عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 287 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: قطوف من الفكاهة والبلاغة والحكم والأدب والحكمة

كُتب : [ 22 - 12 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الشاعر الكبير / علي بن الجهم البدوي الذي قال للخليفة :-

أنت كالكلب في حِفاظِكَ للود
= وكالتيسِ في قراعِ الخطوبِ

أبو الحسن / علي بن الجهم بن بدر القرشي السامي شاعر مشهور؛ يقول الخطيب صاحب تاريخ بغداد : « له ديوان شعر مشهور، وكان جيد الشعر عالما بفنونه، وله اختصاص بــ / جعفر المتوكل، وكان متديناً فاضلاً » كان معاصراً لـــ / أبي تمام غضب عليه / المتوكل لهجائه، فنفاه إلى خراسان وأمر واليه عليها / طاهر بن عبدالله بصلبه يوما كاملا مجردا فقال في ذلك :-

لم ينصبوا بالشاذياخ صبيحة
= الإثنين مسبوقا ولا مجـهـولا

نصبوا بحمد الله ملء قلوبهـم
= شرفا وملء صدورهم تبجيلا

رجع بعدها إلى العراق ثم انتقل إلى حلب، وخرج يريد الغزو فقتله فرسان من بني كلب، له ديوان وله شعر في حبسه، توفي سنة 863م ومولده : اختلف المؤرخون في مولده ولكن نرجح ما قاله رئيس مجمع اللغة العربية سابقا / خليل مردم بك أن / على بن الجهم ولد عام 188 للهجرة أو قبلها بيسير وأول ما قال من الشعر : قيل : أن أول ما قاله من الشعر البيت التالي حيث كان صغيرا في ( الكُتَّاب ) أي مدرسة يحفظ فيها القرآن مع زملائه، حيث قيل عن أنه عبث بلوح من الألواح التي كانوا يكتبون عليها وكتب عليه هذا البيت الرائع الجميل :-

ماذا تقولين فيمن شَفهُ سَهَرٌ
= من جَهدِ حُبكِ حتى صارَ حَيرانا

وكان عمره أقل من عشر سنوات ويُقال : أن / علي بن الجهم عاش في شبابه في بيئة صحراوية قاسية، على الرغم من الشاعرية الفذة التي تتأجج في صدره، إلا أن البيئة تؤثر في الإنسان، وتتكون في شخصيته آثارها، لذا قيل عن / علي بن الجهم : أن قساوة البادية أثرت فيه كثيرا، ولكم هذه القصة عن / علي بن الجهم وهي من كتاب محاضرة الأدباء لــ / محيي الدين بن عربي ننقلها لكم بتصرف : كان / علي بن الجهم بدويا جافا قاسيا أثرت فيه البادية كثيرا، مع أنه كان رشيق المعاني لطيف المقاصد إلا أن الحياة الجافة أثرت على ألفاظه، فذات مرة ضاقت به الحال فذهب إلى / المتوكل على الله لينشده الشعر، فعندما دخل على المتوكل قال :-

أنت كالكلب في حِفاظِكَ للود
= وكالتيسِ في قراعِ الخطوبِ

أنت كالدلوِ لا عدمناك دلوا
= من كبار الدلاء كثير الذنوبِ

الذنوب : معناها كثير السيلان بسبب إمتلائه فعندما قال هذه الأبيات لخليفة المؤمنين،أجمع الحضور على ضربه ولكن قال لهم / المتوكل : اتركوه لقد عرف / المتوكل قوة / على بن الجهم الشعرية ولكن قسواة الألفاظ تسيطر عليه بحكم البية التي يعيشها، لذلك أصدر / المتوكل أمرا بأن يتم منح / على بن الجهم بيتا في بستان قريبا من الرصافة وهي مدينة عند جسر بغداد وكان تلك المنظقة خضراء يانعة، وفيها سوق، وكان / علي بن الجهم يرى الناس والسوق والخضرة والنضرة، والجمال في ذلك الحي وبعد فترة من الزمن، وبعد أن تأقلم / على بن الجهم على ذلك المكان دعاه / المتوكل وجمع الناس وقال لــ / علي بن الجهم : أنشدنا شعرا فقال : علي بن الجهم قصيدة تعتبر أروع ما قاله، حتى قال عنها الشعراء، لو لم يكن لديه إلا هي تكفيه أن يكون أشعر الناس فقال / على بن الجهم :-

عيون المها بين الرصافة والجسر
= جلبنا الهوى من حيث أدري ولا أدري

قوامها 56 بيت كل بيت أروع من البيت الذي قبله :-

عيون المها بين الرصافة والجسرِ
= جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

أعدن لي الشوق القديم ولم أكن
= سلوت ولكن زدن جمرا على جمرِ

سلمن وأسلمن القلوب كأنما
= تشك بأطراف المثقفة السمرِ

وقلن لنا نحن الأهلة إنما
= تضيء لمن يسري بليل ولا تقري

فلا بذل إلا ما تزود ناظر
= ولا وصل إلا بالخيال الذي يسري

أحين أزحن القلب عن مستقره
= وألهبن ما بين الجوانح والصدرِ

صددن صدود الشارب الخمر عندما
= روى نفسه عن شربها خيفة السكر

وبعد أن انتهى / على بن الجهم من قصيدته أصيب الجميع بالدهشة، لا يعقل من كان يقول كالكلب وكالدلو أن يأتي بهذا الكلام فائق الروعة فسكت الخليفة / المتوكل وكأنه خائف على / علي بن الجهم فقال له الحاضرون : ما بالك يا أمير المؤمنين فقال : ( إني أخشى عليه أن يذوب رقة ) هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس