عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : مرثية الشاعر الكبير / ناصر الفراعنة بمولوده

كُتب : [ 12 - 06 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم قصيدة الشاعر الكبير / أبو الحسن علي التهامي حين مات ابنه صغيرآ فرثاه بمرثية حزينة موشحة بالحكمة وهي بعنوان بيتها الأول حكم المنية بالبرية جار وتعتبر من أروع ما قيل في الرثاء ويقول فيها رحمه الله وأسكنه فسيح جناته :

حكم المنية في البرية جار
= ما هذه الدنيا بدار قرار

بينا يرى الإنسان فيها مخبرا
= حتى يرى خبرا من الأخبار

طبعت على كدر وأنت تريدها
= صفوا من الأقذار والأكدار

ومكلف الأيام ضد طباعها
= متطلب في الماء جذوة نار

وإذا رجوت المستحيل فإنما
= تبني الرجاء على شفير هار

فالعيش نوم والمنية يقظة
= والمرء بينهما خيال سار

فاقضوا مآربكم عجالا إنما
= أعماركم سفر من الأسفار

وتراكضوا خيل الشباب وبادروا
= أن تسترد فإنهن عوار

فالدهر يزرع بالمنى ويغص أن
= هنّا ويهدم ما بنى ببوار

ليس الزمان وإن حرصت مسالما
= خُلق الزمان عداوة الأحرار

إني ُوترت بصارم ذي رونق
= أعددته لطلابة الأوتار

والنفس إن رضيت بذلك أو أبت
= منقادة بأزمة المقدار

أثنى عليه بإثره ولو أنه
= لم يغتبط أثنيت بالآثار

يا كوكبا ما كان أقصر عمره
= وكذاك عمر كواكب الأسحار

وهلال أيام مضى لم يستدر
= بدرا ولم يمهل لوقت سرار

عجل الخسوف عليه قبل أوانه
= فمحاه قبل مظنة الإبدار

واستل من أترابه ولداته
= كالمقلة استلت من الأشفار

فكأن قلبي قبره وكأنه
= في طيه سر من الأسرار

إن يعتبط صغرا فرب مقمم
= يبدو ضئيل الشخص للنظار

إن الكواكب في علو محلها
= لترى صغارا وهي غير صغار

ولد المعزى بعضه فإذا مضى
= بعض الفتى فالكل في الأثار

أبكيه ثم أقول معتذرا له
= وفقت حين تركب الأمدار

جاورت أعدائي وجاور ربه
= شتان بين جواره وجواري

ثوب الرياء يشف عما تحته
= وإذا التحفت به فإنك عار

قصرت جفوني أم تباعد بينها
= أم صُورت عيني بلا أشفار

جفت الكرى حتى كأن غراره
= عند اغتماض العين وخز غرار

ولو استزارت رقدة لطحا بها
= ما بين أجفاني من التيار

أُحيي الليالي التم وهي تميتني
= ويميتهن تبلج الأسحار

حتى رأيت الصبح تهتك كفه
= بالضوء رفرف خيمة كالقار

والصبح قد غمر النجوم كأنه
= سيل طغى فطفا النوار

والهون في ظل الهوينا كامن
= وجلالة الأخطار في الأخطار

تندي أسرة وجهه ويمينه
= في حالة الإعصار والإيسار

ويمد نحو المكرمات أناملا
= للرزق أثنائهن مجار

يحوي المعالي كاسبا أو غالبا
= أبدا يداري دونها ويداري

قد لاح في ليل الشباب كواكب
= إن أمهلت آلت إلى الأسفار

وتلهب الأحشاء شيب مفرقي
= هذا الضياء شواط تلك النار

شاب القذال وكل غصن صائر
= فينانه الأحوى إلى الأزهار

والشبه منجذب فلم بيض الدمى
= عن بيض مفرقة ذوات نفار

وتود لو جعلت سواد قلوبها
= وسواد أعينها خضاب عذار

لا تنفر الظبيات عنه فقد رأت
= كيف اختلاف النبت في الأطوار

شيئان ينقشعان أول وهلة
= ظل الشباب , وخلة الأشرار

لا حبذا الشيب الوفي وحبذا
= ظل الشباب الخائن الغدار

وطرى من الدنيا الشباب وروقه
= فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري

قصرت مسافته وما حسناته
= عندي ولا آلاؤه بقصار

نزداد همسا كلما ازددنا غنى
= والفقر كل الفقر في الإكثار

ما زاد فوق الزاد خُلِّف ضائعا
= في حادث أو وارث أو عار

إني لأرحم حسادي لحر ما
= ضمنت صدورهم من الأوغار

نظروا صنيع الله بي فعيونهم
= في جنة وقلوبهم في نار

لا ذنب لي قد رمت كتم فضائل
= فكأنها برقعت بوجه نهار

وسترتها بتواضعي فتطلعت
= أعناقها تعلو على الأستار

ومن الرجال معالم ومجاهل
= ومن النجوم غوامض ودراري

والناس مشتبهون في ايرادهم
= وتفاضل الأقوام في الأصدار

عمري لقد أوطاتهم طرق العلا
= فعموا فلم يقفوا على آثاري

لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا
= وعمى البصائر من عمى الأبصار

هلا سعوا سعي الكرام فأدركوا
= أو سلموا لمواقع الأقدار

ولربما اعتضد الحليم بجاهل
= لا خير في يمنى بغير يسار

منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس