بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
( نبذة عن سيرة شيخ وفارس من فرسان الجزيرة العربية )
الشيخ الفارس / محمد بن مطر أبو اثنين :
اسم مضيء في تاريخ فرسان الجزيرة العربية خلد اسمه بعد رحيله بماء ٍ أغلى من الذهب بفضل ما بناه من أمجاد أصبحت شاهدا ومعلما له رحمه الله . والشيخ / محمد بن مطر اأبو اثنين واحداً من أشهر شيوخ وفريس الجزيرة العربية الذين تناقلت أذاكارهم وأفعالهم وخصالهم الحميدة الرواة ونحن نحاول أن نجمع بعض ما يستحقه هذا الشيخ الفارس .
حياته :
الأمير الفارس / محمد بن مطر بن فراج بن عساف أبو اثنين من مواليد هجرة رماح سنة 1328هـ ووالده هو الشيخ الفارس / مطر بن فراج بن عساف أبو اثنين الذي كان له دور في توحيد الجزيرة العربية تحت قيادة المؤسس طيب الله ثراه فقد شارك طيلة حياته في فتوحات الملك / عبدالعزيز وله مواقف مشرفة . معروفة لدى الجميع . توفي والد الشيخ / محمد بن مطر وهو صغير في السن وحيد ليس له إخوة فبرغم ذلك نشأ , وتعلم الدين وحفظ الكثير من كتاب الله . وبدأت عليه علامات الفارس العربي الأصيل وحب الدين والولاء لولاة الامر ,اشتهر في قبيلته سبيع وأحبها وأحببته واعتدت برأيه . شارك مع جلالة المؤسس الملك / عبدالعزيز اّل سعود في معركة السبلة ومعركة فتح الطائف وشهد فتح الحجاز . وقد أعجب به الملك / عبدالعزيز وأحبه لفروسيته الأصيلة وشجاعته الفذه وتمسكه بالدين الحنيف .
وبعد وفاة الملك / عبدالعزيز استدعاه الملك / سعود رحمه الله وجعله من المقربين له وكان له مكانه كبيرة عند جلالته . وفي عام 1374هـ تم تشكيل الأفواج واختاره الملك / سعود أميرا للفوج الحادي عشر من ضمن شيوخ القبائل التي اختارهم الملك / سعود أمراء لعدد من الأفواج وتقديرا له ولما قدمه من خدمات جليله هو ووالده فوالده الذي كان من أشهر فريس الملك / عبدالعزيز رحمه الله في توحيد المملكة وله مواقف بطولية سجلت له مع جلالة الملك المؤسس في معاركه الفتوحية منها معركة الأحساء المشهورة .
صفاته :
كان الأمير الفارس / محمد بن مطر تنطبق عليه صفات الفارس العربي الأصيل كريما وصادقا قوي الشخصية وقوي البأس بليغ اللسان محبوب لدى جميع القبائل التي عرفته كان يهتم بأمور الناس وقضاء حوائجهم . عرف بحبه الشديد لقبيلته . كان رحمه الله محبوباً في مجالس الملوك والأمراء وشيوخ القبائل إذ كان الجميع يستمتعون بحديثه والجلوس معه .
وقد قال : فيه الشيخ والشاعر / ناصر الهماش من قبيلة قحطان حينما كان الشيخ / محمد بن مطر في سوريا
كان مصلاح اوعلى الصالح قصاوي=عند أبـو فـراج حامـي الدوبليـه
سعد صفراً فوقها النـي متسـاوي=برض سوري طبت الخـد العذيـه
سجت المرباع ما تتلـى الشـوواي=يقحمـون اللـي هقاويهـم رديـه
يوم بعض الناس وقـف ما ينـاوي=حـط للعربـان درب اوقـاد نيـه
ما يبعـد نيتـه كــود الـنـداوي=لا طلع يذبح مـن الصيـد الطريـه
ريف هشال الخلا هـو والفـدواي=عيد أهل هجـنٍ مزاهبهـم خليـه
يعترض دون الخوي عند البـلاوي=زاعم الحكـام والمخطـي خويـه
علمه الطيب يسولـف بالقهـاوي=الأجانـب سولفـوا بـه والدنـيـه
وقال فيه الشاعر / فايز بن حزمي القريني هذه القصيده :
الشيخ يا مطلق وطانا ظعنه أمـس=هيف القحوم ولأشقر البن حماس
اظلالكم يا أبو الهذيلي عن الشمس=وذراً لكم لا هب ذعـذاع نسنـاس
وأيضا ولا يقبى على خشمه اللمس=وليا إلتطم يقدح كما قدحت ألماس
وليا خذا اللي خرجها ياخذ الخمس=ياخذ ورى حقه من الربع الأنجاس
وقال فيه الشاعر العلم / ناصر بن شعف المحيميدي السهلي رحمه الله :
يا شيخنـا يـوم الليالـي سراميـد=يوم إن شيخـان القبايـل فقـاري
ينصنك العيـرات يـوم التشاديـد=لا جن من الغربه سـواة المبـاري
هدف تهاكع من حفاهـا مناهيـد=من كثر سهجات الضحى والمساري
ينصن من تنصـاه كـل المواقيـد=اسبابهـن ذبـح الغنـم ما يـداري
يوم انتحـى منـا تلتـه الأواليـد=وجتنا علومه مع هبوب الـذواري
أبوه في ناح الرمك مثـل أبو زيـد=وهـو ينـادي بالعشـاء فالغـداري
من روس ربعٍ ينطحـون البورايـد=لا شبت الهيجـا وشـب السعـاري
هم الشيوخ اللـي عليهـا التقاليـد=بفعالهـم يـوم الفعايـل نمـاري
والقصيده أطول من ذلك .
كما قال فيه الشاعر عبدالله بن غصن السبيعي :
يا والله اللي راح منـا سنافـي=بيته مقراً للجماعه وللضيـف
ما جاه من يم الجماعه خلافـي=لا شك ما جاله زمانه على الكيف
الحر ما يركد إلى جـاه سافـي=ولا يستهين اللي براسه زعانيف
كما قال الشاعر / راشد بن سالم القريني :
درعنا الضافي لا من حصل ضربٍ ركاد=هو ذرانا كـل ما نسنسـت شمالهـا
من جمالين ٍ هل الفعل يـوم الطـراد=السمـوه كلهـا تفتخـر بأفعالـهـا
من حاربهم ما تهنت عيونه بالرقـاد=هل علوم الطيب لا من حضر مجالها
ما نقول إلا كـلام علـى عـد وكـاد=واذكر الله عد ما هـل وبـل اخيالهـا
كما قال الشاعر / عبدالله بن غصن السبيعي بعد عودة الشيخ محمد بن مطر من سوريا قصيدة قال فيها :
يا مرحبـا يا أميرنـا واف الأشبـار=عقب المغيب الله يحييك منصـور
أنت الأمير اللي لك الفخر والكـار=غصباً على الزعلان والضد مقهور
ابن مطـر يا ناشـداً عنـه بخيـار=يعطيك عنه العلم خاطر ومعسـور
من لابة (ن) لا ثـور الجـو بغبـار=بني عمر لا جاهم العلـم مقصـور
واّلاد عامـر فالقـى هم هـل الثـار=لا جاء نهار فيه كاسر ومكسـور
وفاته :
توفي رحمه الله عصر يوم الجمعة 14/شعبان/1408هـ عن عمر يناهز 88سنة رحم الله الشيخ / محمد بن مطر أبو اثنين . كان خبر وفاته فاجعه لجميع من عرفه سوى من أبناء قبيلة سبيع أو من القبائل الأخرى التي عرفته لما له من مكانه عاليه عند الناس فهو صاحب نخوة و مروءة . رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
وقد قيل فيه العديد من قصائد الرثاء ومنها قصيدة الشاعر / حجاب بن علوش بن جويعد السبيعي :
البارحه ليه عن النـوم سامـوح=النوم عينـي عافتـه مـا تريـده
مصدوم نفس وداخل القلب مجروح=ليـلا عسـى رب المـلا ما يعيـده
والدمع من عيني على خدها فوح=أونس على صدري سواة الوقيـده
يا سبيع نوحوا وأكثروا جاير النـوح=أنا أشهد إنـه راح منكـم فقيـده
محمد ورى الطالات له طايل الشوح=ابن مطـر راع الفعـول المكيـده
شيخاً شرى الأمجاد بالمال والروح=والمجد أبو فـراج شيخـه عقيـده
على المراجل راقياً قمـة الصـوح=متعلويـا كـل الخصـال الحميـده
خلف لنا شيخاً له الـدرب مفتـوح=فـراج لا رد البـرا مـن صفيـده
هو شيخنا اللي للمهمـات ناطـوح=وإخوانه اللى كـل منهـم عضيـده
والقصيده أطول من ذلك .
و قصيده للشاعر / ناصر بن شعف رحمه الله :
الله لا يعيـد علمـا لـفـا الـيـوم=هز الشيوخ وهـز روس الحمايـل
مات الأمير اللي له الطيب مرسـوم=أمير فـوج وشيـخ سبـع القبايـل
ذخر الدريك اللي ورى الباب مضيوم=عليه حكم الشـرع والحـق مايـل
ينخى صليب الراس مهوب مليـوم=يبغى الفرج من عقب شوف الغلايل
ينخى الذي لهل الوحل دايـم الـدوم=اللي من الكربـه عليهـم ملايـل
حرزاً نحاء جاهه تعدى هل السـوم=نلـوذ بـه لا بـركـن الـرحـايـل
والقصيده أطول من ذلك .
وقد قال في رثائه الشاعر غازي بن دغيم :
علمن سمعتـه ليتنـا ما سمعنـاه=وفـات شيـخ ما يملـه قريـبـه
مرحوم ياللي تفعل الطيـب يمنـاه=عز الرفيـق وعـز مـن يلتجيبـه
مرحوم ياللي بالقسا يذبـح الشـاه=يا خالطن سمن العـراب وعصيبـه
هيف القحوم وسعد من جاه ينخـاه=يزود مـع عسـر الليالـي بطيبـه
مرحـوم يا أميـر طروقـه مخـلاه=ما فيـه مـن درب الـردا ما يعيبـه
لو إن طيب الرجـل يدفـع منايـاه=مثلـه فلا تركـز عليـه النصيبـه
لا شك ما يكتب علـى العبـد يلقـاه=لو عـاش لا بـد الليالـي تجيـبـه
لـو إن محمـد بالفدايـا فديـنـاه=باللي لهم في عرض الأصحاب غيبه
محمد حميـدات السجايـا سجايـاه=وإن شانت الخطـر يخيـب طليبـه
من راس حمـاي الثبـار المخـلاه=لا حل فـي تـال المتلـى حطيبـه
مطر ذعار الخيـل حسـه وشلفـاه=اللي نهار الكـون يجـدع حريبـه
زبن الحصان اللي تسالـع حذايـاه=يثني خـلاف اللـي تـردا هذيبـه
ياليـت أبـو فـراج موتـه تعـداه=لـواحـد (ن) لا مــات ما يندريـبـه
الله يحسن صبرهـم عقـب فرقـاه=ويجبر عزاهم عقب كبر المصيبـه
عساه في الجنه مصيـره ومثـواه=وينجيه ربي مـن سعايـر لهيبـه
خلف عيال توصل العلـم لأقصـاه=تاقف مواقيـف الرجـال الصعيبـه
من عقب الطيـب يسـوي سوايـاه=لا طاب الأول طـاب مـن يقتديبـه
والعش واحد بـأول الوقـت وأتـلاه=موكـر حـرار طيرهـا ينهقيـبـه
وعسى البقا في من بقا مثل شرواه=فـراج شـوق منقضـات الذويبـه
وقال الشاعر / محمد بن مطلق بن جعد :
من عقب أبو فراج والبال منحاس=شيخ غدت به في قصير قدرهـا
زعيم جملا كلبوها على الـراس=يحمل مشاكلها وينقـل خطرهـا
أبوه قبله لا ركب قب الأفـراس=كم شيخ قوم ينطله من ظهرهـا
كما قال الشاعر / سالم المطوع :
أنا أشهد مات لسبيـع رجـال=فقده على الغلباء خساره كبيره
أحد (ن) ليا من مات محد عنه سال=وأحد (ن) على موته عيون سهيره
كما قال / شافي بن محمد بن سعد الصييفي :
مرحوم يا شيخ به المجتمع صيب=بأول شهر شعبان جانا العزا بـه
مرحوم يا رجل الظفر مصدر الطيب=والشيخ مثلـه ينفقـد وا سفابـه
نبكي عليه ونرفع الصوت ونجيب=وانجاوب القمري بعالي هضابـه
وتبكيه خفرات الصبايا الرعابيـب=اللي لها في يـوم فقـده ظبابـه
وتبكيه شقحا لبسوهـا الدباديـب=سرفه وترتع بالخطـر والمهابـه
دايم مرتعها ورى الحـد تقريـب=في مرتع راع الغنـم ما رعابـه
ويبكيه من كثرت عليه المطاليب=عليـه ديانـه يكشـر بنـابـه
ويبكيه مسجون حذف باّخر السيب=محد نظر بأمـره وقـدم كتابـه
ابن مطر ما جن مثلـه ولا جيـب=ولا أظن حتى في عصور الصحابه
تضرب به الأمثال عند المواجيـب=سعد الضعيف وعد من هو لجابـه
إلى اّخر القصيدة .
رحمه الله واسكنه فسيح جناته . جمع وإعداد : معدي بن محمد . منقول وبيض الله وجه صاحب الموضوع مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .