي وطريق الحج البصري وطريق الحج الشامي وطريق الحج المصري وطريق الحج اليمني الساحلي وطريق الحج اليمني الداخلي وطريق الحج العماني . وتتصل هذه الطرق مع بعضها البعض في نقاط رئيسية أو بواسطة طرق فرعية ولقيت طرق الحج عناية فائقة من قبل الخلفاء المسلمين والأمراء والوزراء والأعيان ومن محبي الخير من التجار والوجهاء على مر العصور وبعض الطرق استمر استخدامه حتى عهد قريب والبعض الآخر اندثر بسبب الظروف المناخية والاقتصادية والهجرات السكانية . وأقيمت على طرق الحج منشآت عديدة مثل المحطات والمنازل والمرافق الأساسية من برك واّبار وعيون وسدود وخانات ومساجد وأسواق كما أقيمت على هذه الطرق الأعلام والمنارات والأميال التي توضح مسار تلك الطرق وتفرعاتها . وحفظت المصادر التاريخية والجغرافية معلومات مهمة عن طرق الحج في الجزيرة العربية ومن أبرز تلك المصادر ما كتبه كل من الطبري وابن الا ثير وابن كثير والحربي وابن رستة وابن خرداذيه والمقدسي والهمداني والبكري وياقوت وابن جبير وابن بطوطة والجزيري وغير هؤلاء كثير تتعلق مؤلفاتهم بكل طريق من هذه الطرق على حدة .

الطرق الرئيسية : وتناول بحث للأستاذ الدكتور / سعد بن عبدالعزيز الراشد طرق الحج الرئيسية وهي :

أولاً طريق الكوفة مكة :

يعد طريق الحج من الكوفة إلى مكة المكرمة من أهم طرق التجارة والحج في العصر الإسلامي وقد عرف هذا الطريق فيما بعد باسم ( درب زبيدة ) نسبة إلى السيدة / زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة هارون الرشيد « توفي رحمه الله سنة 193ه/809م » والسيدة زبيدة كان لها أعمال كثيرة في إقامة بعض المنشآت على هذا الطريق وفي مكة المكرمة ومن أهم أعمالها حفرها عين زبيدة التي لا تزال اّثارها باقية حتى اليوم . وطريق الكوفة مكة لا يستبعد أن يكون معروفا قبل العصر الإسلامي حيث كانت الحيرة عاصمة المناذرة بالقرب من الموقع الذي قامت فيه الكوفة فيما بعد سنة 14ه وربما كانت القوافل التجارية من مكة والمدينة تتجه إلى الحيرة عبر هذا الطريق وكانت توجد على الطريق مناهل للمياه قبل الإسلام توقف في بعضها الجيش الإسلامي بقيادة / سعد بن أبي وقاص قبل دخوله العراق ومن هذه المناهل زرود والثعلبية وشرف والعذيب والقادسية . غير أن الطريق انتظم إستخدامه بعد فتح العراق وانتشار الإسلام في المشرق الإسلامي فتحولت مناهل المياه وأماكن الرعي والتعدين على الطريق إلى محطات رئيسية وبدأ الطريق يزدهر بالتدريج منذ عصر الخلافة الراشدة وحتى العصر الأموي وبانتقال مركز الخلافة من الشام إلى العراق في العصر العباسي أصبح الطريق حلقة إتصال مهمة بين عاصمة الخلافة في بغداد والحرمين الشريفين وبقية أنحاء الجزيرة العربية وحتى اليمن وأعطى خلفاء بني العباس جل اهتمامهم بتأمين طرق المواصلات وبالأخص طريق الكوفة من مكة كما كان للأمراء والوزراء والقادة والوجهاء إصلاحات أخرى كثيرة على الطريق . وفي ضوء المعلومات الواردة في المصادر التاريخية والجغرافية نجد أن طريق الحج العراقي ( درب زبيدة ) خطط مساره بطريقة علمية وهندسية متميزة حيث حددت إتجاهاته وأقيمت على امتداده المحطات والمنازل والاستراحات ورصفت أرضية الطريق بالحجارة في المناطق الرملية والموحلة ونظف الطريق من الجلاميد الصخرية والعوائق في المناطق الوعرة والصخرية وزود الطريق بالمرافق الضرورية من منشآت مائية كالسدود والاّبار والبرك وأقيمت على امتداد الطريق العلامات التي توضح مسار الطريق كالأعلام والمنارات والأميال ( أحجار المسافة ) والصوى والمشاعل والمواقيد ليهتدي بها المسافرون ليلا ونهارا . وأوردت المصادر الجغرافية المبكرة إشارات عديدة إلى المواقع والمرافق التي تولى إنشاءها بعض الخلفاء والأمراء والوزراء والأعيان وتذكر المصادر أن الخلفاء والأمراء كان لهم مبان وقصور خاصة بهم ينزلونها عند زيارتهم الأماكن المقدسة ومن أبرز الخلفاء العباسيين الذين سافروا على هذا الطريق / أبو جعفر المنصور والمهدي وهارون الرشيد وقد أدى الرشيد فريضة الحج تسع مرات طوال فترة خلافته 170 ه الى 193ه 786 الى 809م ، بهذا يكون قد قطع في رحلاته بين بغداد ومكة ما يقارب من 5698 ميلا « 6.9686 كيلا » وكان في بعضها يحج ماشيا وكان لطريق الحج من الكوفة إلى مكة عمال ( ولاة ) يشرفون على الطريق ويتعهدونه بالصيانة والإعمار أولا بأول . ورصد الجغرافيون المسلمون سبعا وعشرين محطة رئيسية على الطريق من الكوفة إلى مكة وسبعا وعشرين محطة ثانوية تسمى كل واحدة منها متعشى وهي محطة استراحة تقام بين كل محطتين رئيستين هذا خلاف المرافق الأخرى التي كانت تضاف على امتداد الطريق . وهناك طرق فرعية أخرى منها طريق معدن النقرة / المدينة وبلغ امتداده حوالي 156 ميلا « 265 كيلا » تقريبا . ويوجد طريق فرعي اّخر تسلكه القوافل من معدن بني سليم « مهد الذهب » عبر الحافة الشرقية لحرة رهاط مرورا على صفينة وحاذة ثم المسلح ويلتقي طريق البصرة مع طريق الكوفة في معدن النقرة حيث يصل إليه من النباج أو يتجه محاذيا له حيث يلتقي الطريقان في ذات عرق . ويتضح من المصادر التاريخية والجغرافية أن طريق الكوفة مكة بلغ أوج ازدهاره في العصر العباسي المبكر وشعر المسافرون على الطريق من أقصى المشرق الإسلامي بالأمن والطمأنينة لكن الطريق تعرض لهجمات القبائل في فترات متعددة وفي أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجري تعرضت محطات الطريق للتخريب والتدمير بواسطة القرامطة وتعطلت بسبب ذلك المنشآت المائية . وكانت هذه العوامل مجتمعة من أسباب إندثار معالم الطريق وبسبب الخلل الأمني توقف الحجاج عن استخدام الطريق إلا عند توفر الحماية العسكرية وفي مواسم الحج فقط على عكس العصور المبكرة عندما كان الطريق يستخدم على نطاق واسع بدون حماية أمنية . غير أن تعطل الطريق بشكل كبير حدث بعد سقوط بغداد على يد المغول سنة 656ه/1258م ولم يعد الطريق مستخدما إلا في فترات متقطعة كما أن أجزاء الطريق من معدن النقرة وحتى مكة انقطع إستخدامه نهائيا منذ أواخر القرن الرابع الهجري وبالتدريج اندثرت معظم محطات الطريق وتقلصت المحطات والمنازل إلى أطلال دارسة وبقيت بعض الاّبار والبرك صالحة للإستعمال ولكن الغالبية العظمى منها غطتها الرمال . وعلى الصعيد الأثري تم رصد الاّثار الباقية على الطريق ويتمثل ذلك في المواقع الاّثرية والمنشآت المائية واّثار الرصف والتمهيد والإعلام كما تم العثور على أمثلة من أحجار المسافة ( الأميال ) التي توضح المسافة بقياس البريد والميل وعثر علي شواهد أثرية توضح إصلاحات الخليفة المهدي العباسي وأعمال الصيانة والتجديد التي تمت في عهد الخليفة المقتدر بالله . وكشفت المسرحات والحفريات الأثرية عن أنصاص من القصور والتحصينات والمنازل والمساكن والمساجد في محطات الطريق وقد كانت تخدم سكان هذه المناطق وقوافل الحجاج والتجار والمسافرين ويتوفر لهم في هذه الأماكن ما يحتاجونه من مأكل ومشرب وملبس وأوان وأعلاف لدوابهم كما كانت الأسواق قائمة في كثير من محطات الطريق ومن أشهر المواقع الأثرية على الطريق والتي كانت تمثل محطات رئيسية كبيرة زبالة والثعلبية وفيد وسمير والنقرة والربذة ومعدن بني سليم . وقد أوضحت الدراسات الأثرية أن المنشآت المعمارية على طريق حج الكوفة مكة تمثل نمطا معماريا فريدا للعمارة الإسلامية المبكرة في جزيرة العرب ويتمثل ذلك في أسلوب التخطيط المعماري والوظائف المختلفة كما تميزت المباني بسماكة الجدران والأبراج كما أن وجود خزانات لحفظ المياه للشرب داخل المنازل وخارجها أضفى على هذه المواقع أهمية أخرى لاستقطاب المسافرين كما اشتملت المحطات على الأسواق والحمامات العامة وغيرها . وأقيمت على امتداد الطريق برك للمياه حفرت وبنيت على مسافات متفاوتة بعضها بالقرب من المحطات والمنازل والبعض الآخر في أماكن نائية عنها ولا يزال معظم تلك البرك واضحة للعيان بمعالمها وتفاصيلها المعمارية الدقيقة والبعض الآخر قد طمرته الرمال وتتنوع مساحات البرك وأشكالها حيث صمم بعضها بشكل دائري والبعض الآخر جاء مربعا ومستطيل التخطيط . ويصل طول الطريق من الكوفة وحتى مكة المكرمة حوالي 751 ميلا « 7.1276 كيلا » وتوضح المعثورات الفخارية والخزفية والزجاجية والعملات والكتابات والنقوش الإسلامية مراحل استخدام الطريق خاصة في العصور الإسلامية الأولى .

ثانياً طريق البصرة مكة :

تأسست مدينة البصرة سنة 14ه/635م بعد الفتح الإسلامي للعراق وارتبطت بطريق مباشر مع مكة المكرمة ويعد هذا الطريق من الطرق المهمة في العصر الإسلامي المبكر ويبدو أن أهمية طريق البصرة تركزت في القرون الثلاثة الأولى للهجرة ويلتقي طريق البصرة مع طريق الكوفة في ذات عرق ويلتقي الطريقان أيضا في معدن النقرة الذي يرتبط في هذه المحطة منطلقا من النباج . ويلاحظ في كتابات الجغرافيين المسلمين قلة المعلومات التفصيلية عن طريق البصرة ولعل سبب ذلك أن معظمهم عاش في القرن الثالث الهجري وهي الفترة التي كان التركيز فيها على طريق الكوفة أكثر من طريق البصرة ومع ذلك لم يكن هذا الطريق بمنأى عن إهتمام الخلفاء المسلمين . أما آثار الطريق فنشاهدها إلى اليوم في عدد من المواقع ففي الأسياج ( عين ابن فهيد ) توجد أطلال قصر كبير مبني بالحجارة وله بقايا عقود نصف دائرية وغرف الجلوس وبالقرب من اّثار العيون والقنوات القديمة والبرك السدود وفي ضرية لا تزال اّثار البلدة القديمة باقية لليوم بالإضافة للعيون والبرك وتشاهد اّثار الأعلام ( الرجوم ) المتراكمة على امتداد الطريق خاصة في المناطق السهلية المستوية ويلاحظ أن بعض محطات الطريق استمر فيها أو بالقرب منها الإستيطان الحضاري بسبب توفر المياه والمناطق الرعوية كما أن بعض المحطات اختفت معالمها تحت الكثبان الرملية . ومن المحطات المهمة على طريق البصرة بركة الخرابة الواقعة عند التقاء الطريق مع طريق الكوفة بالقرب من ذات عرق وهي عبارة عن بركة دائرية مدرجة من أعلاها إلى أسفلها وتجاورها بركة مربعة مدرجة أيضا بينهما على مستوى سطح الأرض غرفة للمراقبة مقببة ولها أبواب ذات عقود نصف دائرية ويمر من تحت مستوى الغرفة قناتا تصريف للمياه من البركة المربعة ( المصفاة ) إلى البركة الدائرية . وتصل المياه إلى البركة بواسطة قناة أرضية مسقوفة تمتد من وادي العقيق لمسافة 15 كيلا تقريبا وبالقرب من هذه النقطة توجد بركة العقيق الواقعة في محطة غمرة المشهورة ولا نستبعد أن بركة الخرابة كانت تخدم المسافرين القادمين من البصرة والكوفة علي حد سواء . ويصل طول طريق البصرة مكة حوالي 1200 كيلا ولا تزال بعض أسماء محطاته القديمة محتفظة بأسمائها حتى يومنا هذا ومن هذه المواقع حفر أبي موسى في موضع حفر الباطن الاّن والعوسجة الاّن العوسجية وطخفة وضرية والسفينة .

ثالثاً طريق الحج الشامي :

يعد هذا الطريق من الطرق الرئيسية المهمة حيث يصل دمشق بالمدينة المنورة وبلغ عدد محطاته بين المدينتين 23 محطة يقع معظمها داخل الأراضي السعودية وقد تغيرت أحوال الطريق عبر العصور الإسلامية بسبب تغير الأحوال السياسية الأمر الذي أدى إلى ظهور محطات ومرافق جديدة في العصور الإسلامية المتأخرة وهي فترات الأيوبيين والمماليك والعثمانيين وكان هذا سبب في إختفاء محطات ومرافق كانت عامرة في العصر الأموي والعباسي والفاطمي . وتدل آثار الطريق الباقية على تطور الحضارة الإسلامية فقد تم إكتشاف عشرات النقوش الإسلامية والتي يعود بعضها إلى القرن الأول الهجري وهناك كتابات تأسيسية على منشآت الطريق من قلاع وبرك واّبار . ومن أهم اّثار الطريق قلعة ذات الحاج وقلعة تبوك وآثار الأخضر وفيها مدينة إسلامية مبكرة وثلاث برك وقلعة واّثار المعظم وفيه قلعة وبركة واّثار البريكة وكانت تسمى قديما بالدار الحمراء وفيها بقايا قلعة وبركة . وهناك آثار الحجر والعلا والتي يتبعها عدد من المرافق ثم اّثار صغيرة وقلعة زمرد وقلعة الصورة واّثار هدية واسطبل عنتر والفحلتين واّثار نصيف وقلعة الحفيرة . ويشاهد أيضا على امتداد طريق الحج الشامي آثار سكة حديد الحجاز التي تم تنفيذها في عهد السلطان / عبدالحميد في الفترة ما بين عام 1900 و 1906 ومن الآثار الباقية للطريق المحطات المبنية بالحجر وأجزاء من مسار السكة والجسور .

رابعاً طريق الحج المصري :

كان حجاج مصر وغيرهم من حجاج شمال أفريقيا والمغرب يعبرون شبه جزيرة سيناء حتى يصل بهم الطريق إلى إيلة على رأس خليج العقبة ثم يتجه الطريق جنوبا حيث يمر على حقل وشرف البعل ومدين . ومن مدين يتفرع طريقان الطريق الداخلي ويتجه إلى الجنوب الشرقي حتى المدينة المنورة مارا على عشر محطات رئيسية أما الطريق الآخر فهو الطريق الساحلي الذي يسير بمحاذاة ساحل البحر الأحمر حيث تقع عليه 13 محطة رئيسية كما يتصل الطريقان مع بعضهما بطرق فرعية . ويتضح من الآثار الباقية على الطريقين أن الطريق الساحلي استمر استخدامه لفترات طويلة فقد كشفت الدراسات الأثرية عن وجود اّثار خطية ومواقع أثرية متعددة وقلاع ومنشآت مائية ومن ذلك كتابات بدأ والخشيبة ومن الآثار الأخرى يمكن أن نذكر اّثار مدين وقلعة المويلح والأزنم أو الأزلم والزريب واّثار مدينة الجار التاريخية .

خامساً طريق الحج اليمني الساحلي :

وينطلق هذا الطريق من صنعاء ويتجه بمحاذاة ساحل البحر الأحمر وبين مكة وصنعاء 21 محطة وقد أوضحت المسوحات والدراسات الأثرية الحديثة عددا من المواقع الأثرية التي كانت عامرة في العصور الإسلامية المبكرة .
ومن أهم هذه المواقع سهى وعثر وعشم والسرين وكشفت الدراسات عن الاّثار المعمارية بالإضافة إلى أدوات فخارية وخزفية ونقوش خطية وغيرها .

سادساً طريق الحج اليمني الداخلي :

يبدأ هذا الطريق من صنعاء مرورا بصعدة ويسلك المناطق الجبلية لمنطقة عسير والحجاز مارا بالقرب من موقع جرش ثم يتجمع إلى بيشة وتبالة وتربة حتى يصل قرن المنازل فمكة المكرمة . وقد بلغت المحطات على هذا الطريق فيما بين صنعاء ومكة 25 محطة رئيسية . وكشفت الإستطلاعات والدراسات الاّثرية عن جوانب مهمة تتمثل في الأعمال الهندسية من رصف للطريق في المناطق الوعرة والمنشآت المائية والكتابات الإسلامية الصخرية المبكرة وأحجار المسافة ومن المناطق التي يمكن فيها مشاهدة اّثار هذا الطريق منطقة الراكبة والمصلولة وكريف العلب .

سابعاً طريق عمان مكة :

هناك طريقان من عمان إلى مكة أحدهما يأخذ من عمان إلى يبرين ثم إلى البحرين فالساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية ومنها إلى اليمامة ثم إلى ضرية . وتذكر المصادر الجغرافية أن ضرية كانت ملتقى حجاج البصرة والبحرين وهناك يفترقون إذا انصرفوا من الحج فيأخذ حجاج البصرة ذات الشمال وحجاج البحرين ذات اليمين وهناك طريق اّخر من عمان يتجه إلى فرق ثم عوكلان ثم إلى ساحل هباة وبعدها إلي شحر . وبإمكان حجاج عمان أخذ أحد الطريقين من اليمن فأما عن طريق الحج الساحلي الموازي لساحل البحر الأحمر الذي يمر بعدد من المخاليف والمنازل مثل مخلاف عك والحردة ومخلاف حكم وعثر ومرسى وضنكان والسرين حتى الشعيبة ثم جدة فمكة أو بإمكان حجاج عمان أخذ الطريق الداخلي من اليمن إلى مكة مرورا بعدد من المنازل بعضها لا يزال معروفا حتى اليوم مثل رنية تربة حتى يصل إلى مكة .

معظمها ضمن النطاق الجغرافي للمملكة :

وبين الأستاذ الدكتور / سعد بن عبدالعزيز الراشد أن هذه الطرق تتركز في معظمها ضمن النطاق الجغرافي للمملكة العربية السعودية واّثارها الإنشائية والمعمارية المختلفة لا تزال باقية حتى اليوم الحاضر كشاهد على اهتمام المسلمين بطرق الحج على مر العصور كما أن اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بالمحافظة على هذه الآثار الخالدة نابع من اهتمام الدولة بتراث المسلمين كونه مصدرا من مصادر دراسة التاريخ الإسلامي للأجيال الحاضرة واللاحقة . غير أن رحلة الحج إلى الإراضي المقدسة كانت على الدوام محفوفة بالمخاطر خاصة في العهود التي بدأت فيها الفتن تدب في الدولة الإسلامية وبداية إختلال الأمن بسبب الحروب والفتن وتعديات القبائل على الطرق وأعمال النهب والسلب والقتل وقطع الطرق منذ نهاية القرن الثالث الهجري الأمر الذي أدى إلى انقطاع الحج لسنوات متصلة بالإضافة إلى هدم وتخريب محطات طرق الحج وتدمير الاّبار والبرك بل إن الأمر كان يتعدى إلى إثارة الذعر والخوف لحجاج بيت الله الحرام داخل المشاعر المقدسة . كما أن الحجاج كانوا يتعرضون لمخاطر الجوع والعطش في سفرهم على طرق الحج الطويلة ويتعرضون أيضا لبعض الكوارث الطبيعية في أسفارهم ومن ذلك العواصف والبرد القارس والأمطار الغزيرة والسيول الجارفة . ولقد أراد الله تعالى أن يكون للدولة السعودية منذ بداية تأسيسها في عام 1157ه/ 1744م الاهتمام بالحجاج وتأمين الطرق التي يسيرون عليها ففي عهد الدولة السعودية الأولى أصبح الحجاج اّمنين عند أسفارهم وأثناء اّدائهم لشعائر الحج لدرجة أن الراكب كان يخرج وحده من اليمن وتهامة الحجاز والبصرة والبحرين وعمان وأنقرة والشام لا يحمل سلاحا بل سلاحه عصاه لا يخشى كيد عدو ولا أحد يريده بسوء . كما أن عهد حكم الإمام / فيصل بن تركي « توفي 1282ه 1865م » عهد أمن واستقرار غير أن القفزة الحقيقية لتطور طرق الحج كانت منذ توحيد الدولة على يد الملك / عبدالعزيز رحمه الله فقد أرسى الأمن في كافة ربوع هذه البلاد وحكم شريعة الله وشاع العدل في كل مدينة وقرية كما أبطل المكوس التي تؤخذ على الحجاج وبدأ رحمه الله في توسعة الحرمين الشريفين وإنشاء الطرق الحديثة . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس