عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
النداويـ
عضو هـام
رقم العضوية : 36544
تاريخ التسجيل : 11 - 05 - 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 471 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 32
قوة الترشيح : النداويـ is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الغيبه والنميه وسوى الظن

كُتب : [ 25 - 05 - 2009 ]

التحذير من الغيبة
-----------------------
الرقاق والأخلاق والآداب
آفات اللسان
-----------------------
حسين بن عبد العزيز آل الشيخ
المدينة المنورة
16/10/1426
المسجد النبوي
-
-
-------------------------
ملخص الخطبة
1- وجوب صيانة اللسان. 2- حقيقة الغيبة. 3- الغيبة كبيرة من الكبائر. 4- ضرر الغيبة وعقوبتها. 5- الموقف الشرعي من المغتاب. 6- مواضع تجوز فيها الغيبة. 7- التوبة من الغيبة.
-------------------------
الخطبة الأولى
أمَّا بعد: فيا عبادَ الله، اتَّقوا الله حقَّ تقواه، فمن اتَّقاه وقاه، ومن أطاعه أسعدَه ولا أشقاه.
إخوةَ الإسلام، مِنَ الأصول المقطوعِ بها في الإسلامِ وجوبُ صيانة اللِّسان عن أذيَّة أهل الإيمان، ومِن هنا فقد حرَّم الإسلام كلَّ ما يخالف هذا الأصلَ، ومن ذلك مرضٌ خطير وداء فتَّاك ومعوَل هدّام، ألا وهو داءُ الغيبةِ.
إنها الغيبةُ التي حقيقتها ذِكر مساوئِ الإنسان وما يَكرَهه في غيبته، يقول : ((أتَدرون ما الغيبة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلَم، قال: ((ذِكرُك أخاك بما يكره))، قيل: أرَأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيهِ ما تقولُ فقد اغتَبتَه، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَّه)) رواه مسلم(1)[1].
قال ابن حجر رحمه الله في بيان الغيبةِ وتفسيرِها على التّفصيل: "هي ذِكرُ المرءِ بما يكره، سواء كان ذلك في بدَنِه أو دينِه أو دُنياه أو نفسِه أو خُلقه أو ماله"(2)[2].
أيّها المسلمون، والغيبةُ التي هذه حقيقتها هي كبيرةٌ من كبائر الذّنوب والعصيان، حكاه غيرُ واحد من أهل العرفان كابن حجَر والقرطبيّ عليهما رحمة الرحمن، يقول ربُّنا جلّ وعلا: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا [الحجرات:12]، ويقول نبيُّنا محذِّرًا من الغيبة: ((إيّاكم والغيبة))(3)[3].
عبادَ الله، الغيبةُ خَصلة تنمّ على ضعفِ الإيمان وسلاطَةِ اللسان وخُبث الجَنان، فما أعظَمَ خطرَها، وما أشنَعَ جرمَها، يقول : ((يا معشرَ من آمن بلسانه ولم يدخُل الإيمان قلبَه، لا تغتابوا المسلِمين، ولا تتَّبعوا عوراتهم؛ فإنه من اتَّبع عوراتهم يتَّبعِ الله عورتَه، ومن يتَّبع الله عورتَه يفضَحه في بيته)) الحديث سنده جيد(4)[4].
إخوةَ الإسلام، الغيبةُ سبَبٌ لعذاب القَبر وسبيل لسوءِ المصير في الآخرة، روى ابن ماجه واللفظُ له عن أبي بكرةَ رضي الله عنه قال: مرَّ النبيّ بقبرَين فقال: ((إنهما ليعذَّبان، وما يعذَّبان في كبير، أمّا أحدُهما فيعذَّب في البول، وأما الآخر فيعذَّب في الغيبة))(5)[5]، قال ابن حجر في الفتح: "أخرجه أحمد والطبراني بإسناد صحيح"(6)[6]، وعن جابر رضي الله عنهما قال: كنّا مع النبي فارتَفَعت ريحٌ منتِنة، فقال رسول الله : ((أتَدرون ما هذه الرّيح؟ هذه ريحُ الذين يَغتابون النّاسَ)) رواه أحمد(7)[7]، وقال المنذري: "رواته ثقات"(8)[8]، وقال ابن حجر في الفتح: "سنده صحيح"(9)[9].
معاشرَ المسلمين، الحذرَ الحذرَ من الوقوعِ في غيبة المسلمين والتّجَاسر على أعراضِ المؤمنين، فإنها ـ أي: الغيبة ـ خطيرةُ الضّرر شنيعة الأثر، يقول : ((لما عُرِج بي مررتُ بأقوام لهم أظفارٌ مِن نحاس يخمشون بها وجوهَهَم وصدورَهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يَأكلون لحومَ الناس ويَقَعون في أعراضهم)) أخرجه أحمد وأبو داود وسنده صحيح(10)[10]، وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبيِّ أنه قال: ((مَن ذَكَر امرأً بشيءٍ ليس فيه ليعيبه به حبَسه الله في نار جهنَّم حتى يأتيَ بنفاذ ما قال فيه)) قال المنذري: "رواه الطبراني بإسناد جيد"(11)[11].
إخوةَ الإسلام، تأمَّلوا هذه النصوصَ وتبصَّروا في مدلولاتها، قِفوا عند حدودِها تَسلموا من شرِّ اللسان وتنجوا من حبائلِ الشيطان قبل فوات الأوان، واعلَموا أنَّ الخسارةَ الكبرى أن يبذُلَ المسلم حسناتِه لغيره عن طريقِ ذِكر مساوئ المسلمين والنَّيل في أعراض المؤمنين؛ ولهذا كان السّلف لا يرَونَ العبادةَ في الصلاة والصوم فحسب، بل ويرونَ أنها في الكفِّ عن أعراضِ المسلمين، ويُروَى عن الحسن أنَّ رجلاً قال له: إنَّ فلانًا قد اغتباك، فبعث إليه رُطَبًا على طبق، وقال: قد بلغني أنّك أهديتَ إليَّ مِن حسناتك، فأردتُ أن أكافِئَك عليها، فاعذُرني فإني لا أقدر أن أكافِئَك على التمام.
أيّها المسلمون، وتزداد خطورةُ الغيبة ويعظُم شرّها حينما يتَّخِذها المسلم سببًا لنيلِ عرَضًا من أعراض الدنيا وحُطامها الفاني، فرسولنا يقول: ((مَن أكل برجلٍ مسلِم أكلةً فإنّ الله يطعمه مثلَها من جهنَّم، ومن كسِيَ ثوبًا برجلٍ مسلم فإنَّ الله يكسوه مثلَه من جهنم)) الحديث صحيح عند المحققين(12)[12].
أيّها المسلمون، الواجبُ المحتَّم على من سمِع غيبةَ مسلم أن يردَّها ويزجرَ قائلها بالمعروفِ، فإن لم ينزجِر فارقَ ذلك المجلسَ، كما قرَّر ذلك النوويّ وغيره من أهلِ العلم، يقول : ((من ردَّ عن عِرض أخيه ردَّ الله عن وجهِه النار يوم القيامة)) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن"(13)[13].
فاتقوا الله أيّها المؤمنون، والتزِموا بأوامرِ الله وأوامِر رسوله تفلِحوا وتسعَدوا.
أقول هذا القولَ، وأستغفِر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

-------------------------
الخطبة الثانية
الحمدُ لله كما ينبغِي لجلال وجهِه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللّهمّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.
أمّا بعد: فيا أيّها المسلِمون، أوصيكم ونَفسي بتقوَى الله عزّ وجلّ؛ فهي خير الزادِ ليومِ المعاد.
أيّها المسلمون، وقد ذكَر العلماء من مُنطلَق نصوصِ الشرع مواضِعَ تُباح فيها الغيبة للضّرورة إليها، وهي التظلُّم من ظالمٍ عند من يقدِر إنصافَه، وفي الاستفتاء، وفي النصيحةِ للمسلمين لتحذيرهم من شرٍّ ما، وفي إظهار المجاهِرِ بفسقٍ أو بِدعةٍ فيما يجاهِر به لا بِغيره، وفي التعريفِ بمن لا يُعرَف إلا بوصفٍ يتميَّز به عن غيره لا على جِهَة التنقّص، وما أمكن البعدُ عن الغيبة في هذه المواضع فهذا هو الأولى إذا تحقَّق المقصود بالتّعريض والتلميح.
ألا فتوبوا إلى الله، واحذروا هذا الجرمَ الكبير، وعلى المغتابِ التوبةُ إلى الله جلّ وعلا والتحلّلُ ممّن اغتابه والدعاءُ له وذِكر محاسنه وفضائله في المواضعِ والأماكن التي كان يَغتاب فيها.
ثمّ إنَّ الله جلّ وعلا أمرنا بأمر عظيم، ألا وهو الصلاة والسلام على النبيِّ الكريم.
اللّهمّ صلّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك نبيّنا محمّد، وارض اللّهمّ عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديّين...
__________
(1) صحيح مسلم: كتاب البر، باب: تحريم الغيبة (2589) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) فتح الباري (10/469).
(3) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (25) وفي الصمت (164) من حديث جابر وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، وفي سنده عباد بن كثير وهو متروك. وانظر: السلسلة الضعيفة (4/325-326).
(4) رواه أحمد (4/420، 424)، وأبو داود في الأدب (4880)، وأبو يعلى (7423)، والقضاعي في مسند الشهاب (933)، والبيهقي في الشعب (5/296) عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، وحسنه العراقي في تخريج الإحياء (2/159، 3/110)، وهو في صحيح الترغيب (2340). وفي الباب عن البراء بن عازب وابن عمر رضي الله عنهما.
(5) سنن ابن ماجه: كتاب الطهارة (349)، مسند أحمد (5/35، 39)، ورواه أيضا ابن أبي شيبة (1/115، 3/52)، قال الهيثمي في المجمع (8/175): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير بحر بن مرار وهو ثقة"، وهو في صحيح الترغيب (2841). وله شاهد من حديث جابر رضي الله عنه.
(6) فتح الباري (1/321).
(7) مسند أحمد (3/351)، وأخرجه أيضا ابن أبي الدنيا في الصمت (216)، والبخاري في الأدب المفرد (732)، قال الهيثمي في المجمع (8/172): "رجاله ثقات"، وحسنه الألباني في غاية المرام (429). وفي الباب عن أنس رضي الله عنه.
(8) الترغيب والترهيب (3/51).
(9) فتح الباري (10/470) وفيه: "سنده حسن".
(10) 10] مسند أحمد (3/224)، سنن أبي داود: كتاب الأدب (4878) من حديث أنس رضي الله عنه، ورواه أيضا ابن أبي الدنيا في الصمت (165، 572)، والطبراني في الأوسط (8)، والبيهقي في الشعب (5/299)، وصححه الضياء في المختارة (2286)، وهو في السلسلة الصحيحة (533).
(11) 11] الترغيب والترهيب (2/45). والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (8936) عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وضعفه الألباني في غاية المرام (437).
(12) 12] أخرجه أحمد (4/229)، وأبو داود في الأدب (4881)، وأبو يعلى (6858)، والطبراني في الكبير (20/309) والأوسط (697، 3572)، والبيهقي في الشعب (5/300) عن المستورد بن شداد رضي الله عنه، وهو في السلسلة الصحيحة (934).
(13) 13] سنن الترمذي: كتاب البر (1931) عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وأخرجه أيضا أحمد (6/450)، والبيهقي في الشعب (7635)، وهو في صحيح سنن الترمذي (1575).
__________________
(( أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)) يوسف - 1


قالـوا تعلمـت قلـت عنادوفراسـه=أعانـد النفـس والدنياواصارعـهـا
ودرست في مدرسـة من شيبـت راسـه=دنيا العنا اللـي قصيفـات مطامعهـا
تلميذهـا دايـماً تكتـب بقرطـاسـه=وتعطيـه جملـة دروس مايضيعـهـا
والله عطانا نظـر وشعـور حساسـه=ناخذ علوم المعرفه مـن مراجعهـا.
ونساير الوقـت ونقيسـه بمقياسـه=ونواجه النفـس بالواقـع ونقنعهـا
رد مع اقتباس