ثم يا اخوة نتابع تكبره وغروره وانتقاصه من كبار علماء الامة
-- قال فض فوه:-
ولكن ينبغي أن تعلم -أخي القارئ- أنه لا يُعرف للشيخ وتلاميذه أي جهود تذكر في مقاومة الروافض الذين يتزايد نشاطهم في المدينة، وكذا الصوفية والأشاعرة، وإذا أردت أن تعرف أخطر أهل البدع عند الشيخ وتلاميذه فهم الجماعات الإسلامية، وليس أولئك الراسخين في بدعهم وطائفيتهم، كما سيأتي تفصيله لاحقا ([18])، وقد صرح الشيخ بذلك مزكيا نفسه بأنه يكافح لوحده، مترفعا عن الدنيا، إذ قال:
(كان عندي طالب متحزب، وأنا أتكلم أحياناً إذا وجدت فرصة في بيان منهج الإخوان المسلمين، أنا سائر على هذا المنهج منذ عام 1400هـ تقريباً، لابد أن أبين للناس ضلال هؤلاء القوم، كنت أكافح، لكن أحس أني وحيد حتى إن الشيخ محمد أمان -الله يحفظه- رأى في المنام أني أسبح في بحر من الماء الصافي العذب، فقالها للشيخ ابن باز فقال الشيخ ابن باز: هذه دنيا، قلت: والله، ما هي الدنيا، هذه، والله، المشاكل التي أسبح فيها لوحدي، أنا أعرف ماذا أعيش) اهـ ([19]).
قلت: الشيخ ابن باز -رحمه الله- إمام معروف بتعبير الرؤى، وقد عبر تلك الرؤيا بالدنيا، أما الشيخ ربيع فيحلف بالله أن تعبيرها ليس كذلك، وأن تعبيرها هو المشكلات التي هو فيها مع الإخوان المسلمين، وهو غير معروف بتعبير الرؤى، فأي التعبيرين أولى بالاعتماد والصحة؟ والظاهر أن الرؤيا قد صدقت على تعبير الشيخ ابن باز -رحمه الله-، وقد يمكن الجمع بين التعبيرين بأنها دنيا تحصل للشيخ ربيع بسبب مشكلاته مع الإخوان!
ويتمادى الشيخ في غروره بنفسه لدرجة أنه يقدم نفسه على الشيخ الألباني، فيزعم أنه في السلفية أقوى منه، فيقول
(ونحن طلاب الشيخ عبد الله القرعاوي عندنا سلفية أقوى من سلفية الألباني، والله، الشيخ عبد الله تعلم المنهج السلفي تماماً حتى ما عرفنا المذاهب أبداً، ما عرفنا إلا كتاب الله وسنة الرسول ومنهج السلف الصالح، فالتقينا بالألباني فإذا نحن في السلفية أقوى منه، علم الله، الشيخ عبدالله وضع سلفية، جاء بسلفية، يعني: هي صميم السلفية، جاءنا الشيخ الألباني يقول: أنا آخذ من لحيتي قليلاً، يجادلنا في هذه القضية من أول يوم، ناقشناه في هذه القضية، فقلنا: لا بد من تطبيق، ولا يجوز الأخذ منها فأنت على غلط، جاءت قضية ثانية وهي الكتابة على القبر طبعاً حنّا متشددين ([20]) فنرى أنه لا يوضع علامة ولا يكتب عليها، طبعاً، الكتابة لها دليل، لكن وضع علامة حجر، يعني قال الشيخ الألباني: الرسول وضع حجراً، سلمنا له بهذا ([21])، وما سلمنا له في الكتابة، إن كان قالها، الله أعلم) اهـ ([22]).هذه هدية لملك النسخ واللصق حامد عبد المدخلي الذي قتل نفسه وهو يكذب حرصه على المشايخ واذا بشيخه الضآل يكذبه ويصفعه صفعة قوية.
ويلحظ من كلامه هذا أنه استدل لمزاعمه في قوة سلفيته بمسألتين أجازهما الشيخ الألباني على حد زعمه، الأولى: الأخذ من اللحية، والثانية: الكتابة على القبر.
فأما تخطئته الألباني في قوله بالأخذ من اللحية ما زاد عن القبضة فهذا غير سائغ، لأنها مسألة اجتهادية عند السلف، على تفصيل مذكور في كتب الفقه والحديث، فبطل استدلاله بهذه المسألة، والحمد لله، ولا ينبغي أن ننكر على الشيخ ربيع في انتقاده وتخطئته الشيخ الألباني في هذه المسألة الاجتهادية، فلم يزل أهل العلم يرد بعضهم على بعض، ولكن الذي يُنكَرُ على الشيخ هو طعنه في سلفية الشيخ الألباني لأنه خالفه في هذه المسألة، ثم إن مسألة الأخذ من اللحية ليست من المسائل الفارقة في الدعوة السلفية.
وأما جواز الكتابة على القبر، فهو غير متأكد من نسبته إلى الشيخ الألباني، لأنه قال: (وما سلمنا له في الكتابة، إن كان قالها)، ولا أظنه يخفى على الشيخ كتاب "أحكام الجنائز" للألباني، وقد عقد فيه فصلا فيما يحرم عند القبور، ومنه الكتابة على القبر ([23])، فكيف يجيز الشيخ لنفسه أن يبني مزاعمه أنه في السلفية أقوى من الألباني على ظنون خاطئة؟ وهل هذا منهج سلفي في الحكم على العلماء والناس؟ أو هو منهج خلفي يُدرب من خلاله التلاميذ على التجريح والتشكيك في منزلة أهل العلم بلا بينة ولا برهان؟ الذي يبدو لي أن الشيخ كان يتكلم بما يطرأ على ذهنه بلا علم ولا تروٍّ، أما الألباني -رحمه الله- فهو من أئمة الدعوة السلفية في هذا العصر ونحسبه من الأئمة المجددين في الحديث والدعوة والمناظرة وقمع البدعة، ولا ندعي له العصمة، ولكن شتان بين ربيع والألباني، بل لا مقارنة بينهما
ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
فهذه أمثلة من أشرطة الشيخ ربيع تدل على غروره الشديد بنفسه، ولو كان الشيخ علامة زمانه ثم اغتر بنفسه لقيل غرّه علمه، ولكن أن يكون ضعيفا في العلم -كما عرفنا في الفصل السابق- ثم يغتر ويتعالى، فهذا شأنه كشأن العائل المستكبر! نسأل الله العافية والسلامة.
3 - فصل في رداءة أسلوبه
يتصف الشيخ ربيع المدخلي بعجلة غير محمودة في طرح آرائه والحط من مخالفيه، وهو سريع الانفعال والهيجان، وفيه حدة ملحوظة، ويثور لأدنى سبب، مما يدفعه إلى التلفظ بعبارات غير لائقة البتة، والمبالغة المذمومة في الوصف والخطاب، بالإضافة إلى التطرف في إصدار الأحكام، وقد سمعت للشيخ -عفا الله عنه- عبارات لا أرى من المناسب التفصيل في ذكرها هنا، ولكن سأكتفي بما هو مسجل في الأشرطة، فقد بلغ به الإسفاف في العبارة إلى حد يقِفُّ له شعر السامع، وله ألفاظ وعبارات غير مناسبة لم يراع فيها التأدب مع الرب جل وعلا، ولا توقير رسوله ، ولا الصحابة الكرام والسلف الصالح رضي الله عنهم، فضلا عن غيرهم، ويصعب وصف أسلوبه للقارئ، ولذا فإني سأذكر عباراته كما جاءت في الأشرطة، وهي تعبر عن نفسها، فعلى سبيل المثال، قال في محاضرة له في أحد المساجد:
(الآن الذي لا يناطح الحكام عميل، ليه ربنا ما ناطح الحكام؟ ولماذا رسول الله ما كان يناطح هذه المناطحات؟...) اهـ([24]).
كذا قال، ولا أدري ما الذي أحوجه لاستعمال هذه الألفاظ وهذا الأسلوب؟
وقال في محاضرة أخرى:
(منهج الموازنات، والذي أنشأه القطبيون السروريون، فإن الإخوان ما أوصلهم ولا التبليغ ولا أهل البدع جميعاً ما أوصلهم الشيطان إلى هذه المكيدة وإلى هذا التفكير الخبيث، فأنشؤوا منهج الموازنات بين الحسنات والسيئات، لماذا؟ لحماية سيد قطب وحماية قيادات الإخوان المسلمين، فإذا كان هذا المنهج حق فإن أفجر الناس وأظلمهم على هذا المنهج: مالك، وسعيد بن المسيب، وقبله ابن عباس، وأحمد بن حنبل، والأوزاعي، والثوري، وابن عيينة، والحمادان، والبخاري، ومسلم، وابن حبان، إلى آخره، كلهم أفجر الناس، وكتب الستة كلها قامت على الفجور والكذب والظلم، أنا ما أعرف مكيدة أخبث من هذه المكيدة على الإسلام، بل إن رسول الله على رأس هؤلاء، فرأس الظالمين رسول الله لأنه ما عنده ميزان، هذا الميزان الذي اخترعه الشيطان للقطبيين السروريين، ما فكر فيه فاجر على وجه الأرض، لا من اليهود، ولا من النصارى، ولا من أهل البدع، وجاؤوا يضربون به المنهج السلفي) اهـ([25]).
كذا قال الشيخ -عفا الله عنا وعنه- ونسأل الله العافية والسلامة.
وكان مرة يرد على من يصف عبادة الأصنام والأوثان بأنه شرك ساذج! فقال:
(... وأنا ذكرت في كتاب منهج الأنبياء إن الرسول عليه الصلاة والسلام بعث وهناك في العالم دول وطواغيت، طواغيت: كسرى وقيصر والمقوقس وفلان وحكام (...)([26])، كم آية نزلت فيهم؟ يعني ربنا درويش والرسول درويش؟...)اهـ ([27]).
كذا قال، وهذا مستوى الشيخ في الأسلوب وأدبه في الألفاظ مع الله تبارك وتعالى ورسوله !
وكان يتحدث عن النهي عن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد، فتكلم عن قبر الرسول وعن دفن الصحابة له، فقال:
(فاجتهدوا فين يدفنوه، إذا دفنوه بالبقيع يتخذ قبره مسجد، أين يذهبوا؟ إذاً قالوا: ندسّه في بيته...)اهـ ([28])
كذا وصف الصحابة رضي الله عنهم عندما أرادوا دفنه : (ندسّه في بيته)! ولا أدري ما الذي أحوجه إلى التعبير بهذا اللفظ الذي كثيرا ما يستعمل أصله في التحقير والإهانة والذم؟ فقد جاء في كتب اللغة: الدَّسُّ إدخال الشيء من تحته في خفاء، ودسَّه يدُسُّه دَسَّاً إذا أدخله في الشيء بقوة وقهر، ودسا يدسوا نقيض زكا، والدَّسيس: إخفاء المكر والصُّنان الذي لا يقلعه الدواء، والدُّسُس: المراؤون بأعمالهم، والدَّسَّاسة: حية صماء تندس تحت التراب، والدَّسَّاس من الحيات: أخبثها ([29])، وقد استُعمل هذا الأصل اللغوي في القرآن الكريم في موضعين، كلاهما في معرض الذم، الأول: ما أخبر الله تعالى عن ضلال أهل الجاهلية عندما وصفهم بأنهم يئدون البنات وهن أحياء بلا شفقة، قال تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ. يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58-59]، والثاني: قوله تبارك وتعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9-10]، قوله: (دسَّاها) أي: أخفاها بالمعصية، وأخملها بترك الطاعة، وقيل: جعلها خسيسة بالعمل الخبيث، وقيل: أغواها وأغراها بالقبيح، وقيل: دسسها في أهل الخير وليس منهم ([30]).
أما زعمه أن الصحابة رضي الله عنهم اجتهدوا في تحديد المكان المناسب لدفنه ، فهذا غير صحيح لأن النبي نص على المكان الذي يدفن فيه، وسيأتي توضيح هذه المسألة في فصل مستقل ([31]).
وعندما أراد أن يذكر حديثا لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في طاعة ولاة الأمر في المعروف، قال:
(... هذا، خذوا هذا الصحابي، هذا الصحابي عميل؟ عبد الله بن عمرو بن العاص، ماسوني؟ عميل؟ جاسوس؟ ها، الآن اللي يتحدث بمثل هذه الأحاديث عميل جاسوس مخابرات!...) اهـ ([32]).
وقال ايضا في انفعال ظاهر:
(... المسلم حينما يقول كلمة الحق يصبح عميلا وجاسوسا وخطيرا، لعنة الله على، على من، على من أقول؟...) اهـ ([33]).
ومن الأقوال الرديئة للشيخ ربيع قوله:
(... في ضوء منهج الموازنات أئمة السنة كلهم ظلمة خونة غشاشين، وعلى رأسهم أحمد بن حنبل، ويحي بن معين والبخاري، وخلاص، يسقط البخاري في ضوء هذا المنهج، ويسقط مسند أحمد بن حنبل، وتسقط كل كتب السنة وكتب الجرح والتعديل، كلها كذب في كذب في ضوء كتاب اسمه منهج الموازنات، إذن يا أخوة هذا منهج باطل، منهج باطل...)اهـ([34]).
كذا قال! ولا أقول إلا: اللهم إني أعوذ بك من الفحش والتفحش.
وفي محاضرة له في أحد المساجد، سخر من سيد قطب -رحمه الله- متشفيا بما فعل الظلمة به، فقال:
(وبعدين سيد قطب حَطُّوه في قفص مثل الدجاجة، لمّا أرادوا أن يذبحوه راحوا ذبحوه، والله ما أخذ السيف مثل عليّ وخالد وراح يخوض المعارك، حطوه عشر سنوات مثل الدجاجة في قفص وراحوا ذبحوه، إيش سوّى، شفت، والله لا ليش ذبحوه، والله وجدوا عنده مخطط لنسف الجسور والإذاعات وقتل الشخصيات، مخطط إجرامي، ذبحوه، لكن الناس طلّعوه شهيد) اهـ([35]).
قلت: هذا الكلام الرديء يترفع عنه كثير من العلمانيين، ولا أظن مخابرات عبد الناصر قالت مثله في النيل من الأستاذ سيد قطب رحمه الله! وأقل ما يمكن أن أعلق به على هذا الأسلوب السافل هو ما ذكره الشيخ بكر أبو زيد في وصف أسلوب الشيخ ربيع، قائلا: إنه في نزول، وأما سيد فقد سما ([36]).
وإني أنصح وأذكر نفسي والشيخ بقول الله تبارك وتعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53].
---
منقول
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=360496