[خيَّال الغلباء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء

نجم النعايم ( شباط الأول ) :

نجم النعايم وعدد أيامه (13) يوماً بدايته 15/1 يناير وهو ثمانية نجوم أربعة في المجرة وأربعة خارجة عنها وفيه زيادة البرد والصقيع من النجوم اليمانية وتقول العرب : ( إذا طلعت النعايم أبيضت البهائم من الصقيع الدائم وقصر النهار للصائم وخلص البرد إلى كل نائم وتلاقت الرعاة بالنمائم ) لأنهم حينئذ يفرغون لا يشغلهم رعي فيتلاقون ويدس بعضهم إلى بعض أخبار الناس ويعرف عند الناس بشباط الأول وهو أول نجوم الشبط و ( الشبط ) تسمى في الخليج برد البطين لأنهم يعتبرون المربعانية بداية البرد والبطين شدة البرد وبردها قارس وشديد ويتميز بالصقيع لأنه يتسم بالجفاف وفي النعايم يشتد البرد ولا سيما في الصباح الباكر وتكثر فيه هبوب الرياح المفاجئة أما في منتصفها فتتكاثر السحب الممطرة وفيها أيضاً برد الأزيرق وسمي بهذا لأن الأجسام تزرق من شدة البرد ويقول العامة ( الشبط مبكية الحصني ) وسميت بذلك لأن الحصني ( الثعلب ) يحفر جحره ويضع فتحة الجحر للشرق من أجل أن تدفئه أشعة الشمس عند الشروق لكن الهواء الشرقي البارد والذي يهب في موسم الشبط يلج إلى داخل الجحر فيبكي الحصني من شدة البرد فيتسبب في بكائه من البرد ويروى في الأساطير الشعبية أن المربعانية عندما أرادت الخروج أوصت ولدها شباط بقولها : ( أنا طلعت ما ضريت عليك باللي أكله دويف ووقوده ليف ولا تقرب اللي أكله تمر ووقوده سمر ) وتقول أيضا : ( يا شباط يا ولدي تراي مريت ولا ضريت ما قويت إلا اللي شبوبة ليف وأكله دويف عليك باللي شبوبه سمر وأكله هبر ) وذلك أن برد المربعانية لا يضر إلا ضعيفي الحال ممن لا يجدون حطباً جيداً وطعاماً دسماً أما شباط فلم يترك أحداً لا غني ولا فقير فالمقصود بـ ( الليف ) هو لحاء النخل ويستخدم لفلترة القهوة من الشوائب ومعروف أن الليف إذا أشعلت فيه فإنه يتآكل بسرعة لخفته ولا يستخدمه للتدفئة إلا فقير الحال و ( الدويف ) أكلة قديمة يأكلها الفقراء ويبدو أنها لا تحتوي على سعرات حرارية عالية لتدفئة الجسم أما ( السمر ) فناره قوية و ( التمر ) أكله يحتوي على سعرات حرارية عالية فيعمل على تدفئة الجسم ولو عدنا لموضوعنا نجم النعايم ففيه تبدأ النخيل البواكير في الطلع ولا يغرس فيها شيء لبرودة الجو إلا بعض الحبوب كالبرسيم وهي زراعة متأخرة وتزرع فيه البطاطس وشتلات الطماطم والفلفل والباذنجان والفاصوليا واللوبيا وتبدأ فيه زراعة البطيخ وبعد (12) يوم من هذا النجم يظهر الهدهد ويجري الماء في عود التين . منقول من كتاب الأخ / محمد القباني ( مواقيت الأنواء والنجوم ) الطبعة الثالثة وأقول إن سهيل يكذب الحسّاب بستة أيام ولعل شباط دخل البارحة بعد الحادية عشر ليلا وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

نجم البلدة ( شباط الثاني ) :

نجم البلدة وتسمى شباط الثاني وعدد أيامه (13) يوم وبدايته في 28/1 يناير وهي رقعة في السماء لا نجوم بها ظاهرة بين النعايم وسعد الذابح قلما يتخلف مطره بإذن الله وفيه يجمد الماء من برودة الطقس ويشتد كلب الشتاء أوله محرق وآخره مورق فالجوفيه يكون بارد رطب غير جاف إلا أن البرد يبتدئ بالإنحسار تدريجياً الأمر الذي يجعل الماء يكثر جريانه في غصون الشجر وتبدأ أوراقها بالظهور فتحرث الأرض الزراعية وتسمد كيماوياً والبلدة نجم من النجوم اليمانية وتقول العرب : ( إذا طلعت البلدة حممت الجعدة وأكلت القشدة وأخذت الشيخ الرعدة وقيل للبرد إهدأ ) فقولهم حممت الجعدة يعني طلعت فأخضرت الأرض منها والجعدة نوع من أنواع النبات وفي الثلاث الأيام الأخيرة من هذ النجم بداية بذرة ( الست ) والبلدة ثاني نجوم الشبط وفيه تغرس النخيل وفي آخره يزرع البطيخ وشتلات الموالح والنب والقطن والقصب وفيه كذلك تتزاوج الطيور وتظهر الخطاطيف . منقول من كتاب الأخ / محمد القباني ( مواقيت الأنواء والنجوم ) الطبعة الثالثة وأقول إن بذرة الست هي الثلاثة الأيام الأخيرة من شباط الثاني والثلاثة الأيام الأولى من العقرب الأولى ( السم ) وسهيل يكذب الحسّاب بستة أيام .

( عروب ) الرياض :

أكد الباحث الفلكي الدكتور / خالد الزعاق بأنه مع بداية السبت يدخل النجم الثاني من الشبط المسمى بالبلدة والذي يستمر ل 13 يوما ثم يعقبه موسم العقارب وهي عقرب السم والدم والدسم والبرد في شباط الثاني يكون بردا قارسا ورطبا غير جاف إلا أن فترة الاعتدال تطول الأمر الذي يجعل البرودة تخرج من المنازل وبرده ينبثق من رحم رياحه فإذا تحركات الرياح جلبت البرودة وهو الطالع الخامس من فصل الشتاء وفيه تبدأ النخيل البواكر في الطلع وفي نهايته يبتدئ البرد في الانحسار تدريجيا الأمر الذي يجعل الماء يكثر جريانه في غصون الشجر وتبدأ أوراقها بالظهور فأول الشبط محرق وآخرها مورق فتحرث الأرض الزراعية وتسمد كيماويا. وفيه تتزاوج العصافير ويكثر فيه هبوب الرياح الشديدة الأمر الذي جعل العامة يسمون الشبط ولد ( ابن ) المربعانية الشقي ومن شقاوته أنه يقرع الأبواب لذا يقال في الأسجاع ( شباط مقرقع البيبان ) إلا أن برده لا يدخل في المنازل كحال المربعانية . ومن أهم مظاهر شباط الثاني كثرة هبوب الرياح الشمالية الشرقية الرطبة الباردة وذلك نتيجة لتساقط الثلوج على المناطق الشمالية من الكرة الأرضية لأن الجزيرة العربية تتأثر بالعواصف الثلجية التي تنتاب أوروبا بين آن وآخر في فصل الشتاء والتي مصدرها سيبيريا حيث يستقر هناك مرتفع جوي شديد البرودة ويمتد منه لسان من الضغط المرتفع ليغطي شبه الجزيرة العربية والخليج العربي بصفة عامة ابتداء من أول الوسم ويبلغ ذروته في موسم الشبط وأول العقارب . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .