لسلام عليكم و رحمة الله
أما بعد
كل يوم نري و نسمع عن أناس ظلموا، فمنهم من ظلمته الحروب و منهم من ظلمته لقمة العيش و منهم من ظلمه جهله و كثيرين ظلموا أنفسهم و آخرين ظلمهم الناس
لكن الأمر يختلف كثيرا ما بين سامع عن الظلم و شاهد عليه، منذ صغري و أنا أرى الظلم يحيط بوالدتي، من والديها اللذان تخلوا عنها بجهلهم و أنانيتهم و من حياتها مع والدي رحمه الله و الذي كان يكبرها بأربعين سنة، و من لقمة العيش بعدما رحل عنها و ترك لها أربعة أبناء، و استمر الأمر فكبرنا و كبرت فصرت أنا أصغرهم في الخامسة و العشرين لزلت أدرس إذ هو الأمر الوحيد الذي أملكه و أتحكم فيه، ظننت أن الظلم الذي عاشته والدتي صار فقط مقتصرا على لقمة العيش و الذي كانت تتخطاه بمجرد التفكير أنه يوما ما ستتحسن أحوالنا و سنتمكن أنا و إخوتي من إخراجها إلى عالم تحلم به منذ استطاعت التفريق بين الحلم و الواقع
لكن أسوأ ظلم لم تحتمله هو إخراجها من منزلها الذي اكترته هي و والدي منذ أكثر من ستة و ثلاثين سنة، ظلم من الجار الذي اشترى المنزل و سعى في إخراج أهله، لم ينجح مع باقي المكترين لكنه نجح مع والدتي التي لم تستطع مقاومة ألاعيبه فهي الحلقة الأضعف، حكمت المحكمة بالإفراغ من منزل تتشبث به أمي ليس لأنه نزل مريح أو واسع أو فخم فهو لا هذا و لا ذاك لكنه فقط كل ما تملك، لقد تواطأ المحامي الذي لم يأخذ كامل أتعابه بداعي أنه أشفق على حالها، و نطقت المحكمة بالحكم
لقد أنهيت كلماتي
أدعوا لي و ساعدوني بنشر الرسالة إنه أقصى ما أريد فلنا رب يحمينا
غير متصل
